حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

النهي عن تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

النهي عن تخطي رقاب الناس يوم الجمعة

النهي عن تخطي رقاب الناس يوم الجمعة


(306) "جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اجلس فقد آذيت"

 

صحيح - أخرجه أبو داود (1118) - ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (2823)، وابن عبد البر في "الاستذكار" 2/ 25، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 1/ 511 - من طريق بشر بن السري، والنسائي (1399)، وفي "الكبرى" (1718)، والطحاوي 1/ 366، وابن الجارود (294)، وابن حبان (2790)، والبيهقي 3/ 231، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (925)، والضياء في "المختارة" (23) و (26) من طريق عبد الله بن وهب، وأحمد 4/ 188، والبزار (3506) عن زيد بن الحباب، وأحمد 4/ 190، وابن خزيمة (1811)، والحاكم 1/ 288 - وعنه البيهقي في "المعرفة" (6614) -، والضياء في "المختارة" (24) و (25) عن عبد الرحمن بن مهدي، أربعتهم عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، قال: كنا مع عبد الله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فجاء رجل يتخطى رقاب الناس، فقال عبد الله بن بسر: فذكره.

واللفظ لأبي داود.

وزاد أحمد، والبزار، وابن خزيمة، والطحاوي، وابن الجارود، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، والضياء: "وآنيت".

ومعنى (آنيت): أي: أبطأت في المجيء، وأخرته عن أوانه.

وزاد الطحاوي، وابن الجارود، والبيهقي: "قال أبو الزاهرية: وكنا نتحدث معه حتى يخرج الإمام".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.

وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1953) من طريق أسد بن موسى، حدثنا معاوية بن صالح به، وفيه:

"اجلس فقد أبيت وآذيت".

والذي يظهر لي أن (أبيت) تحريف، فقد أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 488 من طريق الطبراني به، وفيه: "اجلس فقد آنيت وآذيت".

وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1825) من طريق أسد بن موسى، قال: حدثنا معاوية بن صالح به، وفيه:

"اجلس، فقد آذيت".

وفي الباب عن جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، والأرقم بن أبي الأرقم، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن أنس، وأبي الدرداء:

أما حديث جابر بن عبد الله:

فأخرجه ابن ماجه (1115) من طريق عبد الرحمن المحاربي، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله:

"أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فجعل يتخطى الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلس، فقد آذيت وآنيت".

وإسناده ضعيف، إسماعيل بن مسلم المكي: ضعيف، والمحفوظ أنه مرسل:

فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 144، وأبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" 1/ 206 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (6615) -عن هشيم، قال: أخبرنا منصور، ويونس، عن الحسن: مرسلا.

وأخرجه عبد الرزاق (5498) عن معمر، عن قتادة، عن الحسن به.

وأخرجه عبد الرزاق (5499) عن إبراهيم بن يزيد، عن الوليد بن عبد الله، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.

وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن يزيد الخوزي: متروك.

وأما حديث أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة:

فقد تقدّم تخريجه برقم (303)، ولفظه:

"من اغتسل يوم الجمعة، واستاك، ومس من طيب إن كان عنده، ولبس من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخط رقاب الناس، ثم ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام، فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها. قال: وكان أبو هريرة يقول: وثلاثة أيام زيادة، إن الله جعل الحسنة بعشر أمثالها".

وأما حديث عبد الله بن عمرو:

فقد تقدّم تخريجه تحت الحديث رقم (302)، ولفظه:

"يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضرها بلغو فهو حظه منها، ورجل حضرها بدعاء، فهو رجل دعا الله، فإن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا، فهي كفارة له إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك لأن الله يقول: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}".

وفي الباب عن عبد الله بن عمرو أيضا:

"من اغتسل يوم الجمعة، ومس من طيب امرأته إن كان لها، ولبس من صالح ثيابه، ثم لم يتخط رقاب الناس، ولم يلغ عند الموعظة كانت كفارة لما بينهما، ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا".

أخرجه أبو داود (347) - ومن طريقه البيهقي 3/ 231 -، وابن خزيمة (1810)، والطحاوي 1/ 368، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (530)، وأبو القاسم الأصبهاني "الترغيب والترهيب" (949) من طرق عن عبد الله بن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: فذكره.

وأسامة بن زيد الليثي: قال النسائي وغيره: ليس بالقوي.

وقد روى له الإمام مسلم في الشواهد مما يرويه عنه ابن وهب، وقال ابن عدي في "الكامل" 2/ 78:

"يروي عنه ابن وهب بنسخة صالحة".

وأما حديث الأرقم بن أبي الأرقم:

فأخرجه أحمد 3/ 417 - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1025)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 1/ 74، وابن العديم في "تاريخ حلب" 6/ 2980 - حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن هشام بن زياد، عن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:

"إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة، ويفرق بين الاثنين بعد خروج الإمام كالجار قصبه في النار".

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1025) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا عباد بن عباد المهلبي به.

وأخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" 1/ 78 - السفر الثاني، وأخرجه الطبراني 1/ (908)، والحاكم 3/ 504 [1] من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل، وابن قانع في "معجم الصحابة" 1/ 47 عن أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد، والطبراني 1/ (908)، وابن بشران في "أماليه" (834) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، والطبراني 1/ (908)، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص 124) من طريق محمد بن عبد الرحيم الديباجي، خمستهم (ابن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز بن الجعد، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، ومحمد بن عبد الرحيم الديباجي) عن محمد بن بكار، حدثنا عباد بن عباد المهلبي، عن هشام بن زياد، عن عمار بن سعد، عن عثمان بن أرقم بن أبي الأرقم به.

فزاد في إسناده عمار بن سعد، وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (624):

"غريبٌ من حديث الأرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم, تفرّد به أبو المقدام هشام بن زياد، عن عمار بن سعد، عن عثمان بن الأرقم، عن أبيه".

وأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (115)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" 2/ 647 عن الحسن بن عرفة، حدثنا عباد بن عباد، عن هشام بن زياد، عن عمار بن سعد، عن عثمان بن أرقم به.

وأخرجه الطبراني 9/ (8399) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4938) - من طريق إسماعيل بن هارون أبي قرة، حدثنا هشام بن زياد، عن عمار بن سعد، عن عثمان بن الأزرق، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

والحديث إسناده ضعيف جدا، فمداره على هشام بن زياد بن أبي يزيد وهو متروك.

وأما حديث أنس بن مالك:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3607)، وفي "المعجم الصغير" (468)، والبيهقي في "الشعب" (2741) من طريق سعيد بن سليمان الواسطي، قال: حدثنا موسى بن خلف العمي، قال: حدثنا القاسم العجلي، عن أنس بن مالك، قال:

"بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ جاء رجل تخطي رقاب الناس، حتى جلس قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: ما منعك يا فلان أن تجمع؟ قال: يا رسول الله، قد حرصت أن أضع نفسي بالمكان الذي ترى، قال: قد رأيتك تخطى رقاب المسلمين وتؤذيهم، من آذى مسلما فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن أنس بن مالك إلا القاسم العجلي، ولا عن القاسم، إلا موسى بن خلف، تفرد به سعيد بن سليمان".

وإسناده ضعيف، القاسم بن مطيب العجلي: ضعّفه يحيى بن معين كما في "لسان الميزان" 9/ 394:

وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 213:

"يخطئ عمن يروي على قلة روايته، فاستحق الترك كما كثر ذلك منه".

وقال الدارقطني في "العلل" 5/ 143:

"كوفي، ثقة!".

وأما حديث ابن عباس:

فأخرجه ابن أبي عمر العدني كما في "المطالب العالية" (720) - ومن طريقه الطبراني في "الأوسط" (8001)، وابن عبد البر في "التمهيد" 10/ 74 - حدثنا بشر بن السري، حدثنا عمر بن الوليد الشني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال:

"جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يلهو أحدكم حتى إذا كادت الجمعة تفوته جاء يتخطى رقاب الناس يؤذيهم، فقال: ما فعلت يا رسول الله، ولكن كنت راقدا ثم استيقظت فقمت وتوضأت ثم أقبلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أو يوم وضوء هذا".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلا عمر بن الوليد، ولا عن عمر إلا

بشر بن السري، تفرد به محمد بن أبي عمر".

وقال ابن عبد البر:

"هكذا حدثت به مرفوعا، وهو عندي وهم لا أدري ممن، والله أعلم، وإنما القصة محفوظة لعمر لا للنبي صلى الله عليه وسلم".

وقال الحافظ:

"رجاله ثقات إلا عمر ففيه مقال".

قلت: عمر بن الوليد الشني: ثقة، تفرّد النسائي بقوله فيه: (ليس بالقوي)، وقد وثقّه الإمام أحمد، وابن معين، وأبو زرعة، وابن حبان.

وقال أبو حاتم: ما أرى بحديثه بأسًا.

وقال يعقوب بن سفيان: لا بأس به.

وقال علي بن المديني: سمعت يحيى بن سعيد وذكر عمر بن الوليد الشني فحرك يده كأنه لا يقويه، قال علي: فاسترجعت أنا، قال مَالَك؟ فقلتُ: إذا حركت يدك فقد أهلكته عندي، قال: ليس هو عندي ممن أعتمد عليه، ولكن لا بأس به.

وقال عمرو بن علي: لم يحدثنا يحيى بن سعيد عن عمر بن الوليد الشني.

وقال البوصيري في "إتحاف الخيرة" (1553):

"رجاله ثقات" فلم يستثن أحدًا من رواته، وهو كما قال، والأمر كما قال ابن عبد البر أنه وهم لا يُدرى ممن هو، وقد قال أبو حاتم الرازي في ابن أبي عمر العدني:

" كانت فيه غفلة".

وأما حديث معاذ بن أنس:

فأخرجه الترمذي (513) - ومن طريقه البغوي (1086) -، وابن ماجه (1116)، وأبو يعلى (1491)، وفي "المفاريد" (9)، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 347-348، وابن عدي في "الكامل" 4/ 74، والبيهقي في "الشعب" (2740)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (924) من طريق رشدين بن سعد، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنم".

وقال الترمذي:

"حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد...وقد تكلم بعض أهل العلم في رشدين بن سعد وضعفوه من قبل حفظه".

وقال ابن حبان:

"رشدين بن سعد، وزبان بن فائد: ليسا بشيء".

وأخرجه أحمد 3/ 437 عن أبي سعيد مولى بني هاشم، وحسن، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر والمغرب" (ص 331) عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبّار، والطبراني 20/ (418) من طريق أسد بن موسى، وابن عدي في "الكامل" 4/ 74 من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، خمستهم عن ابن لهيعة، عن زبان بن فائد به.

وأما حديث أبي الدرداء:

فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (33)، وابن شاهين في "ناسخ الحديث" (634)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق " 45/ 408 من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، قال: حدثنا أرطاة بن المنذر، عن عبد الله بن رزيق، عن عمرو بن الأسود، عن أبي الدرداء قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا تأكل متكئا، ولا تخط رقاب الناس يوم الجمعة".

ولفظ ابن شاهين: "لا تأكل متكئا، ولا على غربال".

وفي لفظ لابن عساكر: "لا تأكل متكئا ولا على غربال، ولا تتخذن من المسجد مصلى لا يُصَلّى [2] إلا فيه، ولا تخطى رقاب الناس يوم الجمعة فيجعلك الله لهم جسرا يوم القيامة".

وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به أرطاة بن المنذر".

وقال ابن عساكر:

"قال الخطيب: كذا سماه ونسبه أبو اليمان ووهم في ذلك، والصواب أنه رزيق أبو عبد الله كذلك ذكره أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر وأبو عبد الله البخاري وأبو حاتم الرازي".

وقال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 301:

"رزيق أبو عبد الله الألهاني...ينفرد بالأشياء التي لا تشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إلا عند الوفاق".

وذكره أيضا في كتاب "الثقات" 4/ 239!

وقال أبو زرعة الرازي: لا بأس به.

وذكره ابن خلفون في "الثقات" كما في "إكمال تهذيب الكمال" 4/ 378.

 

يستفاد من الحديث

 

النهي عن تخطي رقاب الناس يوم الجمعة، قال ابن رجب في "فتح الباري" 8/ 204:

"وأكثر العلماء على كراهة تخطي الناس يوم الجمعة، سواء كان الإمام قد خرج أو لم يخرج بعد".

وقال 8/ 205:

"ومتى احتاج إلى التخطي لحاجة لا بدّ منها من وضوء أو غيره، أو لكونه لا يجد موضعا للصلاة بدونه، أو كان إمامًا لا يمكنه الوصول إلى مكانه بدون التخطي، لم يكره".

 _____________________

- وتحرّف في مطبوع المستدرك (محمد بن بكار) إلى (أحمد بن بكار)، وانظر "إتحاف المهرة" (134).

 2 - وفي "المجروحين": "لا تُصلّي إلا فيه" وهو أقرب للصواب.

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015