حسن التمام  حسن التمام
random

الموضوعات

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الأمر بالصلاة عند الكسوف، وصفتها

الأمر بالصلاة عند الكسوف، وصفتها


الأمر بالصلاة عند الكسوف، وصفتها


(335) "خسفت الشمس في حياة النبي ﷺ، فخرج إلى المسجد، فصف الناس وراءه، فكبر فاقترأ رسول الله ﷺ قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعا طويلا، ثم قال: سمع الله لمن حمده، فقام ولم يسجد، وقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر وركع ركوعا طويلا وهو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم سجد، ثم قال في الركعة الآخرة مثل ذلك، فاستكمل أربع ركعات في أربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: هما آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة".


أخرجه البخاري (1046) و (1212) و (4624)، ومسلم (901-3)، وأبو داود (1180)، والنسائي (1472)، وفي "الكبرى" (1870)، وابن ماجه (1263)، وابن خزيمة (1387)، والطحاوي 1/ 327، وأبو عوانة (2448) و (2449)، وابن الجارود (249)، وابن حبان (2841)، والدارقطني 2 / 415-416، وأبو نعيم في "المستخرج" (2029)، والبيهقي 2/ 265 و 3/ 321 و 340 و 341، وفي "السنن الصغير" (714)، وفي "عذاب القبر" (83)، والبغوي في "شرح السنة" (1143) من طريق يونس بن يزيد، والنسائي (1466)، وفى "الكبرى" (1862)، وأحمد 6/ 87 من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن الزهري، عن عروة، قال: قالت عائشة: فذكره.

وفي لفظ: "خسفت الشمس، فقام النبي ﷺ فقرأ سورة طويلة، ثم ركع فأطال، ثم رفع رأسه، ثم استفتح بسورة أخرى، ثم ركع حتى قضاها وسجد، ثم فعل ذلك في الثانية، ثم قال: إنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فصلوا، حتى يفرج عنكم، لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدته، حتى لقد رأيت أريد أن آخذ قطفا من الجنة، حين رأيتموني جعلت أتقدم، ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا، حين رأيتموني تأخرت، ورأيت فيها عمرو بن لحي وهو الذي سيب السوائب".

وله طرق عن الزهري:

أ - أخرجه البخاري (1046) و (1047) و (3203)، والبيهقي 3/ 342 من طريق الليث بن سعد، عن عقيل بن خالد، عن الزهري به

وأخرجه أحمد 6/ 65 حدثنا حسن، والطحاوي 1/ 333 من طريق عمرو بن خالد، كلاهما عن ابن لهيعة، حدثنا عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة:

"أن رسول الله ﷺ جهر بالقراءة في كسوف الشمس".

وإسناده ضعيف، ابن لهيعة: خلط بعد احتراق كتبه، وحسن بن موسى الأشيب، وعمرو بن خالد: رويا عنه بعد اختلاطه، وسيأتي من طريق عبد الرحمن بن نمر، وسليمان بن كثير، وسفيان بن حسين، والأوزاعي - في رواية عنه - أربعتهم عن الزهري به، وقد ذكروا الجهر بالقراءة.

ب - أخرجه أحمد 6/ 76 حدثنا عبد الصمد، حدثنا سليمان بن كثير قال: حدثنا الزهري، عن عروة، عن عائشة، أنها قالت:

"خسفت الشمس على عهد النبي ﷺ، فأتى النبي ﷺ المصلى، فكبر وكبر الناس، ثم قرأ فجهر بالقراءة، وأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده. ثم قام فقرأ، فأطال القراءة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه، ثم سجد، ثم قام، ففعل في الثانية مثل ذلك، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا ينخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا فعلوا ذلك، فافزعوا إلى الصلاة".

وأخرجه النسائي في "الكبرى" (1893) من طريق الطيالسي (وهو في "مسنده" (1569) ) حدثنا سليمان بن كثير، قال: حدثنا الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت:

"انخسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فقام رسول الله ﷺ فكبر وكبر الناس معه، وجهر بالقراءة".

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2240)، والبيهقي 3/ 336 من طريق محمد بن كثير، أخبرنا سليمان بن كثير، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت:

"كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فقام فكبر وكبر الناس، ثم قرأ فجهر بالقرآن وأطال".

وإسناده ضعيف، سليمان بن كثير: لا بأس به في غير الزهري، ولم يتفرّد به فقد تابعه عبد الرحمن بن نمر، وسفيان بن حسين، والأوزاعي - في رواية عنه -.

جـ - أخرجه البخاري (1065) و (1066)، ومسلم (901-5)، وأبو داود (1190)، والنسائي (1494) و (1497)، وفي "الكبرى" (1892) و (1897)، وإسحاق بن راهويه (598) و (642)، وابن المنذر في "الأوسط" (2897)، وابن حبان (2842) و (2849) و (2850)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2906)، والدارقطني 2 / 415، وابن حزم في "المحلى" 5/ 102، والبيهقي 3 / 335 - 336، وفي "المعرفة" (7044)، وفي "الخلافيات" (2951)، والبغوي (1146)، والمزي في "تهذيب الكمال" 17/ 462 من طريق عبد الرحمن بن نمر، أنه سمع ابن شهاب يخبر، عن عروة، عن عائشة:

"أن النبي ﷺ جهر في صلاة الخسوف بقراءته، فصلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات".

وفي لفظ: "كسفت الشمس فأمر رسول الله ﷺ رجلا فنادى: أن الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فصلى بهم رسول الله ﷺ، فكبر، ثم قرأ قراءة طويلة، ثم كبر فركع ركوعا طويلا مثل قيامه أو أطول، ثم رفع رأسه، وقال: سمع الله لمن حمده. ثم قرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده. ثم كبر فسجد سجودا طويلا مثل ركوعه أو أطول، ثم كبر فرفع رأسه، ثم كبر فسجد، ثم كبر، فقام، فقرأ قراءة طويلة هي أدنى من الأولى، ثم كبر، ثم ركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول، ثم رفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده. ثم قرأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى في القيام الثاني، ثم كبر فركع ركوعا طويلا دون الركوع الأول، ثم كبر فرفع رأسه، فقال: سمع الله لمن حمده. ثم كبر فسجد أدنى من سجوده الأول، ثم تشهد، ثم سلم فقام فيهم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فأيهما خسف به أو بأحدهما، فافزعوا إلى الله عز وجل بذكر الصلاة".

د - أخرجه البخاري (1066)، ومسلم (901-4) عن محمد بن مهران الرازي، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: قال الأوزاعي، وغيره: سمعت ابن شهاب الزهري، يخبر عن عروة، عن عائشة:

"أن الشمس خسفت على عهد رسول الله ﷺ، فبعث مناديا: الصلاة جامعة، فاجتمعوا، وتقدم فكبر، وصلى أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات".

وأخرجه النسائي (1465) وفي "الكبرى" (1861)، والدارقطني 2/ 415 عن عمرو بن عثمان بن سعيد، والنسائي (1473)، وفي "الكبرى" (506) و (1871)، والبيهقي 3/ 320 عن إسحاق بن راهويه (وهو في "مسنده" (597) )، وابن المنذر في "الأوسط" (2891) من طريق محمد بن الصباح الجرجرائي، ثلاثتهم عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري به.

وأخرجه أبو داود (1188)، وأبو عوانة (2456)، والدارقطني 2/ 417، والحاكم 1/ 334، والبيهقي 3/ 336 من طريق الوليد بن مزيد، قال: حدثني الأوزاعي، قال: حدثني الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرته:

"أن الشمس خسفت على عهد رسول الله ﷺ، فخرج النبي ﷺ إلى المسجد، فقام فكبر وصف الناس وراءه وافتتح القرآن فقرأ قراءة طويلة فجهر فيها وهو قائم، ثم كبر فركع ركوعا طويلا، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم قام قبل أن يسجد فافتتح القراءة وهو قائم فقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع الأول، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم سجد سجدتين، ثم قام ففعل مثل ذلك في الركعة - يعني الثانية - فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس فسلم، ثم قام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه هكذا" وأقره الذهبي!

قلت: لم يخرجا للوليد بن مزيد العذري شيئا، وهو ثقة.

هـ - أخرجه الترمذي (563)، والنسائي في "الكبرى" (1894)،

وإسحاق بن راهويه (599)، وابن خزيمة (1379)، والطحاوي 1/ 333، وابن المنذر في "الأوسط" (2896)، والبيهقي 3/ 336 من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت:

"انخسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فقام رسول الله ﷺ في الصلاة، ثم قرأ قراءة يجهر فيها، ثم ركع على نحو ما قرأ، ثم رفع رأسه، فقرأ نحوا من قراءته، ثم ركع على نحو ما قرأ، ثم رفع رأسه، وسجد، ثم قام في الركعة الأخرى، فصنع مثل ما صنع في الأولى، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت بشر، فإذا كان ذلك فافزعوا إلى الصلاة. قال: وذلك أن إبراهيم كان مات يومئذ، فقال الناس: إنما كان هذا لموت إبراهيم".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

و - أخرجه البخاري (1058)، والترمذي (561)، وأحمد 6/ 168، وإسحاق بن راهويه (640)، وعبد الرزاق (4922)، وابن خزيمة (1398)، وأبو عوانة (2450)، والطبراني في "الدعاء" (2218) و (2223)، والبيهقي في "الخلافيات" (2952) عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت:

"خسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقام رسول الله ﷺ فصلى بالناس فأطال القراءة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فأطال القراءة وهو دون قراءته الأولى، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون ركوعه الأول، ثم رفع رأسه فسجد سجدتين، ثم قام ففعل في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم انصرف فقال: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا للصلاة".

وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

حـ - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (2224) من طريق عمرو بن خالد الحراني، حدثنا موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة: مثله.

وأحال على لفظ حديث معمر، عن الزهري.

وأخرجه أبو بكر النيسابوري في "الزيادات على كتاب المزني" (132) - وعنه الدارقطني 2/ 418 -، والبيهقي 3/ 336 من طريق سعيد بن حفص النفيلي، حدثنا موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد به، بلفظ: "أن رسول الله ﷺ صلى في كسوف الشمس أربع ركعات وأربع سجدات، فقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت، وفي الثانية بلقمان أو الروم".

وعند النيسابوري، والدارقطني: "وقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت أو الروم، وفي الثانية بياسين".

وإسناده فيه لين، إسحاق بن راشد الجزري: ثقة في حديثه عن الزهري بعض الوهم.

وسعيد بن حفص: قال الحافظ في "التقريب" (2285):

"صدوق تغيّر في آخر عمره".

وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" 5/ ٤٨:

"لا أعرف حاله".

قلت: ذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 269-270، وقال مسلمة بن قاسم كما في "إكمال تهذيب الكمال" 5/ 277، و "الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة" 4/ 468:

"حراني ثقة روى عنه بقي".

وقال أبو عروبة الحراني كما في "إكمال تهذيب الكمال" 5/ 276-277، و "تهذيب التهذيب" 4/ 17:

"كان قد كبر، ولزم البيت، وتغيّر في آخر عمره".

ط - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9161)، وفي "الدعاء" (2224) من طريق عبد الرحمن بن أخي الزهري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، مثله.

وأحال على لفظ حديث معمر، عن الزهري.

وله طريقان آخران عن عروة بن الزبير:

أ - أخرجه البخاري (1044) و (5221)، ومسلم (901-1)، وأبو داود (1191)، والنسائي (1474)، وفى "الكبرى" (1872) و (7706)، والشافعي 1/ 166، وفي "السنن المأثورة" (46)، وفي "الأم" 1/ 243، والدارمي (1529)، وأبو عوانة (2446) و (2466)، والطحاوي 1/ 327، وفي "شرح مشكل الآثار" (4238)، وابن المنذر في "الأوسط" (2912)، وابن حبان (2845)، والبيهقي 3/ 338، وفي "المعرفة" (7048) و (7049)، وفي "الخلافيات" (2948) و (2950)، وفي "عذاب القبر" (1008)، والبغوي في "شرح السنة" (1142) عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 186)، والبخاري (6631)، والنسائي (1500)، وفي "الكبرى" (1900)، وابن أبي شيبة 2/ 467، وإسحاق بن راهويه (595)، وابن الجارود (250)، وابن أبي داود في "مسند عائشة" (ص 80)، والبيهقي 3/ 322 و 10/ 26 عن عبدة بن سليمان، والبخاري (1058)، وأحمد 6/ 168، وإسحاق بن راهويه (641)، وعبد الرزاق (4922)، وابن خزيمة (1398)، والطبراني في "الدعاء" (2244)، والبيهقي في "الخلافيات" (2953) عن معمر، ومسلم (901-2)، وإسحاق بن راهويه (596)، والبيهقي 3/ 322 عن أبي معاوية، ومسلم (901-1)، وأحمد 6/ 164، وابن أبي شيبة 2/ 467، والبيهقي 3/ 340  عن عبد الله بن نمير، وأبو داود (1187)، والحاكم 1/ 333-334، والبيهقي 3/ 335، وفي "المعرفة" (7139) من طريق محمد بن إسحاق، وأحمد 6/ 32-33 عن محمد بن فضيل، والشافعي في "السنن المأثورة" (51)، والحميدي (180)، وابن خزيمة (1378) و (1391)، والبيهقي في "المعرفة" (7049) عن سفيان بن عيينة، وابن خزيمة (1395) من طريق محمد بن بشر العبدي، وأبو عوانة (2447)، وابن حبان (2846)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 237 من طريق عبد الله بن المبارك، والطبراني في "الدعاء" (2225) من طريق حماد بن سلمة، والثوري، والطبراني في "الدعاء" (2225)، والحاكم 1/ 334، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (552) من طريق زائدة، والحاكم 1/ 332 من طريق الليث بن سعد، كلهم جميعا (مالك، وعبدة بن سليمان، ومعمر، وأبو معاوية، وعبد الله بن نمير، ومحمد بن إسحاق، وابن فضيل، وابن عيينة، ومحمد بن بشر العبدي، وابن المبارك، وحماد بن سلمة، والثوري، وزائدة، والليث) تاما ومختصرا عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أنها قالت:

"خسفت الشمس في عهد رسول الله ﷺ، فصلى رسول الله ﷺ بالناس، فقام، فأطال القيام، ثم ركع، فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ما فعل في الأولى، ثم انصرف وقد انجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فادعوا الله، وكبروا وصلوا وتصدقوا.

ثم قال: يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا".

ب - أخرجه أبو داود (1187)، والحاكم 1/ 333-334، والبيهقي 3/ 335، وفي "المعرفة" (7139) من طريق سليمان بن يسار، عن عروة، عن عائشة، قالت:

"كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فخرج رسول الله ﷺ فصلى بالناس، قال: فحزرت قراءته، فرأينا أنه قرأ سورة البقرة، ثم سجد سجدتين، ثم قال: فأطال القراءة فحزرت قراءته، فرأيت أنه قرأ سورة آل عمران".

وإسناده حسن.

وله طرق عن عائشة:

1 - أخرجه البخاري (1049) و (1050) و (1055) و (1056)، والشافعي 1/ 166، وفي "السنن المأثورة" (48)، وفي "الأم" 1 /243، والدارمي (1530)، والطحاوي 1/ 327، وفي "شرح مشكل الآثار" (5195) و (5196)، وأبو عوانة (2454) و (2455)، وابن المنذر في "الأوسط" (2900)، والطبراني في "الدعاء" (2222)، والبيهقي 3/ 323، وفي "عذاب القبر" (177)، وفي "المعرفة" (7051) و (7052)، وفي "الخلافيات" (2949)، والبغوي في "شرح السنة" (1141) عن مالك في "الموطأ" 1/ 187-188، والبخاري (1064)، وعبد الرزاق (4923)، والطبراني في "الدعاء" (2222) عن الثوري، ومسلم (903)، والنسائي (1477)، وفي "الكبرى" (507) و (1875) و (7888)، والشافعي في "السنن المأثورة" (50)، وعبد الرزاق (4924)، والحميدي (179)، وابن خزيمة (1378) و (1390)، وأبو عوانة (2452)، وابن المنذر في "الأوسط" (2910)، والطبراني في "الدعاء" (2222)، وابن حزم في "المحلى" 5/ 102-103، والبيهقي 3/ 323، وفي "المعرفة" (7053) عن ابن عيينة، ومسلم (903-8)، وأبو عوانة (2451)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (178) من طريق سليمان بن بلال، ومسلم (903)، والطبري في "تهذيب الآثار" 2/ 590 مسند عمر، وأبو عوانة (2453) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، والنسائي (1475) و (1499)، وفي "الكبرى" (1873) و (1899)، والطبري في "تهذيب الآثار" 2/ 591 مسند عمر، وابن حبان (2840) من طريق عمرو بن الحارث، وأحمد 6/ 53، والنسائي (1476)، وفي "الكبرى" (1874) عن يحيى القطان، والدارمي (1527) من طريق حماد بن زيد، تسعتهم (مالك، والثوري، وابن عيينة، وسليمان بن بلال، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وعمرو بن الحارث، ويحيى القطان، وحماد بن زيد) تاما ومختصرا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي ﷺ:

"أن يهودية جاءت تسألها، فقالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة رسول الله ﷺ: أيعذب الناس في قبورهم؟ فقال رسول الله ﷺ: عائذا بالله من ذلك، ثم ركب رسول الله ﷺ، ذات غداة مركبا، فخسفت الشمس، فرجع ضحى، فمر بين ظهراني الحجر، ثم قام يصلي وقام الناس وراءه، فقام قياما طويلا، ثم ركع ركوعا طويلا، ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فسجد، ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع ثم سجد، ثم انصرف، فقال ما شاء الله أن يقول، ثم أمرهم أن يتعوذوا من عذاب القبر".

وفي لفظ: "فكان صلاته أربع ركعات وأربع سجدات، قالت: فسمعته بعد ذلك يتعوذ من عذاب القبر، فقال: إنكم تفتنون في قبوركم كفتنة المسيح أو كفتنة الدجال".

وأخرجه أبو يعلى (4841) حدثنا كامل، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو النضر، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت:

"انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقام بالناس في المسجد، فصفوا وراء رسول الله ﷺ، فقام رسول الله ﷺ طويلا من النهار حتى صرع رجال حرا، حتى رأيت رجالا تنضح وجوههم بالماء، ثم ركع مثل قيامه حتى رأيت رجالا يصرعون أيضا، ثم رفع رأسه ثم سجد، ثم قام دون قيامه الأول، ثم ركع دون ركعته الأولى، ثم رفع رأسه ثم سجد، ثم قام أيضا دون ذلك، ثم ركع، ثم رفع رأسه ثم سجد".

وإسناده ضعيف، ابن لهيعة: خلط بعد احتراق كتبه، وكامل بن طلحة الجحدري: روى عنه بعد اختلاطه.

2 - أخرجه النسائي في "الكبرى" (509) و (1868)، وإسحاق بن راهويه (1179)، وابن أبي شيبة 2/ 470 و 14/ 271 عن وكيع، والنسائي في "الكبرى" (510) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والطحاوي 1/ 328 من طريق مسلم بن إبراهيم، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 308 من طريق الطيالسي، أربعتهم عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، قالت:

"صلاة الآيات ست ركعات في أربع سجدات".

وهذا موقوف، وهو أقوى من المرفوع.

وأخرجه مسلم (901-7)، والنسائي (1471)، وفي "الكبرى" (508) و (1867)، وإسحاق بن راهويه (1180)، وابن خزيمة (1382)، وأبو عوانة (2442)، وابن حبان (2830)، والطبراني في "الدعاء" (2229)، والبيهقي 3/ 325 عن معاذ بن هشام الدستوائي، وابن خزيمة (1382)، وأبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (284) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، قالت:

"صلى رسول الله ﷺ ست ركعات وأربع سجدات".

زاد أبو عوانة، والمخلص: "تعني: في الكسوف".

وفي لفظ: "صلاة الآيات ست ركعات، وأربع سجدات".

ولفظ ابن خزيمة، والطبراني: "أن النبي ﷺ صلى في كسوف ست ركعات وأربع سجدات".

وقد اختلف فيه على معاذ بن هشام الدستوائي:

فأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (2903) حدثونا عن بندار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عروة، عن الحسن البصري:

"أن حذيفة بن اليمان صلى في الكسوف ست ركعات وأربع سجدات".

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7259) من طريق الحسين بن حفص بن الفضل، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج، عن قتادة، عن عطاء، عن عبيد، عن حذيفة:

"أن النبي ﷺ صلى صلاة الكسوف...فذكره".

وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7258) من طريق حفص بن عبد الله السلمي، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن حجاج، عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، قال: حدثني الثقة:

"أن رسول الله ﷺ صلى في صلاة الآيات بست ركعات، وأربع سجدات".

وأخرجه أحمد 6/ 76، والطحاوي 1/ 328، والطبراني في "الدعاء" (2230) من طريق حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، قالت:

"كان رسول الله ﷺ يقوم فيصلي فيركع ثلاث ركعات ثم يسجد سجدتين، ثم يقوم فيركع ثلاث ركعات ثم يسجد سجدتين".

وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (312):

"وسألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة، عن قتادة، عن حذيفة في صلاة الكسوف. قلت: وقد رواه سعيد، وعمران، قالا: عن قتادة، عن أبي حسان، عن مخارق بن أحمد، عن حذيفة، قلت لأبي: أيهما الصحيح؟

قال: جميعا صحيحين، حماد قصر به، لم يضبط، وسعيد وعمران ضبطا".

وأخرجه أبو بكر الباغندي في "أماليه" (68) من طريق عمر بن قيس، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة به.

وعمر بن قيس المكي: متروك.

وأخرجه مسلم (901-6)، وأبو داود (1177)، والنسائي (1470)، وفي "الكبرى" (1866)، وإسحاق بن راهويه (1181)، وعبد الرزاق (4926)، وابن خزيمة (1383)، وأبو عوانة (2440) و (2441)، والطبراني في "الدعاء" (2231)، والبيهقي 3/ 325، وفي "المعرفة" (7102) عن ابن جريج، قال: سمعت عطاء، يقول: سمعت عبيد بن عمير يقول: أخبرني من أصدق - فظننت أنه يريد عائشة - أنها قالت:

"كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فقام بالناس قياما شديدا، يقوم بالناس ثم يركع، ويقوم ثم يركع، ويقوم ثم يركع، فركع ركعتين في كل ركعة ثلاث ركعات، يركع الثالثة ثم يسجد، فلم ينصرف حتى تجلت الشمس، وحتى أن رجالا يومئذ ليغشى عليهم، حتى أن سجال الماء ليصب عليهم مما قام بهم، ويقول إذا ركع: الله أكبر، وإذا رفع سمع الله لمن حمده، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنها آيتان من آيات الله يخوفكم بهما، فإذا كسفهما فافزعوا إلى ذكر الله حتى ينجلي".

واستدركه الحاكم 1/ 332 على الشيخين، وفاته أنه عند مسلم.

وقال البيهقي:

"وفي رواية ابن جريح دليل على أن عطاء إنما أسنده عن عائشة بالظن والحسبان لا باليقين، وكيف يكون عدد الركوع فيه محفوظا عن عائشة وقد روينا عن عروة، وعمرة، عن عائشة بخلافه، وإن كان عن عائشة كما توهمه، فعروة، وعمرة أخص بعائشة وألزم لها من عبيد بن عمير، وهما اثنان، فروايتهما أولى أن تكون هي المحفوظة".

3 - أخرجه النسائي (1481)، وفي "الكبرى" (1879) من طريق علي بن المبارك، وأحمد 6/ 98 و 158، والبيهقي في "الخلافيات" (2954) من طريق أبي معاوية شيبان، كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي حفصة مولى عائشة، أن عائشة، أخبرته:

"أنه لما كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ توضأ، وأمر فنودي: أن الصلاة جامعة. فقام فأطال القيام في صلاته، قالت عائشة: فحسبت قرأ سورة البقرة، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قال: سمع الله لمن حمده. ثم قام مثل ما قام ولم يسجد، ثم ركع فسجد، ثم قام فصنع مثل ما صنع، ركعتين وسجدة، ثم جلس وجلي عن الشمس".

وإسناده ضعيف، أبو حفصة مولى عائشة: قال الدارقطني:

"مجهول، لا أعلم حَدَّث به عنه غير يحيى بن أبي كثير".

4 - أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" كما في "الإصابة" 8/ 404، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3402)، والطبراني في "الكبير" كما في "المجمع" 2/ 211، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7961)، وابن الأثير في "أسد الغابة" 6/ 340 عن هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن موسى بن عبد الرحمن، عن أم سفيان:

"أن يهودية كانت تدخل على عائشة زوج النبي ﷺ تحدث، فإذا قامت قالت: أعاذك الله من عذاب القبر، فلما جاء رسول الله ﷺ أخبرته بذلك، قال: كذبت إنما ذلك لأهل الكتاب. فكسفت الشمس، فقال: أعوذ بالله من عذاب الله. ثم كبر فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع رأسه فقام فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم ركع ركعتين وسجد سجدتين يقوم فيهما مثل قيامه ويركع مثل ركوعه".

وإسناده ضعيف، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 211:

"موسى بن عبد الرحمن هذا التابعي لم أجد من ذكره، وبقية رجاله ثقات".

وفي الباب عن ابن عباس، وجابر، وأبي موسى، وأبي مسعود، والمغيرة، وابن عمر، وابن عمرو، وأسماء، وأبي بكرة، والنعمان بن بشير، وسمرة، وابن مسعود، ومحمود بن لبيد، وحذيفة، وأبي هريرة، وعلي بن أبي طالب، وأُبيّ بن كعب، وعقبة بن عامر:

أما حديث ابن عباس:

فأخرجه البخاري (29) و (431) و (748) و (1052) و (3202) و (5197)، ومسلم (907)، وأبو داود (1189)، والنسائي (1493)، وفي "السنن الكبرى" (1891)، وأحمد 1/ 298 و 358 - 359، والشافعي 1/ 163 و 164، وفي "السنن المأثورة" (47)، وعبد الرزاق في "المصنف" (4925)، والدارمي (1528)، وابن خزيمة (1377)، وأبو عوانة (2458)، والطحاوي 1/ 327، وفي "شرح مشكل الآثار" (851) و (3179) و (5688) و (5689) و (5924)، وابن الجارود في "المنتقى" (248)، وابن المنذر في "الأوسط" (2892)، وابن حبان (2832) و (2853)، والطبراني في "الدعاء" (2226)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2262)، والبيهقي 3/ 321 و 335 و 7/ 294، وفي "المعرفة" (4208) و (7039) و (7040)، وفي "البعث والنشور" (192)، والبغوي في "شرح السنة" (1140) تاما ومختصرا عن مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 186 - 187) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، أنه قال:

"خسفت الشمس، فصلى رسول الله ﷺ، والناس معه: فقام قياما طويلا نحوا من سورة البقرة، قال: ثم ركع ركوعا طويلا، ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول، ثم سجد، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فاذكروا الله. قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا، ثم رأيناك تكعكعت؟ فقال: إني رأيت الجنة، فتناولت منها عنقودا، ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا، ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط أفظع، ورأيت أكثر أهلها النساء. قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: لكفرهن. قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ويكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئا، قالت: ما رأيت منك خيرا قط".

وأخرجه مسلم (907 - 17) من طريق حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم به، وفيه: "قالوا: يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا، ثم رأيناك كففت ... الحديث".

 وله طرق عن ابن عباس:

1 - أخرجه البخاري (1046)، ومسلم (902)، وأبو داود (1181)، والنسائي (1469)، وفي "الكبرى" (512) و (1865)، وإسحاق بن راهويه (643)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (397)، وأبو عوانة (6755)، والطحاوي 1/ 332، وابن حبان (2831) و (2839)، والطبراني 10/ (10645)، وفي "مسند الشاميين" (2907)، والدارقطني 2/ 417-416، والبيهقي 3/ 322، وفي "المعرفة" (7043) من طرق عن الزهري، أخبرني كثير بن عباس، عن ابن عباس:

"عن النبي ﷺ أنه صلى أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات".

 2 - أخرجه أحمد 1/ 216 من طريق شريك، عن خصيف، عن مقسم، عن ابن عباس، قال:

"كسفت الشمس، فقام رسول الله ﷺ وأصحابه، فقرأ سورة طويلة، ثم ركع، ثم رفع رأسه فقرأ، ثم ركع وسجد سجدتين، ثم قام فقرأ وركع، ثم سجد سجدتين، أربع ركعات وأربع سجدات في ركعتين".

وإسناده ضعيف، خصيف بن عبد الرحمن الجزري: سيئ الحفظ.

وشريك القاضي: أيضا مثله.

3 - أخرجه الشافعي 1/ 163، وفي "الأم" 1/ 277 - ومن طريقه البيهقي 3/ 338، وفي "المعرفة" (7152) - أخبرنا إبراهيم، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن الحسن، عن ابن عباس:

"أن القمر كسف وابن عباس بالبصرة فخرج ابن عباس فصلى بنا ركعتين في كل ركعة ركعتين، ثم ركب فخطبنا، فقال: إنما صليت كما رأيت رسول الله ﷺ يصلي، وقال: إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم شيئا منهما خاسفا فليكن فزعكم إلى الله".

وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد: متروك، وقد اضطرب فيه:

فأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (53) عنه، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، عن ابن عباس به، ولم يرفعه.

4 - أخرجه مسلم (908)، والنسائي (1467)، وفي "الكبرى" (511) و (1863)، وأحمد 1/ 225، وابن أبي شيبة 2/ 467، وابن الأعرابي في "المعجم" (530)، والبيهقي 3/ 327 عن إسماعيل ابن علية، وابن أبي شيبة 2/ 467 عن ابن نمير، وأبو عوانة (2461)، والدارقطني 2/ 417-418 من طرق عن ثابت بن محمد العابد، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس، قال:

"صلى رسول الله ﷺ حين كسفت الشمس، ثمان ركعات في أربع سجدات".

وعند أبي عوانة: "يقرأ في كل ركعة".

وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 467 حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس: مرسلا.

وأخرجه مسلم (909)، وأبو داود (1183)، والترمذي (560)، والنسائي (1468)، وفي "الكبرى" (1864)، وأحمد 1/ 346، والدارمي (1526)، وابن خزيمة (1385)، والطحاوي 1/ 327 و328، وأبو عوانة (2459)، وابن المنذر في "الأوسط" (2904)، والطبراني 11/ (11019)، وفي "الدعاء" (2233)، والبيهقي 3/ 327، وفي "المعرفة" (7111)، والبغوي (1144) عن يحيى بن سعيد القطان، والطحاوي 1/ 327، وأبو عوانة (2460) من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن سفيان الثوري، قال: حدثنا حبيب، عن طاوس، عن ابن عباس:

"عن النبي ﷺ أنه صلى في كسوف، قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم قرأ، ثم ركع، ثم سجد. قال: والأخرى مثلها".

ولفظ الترمذي، وأبي عوانة (2459): "عن النبي ﷺ أنه صلى في كسوف، فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثلاث مرات، ثم سجد سجدتين، والأخرى مثلها".

وأخرجه عبد الرزاق (4934)، وابن أبي شيبة 2/ 468، وابن المنذر في "الأوسط" (2902) و (2906)، والطبراني في "الدعاء" (2236)، والبيهقي 3/ 327، وفي "المعرفة" (7118) من طريق سليمان الأحول، عن طاوس، عن ابن عباس: موقوفا، ولفظه:

"أنه صلى في صفة زمزم صلاة الكسوف ست ركعات في أربع سجدات".

وفي لفظ: "فصلى على ظهر صفة زمزم ركعتين في كل ركعة أربع ركعات".

وقال ابن حبان في "صحيحه" 7/ 98:

"خبر حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس (أن النبي ﷺ صلى في كسوف الشمس ثماني ركعات وأربع سجدات) ليس بصحيح، لأن حبيبا لم يسمع من طاوس هذا الخبر".

وقال البيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 327:

"وحبيب بن أبي ثابت: وإن كان من الثقات فقد كان يدلس، ولم أجده ذكر سماعه في هذا الحديث عن طاوس، ويحتمل أن يكون حمله عن غير موثوق به عن طاوس، وقد روى سليمان الأحول عن طاوس عن ابن عباس من فعله أنه صلاها ست ركعات في أربع سجدات، فخالفه في الرفع والعدد جميعا".

وأما حديث جابر:

فأخرجه مسلم (904 - 9) و (904)، وأبو داود (1179)، والنسائي (1478)، وفي "الكبرى" (1876)، وأحمد 3/ 374، والطيالسي (1861)، وابن خزيمة (1380) و (1381)، وأبو عوانة (2445)، والطبراني في "الدعاء" (2228)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2264)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 283، والبيهقي 3/ 323، وفي "المعرفة" (7067)، وفي "عذاب القبر" (84)، وفي "البعث والنشور" (190) عن هشام الدستوائي، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال:

"كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ في يوم شديد الحر، فصلى رسول الله ﷺ بأصحابه، فأطال القيام، حتى جعلوا يخرون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحوا من ذاك، فكانت أربع ركعات، وأربع سجدات، ثم قال: إنه عرض علي كل شيء تولجونه، فعرضت علي الجنة، حتى لو تناولت منها قطفا أخذته - أو قال: تناولت منها قطفا - فقصرت يدي عنه، وعرضت علي النار، فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها، ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار، وإنهم كانوا يقولون: إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم، وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما، فإذا خسفا فصلوا حتى تنجلي".

وأخرجه مسلم (904 - 10)، وأبو داود (1178)، وأحمد 3/ 318، وابن أبي شيبة 2/ 467 - 468، وعبد بن حميد (1012)، وأبو عوانة (2415) و (2443) و (2444)، وابن خزيمة (1386)، وابن المنذر في "الأوسط" (2901)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 328، وابن حبان (2843) و (2844)، والطبراني في "الدعاء" (2221) و (2232)، والبيهقي 3/ 325 - 326 و 326، وفي "المعرفة" (7107)، وفي "عذاب القبر" (85)، وفي "البعث والنشور" (191)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (ص 285 - 286) من طرق عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر، قال:

"كسفت الشمس على عهد النبي ﷺ، وكان ذلك اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول الله ﷺ، فقال الناس: إنما كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقام النبي ﷺ، فصلى بالناس ست ركعات في أربع سجدات كبر، ثم قرأ، فأطال القراءة، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه، فقرأ دون القراءة الأولى، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه، فقرأ قراءة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحوا مما قام، ثم رفع رأسه، فانحدر للسجود، فسجد سجدتين، ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد، ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها، إلا أن ركوعه نحو من قيامه، ثم تأخر في صلاته، وتأخرت الصفوف معه، ثم تقدم فقام في مقامه، وتقدمت الصفوف، فقضى الصلاة، وقد طلعت الشمس، فقال: يا أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت بشر، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي، إنه ليس من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه، ولقد جيء بالنار، فذلك حين رأيتموني تأخرت، مخافة أن يصيبني من لفحها، حتى قلت: أي رب، وأنا فيهم، ورأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإن فطن به، قال: إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا، وجيء بالجنة، فذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، فمددت يدي، وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل".

وقال البيهقي:

"من نظر في هذه القصة وفي القصة التي رواها أبو الزبير عن جابر علم أنها قصة واحدة، وأن الصلاة التي أخبر عنها إنما فعلها يوم توفي إبراهيم بن رسول الله ﷺ، وقد اتفقت رواية عروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة، ورواية عطاء بن يسار وكثير بن عباس، عن ابن عباس، ورواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو، ورواية أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ: (إنما صلاها ركعتين في كل ركعة ركوعين)، وفي حكاية أكثرهم قوله ﷺ يومئذ: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تنخسفان لموت أحد ولا لحياته) دلالة على أنه إنما صلاها يوم توفي ابنه، فخطب وقال هذه المقالة ردا لقولهم: إنما كسفت لموته، وفي اتفاق هؤلاء العدد مع فضل حفظهم دلالة على أنه لم يزد في كل ركعة على ركوعين، كما ذهب إليه الشافعي ومحمد بن إسماعيل البخاري رحمهما الله تعالى".

وأما حديث أبي موسى:

فأخرجه البخاري (1059)، ومسلم (912)، والنسائي (1503)، وفي "الكبرى" (1903)، والبزار (3172)، وأبو يعلى (7302)، وابن خزيمة (1371)، والطحاوي 1/ 332-331، وأبو عوانة (2432)، وابن حبان (2836) و (2847)، والبيهقي 3/ 339 من طرق عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال:

"خسفت الشمس، فقام النبي ﷺ فزعا، يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوف الله به عباده، فإذا رأيتم شيئا من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره".

وأخرجه الشافعي 1/ 166، وفي "الأم" 1/ 278 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (7058)، وفي "الخلافيات" (2960)، وفي "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" (ص 322) - أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثنا أبو سهيل نافع، عن أبي قلابة، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي ﷺ مثله، يعني: مثل حديث عروة، وعمرة عن عائشة "أن الشمس كسفت، فصلى رسول الله ﷺ، فوصفت صلاته: ركعتين في كل ركعة ركعتين".

وإسناده ضعيف جدا، إبراهيم بن محمد: متروك.

وأما حديث أبي مسعود:

فأخرجه البخاري (1041) و (1057) و (3204)، ومسلم (911-21) و (22) و (23)، والنسائي (1462)، وفي "الكبرى" (1858)، وابن ماجه (1261)، وأحمد 4/ 122، والدارمي (1525)، والشافعي 1/ 166، وفي "السنن المأثورة" (49)، وفي "اختلاف الحديث" مطبوع في آخر "الأم" 8/ 638، وابن أبي شيبة 2/ 466-477، والحميدي (455)، وابن خزيمة (1370)، والطحاوي 1/ 332، وأبو عوانة (2429) و (2430)، والروياني (161)، وابن المنذر في "الأوسط" (2916)، والطبراني 17/ (570-575)، وفي "الأوسط" (2162)، وفي "الدعاء" (2215)، والبيهقي 3/ 320 و 337، وفي "المعرفة" (7038)، والبغوي في "شرح السنة" (1135) من طرق عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ:

"إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله تعالى، فإذا رأيتموهما فصلوا".

وفي لفظ: "فإذا رأيتم منها شيئا فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم".

وفي لفظ: "فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى الصلاة".

وقال فيه سفيان، ووكيع، عن إسماعيل: "انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله ﷺ".

وأما حديث المغيرة بن شعبة:

فأخرجه البخاري (1043) و (1060) و (6199)، ومسلم (915)، والنسائي في "الكبرى" (1856)، وأحمد 4/ 249 و 253، وابن أبي شيبة 2/ 471، والطيالسي (729)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 142، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 110، والطحاوي 1/ 330، وأبو عوانة (2469)، وابن حبان (2827)، والطبراني 20/ (1014) و (1015) و (1016)، وفي "الدعاء" (2213)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2050)، والبيهقي 3/ 341 من طرق عن زياد بن علاقة، قال: سمعت المغيرة بن شعبة، يقول:

"انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ يوم مات إبراهيم، فقال رسول الله ﷺ: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف".

وأخرجه أحمد 4/ 245 حدثني عبد المتعال بن عبد الوهاب، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 4/ 245، والطبراني في "الدعاء" (2214) مختصرا: عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا المجالد، عن عامر، قال:

"كسفت الشمس ضحوة، حتى اشتدت ظلمتها، فقام المغيرة بن شعبة، فصلى بالناس، فقام قدر ما يقرأ سورة من المثاني، ثم ركع مثل ذلك، ثم رفع رأسه فقام مثل ذلك، ثم ركع الثانية مثل ذلك، ثم إن الشمس تجلت، فسجد، ثم قام قدر ما يقرأ سورة، ثم ركع وسجد، ثم انصرف، فصعد المنبر، فقال: إن الشمس كسفت يوم توفي إبراهيم بن رسول الله ﷺ، فقام رسول الله ﷺ، فقال: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، وإنما هما آيتان من آيات الله عز وجل، فإذا انكسف واحد منهما، فافزعوا إلى الصلاة. ثم نزل، فحدث أن رسول الله ﷺ كان في الصلاة، فجعل ينفخ بين يديه، ثم إنه مد يده كأنه يتناول شيئا، فلما انصرف، قال: إن النار أدنيت مني حتى نفخت حرها عن وجهي، فرأيت فيها صاحب المحجن، والذي بحر البحيرة، وصاحبة حمير صاحبة الهرة".

وإسناده ضعيف، مجالد بن سعيد: ضعيف.

وأما حديث ابن عمر:

فأخرجه البخاري (1042) و (3201)، ومسلم (914)، والنسائي (1461)، وفي "الكبرى" (1857)، وأحمد 2/ 109 و 118، وأبو عوانة (2431)، وابن حبان (2828)، والطبراني 12/ (13095)، وفي "الدعاء" (2220)، والدارقطني 2/ 420، وأبو نعيم في "المستخرج" (2049)، والبيهقي 3/ 337 من طرق عن عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله ﷺ، قال:

"إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، ولكنهما آية من آيات الله تبارك وتعالى، فإذا رأيتموهما فصلوا".

وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (2219) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر به.

وأخرجه البزار (5910)، وابن خزيمة (1400)، والحاكم 1/ 331 من طريق مسلم بن خالد، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن الشمس كسفت يوم مات إبراهيم ابن رسول الله ﷺ، فظن الناس أنما انكسفت لموته، فقام النبي ﷺ، فقال: أيها الناس إنما الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فقوموا إلى الصلاة وإلى ذكر الله، وادعوا وتصدقوا".

وقال الحاكم:

"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!

قلت: في إسناده مسلم بن خالد الزنجي: ضعيف، ولم يخرج له مسلم شيئا.

وأخرجه البزار (5911) من طريق عدي بن الفضل، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر:

"أن الشمس انكسفت لموت عظيم من العظماء، فخرج النبي ﷺ فصلى بالناس فأطال القيام حتى قيل: لا يركع من طول القيام، ثم ركع حتى قيل: لا يرفع من طول الركوع، ثم رفع فأطال القيام نحوا من قيامه الأول، ثم ركع فأطال الركوع كنحو ركوعه الأول، ثم رفع رأسه فسجد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات، ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة".

وإسناده ضعيف جدا، عدي بن الفضل: متروك.

وأما حديث عبد الله بن عمرو:

فأخرجه البخاري (1051)، ومسلم (910)، وأحمد 2/ 175، وابن أبي شيبة 2/ 471، والبزار (2356)، وابن خزيمة (1375)، وأبو عوانة (2434)، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (823)، والبيهقي 3/ 320 و 323، وفي "السنن الصغير" (717)، وفي "المعرفة" (7055) و (7056)، والبغوي في "شرح السنة" (1139) من طريق أبي معاوية شيبان النحوي، والبخاري (1045)، ومسلم (910)، والنسائي (1479)، وفي "الكبرى" (1877)، وأحمد 2/ 220، وأبو عوانة (2433)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2837) من طريق معاوية بن سلام، وابن خزيمة (1376) من طريق حجاج الصواف، وأبو عوانة (2435) من طريق علي بن المبارك، أربعتهم عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال:

"لما انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، نودي بالصلاة جامعة، فركع رسول الله ﷺ ركعتين في سجدة، ثم قام فركع ركعتين في سجدة، ثم جلي عن الشمس. فقالت عائشة: ما ركعت ركوعا قط، ولا سجدت سجودا قط، كان أطول منه".

وأخرجه أبو داود (1194)، والنسائي في "الكبرى" (552)، والطحاوي 1/ 329، والبيهقي 2/ 252 من طريق حماد بن سلمة، والنسائي (1496)، وفي "الكبرى" (1896)، وأحمد 2/ 163 و 188 من طريق شعبة، والنسائي (1482)، وفي "الكبرى" (1880) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد، والترمذي في "الشمائل" (325)، وابن خزيمة (901) و (1389) و (1392)، وابن حبان (2838) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأحمد 2/ 158، وابن أبي شيبة 2/ 467، وابن حبان (2829) عن محمد بن فضيل، وأحمد 2/ 198، وعبد الرزاق (4938)، والبزار (2395)، وابن خزيمة (1393)، والطحاوي 1/ 329، وابن المنذر في "الأوسط" (2899)، والحاكم 1/ 329، والبيهقي 3/ 324 عن الثوري، وأبو يوسف في "الآثار" (273)، والقطيعي في "الألف دينار" (87) عن أبي حنيفة، والطحاوي 1/ 329 من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وابن حبان (5622) من طريق زيد بن أبي أنيسة، وأبو نعيم في "الحلية" 7/ 250 من طريق مسعر بن كدام، عشرتهم تاما ومختصرا عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال:

"كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقام، وقمنا معه، فأطال القيام، حتى ظننا أنه ليس براكع، ثم ركع، فلم يكد يرفع رأسه، ثم رفع، فلم يكد يسجد، ثم سجد، فلم يكد يرفع رأسه، ثم جلس، فلم يكد يسجد، ثم سجد، فلم يكد يرفع رأسه، ثم فعل في الركعة الثانية كما فعل في الأولى، وجعل ينفخ في الأرض، ويبكي وهو ساجد في الركعة الثانية، وجعل يقول: رب، لم تعذبهم وأنا فيهم؟ رب، لم تعذبنا ونحن نستغفرك؟ فرفع رأسه، وقد تجلت الشمس، وقضى صلاته، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل، فإذا كسف أحدهما، فافزعوا إلى المساجد، فوالذي نفسي بيده، لقد عرضت علي الجنة، حتى لو أشاء لتعاطيت بعض أغصانها، وعرضت علي النار، حتى إني لأطفئها، خشية أن تغشاكم ورأيت فيها امرأة من حمير، سوداء طوالة، تعذب بهرة لها، تربطها، فلم تطعمها ولم تسقها، ولا تدعها تأكل من خشاش الأرض، كلما أقبلت، نهشتها، وكلما أدبرت نهشتها، ورأيت فيها أخا بني دعدع، ورأيت صاحب المحجن متكئا في النار على محجنه، كان يسرق الحاج بمحجنه، فإذا علموا به قال: لست أنا أسرقكم، إنما تعلق بمحجني".

وإسناده حسن، وله طريق أخرى عن السائب والد عطاء:

أخرجه النسائي في "الكبرى" (551)، وأحمد 2/ 223، والطحاوي 1/ 331 من طريق أبي بكر بن عياش، والبزار (2444) من طريق شعبة، كلاهما عن أبي إسحاق، عن السائب بن مالك، عن عبد الله بن عمرو، قال:

"لما توفي إبراهيم بن رسول الله ﷺ كسفت الشمس، فقام رسول الله ﷺ فصلى ركعتين، فأطال القيام، ثم ركع مثل قيامه، ثم سجد مثل ركوعه، فصلى ركعتين كذلك، ثم سلم".

ولفظ النسائي: "انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فصلى رسول الله ﷺ ركعتين، فجعل يتقدم وينفخ، ويتأخر ويتقدم وينفخ، ويتأخر فانصرف حين انصرف وقد تجلت".

وجاء عند النسائي: "ابن عمر"، وقال المزي في "تحفة الأشراف" 6/ 298:

"وهو وهم".

وأما حديث أسماء:

فأخرجه مسلم (905-11)، وأحمد 6/ 345-346، وابن أبي شيبة 2/ 468-469، وأبو عوانة (395) و (2437)، والطبراني 24/ (316)، والبيهقي 3/ 338، والبغوي في "شرح السنة" (1138) تاما ومختصرا عن عبد الله بن نمير، حدثنا هشام، عن فاطمة، عن أسماء، قالت:

"خسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فدخلت على عائشة، فقلت: ما شأن الناس يصلون؟ فأشارت برأسها إلى السماء، فقلت: آية؟ قالت: نعم، فأطال رسول الله ﷺ القيام جدا حتى تجلاني الغشي، فأخذت قربة إلى جنبي، فجعلت أصب على رأسي الماء، فانصرف رسول الله ﷺ وقد تجلت الشمس، فخطب رسول الله ﷺ، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، ما من شيء لم أكن رأيته إلا قد رأيته في مقامي هذا، حتى الجنة والنار، إنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا، أو مثل فتنة المسيح الدجال، لا أدري أي ذلك قالت أسماء، يؤتى أحدكم، فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن، لا أدري أي ذلك قالت أسماء، فيقول: هو محمد، هو رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا واتبعنا، ثلاث مرار، فيقال له: قد كنا نعلم إن كنت لتؤمن به، فنم صالحا، وأما المنافق، أو المرتاب، لا يدري أي ذلك قالت أسماء، فيقول: ما أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلت".

وأخرجه البخاري (922) و (1061)، ومسلم (905-12)، وابن أبي شيبة 15/ 150، وأبو عوانة (396) و (2438)، والطبراني 24/ (316)، وابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 405 عن أبي أسامة، والبخاري (184) و (1053) و (7287)، وأبو عوانة (2439)، وابن حبان (3114)، والطبراني 24/ (313)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2263)، وابن بشران في "الأمالي" (83)، والبيهقي 2/ 262، وفي "المعرفة" (4187)، وفي "إثبات عذاب القبر" (18)، والبغوي في "شرح السنة" (1137) من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 188-189)، والبخاري (86) من طريق وهيب بن خالد، وأبو عوانة (396) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبراني 24/ (312) من طريق حماد بن زيد، والطبراني 24/ (314) من طريق حماد بن سلمة، والطبراني 24/ (315) من طريق الليث بن سعد، والطبراني 24/ (316) من طريق عبدة بن سليمان، والطبراني 24/ (317) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، والطبراني 24/ (313) من طريق المفضل بن فضالة، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (19) من طريق علي بن مسهر، كلهم جميعا تاما ومختصرا عن هشام بن عروة به.

وأخرجه الطبراني 24/ (213) من طريق شعيب بن أبي الأشعث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر:

"أن الشمس كسفت على عهد رسول الله ﷺ، فقام رسول الله ﷺ يصلي فقام قياما طويلا، ثم ركع طويلا، ثم رفع رأسه، ثم سجد، ثم قام طويلا، ثم رفع رأسه، ثم سجد، ثم قام دون القيام الذي كان قبله، ثم ركع دون الركوع الذي قبله، ثم رفع رأسه فسجد، ثم خطب الناس، فقال: ما من شيء لم أرنيه إلا قد رأيته حتى الجنة والنار. ثم قال: قد أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم قريبا من فتنة المسيح الدجال".

وإسناده ضعيف، شعيب بن أبي الأشعث: مجهول.

وأخرجه أحمد 6/ 354-355، وابن خزيمة (1399)، والطبراني 24/ (240) من طريق فليح بن سليمان، عن محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أسماء بنت أبي بكر، قالت:

"خسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فسمعت رجة الناس، وهم يقولون: آية، ونحن يومئذ في فازع، فخرجت متلفعة بقطيفة للزبير، حتى دخلت على عائشة، ورسول الله ﷺ قائم يصلي للناس، فقلت لعائشة: ما للناس؟ فأشارت بيدها إلى السماء، قالت: فصليت معهم، وقد كان رسول الله ﷺ فرغ من سجدته الأولى، قالت: فقام رسول الله ﷺ قياما طويلا حتى رأيت بعض من يصلي ينتضح بالماء، ثم ركع، فركع ركوعا طويلا، ثم قام، ولم يسجد، قياما طويلا، وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعا طويلا، وهو دون ركوعه الأول، ثم سجد، ثم سلم وقد تجلت الشمس، ثم رقي المنبر، فقال: أيها الناس، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فافزعوا إلى الصلاة، وإلى الصدقة، وإلى ذكر الله، أيها الناس، إنه لم يبق شيء لم أكن رأيته إلا وقد رأيته في مقامي هذا، وقد أريتكم تفتنون في قبوركم، يسأل أحدكم: ما كنت تقول؟ وما كنت تعبد؟ فإن قال: لا أدري، رأيت الناس يقولون شيئا، فقلته، ويصنعون شيئا، فصنعته، قيل له: أجل، على الشك عشت، وعليه مت، هذا مقعدك من النار، وإن قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، قيل: على اليقين عشت، وعليه مت، هذا مقعدك من الجنة، وقد أريت خمسين، أو سبعين ألفا يدخلون الجنة في مثل صورة القمر ليلة البدر. فقام إليه رجل، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: اللهم اجعله منهم، أيها الناس، إنكم لن تسألوني عن شيء حتى أنزل إلا أخبرتكم به. فقام رجل، فقال: من أبي؟ قال: أبوك فلان. الذي كان ينسب إليه".

وإسناده ضعيف، فُليح بن سليمان بن أبي المغيرة: صدوق كثير الخطأ، وانظر "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (47).

وأما حديث أبي بكرة:

فأخرجه البخاري (1040) و (1048) و (1062) و (1063) و (5785)، والنسائي (1459) و (1463) و (1491) و (1502)، وفي "الكبرى" (505) و (1853) و (1859) و (1889) و (1902) و (11407)، وأحمد 5/ 37، وابن أبي شيبة 2/ 468 و 14/ 271، والبزار (3660) و (3662)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1343) و (1344) و (1345)، وابن خزيمة (1374)، والطحاوي 1/ 330، وابن المنذر في "الأوسط" (2890) و (2898)، وابن حبان (2833) و (2835)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 347، والبيهقي 3/ 331 و 331-332 و 332 و 337 من طرق عن يونس بن عبيد بن دينار، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال:

"كنا عند رسول الله ﷺ فانكسفت الشمس، فقام النبي ﷺ يجر رداءه حتى دخل المسجد، فدخلنا، فصلى بنا ركعتين حتى انجلت الشمس، فقال ﷺ: إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما، فصلوا، وادعوا حتى يكشف ما بكم".

وفي لفظ: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله تعالى يخوف بها عباده".

وفي رواية: "وذاك أن ابنا له مات يقال له إبراهيم فقال ناس في ذلك".

وأخرجه البخاري (1048) تعليقا، والطيالسي (913)، وأحمد 5/ 37، وابن حبان (2834) عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة:

"كنا عند رسول الله ﷺ جلوسا فانكسفت الشمس، فقام رسول الله ﷺ فزعا يجر ثوبه حتى دخل المسجد، فصلى ركعتين، فلم يزل يصليها، حتى انجلت، وكان ذلك عند موت إبراهيم بن رسول الله ﷺ، فقال الناس: إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله ﷺ: يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتم ذلك، فادعوا حتى يكشف ما بكم".

وأخرجه البخاري (1048) تعليقا، والنسائي (1492)، وفي "الكبرى" (1890)، وابن حبان (2837)، والحاكم 1/ 334-335، والبيهقي 3/ 337-338، وفي "المعرفة" (7081) من طريق أشعث بن سوار، عن الحسن، عن أبي بكرة:

"أن النبي ﷺ صلى ركعتين مثل صلاتكم هذه في كسوف الشمس والقمر".

وقال ابن حبان:

"قول أبي بكرة: (ركعتين مثل صلاتكم) أراد به مثل صلاتكم في الكسوف".

وأخرجه الدارقطني 2/ 419 من طريق محمد بن سنان القزاز، حدثنا بكار بن يونس أبو يونس الرام، حدثنا حميد، عن الحسن، عن أبي بكرة، قال:

"كسفت الشمس في عهد رسول الله ﷺ فقال: إن الشمس والقمر آيتان... الحديث، وقال فيه: ولكن الله إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا كسف واحد منهما فصلوا وادعوا".

وإسناده ضعيف، محمد بن سنان القزاز: كذبه أبو داود، وابن خراش، وأما الدارقطني فمشاه، وقال: لا بأس به.

وبكار بن يونس أبو يونس الرام: لم أجده، ولعله بكار بن يونس الخصاف، قال الذهبي في "الميزان" 1/ 342:

"منكر الحديث".

وأما حديث النعمان بن بشير:

فأخرجه أبو داود (1193) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 304-305 - من طريق الحارث بن عمير البصري، وأحمد 4/ 269، والبزار (3295)، وابن خزيمة (1403)، وأبو عوانة (2468)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1334) عن عبد الوهاب الثقفي، والطحاوي 1/ 330، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 305 من طريق عبيد الله بن عمرو، والطبراني في "الدعاء" (2238) من طريق وهيب بن خالد، أربعتهم عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير، قال:

"انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فخرج فكان يصلي ركعتين ويسأل، ويصلي ركعتين ويسأل، حتى انجلت، فقال: إن رجالا يزعمون أن الشمس والقمر إذا انكسف واحد منهما، فإنما ينكسف لموت عظيم من العظماء، وليس كذلك، ولكنهما خلقان من خلق الله عز وجل، فإذا تجلى الله عز وجل لشيء من خلقه خشع له".

وعند أبي داود: "فجعل يصلي ركعتين، ركعتين ويسأل عنها، حتى انجلت".

وعند الطحاوي: (عن النعمان بن بشير، أو غيره).

وإسناده منقطع، قال يحيى بن معين كما في "تاريخه" 4/ 214 رواية الدوري، و "المراسيل" لابن أبي حاتم (394):

"أبو قلابة عن النعمان بن بشير مرسل"

وقال أبو حاتم كما في "المراسيل" (395):

"قد أدرك أبو قلابة النعمان بن بشير، ولا أعلم سمع منه".

وقال ابن خزيمة في "صحيحه" 2/ 329:

"لا أخال أبا قلابة سمع من النعمان بن بشير".

وأخرجه أحمد 4/ 267، والبيهقي 3/ 333 من طريق عبد الوارث، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن رجل، عن النعمان به.

وقد تبيّن من هذه الرواية أن بين أبي قلابة والنعمان بن بشير: رجل مبهم.

وأخرجه النسائي (1485)، وفي "الكبرى" (1883)، وابن ماجه (1262)، والشافعي في "السنن المأثورة" (394)، وابن خزيمة (1404)، وفي "كتاب التوحيد" 2/ 889، والبيهقي 3/ 332-333، وفي "المعرفة" (7076) من طرق عن عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن النعمان به.

وعند النسائي والبيهقي: "فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة".

وقال ابن خزيمة في "كتاب التوحيد":

"إن أبا قلابة لا نعلمه سمع من النعمان بن بشير شيئا ولا لقيه".

وقال البيهقي:

"هذا مرسل، أبو قلابة لم يسمعه من النعمان بن بشير، إنما رواه عن رجل، عن النعمان، وليس فيه هذه اللفظة الأخيرة".

وأخرجه النسائي (1489)، وفي "الكبرى" (1887)، وأحمد 4/ 271 و 477، وابن أبي شيبة 2/ 467 و 14/ 272، والطيالسي (800)، والطحاوي 1/ 330، والطبراني 21/ (202)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 320 من طرق عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة، عن النعمان به.

وأبو قلابة لم يسمعه من النعمان كما تقدّم آنفا.

وأخرجه النسائي (1488)، وفي "الكبرى" (1886)، والبزار (3294) عن محمد بن المثنى، والطبراني في "الأوسط" (2805) من طريق روح بن عبد المؤمن البصري، والحاكم 1/ 332 من طريق عبيد الله بن عمر بن ميسرة، ثلاثتهم عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن النعمان به.

ووقع اختلاف في إسناده على معاذ بن هشام:

فأخرجه النسائي (1490)، وفي "الكبرى" (1888) و (11408) عن محمد بن بشار، والبيهقي 3/ 333 من طريق محمد بن أبي بكر، كلاهما عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن النعمان به.

وأخرجه النسائي (1487)، وفي "الكبرى" (1885) عن أبي موسى محمد بن المثنى، وابن خزيمة (1402) عن محمد بن بشار، والروياني (1523) عن عمرو بن علي، ثلاثتهم عن معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن قبيصة الهلالي به.

وأخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1078) من طريق عمر بن عامر، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن قبيصة به.

وأخرجه أبو داود (1185)، وأحمد 5/ 61، والحاكم 1/ 333، والبيهقي 3/ 334، وابن الأثير في "أسد الغابة" 4/ 384 من طريق وهيب، والنسائي (1486)، وفي "الكبرى" (1884) من طريق عبيد الله بن الوازع، وأحمد 5/ 60-61 عن عبد الوهاب الثقفي، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (1982)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 344، والبيهقي 3/ 334 من طريق عبد الوارث بن سعيد، والطحاوي 1/ 331 من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5739) من طريق الحارث بن عمير، ستتهم عن أيوب، عن أبي قلابة، عن قبيصة به.

وعند الطحاوي: "عن قبيصة الهلالي، أو غيره".

وقال أبو القاسم البغوي:

"روى هذا الحديث عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، وزاد في إسناده: هلال بن عامر، عن قبيصة الهلالي".

أخرجه أبو داود (1186)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1444)، والطبراني 18/ (958)، وفي "الدعاء" (2217)، والبيهقي 3/ 334، والمزي في "تهذيب الكمال" 30/ 341-342 من طريق عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر، عن قبيصة به.

وأخرجه الطبراني 18/ (957) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 30/ 341 - من طريق أنيس بن سوار الجرمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عمرو، عن قبيصة به.

وهلال بن عامر أو هلال بن عمرو: قال الحافظ الذهبي في "الميزان" 4/ 315:

"لا يعرف".

وأما حديث سمرة بن جندب:

فأخرجه أبو داود (1184)، والنسائي (1484)، وفي "الكبرى" (1882)، وأحمد 5/ 16، والشافعي في "السنن المأثورة" (52)، وابن أبي شيبة 2/ 469 و 15/ 151-152، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 92)، والروياني (848)، وابن خزيمة (1397)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2658)، والطحاوي 1/ 329 و 333، وفي "شرح مشكل الآثار" (2956)، وابن حبان (2852)، والطبراني 7/ (6799)، والحاكم 1/ 329-331، والبيهقي 3/ 339، وفي "المعرفة" (7085) من طرق عن زهير بن معاوية، والترمذي (562)، والنسائي (1495)، وفي "الكبرى" (1895)، وابن ماجه (1264)، وأحمد 5/ 13 و 16-17 و 19، وابن أبي شيبة 2/ 472، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 92)، والروياني (843)، والطحاوي 1/ 333، وابن المنذر في "الأوسط" (2895)، والطبراني 7/ (6796) و (6797)، وابن حبان (2851)، والحاكم 1/ 334، والبيهقي 3/ 335 و 339 من طرق عن سفيان الثوري، وأحمد 5/ 23 من طريق سلام بن أبي مطيع، والطحاوي 1/ 329 و 332، وفي "شرح مشكل الآثار" (2955)، وابن حبان (2856)، والطبراني 7/ (6798)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6710) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، أربعتهم تاما ومختصرا عن الأسود بن قيس، حدثنا ثعلبة بن عباد العبدي من أهل البصرة، قال: شهدت يوما خطبة لسمرة بن جندب، فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله ﷺ فقال:

"بينا أنا وغلام من الأنصار نرمي في غرضين لنا على عهد رسول الله ﷺ، حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين، أو ثلاثة في عين الناظر، اسودت حتى آضت كأنها تنومة، قال: فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد، فوالله ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول الله ﷺ في أمته حدثا، قال: فدفعنا إلى المسجد، فإذا هو بأزز، قال: ووافقنا رسول الله ﷺ حين خرج إلى الناس، فاستقدم فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتا، ثم ركع كأطول ما ركع بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتا، ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط، لا نسمع له صوتا، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فوافق تجلي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، قال زهير: حسبته قال: فسلم، فحمد الله، وأثنى عليه، وشهد أنه عبد الله ورسوله، ثم قال: أيها الناس، أنشدكم بالله إن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالات ربي لما أخبرتموني ذاك، فبلغت رسالات ربي كما ينبغي لها أن تبلغ، وإن كنتم تعلمون أني بلغت رسالات ربي لما أخبرتموني ذاك. قال: فقام رجال، فقالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك، وقضيت الذي عليك، ثم سكتوا، ثم قال: أما بعد، فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس، وكسوف هذا القمر، وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض، وإنهم قد كذبوا، ولكنها آيات من آيات الله يعتبر بها عباده، فينظر من يحدث له منهم توبة، وايم الله، لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم، وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال، ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحيى - لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة - وإنه متى يخرج، أو قال: متى ما يخرج، فإنه سوف يزعم أنه الله، فمن آمن به وصدقه واتبعه، لم ينفعه صالح من عمله سلف، ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله، وقال حسن الأشيب: بسيئ من عمله سلف، وإنه سيظهر، أو قال: سوف يظهر، على الأرض كلها، إلا الحرم، وبيت المقدس، وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس، فيزلزلون زلزالا شديدا، ثم يهلكه الله وجنوده، حتى إن جذم الحائط، أو قال: أصل الحائط، وقال حسن الأشيب: وأصل الشجرة، لينادي، أو قال: يقول: يا مؤمن، أو قال: يا مسلم، هذا يهودي، أو قال: هذا كافر، تعال فاقتله. قال: ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أمورا يتفاقم شأنها في أنفسكم، وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا، وحتى تزول جبال على مراتبها، ثم على أثر ذلك القبض. قال: ثم شهدت خطبة لسمرة ذكر فيها هذا الحديث، فما قدم كلمة، ولا أخرها عن موضعها" والسياق لأحمد 5/ 16، وقال الترمذي:

"حديث حسن صحيح".

قلت: إسناده ضعيف لجهالة ثعلبة بن عباد.

وأخرج البزار (4638)، والطبراني 7/ (7063) من طريق جعفر بن

سعد بن سمرة، قال: حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب، أن رسول الله ﷺ كان يقول:

"إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد منكم ولكنهما آيتان من آيات الله يستعتب بهما عباده لينظر من يخافه ومن يذكره، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله فاذكروه".

وزاد الطبراني: "وكان صلى لنا يوم خسفت الشمس، ثم وعظنا وذكرنا، ثم قال: ما رأيتم في شيء في الدنيا له لون، ولا نبئتم به في الجنة ولا في النار إلا وقد صور لي في قبل هذا الجدار منذ صليت لكم صلاتي هذه، فنظرت إليه منظورا في جدار المسجد".

وإسناده ضعيف، لجهالة سليمان بن سمرة، وخبيب بن سليمان، وضعف جعفر بن سعد بن سمرة.

وأما حديث ابن مسعود:

فأخرجه أحمد 1/ 459، والبزار (1449)، وأبو يعلى (5394)، والطبراني 10/ (9782)، وفي "الدعاء" (2212)، والبيهقي 3/ 324 من طريق محمد بن إسحاق، حدثنا الحارث بن فضيل الأنصاري ثم الخطمي، عن سفيان بن أبي العوجاء السلمي، عن أبي شريح الخزاعي، قال:

"كسفت الشمس في عهد عثمان بن عفان، وبالمدينة عبد الله بن مسعود، قال: فخرج عثمان فصلى بالناس تلك الصلاة ركعتين، وسجدتين في كل ركعة، قال: ثم انصرف عثمان فدخل داره، وجلس عبد الله بن مسعود إلى حجرة عائشة وجلسنا إليه، فقال إن رسول الله ﷺ: كان يأمرنا بالصلاة عند كسوف الشمس، والقمر، فإذا رأيتموه قد أصابهما، فافزعوا إلى الصلاة، فإنها إن كانت التي تحذرون، كانت وأنتم على غير غفلة، وإن لم تكن كنتم قد أصبتم خيرا، واكتسبتموه".

وإسناده ضعيف، سفيان بن أبي العوجاء السلمي: ضعيف.

وأخرجه البزار (1554)، وابن خزيمة (1372)، وابن المنذر في "الأوسط" (2888) من طريق أبي بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان، والطبراني في "الدعاء" (2239) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال:

"انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقال الناس: إنما انكسفت لموت إبراهيم، فقام رسول الله ﷺ، فخطب الناس، فقال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم ذلك فاحمدوا الله، وكبروا، وسبحوا، وصلوا حتى ينجلي كسوف أيهما انكسف. قال: ثم نزل رسول الله ﷺ فصلى ركعتين".

وإسناده جيد، سعيد بن أبي عروبة: كان قد اختلط، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف من أعلم الناس بحديثه كما قال الإمام أحمد.

وحماد بن أبي سليمان: صدوق.

وأخرجه البزار (1591) من طريق أبي يحيى الحماني عبد الحميد بن عبد الرحمن، والبيهقي 3/ 341 من طريق أبي أحمد الزبيري، كلاهما عن حبيب بن حسان، عن الشعبي، وإبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود أنه قال:

"انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقالوا إنما انكسفت لموت إبراهيم، ثم خرج رسول الله ﷺ إلى المسجد، فصلى بالناس فقال: أيها الناس إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الشعبي، وإبراهيم، إلا حبيب بن حسان، ولا نعلم أحدا جمعهما إلا أبو يحيى الحماني".

وإسناده ضعيف جدا، حبيب بن حسان هو ابن أبي الاشرس الكوفي: متروك.

وأما حديث محمود بن لبيد:

فأخرجه أحمد 5/ 428 حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال:

"كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله ﷺ فقالوا: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله ﷺ: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، ألا وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما كذلك فافزعوا إلى المساجد. ثم قام فقرأ فيما نرى بعض {الر كتاب}، ثم ركع، ثم اعتدل، ثم سجد سجدتين، ثم قام ففعل مثل ما فعل في الأولى".

وهذا منكر بهذا اللفظ، عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل: لا يقبل تفرّده بهذا، قال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 57:

"كان ممن يخطئ ويهم كثيرا على صدق فيه، والذي أميل إليه فيه ترك ما خالف الثقات من الأخبار، والاحتجاج بما وافق الثقات من الآثار، وقد مرض الشيخان القول فيه أحمد ويحيى".

وأخرجه ابن أبي شيبة كما في "الاستيعاب" 3/ 1378-1379 أخبرنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد الأنصاري، قال: كسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن النبي ﷺ، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم بن النبي ﷺ، فبلغ ذلك النبي ﷺ من قولهم، فخرج وخرجنا معه حتى أمنا في المسجد، فأطال القيام ... وذكر الحديث".

وأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 63 مختصرا، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 1/ 142-143 عن الفضل بن دكين، أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال:

"انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن رسول الله ﷺ، فقال الناس انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فخرج رسول الله ﷺ حين سمع ذلك فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياة أحد، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد. ودمعت عيناه، فقالوا: يا رسول الله تبكي وأنت رسول الله؟ قال: إنما أنا بشر تدمع العين ويخشع القلب ولا نقول ما يسخط الرب، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون. ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرا، وقال: إن له مرضعا في الجنة".

وأما حديث حذيفة:

فأخرجه البزار (2924)، والطبراني في "الدعاء" (2234)، والبيهقي 3/ 329 من طريق ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، عن صلة بن زفر، عن حذيفة رضي الله عنه:

"أن رسول الله ﷺ صلى عند كسوف الشمس بالناس، فقام فكبر ثم قرأ، ثم ركع كما قرأ، ثم رفع كما ركع، صنع ذلك أربع ركعات قبل أن يسجد، ثم سجد سجدتين، ثم قام في الثانية فصنع مثل ذلك، ولم يقرأ بين الركوع".

وإسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: سيء الحفظ.

وأما حديث أبي هريرة:

فأخرجه النسائي (1483)، وفي "الكبرى" (1881) من طريق عباد بن عباد المهلبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:

"كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقام فصلى للناس فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع، ثم سجد فأطال السجود وهو دون السجود الأول، ثم قام فصلى ركعتين وفعل فيهما مثل ذلك، ثم سجد سجدتين يفعل فيهما مثل ذلك حتى فرغ من صلاته، ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله عز وجل وإلى الصلاة".

واسناده حسن، محمد بن عمرو بن علقمة الليثي: مختلف فيه، وهو حسن الحديث.

وأما حديث علي بن أبي طالب:

فأخرجه أحمد 1/ 143، وابن خزيمة (1388) و (1394)، والطحاوي 1/ 327، وابن المنذر في "الأوسط" (2911)، والبيهقي 3/ 330-331 من طريق الحسن بن الحر، عن الحكم، عن رجل يقال له حنش، عن علي رضي الله عنه، قال:

"كسفت الشمس فصلى علي رضي الله عنه للناس، فقرأ بـ {يس} ونحوها، ثم ركع نحوا من قراءته السورة، ثم رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده، ثم قام قدر السورة يدعو ويكبر، ثم ركع قدر قراءته، ثم قال سمع الله لمن حمده، ثم قام أيضا قدر السورة، ثم ركع قدر ذلك أيضا حتى ركع أربع ركعات، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم سجد، ثم قام في الركعة الثانية ففعل كفعله في الركعة الأولى، ثم جلس يدعو ويرغب حتى انكشفت الشمس، ثم حدثهم أن رسول الله ﷺ كذلك فعل".

وأخرجه عبد الرزاق (4936)، والطحاوي 1/ 334، وابن المنذر في "الأوسط" (2894) و (2905)، والطبراني في "الدعاء" (2235)، والبيهقي 3/ 330 من طريق سليمان الشيباني، عن الحكم، عن حنش، عن علي: موقوفا، وفيه عند البيهقي: "فقرأ سورة الحج، ويس، لا أدري بأيهما بدأ".

وإسناده ضعيف، حنش بن المعتمر: قال ابن حبان في "المجروحين" 1/ 269:

"كان كثير الوهم في الأخبار ينفرد عن علي عليه السلام بأشياء لا تشبه حديث الثقات حتى صار ممن لا يحتج به".

وأخرج أبو علي بن شاذان الواسطي في "الثامن من أجزاءه" - مخطوط، والبزار (628) و (639)، وابن المنذر في "الأوسط" (2907)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 263 من طريق إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومحمد بن علي ابن الحنفية، عن علي، قال:

"انكسفت الشمس على عهد علي، فقام فركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم فعل في الثانية مثل ذلك، ثم سلم، ثم قال: ما صلاها أحد بعد رسول الله ﷺ غيري".

ووقع في مطبوع ابن المنذر: "عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن محمد بن علي، عن علي".

وقال البزار:

"وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، إلا عبد الأعلى، ولا عن عبد الأعلى إلا إسرائيل".

وإسناده ضعيف، عبد الأعلى بن عامر الثعلبي: ضعيف.

وأما حديث أُبيّ بن كعب:

فأخرجه أبو داود (1182) [1]، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 5/ 134، وأبو يعلى في "المعجم" (168)، والطبراني في "الأوسط" (5919)، وفي "الدعاء" (2237)، وابن عدي في "الكامل" 6/ 88-89، والبيهقي 3/ 329 والضياء في "المختارة" (1141) و (1142)، والمزي في "تهذيب الكمال" 21/ 396 من طريق عمر بن شقيق، وأبو داود (1182)، والنسائي في "الكبرى" كما في "مائة حديث ساقطة من سنن النسائي الكبرى" (98)، والحاكم 1/ 333، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 5/ 151 من طريق عبد الله بن أبي جعفر الرازي، كلاهما عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، قال:

"انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، وإن رسول الله ﷺ صلى بهم، فقرأ بسورة من الطول، ثم ركع خمس ركعات وسجدتين، ثم قام الثانية فقرأ بسورة من الطول، ثم ركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها".

 وقال الطبراني:

"لم يرو هذا الحديث عن رسول الله ﷺ في الكسوف عشر ركعات في أربع سجدات إلا أبيّ بن كعب، ولا يروى عن أبيّ إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جعفر الرازي".

وإسناده ضعيف، قال ابن حبان في "الثقات" 4/ 228:

"الربيع بن أنس بن زياد البكري: الناس يتقون حديثه، ما كان من رواية أبي جعفر عنه، لأن فيها اضطرابٌ كثيرٌ".

وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 307:

"أما حديث أُبي بن كعب - يعني هذا الحديث - فإِنما يدور على أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، وليس هذا الإِسناد عندهم بالقوي".

وأما حديث عقبة بن عامر:

فأخرجه الروياني (205) من طريق عبد الله بن وهب، والطبراني 17/ (806)، وفي "الدعاء" (2216) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، كلاهما عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، قال:

"لما توفي إبراهيم كسفت الشمس، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله ﷺ: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة".

وإسناد رجاله كلهم ثقات.

 

يستفاد من أحاديث الباب

 

أولاً: أنه يُنادى بـ (الصلاة جامعة) في الكسوف.

 

ثانيًا: الأمر بالصلاة عند الكسوف.

 

ثالثًا: ‌الجهر ‌بالقراءة ‌في ‌صلاة الكسوف.

 

رابعًا: صفة صلاة الكسوف أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات، مع طول القيام والركوع، وما خالف هذه الصفة إما شاذ أو منكر، وقد بيّنا ذلك في تخريج أحاديث هذا الباب، والله الموفق.


كتبه

أبو سامي العبدان

حسن التمام.


1 - قال أبو داود: "وحدثت عن عمر بن شقيق".

إرسال تعليق

التعليقات



المتابعون

جميع الحقوق محفوظة لـ

حسن التمام

2015