
رفع الصوت بالخطبة
(316) "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم، فيخطب، فيحمد الله، ويثني عليه بما هو أهله، ويقول: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وكان إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه، وعلا صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش، صبحكم مساكم، من ترك مالا فللورثة، ومن ترك ضياعا أو دينا فعلي وإلي، وأنا ولي المؤمنين".
أخرجه مسلم (867-45)، وأبو
داود (2954)، والنسائي (1578)، وفي "الكبرى" (1799) و (5861)، وابن ماجه
(2416)، وأحمد 3/ 337-338 و 371، وابن المبارك في "مسنده" (87)، وفي "الزهد"
(1596)، وعبد الرزاق (15262)، وهناد في "الزهد" (324)، وابن أبي عاصم في
"السنة" (24) و (259)، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1774)،
والفريابي في "القدر" (448)، وابن خزيمة (1785)، وأبو عوانة (2773) طبعة
الجامعة الإسلامية، وابن حبان (3062)، والآجري في "الشريعة" (84) و
(408)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (1491)، وأبو نعيم في
"الحلية" 3/ 189 و 7/ 124، والبيهقي 3/ 207 و 214 و 6/ 351، وفي
"الأسماء والصفات" 1/ 202، وفي "القضاء والقدر" (346)،
والبغوي (4295) تاما ومختصرا من طرق عن سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جابر، قال: فذكره.
وزاد النسائي، والفريابي،
وابن خزيمة، والآجري، وابن بطة، وأبو نعيم، والبيهقي في "الأسماء
والصفات": "وكل ضلالة في النار".
واستدركه الحاكم 4/ 523 على
الشيخين، وفاته أنه في "صحيح مسلم".
وله طرق عن جعفر بن محمد:
أ - أخرجه مسلم (867-43)، وابن ماجه (45)، وأبو يعلى (2111)، وابن الجارود (297)، وابن حبان (10)، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (8)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (82) و (83)، والبيهقي 3/ 206، وفي "الأسماء والصفات" 1/ 482، وفي "المدخل إلى السنن الكبرى" (202) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال:
"كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول:
صبحكم ومساكم، ويقول: بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين إصبعيه السبابة،
والوسطى، ويقول: أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر
الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، ثم يقول: أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك
مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي".
ب - أخرجه مسلم (867-44)، وابن الجارود (298)، وأبو عوانة (2771) و (2772) طبعة الجامعة الإسلامية، وابن المنذر في "الأوسط" (1798)، وابن بطة في "الإبانة الكبرى" (148)، والبيهقي 3/ 208 و 213 و 214، وفي "المعرفة" (6493) من طرق عن سليمان بن بلال، حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: سمعت جابر بن عبد الله، يقول:
"خطبة رسول الله صلى
الله عليه وسلم يوم الجمعة: يحمد الله ويثني عليه، ثم يقول على أثر ذلك وقد علا
صوته واشتد غضبه واحمرت وجنتاه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم أو مساكم، ثم يقول: بعثت
أنا والساعة كهاتين وأشار بإصبعه الوسطى والتي تلي الإبهام، ثم يقول: إن أفضل
الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، من
ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي".
جـ - أخرجه النسائي (1311)، وأحمد 3/ 319، والمروزي في "السنة" (73)، وأبو عوانة (2775) طبعة الجامعة الإسلامية: عن يحيى القطان، عن جعفر، حدثني أبي، عن جابر بن عبد الله:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقول في خطبته بعد التشهد: إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي
هدي محمد - قال يحيى: ولا أعلمه إلا قال - وشر الأمور محدثاتها، وكان إذا ذكر
الساعة أعلى بها صوته، واشتد غضبه، كأنه منذر جيش، ثم يقول: بعثت أنا والساعة
كهاتين. وأومأ: وصف يحيى بالسبابة، والوسطى".
وإسناده صحيح.
د - أخرجه أحمد 3/ 310-311 عن مصعب بن سلام، حدثنا جعفر، عن أبيه، عن جابر، قال:
"خطبنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم: فحمد الله، وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال: أما بعد، فإن أصدق
الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة،
ثم يرفع صوته، وتحمر وجنتاه، ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة، كأنه منذر جيش، قال: ثم
يقول: أتتكم الساعة، بعثت أنا والساعة هكذا - وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى -
صبحتكم الساعة ومستكم، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي، وعلي.
والضياع: يعني ولده المساكين".
وإسناده ضعيف، مصعب بن سلام: ضعّفه جمعٌ.
هـ - أخرجه الدارمي (206)، وابن وضاح في "البدع والنهي عنها" (53) من طريق يحيى بن سليم، حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنهما - قال:
"خطبنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن أفضل الهدي هدي محمد صلى الله
عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة".
يحيى بن سليم هو الطائفي القرشي:
صدوق سيء الحفظ كما في "التقريب".
و - أخرجه أبو يعلى (2119) من طريق وهيب بن خالد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان إذا خطب احمرت عيناه، واشتد غضبه، وعلا صوته حتى كأنه منذر جيش، ثم
قال: صبحتكم الساعة ومستكم، بعثت أنا والساعة كهاتين السبابة والوسطى، أما بعد فإن
خير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة".
وإسناده صحيح.
ز - أخرجه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (3)، وفي "قصر الأمل" (124)، وابن خزيمة (1785)، وأبو عوانة (2774) طبعة الجامعة الإسلامية، وأبو طاهر المخلص في "جزء فيه سبعة مجالس من أماليه" (39) من طريق أنس بن عياض، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر:
"أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا خطب حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإن أصدق
الحديث كتاب الله عز وجل، وإن أفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور
محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. ثم يرفع صوته، وتحمر وجنتاه، ويشتد غضبه إذا ذكر الساعة،
كأنه منذر جيش، ثم يقول عليه السلام: صبحتكم أو مستكم. ثم يقول عليه السلام: بعثت
أنا والساعة كهاتين. ويفرق أو يقرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام: صبحتكم
الساعة أو مستكم، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي".
وإسناده صحيح.
"كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ويقول على إثر ذلك: إن أفضل الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة".
وزاد الطبراني: "ومن ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جعفر بن محمد إلا أبو موسى الأنصاري".
محمد بن جعفر بن محمد: متكلم فيه، وانظر "لسان الميزان" 7/ 30.
ط - أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 376-377، والبيهقي 3/ 207، وفي "المعرفة" (6491) و (6492) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله:
"أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان إذا خطب الناس احمرت عيناه، ورفع صوته، واشتد غضبه كأنه منذر جيش
صبحتكم أو مستكم، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى، ثم
يقول: أحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، من مات وترك
مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي".
وإسناده على شرط مسلم.
يـ - أخرجه ابن بطة في "الإبانة الكبرى" (1491) من طريق محمد بن ميمون الزعفراني، عن جعفر بن محمد به، ولم يسق لفظه.
وفي الباب عن النعمان بن بشير:
أخرجه أحمد 4/ 268 و 272،
والطيالسي (829)، والدارمي (2812)، والبزار (3214)، وابن حبان (644) و (667)،
والحاكم 1/ 287، والبيهقي 3/ 207 عن شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت النعمان بن
بشير يخطب وعليه خميصة له فقال:
"سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يخطب وهو يقول: أنذرتكم النار. حتى لو أن رجلا موضع كذا وكذا سمع
صوته".
وفي لفظ: "خطب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: أنذرتكم النار. حتى لو كان في مقامي هذا لأسمع مَن في
السوق، حتى خرت خميصة كانت على عاتقه".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط
مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 158
- وعنه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "الزهد" (116) -،
وهناد في "الزهد" (239) عن أبي الأحوص، عن سماك، عن النعمان بن بشير،
قال:
"سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: أنذركم النار حتى سقط إحدى عطفي ردائه عن
منكبيه وهو يقول: أنذركم النار، حتى لو كان في مكاني هذا لأسمع أهل السوق أو من
شاء الله منهم".
وأخرجه أحمد 4/ 272 من طريق
إسرائيل، عن سماك بن حرب، أنه سمع النعمان بن بشير، يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
"أنذرتكم النار، أنذرتكم
النار. حتى لو كان رجل كان في أقصى السوق سمعه، وسمع أهل السوق صوته، وهو على
المنبر".
يستفاد من الحديث
أولًا: أنه يستحب للخطيب أن يرفع بالخطبة صوته ويجزل كلامه ويأتي بجوامع
الكلم من الترغيب والترهيب.
ثانيًا: أنه ينبغي للخطيب أن يكون كلامه مطابقا للفصل الذي يتكلم فيه من
ترغيب أو ترهيب، ويكون اشتداد غضبه عند إنذاره أمرا عظيما وتحديده خطبا جسيما.
ثالثًا: أنه يستحب للخطيب أن يبدأ خطبته بالحمد والثناء على الله تعالى بما هو أهله، ويقول: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
إرسال تعليق