
حلقات العلم في المساجد
(237)
"من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في
الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا
يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت
الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة
وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه".
أخرجه مسلم (2699)، وأبو داود
(1455) و (4946)، وابن ماجه (225) و (2417) و (2544)، وأحمد 2/ 252، والصواف في
"جزء من حديثه" (20) و (26)، وأبو خيثمة في "العلم" (25)،
وابن أبي شيبة 9/ 85، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (116)، وابن الجارود
(802)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (415)، ومن طريقه القضاعي في
"مسند الشهاب" (458)، والبزار (9128)، وأبو عوانة (11861) - طـ الجامعة
الإسلامية، وابن حبان (84)، وابن بشران في "أماليه" (1349)، والبيهقي في
"الشعب" (1572) و (10737)، وفي "المدخل" (346)، وفي
"الآداب" (855)، وابن عبد البر في "التمهيد" 5/ 337 و 23/
131، وفي "جامع بيان العلم" 1/ 65، والبغوي (130)، وابن عساكر في
"معجم شيوخه" (696) مطولًا ومختصرًا من طرق عن أبي معاوية، عن الأعمش،
عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
فذكره.
وله طرق أخرى عن الأعمش:
أخرجه مسلم (2699)، وأحمد 2/
252، ومن طريقه الصواف في "جزء من حديثه" (20)، وأبو عوانة (11863) - طـ
الجامعة الإسلامية، وابن منده في "التوحيد" (330)، وابن بشران في
"أماليه" (1349)، والحاكم 1/ 89، والبيهقي في "المدخل" (346)،
وفي "الآداب" (92)، وفي "الزهد الكبير" (764)، وفي
"الأربعين الصغرى" (94)، والبغوي في "شرح السنة" (127) و
(130) من طريق عبد الله بن نمير عنه به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث على شرط
الشيخين ولم يخرجاه!".
قلت: قد أخرجه مسلم.
وأخرجه الترمذي (2646) و
(2945)، والبغوي (130) من طريق أبي أسامة عنه به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
وأخرجه مسلم (2699)، والشجري
كما في "ترتيب الأمالي الخميسية" (2511) من طريق أبي أسامة، قال: حدثنا
الأعمش، قال: حدثنا أبو صالح به.
وأخرجه الخطيب البغدادي في
"تاريخ بغداد" 12/ 113 من طريق أبي يحيى الحماني عنه به.
وأخرجه ابن شاهين في
"فضائل الأعمال" (547) من طريق يحيى بن سعيد عنه به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في
"قضاء الحوائج" (97)، وفي "اصطناع المعروف" (156)، والبزار
(9130)، والمخلص في "المخلصيات" (2990) من طريق مالك بن سعير:
حدثنا الأعمش، عن أبي صالح،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ستر على مسلم عورة
ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن
أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، ومن نفس عن مسلم كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم
القيامة، ومن أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم القيامة".
وعند ابن ماجه (2199) منه
"من أقال مسلما، أقاله الله عثرته يوم القيامة".
وبهذه الفقرة فقط من طريق حفص
بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
أخرجه أبو داود (3460)، وأحمد
2/ 252، وابن حبان (5030)، والحاكم 2/ 45، والبيهقي 6/ 27، وفي "الشعب"
(7957)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 192.
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط
الشيخين" وأقره الذهبي.
وأخرجه أبو يعلى في
"معجمه" (326)، ومن طريقه الخطيب في "الكفاية" (ص 68) حدثنا
يحيى بن معين أبو زكريا، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، قال أبو يعلى: لم أفهم- أي عن يحيى - أبا هريرة كما أريد قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
"من أقال مسلما عثرته،
أقاله الله عز وجل عثرته يوم القيامة".
وأخرجه أحمد 2/ 325، والحافظ
في "نتائج الأفكار" 4/ 352 - 353 من طريق أبي بكر ابن عياش عنه به
مختصرًا.
وأخرجه أبو خيثمة في
"العلم" (25)، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (19) من طريق
ابن راهويه، وفي "أخلاق العلماء" من طريق محمد بن الصباح الجرجان،
ثلاثتهم عن جرير بن عبد الحميد عنه به مختصرًا.
وأخرجه أبو داود (3643)،
والدارمي (344)، والحاكم 1/ 88، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" 1/
63 و 65 من طريق زائدة عنه به.
وأخرجه أبو نعيم في
"الحلية" 8/ 119 من طريق فضيل بن عياض عنه به.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (178) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم
قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من فرج عن مسلم كربة في
الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر عورة مسلم ستر الله عورته
يوم القيامة، ومن يسر على مسلم، يسر الله عليه يوم القيامة، والله في حاجة العبد
ما كان العبد في حاجة أخيه".
وقال الهيثمي في "المجمع"
8/ 193:
"رواه الطبراني في
الأوسط، وفي الكبير طرف من آخره، وفيه عبيد الله بن زحر وقد وثقه جماعة وضعفه
آخرون، وبقية رجاله ثقات".
وأخرجه النسائي في
"الكبرى" (7247)، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (114)،
والطبراني في "مكارم الأخلاق" (86)، وابن شاهين في "فضائل
الأعمال" (548) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع عنه به.
وأخرجه البزار (9129)،
والطبراني في "الأوسط" (1951)، وابن حبان (534)، وأبو الشيخ في
"التوبيخ والتنبيه" (112)، والصواف في "جزء من حديثه" (9)،
وشهدة بنت أحمد في "المشيخة" (50)، وأبو طاهر السِلفي في "المشيخة
البغدادية" (33) من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع، وأبي سورة، كلاهما
عنه به.
وأخرجه ابن حبان (1156 -
موارد)، وفي "روضة العقلاء" (ص 246)، والبغوي في "شرح السنة"
تحت الحديث رقم (127) من طريق محاضر بن المورع عنه به.
وأخرجه الترمذي (1425)، والنسائي
في "الكبرى" (7248) عن قتيبة بن سعيد، وأبو الشيخ في "التوبيخ
والتنبيه" (114) من طريق شيبان، والصواف في "جزء من حديثه" (25) من
طريق يحيى بن حماد، ثلاثتهم عن أبي عوانة عنه به.
وأخرجه النسائي في
"الكبرى" (7249)، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 127، وابن
حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 352 من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل عارم،
عن أبي عوانة به.
وربما قال - أي: عارم - عن
أبي سعيد.
ورجح ابن عساكر رواية قتيبة
عن أبي عوانة في كونه لم يذكر أبا سعيد.
وأخرجه أبو نعيم في
"أخبار أصبهان" 2/ 16-17 من طريق علي بن عيسى، حدثنا محمد بن عاصم،
حدثنا أبو داود، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وعن أبي
سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من ستر على مسلم ستر
الله عليه في الدنيا والآخرة".
ولم يتبيّن لي مَن علي بن
عيسى؟!
وأخرجه الشجري كما في
"الأمالي الخميسية" 2/ 179 من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن واسع، وابن
سورة، عن أبي صالح.
فسماه ابن سورة، وأسقط منه
الأعمش!
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
أبي سورة إلا حماد بن سلمة".
وأخرجه أحمد 2/ 500، ومن
طريقه الصواف في "جزء من حديثه" (14) من طريق حزم، قال: سمعت محمد بن واسع،
عن بعض أصحابه عن أبي صالح به.
وحزم هو ابن أبي حزم البصري:
صدوق يهم كما في "التقريب" ولم يتفرّد به فقد أخرجه النسائي في
"الكبرى" (7246)، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (26)،
والقضاعي في "مسند الشهاب" (476) من طريق حماد وهو ابن زيد، عن محمد بن
واسع، قال: حدثني رجل، عن أبي صالح به.
وأخرجه أبو داود (4946)،
والترمذي (1930) (1425)، والنسائي في "الكبرى" (7250) من طريق أسباط بن
محمد، عن الأعمش، قال: حُدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن وقد روى
أبو عوانة، وغير واحد هذا الحديث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم نحوه، ولم يذكروا فيه حدثت عن أبي صالح".
وقال في موضع آخر:
"وروى أسباط بن محمد، عن
الأعمش قال: حُدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
وكأن هذا أصح من الحديث الأول".
قال الحافظ في "نتائج
الأفكار" 4/ 353 - عن هذا التعليل -:
"فيه نظر لانفراد أسباط
بهذه الزيادة".
قلت: هذا الحديث رواه عن الأعمش جمعٌ، وهم أبو معاوية - وهو أحفظ
الناس لحديث الأعمش - وأبو عوانة، وابن نمير، وأبو يحيى الحماني،
ويحيى بن سعيد، ومالك بن
سعير، وابن عياش، وجرير، وزائدة، والفضيل بن عياض، ومحمد بن واسع، وأبو سورة،
ومحاضر بن المورع، وعبيد الله بن زحر، كلهم لم يذكروا تصريح الأعمش بالتحديث سوى
أبي أسامة في رواية مسلم (2699)، والشجري كما في "ترتيب الأمالي
الخميسية" (2511).
وقال ابن عمار الهروي في
"علل الأحاديث في صحيح مسلم" (ص 136):
"رواه الخلق عن الأعمش
عن أبي صالح فلم يذكر الخبر في إسناده غير أبي أسامة فإنه قال فيه: عن الأعمش،
قال: حدثنا أبو صالح، ورواه أسباط بن محمد، عن الأعمش، عن بعض أصحابه، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة، والأعمش كان صاحب تدليس فربما أخذ عن غير الثقات".
قلت: فالحُكم بشذوذ أبي أسامة
بتصريح الأعمش بالتحديث متجه وهو وإن كان ثقة ثبتًا فقد كان بأخرة يحدث من كتب
غيره، فقد قال الآجري، عن أبى داود: قال وكيع: نهيت أبا أسامة أن يستعير الكتب،
وكان دفن كتبه.
وقال ابن أبي حاتم في
"العلل" 5/ 274 - 275:
"سألت أبا زرعة عن حديث
رواه جماعة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
من نفس عن مؤمن كربة ...".
قال أبو زرعة: منهم من يقول:
الأعمش، عن رجل، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح: عن رجل، عن
أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وقال الدارقطني في
"العلل" 10/ 181 - 188 - بعد أن ذكر أوجه الخلاف في هذا الحديث -:
"وهو محفوظ عن الأعمش،
وقد اختلف عنه، فرواه أبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، ويحيى بن سعيد
الأموي، وأبو بكر بن عياش، والثوري، وعبيد الله بن زحر، ومحاضر بن المورع، وجرير،
وعبد الله بن سيف الخوارزمي، وعمار بن محمد، وعمرو بن عبد الغفار، وأبو أسامة،
وأبو كدينة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة ... ثم قال: ورواه أسباط ابن
محمد، واختلف عنه، فقيل: عنه عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
وقيل: عنه عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري جمعهما".
وقال ابن رجب في "جامع
العلوم والحكم":
"هذا الحديث خرجه مسلم
من رواية الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، واعترض عليه غير واحد من الحفاظ في
تخريجه، منهم أبو الفضل الهروي، والدارقطني، فإن أسباط بن محمد رواه عن الأعمش
قال: حُدثت عن أبي صالح، فتبين أن الأعمش لم يسمعه من أبي صالح ولم يذكر من حدثه
به عنه، ورجح الترمذي وغيره هذه الرواية".
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (1332) حدثنا أحمد قال: حدثنا مقدم، قال: حدثنا عمي القاسم،
قال: حدثنا الحكم بن فضيل، عن الأعمش، عن الحكم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن
النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من نفس كربة من كرب
المسلم في الدنيا نفس الله عز وجل عنه كربة من كرب الآخرة، ومن ستر عورة مسلم ستر
الله عورته في الدنيا والآخرة، والله عز وجل في عون العبد ما كان العبد في عون
أخيه".
قلت: شيح الطبراني في هذا
الإسناد هو أحمد بن عمرو البزار الحافظ صاحب المسند.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
الأعمش، عن الحكم إلا الحكم " كذا قال رحمه الله تعالى، وقد أخرجه هو نفسه في
"الأوسط" (9241) حدثنا النعمان بن أحمد، وأبو الشيخ الأصبهاني في
"ذكر الأقران" (109) حدثنا أحمد بن صالح الواسطي ومحمد بن جعفر الشعيري،
ومن طريقه أبو موسى الأصبهاني في "اللطائف" (56) بذكر أحمد بن صالح
الذارع فقط، والحربي في "الفوائد المنتقاة" (134) من طريق أحمد بن كعب:
عن مقدم بن محمد بن يحيى، حدثنا عمي القاسم بن يحيى، عن إبراهيم بن عثمان، عن
الأعمش،
عن الحكم، عن أبي صالح به.
وقال الطبراني:
"لم يدخل بين الأعمش
وأبي صالح، الحكم أحد ممن روى هذا الحديث عن الأعمش إلا أبو شيبة - إبراهيم بن
عثمان - ولا رواه عن أبي شيبة إلا القاسم بن يحيى، تفرد به مقدم بن محمد".
قلت: وأبو شيبة متروك الحديث
ولم يتفرّد به فقد تابعه الحكم بن فضيل، لكن مدار الحديث على مقدم بن محمد بن يحيى
وهو صدوق ربما وهم كما في "التقريب".
وقال أبو موسى الأصبهاني:
"هذا حديث محفوظ من حديث
الأعمش واختلف عليه في إسناده، فرواه الثوري وأبو معاوية وابن نمير وأبو أسامة
ومحاضر وغير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة لم يذكروا الحكم.
وروي عن أبي عوانة عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك.
وروي عن أسباط بن محمد عن
الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح عن أبي هريرة، وقيل: عن أسباط أيضا عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد معا، وتفرد بذكر الحكم بن عتيبة القاسم بن يحيى
بن عطاء المقدمي عم مقدم بن يحيى هذا عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان.
وللأعمش عن الحكم أحاديث عدة
عن غير أبي صالح".
وله طرق ثلاثة أخرى عن أبي
صالح مدارها على محمد بن واسع غير ما تقدّم عنه:
أ - أخرجه النسائي في "الكبرى" (7244)، وأحمد 2/ 292، ومن
طريقه الصواف في "جزء من حديثه" (17) وابن أبي شيبة 9/ 85، والحاكم 4/
383، والخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 84، وتمام في "الفوائد"
(1021) من طريق هشام بن حسان، وابن عبد البر في "التمهيد" 23/ 127 من
طريق حماد بن زيد، كلاهما عن محمد بن واسع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال:
"من ستر أخاه المسلم في
الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس الله
عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط الشيخين
ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: إسناده على شرط مسلم،
محمد بن واسع لم يخرّج له البخاري شيئا إنما هو من رجال مسلم.
وأخرجه عبد الرزاق"
(18933)، وعنه أحمد 2/ 274، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 18)،
وأبو عمرو الداني في "علم الحديث" (15) عن معمر، عن محمد بن واسع، عن
أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من وسع على مكروب كربة
في الدنيا، وسع الله عليه كربة في الآخرة، ومن ستر عورة مسلم في الدنيا، ستر الله
عورته في الآخرة، والله في عون المرء ما كان في عون أخيه".
وقال الحاكم:
"هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة لم يشك في صحته،
وسنده، وليس كذلك، فإن معمر بن راشد الصنعاني ثقة مأمون، ولم يسمع من محمد بن واسع، ومحمد بن واسع
ثقة مأمون، ولم يسمع من أبي صالح، ولهذا الحديث علة، يطول شرحها".
قلت: وأدخل محمد بن واسع بينه
وبين أبي صالح: الأعمش وهو المحفوظ فالحديث حديثه رواه عنه جمع كما تقدّم، ومرة
أخرى أدخل محمد بن المنكدر كما سيأتي في الطريق الثانية، ومرة ثالثة أبهم الواسطة
بقوله حدثني رجل، وفي أخرى عن بعض أصحابه!، ومرة يرويه عن أبي صالح بلا واسطة!،
فهذا التلوّن في الحديث الواحد، بالإسناد الواحد، مع اتحاد المخرج ينبئ بقلة ضبطه.
ب - أخرجه النسائي في "الكبرى" (7245)، وأحمد 2/ 514، والصواف
في "جزء من حديثه" (15) و (24)، وأبو الشيخ في "التوبيخ
والتنبيه" (113)، والمهرواني كما في "المهروانيات" 2/ 769 عن روح
وهو ابن عبادة، قال: حدثنا هشام، عن محمد بن واسع، عن محمد بن المنكدر، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
"من نفس عن أخيه المسلم
كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الآخرة، ومن ستر أخاه المسلم ستره
الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
وهذا إسناد على شرط مسلم،
هشام هو ابن حسان الأزدي القردوسي من رجال الشيخين، وهو معلول تقدّم الكلام عليه.
وقال الخطيب البغدادي:
"هذا حديث غريب من حديث
أبي بكر محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة.
وغريب من رواية محمد بن واسع
الأزدي عن ابن المنكدر، لا أعلم رواه إلا روح بن عبادة عن هشام بن حسان عن محمد بن
واسع.
وخالفه يزيد بن هارون، فرواه
عن هشام عن محمد بن واسع عن أبي صالح عن أبي هريرة، ولم يذكر فيه ابن المنكدر،
وكذلك رواه معمر بن راشد، وعلي بن المبارك، وسلام بن
أبي مطيع، والحمادان بن سلمة وابن زيد، وجماعة غيرهم عن محمد بن واسع.
ورواه: جويبر بن سعيد، عن
محمد بن واسع، عن أبي صالح الحنفي، عن أبي هريرة.
والحديث محفوظ عن أبي صالح
السمان، عن أبي هريرة واسم أبي صالح السمان: ذكوان، واسم أبي صالح الحنفي:
ماهان".
وقد روي الحديث عن الحارث بن
نبهان عن محمد بن واسع عن الأعمش عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة.
وكذلك قيل عن حماد بن سلمة عن
محمد بن واسع، وهو صحيح من حديث الأعمش".
جـ - أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (111)، وهناد في
"الزهد" 2/ 645 و 646، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (95)،
والصواف في "جزء من حديثه" (11) من طريق جويبر، عن محمد بن واسع، عن أبي
صالح الحنفي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من فرج عن أخيه كربة من
كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في
عون أخيه، ومن ستر على أخيه المسلم ستره الله في الدنيا والآخرة".
وهذا إسناد ضعيف جدًا، جويبر:
قال الذهبي: تركوه.
وقال الحافظ في
"التقريب":
ضعيف جدا.
وله طريقان آخران عن أبي
صالح:
أ - أخرجه مسلم (2590 - 71، 72)، وأحمد 2/ 404 و 522، وعبد الرزاق
(18934)، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (110) من طريق سهيل، عن
أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من ستر أخاه المسلم،
ستر الله عليه يوم القيامة".
ب - أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (115)، ومكرم
البزاز في "الفوائد" (226) عن محمد بن علي بن ميمون، حدثنا موسى بن
مروان، حدثنا مبشر بن إسماعيل، حدثنا الخليل بن مرة، عن محمد بن سوقة، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من نفس عن مسلم كربة من
كرب الدنيا فرج الله عز وجل عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله عز وجل في عون
العبد ما كان العبد في عون أخيه" هذا لفظ البزاز، ولفظ أبي الشيخ "من
ستر عورة مسلم، ستر الله عورته يوم القيامة".
وإسناده ضعيف، فيه الخليل بن
مرة الضبعي، قال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
وجاء من حديث ابن سيرين عن
أبي هريرة مختصرًا وفيه زيادة:
أخرجه أبو نعيم في
"الحلية" 3/ 42 حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: حدثنا محمد بن يونس ابن
موسى، قال: حدثنا أزهر بن سعد، قال: حدثني ابن عون عنه مرفوعًا:
"لا يزال الله تعالى في
عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، والله يحب إغاثة اللهفان".
وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث ابن عون
عن أبي هريرة مرفوعا لم نكتبه إلا من حديث أزهر".
وإسناده ضعيف جدا، محمد بن
يونس بن موسى: هو الكديمي، قال الدارقطني:
"يتهم بوضع الحديث وما
أحسن فيه القول إلا من لم يخبر حاله".
وجاء من حديث أبي سلمة عن أبي
هريرة:
أخرجه الطبراني في
"الأوسط" (4504)، وفي "مكارم الأخلاق" (85)، وأبو علي الصواف
في "جزء من حديثه" (2)، ومن طريقه الخطيب البغدادي 12/ 52 من طريق العلاء
بن مسلمة بن عثمان قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني قال: حدثنا الأوزاعي، عن
يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"من فرج عن مؤمن كربة
جعل الله تعالى له يوم القيامة شعبتين من نور على الصراط يستضيء بضوئهما عالَم لا
يحصيهم إلا رب العزة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث، عن
الأوزاعي إلا محمد بن مصعب، تفرد به العلاء بن مسلمة".
وقال الهيثمي 8/ 193:
"وفيه العلاء بن سلمة
(كذا، والصواب: مسلمة) بن عثمان وهو ضعيف".
قلت: هذا تساهل من الهيثمي،
العلاء بن مسلمة بن عثمان: متروك، ورماه ابن حبان بالوضع كما في "التقريب".
ومحمد بن مصعب: كثير الغلط،
كما في "التقريب".
وقال صالح جزرة: عامة حديثه
عن الاوزاعي مقلوبة، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال النسائي: ضعيف.
وحكم ببطلان هذا الحديث
الحافظ الذهبي في "السير" 13/ 416.
وأخرجه مسلم (2700)، والترمذي
(3378)، وأحمد 3/ 92، والطيالسي (2233)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب"
(530)، وأبو يعلى (1252)، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 204 - 205، والبغوي
في "شرح السنة" (1240) من طرق عن شعبة، وابن أبي شيبة 10/ 307، وعنه ابن
ماجه (3791) من طريق عمار بن رزيق، والترمذي (3378)، وأحمد 3/ 49 ومن طريقه أبو
نعيم في "الحلية" 9/ 24 من طريق سفيان، وأحمد 2/ 447 و 3/ 33 من طريق
إسرائيل، وابن حبان (855) من طريق أبي الأحوص، خمستهم عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي
مسلم، قال: أشهد على أبي سعيد، وأبي هريرة، أنهما شهدا لي على رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال:
"ما قعد قوم يذكرون الله
إلا حفت بهم الملائكة، وتنزلت عليهم السكينة، وتغشتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن
عنده".
وأخرجه عبد الرزاق كما في
"جامع معمر" (20577)، وعنه أحمد 3/ 94، وعبد بن حميد (859)، والبغوي في
"شرح السنة" (947) أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق به.
وزاد:
"إن الله يمهل حتى إذا
ذهب ثلث الليل الأول، نزل إلى هذه السماء الدنيا، فنادى: هل من مذنب يتوب، هل من
مستغفر، هل من داع، هل من سائل، إلى الفجر".
وفي الباب عن أبي هريرة أيضا:
أخرجه الطبراني في
"الأوسط" (1429) حدثنا أحمد، قال: حدثنا علي بن محمد بن أبي المضاء،
قال: كتبت من كتاب خلف بن تميم، عن علي بن مسعدة، قال: حدثنا عبد الله الرومي:
"عن أبي هريرة أنه مر
بسوق المدينة، فوقف عليها، فقال: يا أهل السوق، ما أعجزكم، قالوا: وما ذاك يا أبا
هريرة؟ قال: ذاك ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم، وأنتم هاهنا لا تذهبون
فتأخذون نصيبكم منه، قالوا: وأين هو؟ قال: في المسجد. فخرجوا سراعا إلى المسجد،
ووقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا، فقال لهم: ما لكم؟ قالوا: يا أبا هريرة فقد أتينا
المسجد، فدخلنا، فلم نر فيه شيئا يقسم، فقال لهم أبو هريرة: أما رأيتم في المسجد
أحدا؟ قالوا: بلى، رأينا قوما يصلون، وقوما يقرءون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال
والحرام، فقال لهم أبو هريرة: ويحكم، فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
عبد الله بن الرومي إلا علي بن مسعدة".
وقال المنذري في
"الترغيب والترهيب" 1/ 103، والهيثمي في "المجمع" 1/ 124:
"رواه الطبراني في
(الأوسط)، وإسناده حسن!".
وقال العراقي في "المغني
عن حمل الأسفار" (ص 351):
"أخرجه الطبراني في
(المعجم الصغير) بإسناد فيه جهالة أو انقطاع".
ولم أجده في "المعجم
الصغير" فلعل عزوه إليه وهم منه، والحديث كما قال فيه جهالة فإن عبد الله
الرومي: مجهول، لم يرو عنه غير علي بن مسعدة الباهلي [1]،
ولم أجد فيه تعديلا.
وفيه أيضا علي بن مسعدة: فيه
ضعف.
وفي الباب عن معاوية، وعقبة بن عامر، والحارث بن عوف:
أما حديث معاوية رضي الله عنه:
فأخرجه مسلم (2701)، والترمذي
(3379)، والنسائي (5426)، وأحمد 4/ 92، والحسين المروزي في "زياداته"
على "الزهد" لابن المبارك (1120)، وابن أبي شيبة10/ 305، وابن أبي عاصم
في "الآحاد والمثاني" (529)، وأبو يعلى (7387)، وابن حبان (813)،
والطبراني 19/ (701)، وفي "الدعاء" (1892)، والآجري في "الشريعة"
(1944) و (1945) و (1946)، والبيهقي في "الشعب" (529)، والأصبهاني في
"الترغيب والترهيب" (1378)، والمزي في "تهذيب الكمال" 27/
369، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 29 من طرق عن مرحوم بن عبد العزيز،
عن أبي نعامة السعدي، عن أبي عثمان، عن أبي سعيد الخدري، قال:
"خرج معاوية على حلقة في
المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله، قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟
قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد
بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني، وإن رسول الله صلى
الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله
ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومن به علينا، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا:
والله ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل
فأخبرني، أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن غريب لا
نعرفه إلا من هذا الوجه، وأبو نعامة السعدي اسمه عمرو بن عيسى، وأبو عثمان النهدي
اسمه عبد الرحمن بن مل".
فتعقبه المزي في
"الأطراف" 8/ 440 بقوله:
"كذا قال، وهو وهم، إنما
هو عبد ربه...وأما عمرو بن عيسى فهو أبو نعامة العدوي وهو شيخ آخر".
وقال الحافظ في "تهذيب
التهذيب" 12/ 258:
"فجزم بذلك - يعني:
المزي - مع أنه حكى عن ابن حبان ما يقتضي أنه اختلف فيه".
وأخرجه الآجري في
"الشريعة" (1947)، والطبراني 19/ (854) من طريق عبد الأعلى بن عبد
الأعلى السامي، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن بريدة:
أن معاوية رحمه الله خرج على
قوم يذكرون الله عز وجل، فقال: سأبشركم بما بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثلكم، إنكم لا تجدون رجلا منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلتي، أقل
حديثا عنه مني، كنت ختنه، وكنت في كتابه، وكنت أرحل له راحلته، وإن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال لقوم يذكرون الله عز وجل: إن الله تبارك وتعالى ليباهي بكم
الملائكة".
وإسناده صحيح، سعيد الجريري:
اختلط أو تغير قبل موته، وسماع عبد الأعلى منه قبل أن يتغيّر.
وأخرجه الطبراني 19/ (788)،
وفي "الدعاء" (1893) حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا الحسن بن بشر
البجلي، حدثنا المعافى بن عمران، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب:
"أن نفرا كانوا في عهد
معاوية رضي الله عنه يشهدون الفجر ويجلسون عند قاص الجماعة، فإذا سلم تنحوا إلى
ناحية المسجد ويذكرون الله عز وجل ويتلون كتاب الله حتى يتعالى النهار، فأخبر
معاوية رضي الله عنه بهم فجاء يهرول أو يسعى في مشيته حتى وقف عليهم، فقال: جئت
أبشركم ببشرى الله عز وجل فيما رزقكم أن نفرا على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم أحسبه قال: كانوا يصنعون نحوا مما تصنعون، فأقبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم كأني أحكيه في مشيته حتى وقف عليهم فقال: أبشروا والذي نفسي بيده إن الله عز
وجل ليباهي بكم الملائكة".
وإسناده ضعيف، موسى بن عبيدة الربذي: ضعيف.
وأما حديث عُقبة بن عامر الجهني:
فأخرجه مسلم (803)، وابن أبي
شيبة 10/ 503، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (64)، وأبو عوانة (3778)،
وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 341 و 2/ 8 عن الفضل بن دكين، وأبو داود
(1456)، والفريابي في "فضائل القرآن" (68)، والروياني (206) من طريق ابن
وهب، وأحمد 4/ 154، والفاكهي في "الفوائد" (16)، وأبو عوانة (3778) و
(3779)، والآجري في "أخلاق أهل القرآن" (18)، والطبراني 17/ (799)، وأبو
نعيم في "الحلية" 2/ 8، وابن بشران في "الأمالي" (382)، والبيهقي
في "السنن الصغير" (945)، وفي "الشعب" (1787)، وفي
"الآداب" (859) عن عبد الله بن يزيد المقرئ، وإبراهيم الحربي في
"غريب الحديث" 2/ 482، والفريابي في "فضائل القرآن" (67)،
وابن حبان (115) من طريق ابن المبارك، والطبراني في "الأوسط" (3186) -
وعنه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 8 - من طريق عبد الله بن صالح، خمستهم عن
موسى بن علي، قال: سمعت أبي، يحدث عن عقبة بن عامر، قال:
"خرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن في الصفة، فقال: أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان، أو إلى
العقيق، فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم، ولا قطع رحم؟ فقلنا: يا رسول الله
نحب ذلك، قال: أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم، أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز
وجل، خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهن
من الإبل" واللفظ لمسلم.
وأما حديث أَبي واقدٍ الحارث بن عوف:
فأخرجه البخاري (66) و (474)،
ومسلم (2176)، والترمذي (2724)، والنسائي في "الكبرى" (5869)، وابن أبي
عاصم في "الآحاد والمثاني" (901)، وأبو عوانة (9535) و (9536) - ط
الجامعة الإسلامية، وابن حبان (86)، والطبراني 3/ (3308)، وفي "الدعاء"
(1909)، وابن بشران في "الأمالي" (615)، وأبو نعيم في "معرفة
الصحابة" (2021)، والبيهقي 3/ 231، وفي "الآداب" (308)، والبغوي في
"شرح السنة" (3334)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 268 من
طرق عن مالك (وهو في "الموطأ" 2/ 960)، ومسلم (2176)، والنسائي في
"الكبرى" (5870)، وأحمد 5/ 219، وأبو يعلى (1445)، وأبو عوانة (9537) و
(9538)، والطبراني 3/ (3309) [2]،
وفي "الدعاء" (1910)، والبيهقي 3/ 234، وفي "الأسماء والصفات"
2/ 433، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 267 و 267-268 من طريق يحيى بن
أبي كثير، كلاهما عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أبي مرة، عن أبي واقد
الليثي:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فأما أحدهما: فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما
الثالث: فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم عن
النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا
الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
غريب الحديث
(السكينة) الطمأنينة والوقار.
(حفتهم الملائكة) أي: حافتهم
من قوله عز وجل: {حافين من حول العرش}، أي: محدقين محيطين به مطيفين
بجوانبه.
فكأن الملائكة قريب منهم قربا
حفتهم حتى لم تدع فرجة تتسع لشيطان.
(وغشيتهم الرحمة) لا يستعمل
غشي إلا في شيء شمل المغشي من جميع أجزائه، قال الشيخ شهاب الدين بن فرج: والمعنى
في هذا فيما أرى أن غشيان الرحمة يكون بحيث يستوعب كل ذنب تقدم إن شاء الله تعالى.
(وذكرهم الله فيمن عنده) أي:
في الملأ الأعلى كما في الحديث الآخر: "وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير
منهم".
يستفاد من الحديث
أولًا: فضل الاجتماع على تلاوة كتاب الله تعالى ومدارسته في المساجد.
ثانيًا: بيان ثواب المجتمعين لقراءة القرآن، وأعلاه ذكر الله تعالى لهم فيمن
عنده من الملائكة، قال الله تعالى: {فاذكروني أذكركم} [البقرة: 152]، وقال
تعالى: {ولذكر الله أكبر} [العنكبوت: 45].
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
8 - ربيع الثاني - 1441 هجري.
________________________________________
1 - ولقد وهم الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" 1/ 144، إذ
قال:
"والرومي..وثقه ابن
حبان، وروى عنه ثلاثة من الثقات، غير علي بن مسعدة".
قلت: إنما ذاك رجل آخر اسمه
عبد الله بن عبد الرحمن البصري، ويعرف بالرومي أيضا، ولم يرو عنه علي بن مسعدة
البتة.
2 - ووقع تحريف في مطبوعه، فجاء إسناده هكذا: (إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة، عن مولاه أبي واقد الليثي)، فمولاه تحريف، وصوابه: (عن حديث أبي مرة) كما في "الدعاء" له.
ووقع عند أبي عوانة (9537)
و (9538)، وابن عساكر 67/ 267 (مولى أبي مرة)، وقال أبو عوانة:
"وإنما هو: أن أبا مرة
مولى عقيل حدثه".
ووقع تحريف في مطبوع
"مسند أبي يعلى" فتحرّف (حديث أبي مرة) إلى: (حريث أبي مرة).
إرسال تعليق