
منع من يفعل منكرا من الإمامة
(251) "أمّ رجل قوما فبصق في القبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ: لا يصلي لكم. فأراد بعد ذلك أن يصلي لهم، فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: نعم. وحسبت أنه قال: إنك آذيت الله ورسوله".
حسن لغيره - أخرجه أبو داود (481) - ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" 2/ 162 -، وأحمد 4/ 56، وابن حبان (1636)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6221) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6841) -، والمزي في "تهذيب الكمال" 13/ 39 من طرق عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكر بن سوادة الجذامي، عن صالح بن حيوان، عن أبي سهلة السائب بن خلاد: "أن رجلا أم قوما...فذكره" واللفظ لأبي داود.
وإسناده ضعيف، صالح بن حيوان، ويقال: صالح بن خيوان: لم يرو عنه غير بكر بن سوادة الجذامي، ووثقه العجلي (747) - ترتيب ثقاته، وابن حبان 4/ 373، وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" 1/ 294:
"لا يحتج به".
وعاب ذلك عليه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 282، وصحّح حديثه، ولما ذكره ابن خلفون في "الثقات" كما في "إكمال تهذيب الكمال" 6/ 326 قال:
"غمزه بعضهم، وقال: لا يحتج به".
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو:
أخرجه بقي بن مخلد كما في "بيان الوهم والإيهام" 5/ 282 حدثنا هارون بن سعيد، والطبراني 13/ (104) من طريق أحمد بن صالح، كلاهما عن ابن وهب، قال: حدثني حيي، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، قال:
"أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي بالناس صلاة الظهر فتفل في القبلة، وهو يصلي، فلما كان صلاة العصر أرسل إلى آخر، فأشفق الرجل الأول فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أنزل في؟ قال: لا، ولكنك تفلت بين يديك وأنت تؤم الناس، فآذيت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم".
وعند الطبراني: "فآذيت الله وملائكته".
وصححه أبو الحسن بن القطان، وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 20:
"ورجاله ثقات".
قلت: إسناد رجاله ثقات غير حيي بن عبد الله بن شريح المعافري: قال الإمام أحمد: أحاديثه مناكير.
وقال البخاري: فيه نظر.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن معين: ليس به بأس.
وقال ابن القطان:
"وجاء من طريق آخر مرسلا، وفي هذا غنى عنه".
يستفاد من الحديث
أولًا: منع من يفعل منكرا من إمامة الناس.
ثانيًا: أن البصق في قبلة المسجد فيه إيذاء لله سبحانه وتعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: التشديد في البصاق تجاه القبلة، وقد تقدّم الكلام في هذا الباب برقم (180).
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام.
إرسال تعليق