
فضل صلاة التطوع
(344)
"إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب
إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته:
كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي
بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي
عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه
يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. ورواه عمر بن إسحاق بن يسار، عن
عمه عطاء بن يسار، عن ميمونة".
قلت: الطريق إلى عمر بن إسحاق بن يسار فيها كذاب، أخرجه أبو يعلى (7087) من طريق يوسف بن خالد، عن عمر بن إسحاق، أنه سمع عطاء بن يسار يحدث، عن ميمونة به.
ويوسف بن خالد هو السمتي: قال
الهيثمي في "المجمع" 10/ 270:
"كذاب".
وفي الباب عن أبي هريرة أيضا:
"أن رسول الله ﷺ مرَّ
بقبر، فقال: من صاحب هذا القبر؟ فقالوا: فلان، فقال: ركعتان أحب إلى هذا من بقية
دنياكم".
أخرجه الطبراني في
"الأوسط" (920) من طريق حفص بن عبد الله الحلواني، قال: حدثنا حفص بن
غياث، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة: فذكره.
قلت: رجاله ثقات سوى حفص بن
عبد الله الحلواني: وهو صدوق، لكن خالفه الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة فوقفه على أبي
هريرة.
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
أبي مالك إلا حفص بن غياث، تفرد به حفص بن عبد الله".
وليس كما قال رحمه الله
تعالى، فقد أخرجه ابن صاعد في "زوائد الزهد" لابن المبارك" (31)
حدثنا محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/
225 من طريق محمد بن العباس الشافعي المكي، كلاهما عن حفص بن غياث، عن أبي مالك
الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:
"مرّ رسول الله ﷺ على
قبر دفن حديثا، فقال: ركعتان خفيفتان مما تحتقرون أحب إلى هذا من بقية
دنياكم".
وقال ابن صاعد:
"هذا حديث غريب
حسن".
قلت: محمد بن يزيد أبو هشام
الرفاعي: ضعّفه النسائي، وأبو حاتم، وقال البخاري:
"رأيتهم مجتمعين على
ضعفه".
وقال عثمان بن أبي شيبة:
"إنه يسرق حديث غيره فيرويه".
ومحمد بن العباس الشافعي
المكي: ذكره ابن حبان في "كتاب الثقات" 9/ 54، وقال:
"يروي عن أبيه
والحجازيين المقاطيع".
وخالفهم ابنُ أبي شيبة:
فأخرجه في "مصنفه"
2/ 386 و 13/ 349 حدثنا حفص بن غياث، عن أبي مالك، عن أبي حازم، عن أبي هريرة:
موقوفا.
ولحديث الباب شواهد من حديث عائشة، وأبي أمامة، وعلي، وابن عباس، وأنس، وحذيفة، ومعاذ، ووهب بن منبه:
أما حديث عائشة:
فأخرجه أحمد 6/ 256، والبزار
(3627) و (3647) كشف، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (45)، وابن شاهين
في "الترغيب" (285)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 5، وفي
"الأربعين على مذهب المتحققين" (47)، والقضاعي في "مسند
الشهاب" (1457)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (698) و (699)،
والقشيري في "الرسالة" (ص 128)، وابن النجار في "ذيل تاريخ
بغداد" 3/ 178 من طرق عن عبد الواحد بن ميمون مولى عروة، عن عروة، عن عائشة،
قالت: قال رسول الله ﷺ:
"قال الله عز وجل: من
عادى لي وليًا فقد استحل محاربتي، وما تقرَّب إليَّ عبدي بمثل أداء فرائضي، وإنَّ
عبدي ليتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت عينه التي يبصر بها، وأذنه
التي يسمع بها، ويده التي يبطش به، وفؤاده الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق به، إن
دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، ما ترددت من شيء أنا فاعله ترددي عن موته، يكره
الموت وأكره مَسَاءَتَهُ".
وقال البزار:
"تفرد به عبد
الواحد".
وقال ابن عدي في
"الكامل" 6/ 524:
"وعبد الواحد بن ميمون
روى عن عروة عن عائشة غير حديث منها من أهان فقد بارزني بالمحاربة، وغير ذلك
أحاديث عن عروة عن عائشة ينفرد بها عن عروة".
وقال البخاري: عبد الواحد
منكر الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الدارقطني: متروك صاحب
مناكير.
وقال ابن حبان: يروي
الموضوعات عن الأثبات، يحدث عن عروة ما ليس من حديثه، فبطل الاحتجاج بروايته.
ولم ينفرد به، فقد تابعه أبو
حَزْرَة يعقوب بن مجاهد:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9352) حدثنا هارون بن كامل،
حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا إبراهيم بن سويد المدني، حدثني أبو حزرة
يعقوب بن مجاهد، أخبرني عروة
بن الزبير، عن عائشة، عن رسول الله ﷺ، قال:
"إن الله يقول: من أهان
لي وليا فقد استحل محاربتي، وما تقرب إلي عبد من عبادي بمثل أداء فرائضي، وإن عبدي
ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت عينيه التي يبصر بهما، وأذنيه التي
يسمع بهما، ويده التي يبطش بها، ورجليه التي يمشي بهما، إن دعاني أجبته، وإن سألني
أعطيته، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موته، وذلك أنه يكره الموت وأنا أكره
مساءته".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
أبي حزرة إلا إبراهيم بن سويد، ولا رواه عن عروة إلا أبو حزرة وعبد الواحد بن
ميمون".
وقال ابن رجب في "جامع
العلوم والحكم":
وهذا إسناده جيد، ورجاله كلهم
ثقات مخرج لهم في الصحيح سوى شيخ الطبراني، فإنه لا يحضرني الآن معرفة حاله، ولعل
الراوي قال: حدثنا أبو حمزة، يعني عبد الواحد بن ميمون، فخُيل للسامع أنه قال: أبو
حزرة، ثم سماه من عنده بناء على وهمه والله أعلم".
وقال الهيثمي في
"المجمع" 10/ 269:
"ورجال الطبراني في
الأوسط رجال الصحيح غير شيخه: هارون بن كامل".
قلت: هارون بن كامل لم أجد له
ترجمة، وقد أكثر عنه الطبراني.
وأما حديث أبي أمامة:
فأخرجه الطبراني 8/ (7880) من
طريق عثمان بن أبي العاتكة الدمشقي، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن
النبي ﷺ، قال:
"من أهان لي وليا فقد
بارزني بالعداوة، ابن آدم لن تدرك ما عندي إلا بأداء ما افترضت عليك، ولا يزال
عبدي يتحبب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فأكون قلبه الذي يعقل به، ولسانه الذي ينطق
به، وبصره الذي يبصر به، فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإذا استنصرني
نصرته وأحب عبادة عبدي إلي النصيحة".
وعلي بن يزيد الألهاني: ضعيف،
وعثمان بن أبى العاتكة: صدوق، ضعفوه في روايته عن على بن يزيد الألهاني، وهذه
منها، لكنه لم يتفرّد به فقد تابعه عبيد الله بن زحر:
أخرجه البيهقي في
"الزهد" (702) من طريق ابن زحر عنه.
وأما حديث علي:
فأخرجه الإسماعيلي كما في
"الفتح" 11/ 341 بإسناد ضعيف كما في "جامع العلوم والحكم" 2/
332 لابن رجب.
وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه الطبراني 12/ (12719) حدثنا عبيد بن كثير التمار، حدثنا م
حمد بن الجنيد، حدثنا عياض بن
سعيد الثمالي، عن عيسى بن مسلم القرشي، عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، عن ابن
عباس قال: قال رسول الله ﷺ:
"يقول الله عز وجل: من
عادى لي وليا فقد ناصبني بالمحاربة، وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موت
المؤمن يكره الموت وأكره مساءته، وربما سألني وليي المؤمن الغنى فأصرفه من الغنى
إلى الفقر، ولو صرفته إلى الغنى لكان شرا له، وربما سألني وليي المؤمن الفقر
فأصرفه إلى الغنى، ولو صرفته إلى الفقر لكان شرا له، إن الله عز وجل قال: وعزتي
وجلالي وعلوي وبهائي وجمالي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه إلا
اثبتت أجله عند بصره، وضمنت السماء والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل
تاجر".
وإسناده ضعيف جدًا، عبيد بن
كثير العامري التمار: قال الأزدي: متروك الحديث.
وقال الدارقطني: كوفي متروك.
وقال ابن حبان في
"المجروحين" 2/ 176:
"روى عن الحسن بن الفرات
وعن ابنه زياد بن الحسن عن أبان بن تغلب نسخة مقلوبة ليس يحفظ من حديث أبان أدخلت
عليه فحدث بها ولم يرجع حيث بين له فاستحق ترك الاحتجاج به".
وقال الهيثمي 10/ 270:
"رواه الطبراني، وفيه
جماعة لم أعرفهم".
وأما حديث أنس:
فأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (609) حدثنا أحمد قال: حدثنا عمر بن سعيد أبو حفص الدمشقي،
قال: حدثنا صدقة بن عبد الله أبو معاوية، أخبرني عبد الكريم الجزري، عن أنس ابن
مالك، عن النبي ﷺ، عن جبريل، عن الله تعالى قال:
"من أهان لي وليا، فقد
بارزني بالمحاربة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
عبد الكريم إلا صدقة، تفرد به عمر".
وإسناده ضعيف جدًا، صدقة بن
عبد الله أبو معاوية السمين: ضعيف.
وعمر بن سعيد أبو حفص
الدمشقي: تركه أحمد، وأبو حاتم وضعفه ابن المديني، ومسلم، والنسائي، وقال الساجي:
كذاب.
وقال الجوزجاني: سقط حديثه.
وله طريق أخرى عن أنس:
أخرجه أبو نعيم في
"الحلية" 8/ 318 - 319 من طريق الحكم بن موسى، حدثنا عبد الملك بن يحيى
الحسني، عن صدقة الدمشقي، عن هشام الكناني، عن أنس، عن النبي ﷺ عن جبريل، عليه
السلام عن ربه تعالى وتقدس، قال:
"من أهان لي وليا فقد
بارزني بالمحاربة ما ترددت عن شيء أنا فاعله، ما ترددت في قبض نفس عبدي المؤمن
يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه، وإن من عبادي المؤمنين من يريد بابا من
العبادة فأكفه عنه لا يدخله عجب فيفسده ذلك، وما تقرب إلي عبدي بمثل ما افترضت
عليه، لا يزال عبدي يتنفل لي حتى أحبه ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا، أو يدا
ومؤيدا، دعاني فأجبته وسألني فأعطيته ونصح لي فنصحت له، وإن من عبادي من لا يصلح
إيمانه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه
إلا الفقر وإن بسطت له أفسده ذلك، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو
أسقمته لأفسده ذلك وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته
لأفسده ذلك، إني أدبر عبادي بعلمي في قلوبهم إني عليم خبير".
وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث أنس لم
يروه عنه بهذا السياق إلا هشام الكناني وعنه صدقة بن عبد الله أبو معاوية الدمشقي
تفرد به الحسن بن يحيى الحسني".
قلت: تحرّف اسم (أبو عبد
الملك الحسن بن يحيى الخشني) في موضعين، الأول: في أثناء الإسناد (عبد الملك) بدل
الحسن، مع أنه جاء على الصواب في كلام أبي نعيم.
(والحسني) بدل (الخشني)،
والآخر: في كلام أبي نعيم (الحسن بن يحيى الحسني) والصواب الخشني، فقد جاء هكذا
عند ابن أبي الدنيا في "الأولياء" (1)، وفي "الورع" (1)،
والبيهقي في "الأسماء والصفات" 1/ 307، والكلاباذي في "معاني
الأخبار" (ص 377)، وأبي القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (205).
وإسناده ضعيف، صدقة بن عبد
الله أبو معاوية السمين: ضعيف.
والحسن بن يحيى الخشني: صدوق
كثير الغلط كما في "التقريب"، وتوجد طريق أخرى - في ظاهرها - أنها طريق
أخرى عن هشام الكناني:
أخرجها ابن عساكر في
"تاريخ دمشق" 37/ 35 من طريق الحكم بن موسى، حدثنا عبد الملك بن صدقة
الدمشقي، عن أبيه، عن هشام الكناني عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ عن الله تبارك
وتعالى، قال:
"من أهان لي وليا فقد
بارزني بالمحاربة".
وقال ابن عساكر:
"رواه أبو عبد الله أحمد
بن الحسن بن عبد الجبار، عن الحكم بن موسى، عن أبي عبد الملك الحسن بن يحيى بن
الحسين، عن صدقة، فيحتمل أنه كان عبد الحكم عنهما جميعا والأظهر أنه خطأ والله
أعلم، فإنا لم نجده إلا من هذا الوجه".
أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" 1/ 31 من طريق أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: حدثنا الحكم بن موسى، قال حدثنا عبد الملك الخشني بن يحيى، عن صدقة، عن هشام الكناني، عن أنس.
وأخرجه القضاعي في "مسند
الشهاب" (1456) من طريق هشام بن عمارة، قال: حدثنا صدقة، عن هشام الكناني، عن
أنس.
فالحديث حديث صدقة وقد عرفت
حاله، وهشام الكناني لم أجد له ترجمة.
وأما حديث حذيفة:
فأخرجه أبو نعيم في
"الحلية" 6/ 116، ومسافر حاجي في "الأربعين البلدانية" (34)
عن سليمان بن أحمد، حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن
رزيق، حدثنا أبو اليمان، حدثنا الأوزاعي، حدثني عبدة، حدثني زر بن حبيش، قال: سمعت
حذيفة، يقول: قال رسول الله ﷺ:
"إن الله تعالى أوحى إلي
يا أخا المرسلين ويا أخا المنذرين أنذر قومك أن لا يدخلوا بيتا من بيوتي ولأحد
عندهم مظلمة، فإني ألعنه ما دام قائما بين يدي يصلي حتى يرد تلك الظلامة إلى
أهلها، فأكون سمعه الذي يسمع به، وأكون بصره الذي يبصر به، ويكون من أوليائي
وأصفيائي ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة".
وقال أبو نعيم:
"غريب من حديث الأوزاعي، عن عبدة، ورواه علي بن معبد، عن إسحاق بن أبي يحيى العكي (العكي: تحرّف عن الكعبي)، عن الأوزاعي مثله".
وسقط من "الأربعين"
(أبو الزنباع روح بن الفرج) وبدل أبي اليمان عنده أبو المغيرة!
إسحاق بن إبراهيم بن رزيق: لم
أجد له ترجمة.
وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 65/ 44 - 45، وذكره الحافظ في "الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس" - مخطوط: من طريق إسحاق بن أبي يحيى الكعبي، حدثنا الأوزاعي، حدثني عبدة بن أبي لبابة، قال: سمعت زر بن حبيش به.
وإسحاق بن أبي يحيى الكعبي:
هالك، يأتي بالمناكير عن الأثبات.
وأما حديث معاذ:
فأخرجه ابن ماجه (3989)، وابن
أبي الدنيا في "الأولياء" (6)، وفي "التواضع والخمول" (8)،
والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1798)، والطبراني 20/ (321)، والحاكم 4/
328، وتمام في "الفوائد" (1673)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 5،
والبيهقي في "الشعب" (6812)، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/
629 من طريق عيسى بن عبد الرحمن، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب:
"أنه خرج يوما إلى مسجد
رسول الله ﷺ فوجد معاذ بن جبل قاعدا عند قبر النبي ﷺ يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال:
يبكيني شيء سمعته من رسول الله ﷺ، سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن يسير الرياء شرك، وإن
من عادى لله وليا، فقد بارز الله بالمحاربة، إن الله يحب الأبرار الأتقياء
الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا، قلوبهم
مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة".
وإسناده ضعيف جدًا، عيسى بن
عبد الرحمن هو ابن فروة أو سبرة، الأنصاري أبو عبادة الزرقي المدني: متروك.
وأخرجه الطبراني 20/ (320) من
طريق عبد الله بن صالح، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1799)، والحاكم
1/ 4، والبيهقي في "الأسماء والصفات" 2/ 461 من طريق عبد الله بن وهب،
كلاهما عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر بن
الخطاب:
"خرج إلى المسجد يوما
فوجد معاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله ﷺ، فذكر مثله.
ولم يُذكر في إسناده عيسى بن
عبد الرحمن!
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح ولم يخرج في الصحيحين، وقد احتجا جميعا بزيد بن أسلم، عن أبيه، عن الصحابة، واتفقا جميعا على الاحتجاج بحديث الليث بن سعد، عن عياش بن عباس القتباني وهذا إسناد مصري صحيح ولا يحفظ له علة" وأقره الذهبي.
قلت: وخالف نافعُ بن يزيد:
الليثَ بن سعد فذكر فيه عيسى بن عبد الرحمن:
أخرجه الطبراني 20/ (321)، والحاكم 4/ 328، والبيهقي في
"الشعب" (6393)، وتمام في "الفوائد" (28) من طريق سعيد بن أبي
مريم، أخبرنا نافع بن يزيد، حدثني عياش بن عباس، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن
زيد بن أسلم به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد
ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: أنّى له الصحة وفي
إسناده عيسى بن عبد الرحمن وقد عرفت حاله، والليث أثبت من نافع لكن لم يذكروا
لعياش رواية عن زيد بن أسلم!
وجاء مختصرًا من طريق شاذ بن
الفياض، حدثنا أبو قحذم النضر بن معبد، عن أبي قلابة، عن ابن عمر رضي الله عنهما،
قال:
"مر عمر بمعاذ بن جبل
رضي الله عنهما وهو يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله ﷺ: إن
أدنى الرياء شرك، وأحب العبيد إلى الله تبارك وتعالى الأتقياء الأخفياء، الذين إذا
غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم".
أخرجه الطبراني 20/ 53، وفي
"الأوسط" (4950)، والحاكم 3/ 270، وأبو نعيم في "الحلية" 1/
15، والبيهقي في "الزهد الكبير" (195).
وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد، ولم
يخرجاه"!
فتعقبه الحافظ الذهبي بقوله
"أبو قحذم قال أبو حاتم: لا يكتب حديثه.
وقال النسائي ليس بثقة".
قلت: وأبو قلابة وهو عبد الله
بن زيد الجرمي، قال أبو زرعة: لم يسمع من عبد الله بن عمر شيئا كما في "تهذيب
التهذيب" 5/ 226، و "جامع التحصيل" (ص 211).
وأما حديث وهب بن منبه:
فأخرجه أحمد في "الزهد" (342) حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل بن منبه، أخبرنا عبد الصمد بن معقل، قال: سمعت وهب بن منبه، قال:
"لما رأى موسى عليه
السلام النار، انطلق يسير حتى وقف منها قريبا ... ثم ذكره مطولًا، وفيه:
"واعلم أنه من أهان لي وليا، أو أخافه، فقد بارزني بالمحاربة وبادأني، وعرض
بنفسه، ودعاني إليها، فأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي، أيظن الذي يحاربني أن يقوم
لي؟ أو يظن الذي يغازيني أن يعجزني؟ أو يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني؟
وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة، لا أكل نصرتهم إلى غيري؟".
وإسناده حسن، وأخرجه ابن أبي
الدنيا في "الزهد" (62) بأخصر منه عن رجل عن وهب!
وأخرجه أبو نعيم في
"الحلية" 4/ 32 من طريق إبراهيم بن الحكم، حدثني أبي، حدثني وهب بن
منبه، قال: إني لأجد في بعض كتب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إن الله تعالى
يقول:
"ما ترددت عن شيء قط
ترددي عن قبض روح المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولا بد له منه".
وإسناده ضعيف، إبراهيم بن
الحكم بن أبان: ضعيف وصل مراسيل كما في "التقريب".
والحكم بن أبان فيه ضعف قاله
ابن عدي، ووقع المناكير في روايته من رواية ابنه إبراهيم عنه، ومهما يكن فإن هذا
لا يصلح أن يكون شاهدًا لأنه من الإسرائيليات وقد أمرنا رسول الله ﷺ التوقف في
أخبارهم فلا نصدقها ولا نكذبها بقوله: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم،
وقولوا: {آمنا بالله وما أنزل إلينا}" أخرجه البخاري (4485) من حديث
أبي هريرة، وأخرجه أبو داود (3644)، وأحمد 4/ 136 من حديث أبي نملة مرفوعًا
"إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه
ورسله، فإن كان حقا لم تكذبوهم، وإن كان باطلا لم تصدقوهم".
فأخبار أهل الكتاب على ثلاثة
أقسام:
الأول: ما علمنا صدقه من
الكتاب وصحيح السنة.
والثاني: ما علمنا كذبه بما
عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه،
فلا نصدق به، ولا نكذبه، وتجوز حكايته، لما أخرج البخاري (3461) أن النبي ﷺ قال:
"بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار".
إلى هنا انتهينا من شواهد
حديث أبي هريرة.
وفي الباب عن أم حبيبة، وابن مسعود، وابن عمر، وربيعة بن كعب أبي فراس الأسلمي:
أما حديث أم حبيبة:
فأخرجه مسلم (728-103)،
والنسائي في "الكبرى" (491)، وأحمد 6/ 327، وإسحاق بن راهويه (2041)،
والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37، والطيالسي (1696)، والدارمي
(1438)، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 113)، وأبو عوانة (2105)، والسراج في "حديثه"
(2164)، وابن المنذر في "الأوسط" (2741)، وابن حبان (2451)، والطبراني
23/ (431)، والبيهقي 2/ 472، والخطيب في "تاريخ بغداد" 4/ 61 عن شعبة،
عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة زوج
النبي ﷺ، أنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ، يقول:
"ما من عبد مسلم يصلي
لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا، غير فريضة، إلا بنى الله له بيتا في الجنة، أو
إلا بني له بيت في الجنة. قالت أم حبيبة: فما برحت أصليهن بعد، وقال عمرو: ما برحت
أصليهن بعد، وقال النعمان مثل ذلك".
وأخرجه مسلم (728-101) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان، ومسلم (728-102)، والنسائي في "الكبرى" (492)، والطبراني 23/ (430)، والحاكم 1/ 312 من طريق بشر بن المفضل، وأبو داود (1250)، وأبو يعلى (7124)، وابن خزيمة (1187)، وأبو عوانة (2106)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (99) من طريق إسماعيل ابن علية، وابن أبي شيبة 2/ 204، والطبراني 23/ (430) و (449) عن عبيدة بن حميد، وابن خزيمة (1186) من طريق محبوب بن الحسن، والطبراني 23/ (430) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والطبراني 23/ (430) من طريق محمد بن فضيل، والحاكم 1/ 312 من طريق يزيد بن هارون، ثمانيتهم عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به.
وخالفهم هشيم بن بشير:
فأخرجه أحمد 6/ 426، وابن
خزيمة (1185) من طريقه عن داود بن أبي هند، عن النعمان بن سالم، عن عنبسة به.
وقال ابن خزيمة:
"أسقط هشيم من الإسناد
عمرو بن أوس، والصحيح حديث ابن علية...وما رواه محبوب بن الحسن".
وأخرجه البخاري في
"التاريخ الكبير" 7/ 37، وأبو يعلى (7135)، والطبراني 23/ (434)، وأبو
طاهر المخلص في "المخلصيات" (460) و (3071) من طريق سالم بن منقذ، عن
عمرو بن أوس به.
وأخرجه البخاري 3/ 142 و 7/
36 من طريق شهر بن حوشب، عن عمرو بن أوس، عن أم حبيبة به.
فلم يذكر عنبسة في الإسناد،
وشهر بن حوشب: ضعيف، وقد اضطرب فيه:
فأخرجه البخاري في
"التاريخ الكبير" 3/ 141-142 و 7/ 36، والدولابي في "الكنى
والأسماء" (2048)، والشاموخي في "حديثه" (33) من طريق شهر بن حوشب،
عن عنبسة، عن أم حبيبة به.
فلم يذكر عمرو بن أوس.
وله طرق عن عنبسة بن أبي سفيان:
أ - أخرجه النسائي (1804)، وفي "الكبرى" (1478)، وابن ماجه (1141)، وأحمد 6/ 326، وابن أبي شيبة 2/ 203، والسراج في "حديثه" (2165)، والطبراني 23/ (436) و (455)، والدارقطني في "العلل" 15/ 280 عن يزيد بن هارون، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن النبي ﷺ، قال:
"من صلى في يوم وليلة
ثنتي عشرة سجدة سوى المكتوبة، بني له بيت في الجنة".
واختُلف فيه على إسماعيل بن
أبي خالد:
فأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 203
حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة بن أبي
سفيان، عن أم حبيبة: موقوفا.
وأخرجه النسائي (1806) من
طريق عبد الله بن المبارك، عن إسماعيل، عن المسيب بن رافع، عن أم حبيبة: موقوفا.
فلم يذكر عنبسة في إسناده.
ورواه يعلى بن عبيد عن
إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عليه في رفعه ووقفه:
فأخرجه الطبراني 23/ (436) من
طريق عثمان بن أبي شيبة، عن يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن المسيب بن
رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به مرفوعا.
وأخرجه النسائي (1805)، وفي "الكبرى" (1479) عن أحمد بن
سليمان، قال: حدثنا يعلى، قال: حدثنا إسماعيل، عن المسيب بن رافع، عن
عنبسة بن أبي سفيان، عن أم
حبيبة: موقوفا.
وأخرجه الطبراني 23/ (454) من
طريق سويد بن عبد العزيز، عن حصين، عن المسيب بن رافع، عن ذكوان أبي صالح، عن
عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به مرفوعا.
وسويد بن عبد العزيز: ضعيف،
وخالفه في رفعه خالد بن عبد الله الواسطي وهو ثقة ثبت:
أخرجه النسائي (1807)، وفي "الكبرى" (1480) من طريق خالد، عن حصين، عن المسيب بن رافع، عن أبي صالح ذكوان، قال: حدثني عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة: موقوفا.
وأخرجه الترمذي (415) - ومن
طريقه البغوي في "شرح السنة" (866) -، وإسحاق بن راهويه (2042)،
والمروزي في "قيام الليل" (ص 79) مختصره، والسراج في "حديثه"
(2166)، وابن المنذر في "الأوسط" (2742)، والطبراني 23/ (435) عن مؤمل
بن إسماعيل، والطوسي في "مختصر الأحكام" (400) من طريق أبي حذيفة موسى
بن مسعود النهدي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن المسيب بن رافع، عن
عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، قالت: قال رسول الله ﷺ:
"من صلى في يوم وليلة
ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة: أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد
المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر صلاة الغداة".
وقال الترمذي:
"وحديث عنبسة عن أم
حبيبة في هذا الباب حسن صحيح".
قلت: إسناده ضعيف، مؤمل بن
إسماعيل: سيء الحفظ، وأبو حذيفة مثله، ولا يثبت رفع التفصيل في الركعات، والصحيح
وقفه على أم حبيبة رضي الله عنها، فقد أخرجه إسحاق بن راهويه (2043) أخبرنا عبيد
الله بن موسى، وإسحاق بن راهويه (2071) عن يحيى بن آدم، وابن شاهين في
"الترغيب" (86) من طريق الحارث بن منصور أبي منصور، ثلاثتهم عن إسرائيل،
عن أبي إسحاق، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة، عن أم حبيبة: موقوفا.
وفي رواية يحيى بن آدم قالت:
"وثنتين قبل العصر" بدلا عن: "اثنتين بعد العشاء".
وخالفهم النضر بن شميل:
فأخرجه عبد بن حميد (1552)
عنه، عن إسرائيل به مرفوعا مثل رواية المؤمل، وأبي حذيفة عن الثوري.
وأخرجه النسائي (1803)، وفي "الكبرى"
(1477)، وإسحاق بن راهويه (2072) من طريق زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن المسيب
بن رافع، عن عنبسة أخي أم حبيبة، عن أم حبيبة: موقوفا.
وفيه قالت: "وثنتين قبل
العصر" بدلا عن: "اثنتين بعد العشاء".
وأخرجه البخاري في
"التاريخ الكبير" 7/ 37 من طريق زهير، والخطيب البغدادي في "تاريخ
بغداد" 5/ 286، وفي "المتفق والمفترق" (1692) من طريق مسعر بن
كدام، كلاهما عن أبي إسحاق، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم
حبيبة، أن النبي ﷺ قال:
"من صلى في يوم وليلة
اثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة، بني الله له بيتا في الجنة".
وأخرجه النسائي (1802)، وفي
"الكبرى" (1483)، والمروزي في "قيام الليل" (ص 79) مختصره،
وابن خزيمة (1189)، وابن الأعرابي في "المعجم" (93)، والدارقطني في
"العلل" 15/ 279، والبيهقي 2/ 472 من طريق فليح بن سليمان، عن سهيل بن
أبي صالح، عن أبي إسحاق، عن المسيب، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة قالت: قال
رسول الله ﷺ:
"من صلى اثنتي عشرة ركعة
بنى الله له بيتا في الجنة، أربعا قبل الظهر، واثنتين بعدها، واثنتين قبل العصر،
واثنتين بعد المغرب، واثنتين قبل الصبح"
وقال النسائي:
"فليح بن سليمان: ليس بالقوي".
وأخرجه النسائي (1801)، وفي
"الكبرى" (1476)، والطبراني 23/ (432) من طريق بكر بن مضر، وابن خزيمة
(1188) - وعنه ابن حبان (2452) -، والطبراني 23/ (433)، والحاكم 1/ 311، والبيهقي 2/ 473 من طريق الليث بن سعد، والطبراني
في "الأوسط" (1920) من طريق محمد بن قدامة، وأبو الشيخ في "طبقات
المحدثين" 4/ 37 من طريق الدراوردي، أربعتهم عن ابن عجلان، عن أبي إسحاق، عن
عمرو بن أوس، عن عنبسة بن أبي سفيان به.
وفي رواية الدراوردي: (عن أم
حبيبة أو أم سلمة).
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط
مسلم" وأقره الذهبي!
وليس كما قال رحمه الله
تعالى، فلم يرو مسلم لابن عجلان عن أبي إسحاق، ولا لأبي إسحاق، عن عمرو بن أوس.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (11)، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 330) من طريق
إسماعيل بن عياش، عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن أوسط البجلي، عن عنبسة به.
وإسناده ضعيف، اسماعيل بن
عياش: ضعيف في روايته عن غير أهل بلده، وهذه منها.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (7670) حدثنا محمد بن موسى الإصطخري، حدثنا أبو أسامة عبد الله
بن أسامة الكلبي، حدثنا يحيى بن المنذر، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن المنذر
الكاهلي، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة، قالت: قال رسول الله ﷺ:
"من صلى في يوم وليلة
اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق، عن المنذر إلا شريك، تفرد به
يحيى بن المنذر، ورواه
الثوري، ومحمد بن عجلان، عن أبي إسحاق، عن المسيب بن رافع".
وإسناده ضعيف جدا، محمد بن
موسى الإصطخري: قال الحافظ في "لسان الميزان" 7/ 541:
"شيخ مجهول، روى عن شعيب
بن عمران العسكري خبرا موضوعا".
ب - أخرجه النسائي (1797) و (1798)، وفي "الكبرى" (1472) و (1473)، وعبد الرزاق (5521)، والطبراني 32/ (461) عن ابن جريج، والطبراني 23/ (439) من طريق ابن لهيعة، وأحمد 6/ 326-327، والطبراني 23/ (440) و (460) من طريق خالد بن يزيد، ثلاثتهم عن عطاء، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"من صلى في يوم ثنتي
عشرة ركعة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة".
وجاء في رواية النسائي في
"الكبرى" (1472): أن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: بلغني أنك تركع قبل
الجمعة اثنتي عشرة ركعة أبلغك في ذلك خبر؟ فقال: أَخْبَرَتْ أمُّ حبيبة عنبسةَ بن
أبي سفيان أن النبي ﷺ قال: فذكره.
ووقع في مطبوع "سنن
النسائي" (1797): "قال: أُخْبِرْتُ أن أم حبيبة، حدثت عنبسة بن أبي
سفيان...".
وقع هكذا في مطبوع السنن، مع
أن الطريق واحدة، لكن الذي يرجّح صحّة ما جاء في "السنن الكبرى" أن
رواية عبد الرزاق جاءت موافقة لها بالتمام.
وقال النسائي:
"عطاء لم يسمعه من
عنبسة".
وأخرجه الطبراني 23/ (448) من
طريق عبد الله بن رجاء، عن محمد بن سعيد الطائفي، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدثني
صفوان بن يعلى بن أمية، قال:
"قدمت الطائف على عنبسة
بن أبي سفيان وهو يموت وقد جزع من ذلك، فقلنا: أبشر يا أبا عثمان فإنا نرجو لك،
فقال: أما إن أختي أم حبيبة زوج النبي ﷺ حدثتني، أن النبي ﷺ قال: من صلى من ليل أو
نهار ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له بيتا في الجنة".
فلعل صواب إسناد الطبراني:
(صفوان، عن يعلى بن أمية، قال: قدمت الطائف على عنبسة...) لما سيأتي، فقد أخرجه
النسائي (1799)، وفي "الكبرى" (493) و (1474) من طريق زيد بن الحباب، عن
محمد بن سعيد الطائفي، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن يعلى بن أمية، قال: قدمت
الطائف فدخلت على عنبسة بن أبي سفيان ... الحديث".
وقال المزي في "تهذيب
الكمال" 20/ 72".
"والصحيح أن بينهما -
يعني بين: يعلى بن أمية، وعطاء - صفوان بن يعلى بن أمية".
وقال النسائي:
"خالفهم أبو يونس
القشيري".
أخرجه النسائي (1800)، وفي
"الكبرى" (1475) من طريق أبي يونس القشيري، عن ابن أبي رباح، عن شهر بن
حوشب حدثه، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان: موقوفا.
وأخرجه النسائي (1796)، وفي
"الكبرى" (1487) من طريق معقل بن عبيد الله الجزري، عن عطاء، قال:
أُخْبِرْتُ أن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكره.
وقال النسائي في معقل بن عبيد
الله الجزري:
"ليس بذالك القوي".
جـ - أخرجه الطبراني 23/ (437) من طريق عبد الرزاق (وهو في "المصنف" (4855) ) عن معمر، عن أبان، عن سليمان بن قيس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، أن النبي ﷺ قال:
"من صلى في يوم اثنتي
عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة، ومن بنى مسجدا بنى الله له أوسع منه".
ولفظ الطبراني: "من صلى
في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة، ومن بنى لله مسجدا بنى الله له
بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف جدا، أبان هو
ابن أبي عياش: متروك.
د - أخرجه الطبراني 23/ (438) حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عمر بن السائب، عن أسامة بن زيد، عن عبد الله بن عبد الرحمن الجفري، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، عن رسول الله ﷺ، قال:
"من صلى في يوم اثنتي
عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر،
وركعتين قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء".
وإسناده ضعيف، أسامة بن زيد
بن أسلم: ضعيف.
وعبد الله بن صالح كاتب
الليث: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة.
هـ - أخرجه عبد بن حميد (1553) حدثنا روح بن عبادة، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: لما نزل بعنبسة بن أبي سفيان اشتد جزعه، فقيل: ما هذا الجزع؟ فقال: أما إني سمعت أم حبيبة يعني أخته، تقول: سمعت النبي ﷺ، يقول:
"من صلى في يوم ثنتي
عشرة ركعة حرّم الله عز وجل لحمه على النار. فما تركتهن بعد".
ورجاله ثقات، وخالف عبدَ بنَ
حميد في لفظه: الإمامُ أحمد، ومحمدُ بن إسحاق الصاغاني، ومحمدُ بن عبيد الله
المنادي:
أخرجه أحمد 6/ 325، والبيهقي
2/ 473 من طريق محمد بن إسحاق، ومحمد بن عبيد الله المنادي، ثلاثتهم (الإمام أحمد
بن حنبل، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومحمد بن عبيد الله المنادي) عن روح بن عبادة،
قال: حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: لما نزل بعنبسة بن أبي سفيان، الموت
اشتد جزعه، فقيل له: ما هذا الجزع؟ قال: أما إني سمعت أم حبيبة، يعني أخته، تقول:
قال رسول الله ﷺ:
"من صلى أربعا قبل
الظهر، وأربعا بعدها، حرم الله لحمه على النار. فما تركتهن منذ سمعتهن".
وأخرجه النسائي (1812)، وفي
"الكبرى" (1484)، وابن حذلم في "جزء من حديث الأوزاعي" (14)
من طريق موسى بن أعين الجزري، والطبراني في "الأوسط" (2747) من طريق
يزيد بن يوسف الصنعاني، وابن شاهين في "الترغيب" (80) من طريق عيسى بن
يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ثلاثتهم عن الأوزاعي به.
وأخرجه الترمذي (427)، وابن
ماجه (1160)، وأحمد 6/ 427، وابن أبي شيبة 2/ 204، وأبو يعلى (7130)، وبحشل في
"تاريخ واسط" (ص 258)، والبغوي في "شرح السنة" (888) عن يزيد
بن هارون، والنسائي (1817) من طريق أبي قتيبة سلم بن قتيبة، وأحمد 6/ 427،
والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 37، وأبو يعلى (7139)، والطبراني 23/
(445)، وفي "مسند الشاميين" (1433)، والمزي في "تهذيب الكمال"
16/ 182-183 عن أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، والبخاري في
"التاريخ الكبير" 1/ 132 من طريق عبد الله بن نمير، والطبراني 23/ (459)
من طريق إسماعيل بن عياش، والبغوي في "شرح السنة" (888) من طريق
بكر بن بكار، ستتهم عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن أبيه، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أخته أم حبيبة، عن النبي ﷺ، أنها سمعت النبي ﷺ يقول:
"من صلى أربع ركعات قبل
الظهر وأربعا بعدها حرمه الله على النار".
وقال الترمذي:
"حديث حسن غريب".
قلت: إسناده ضعيف، عبد الله
بن المهاجر الشعيثي: مجهول.
وأخرجه عبد الرزاق (4828) -
ومن طريقه الطبراني 23/ (444)، وفي "مسند الشاميين" (1434) - عن إسرائيل
بن يونس، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن عنبسة به.
فلم يذكر في إسناده (عبد الله
بن المهاجر الشعيثي).
وأخرجه أحمد 6/ 326 عن حسن بن
موسى، عن ابن لهيعة، قال: حدثنا سليمان بن موسى، أخبرني مكحول، أن مولى لعنبسة بن
أبي سفيان، حدثه أن عنبسة بن أبي سفيان، أخبره عن أم حبيبة به.
وقال ابن أبي حاتم الرازي في
"العلل" (488):
"سألت أبي عن حديث رواه
النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن عنبسة، عن أم حبيبة، عن النبي ﷺ، قال: (من حافظ
على ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة، بني له بيت في الجنة)؟
فقال أبي: لهذا الحديث علة،
رواه ابن لهيعة، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن مولى لعنبسة بن أبي سفيان، عن
عنبسة، عن أم حبيبة، عن النبي ﷺ.
قال أبي: هذا دليل أن مكحول
لم يلق عنبسة، وقد أفسده رواية ابن لهيعة.
قلت لأبي: لم حكمت برواية ابن
لهيعة، وقد عرفت ابن لهيعة وكثرة أوهامه؟
قال أبي: في رواية ابن لهيعة
زيادة رجل، ولو كان نقصان رجل، كان أسهل على ابن لهيعة حفظه".
وأخرجه الطبراني 23/ (457) عن
يحيى بن عثمان، عن سعيد بن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن سليمان بن موسى، عن مكحول،
عن مولى لعنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به.
فلم يذكر عنبسة، وفي إسناده
إلى ابن لهيعة: يحيى بن عثمان بن صالح بن صفوان: ليّنه بعضهم لكونه حدث من غير
أصله.
وأخرجه النسائي (1814)،
والطبراني 23/ (452)، وفي "مسند الشاميين" (327) و (3634)، وأبو طاهر
المخلص في "المخلصيات" (1498) من طريق مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد
العزيز، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن عنبسة، عن أم حبيبة به مرفوعا.
وأخرجه النسائي (1815)، وفي
"الكبرى" (1485) من طريق مروان بن محمد به موقوفا.
وقال النسائي:
"قال مروان: وكان سعيد
إذا قرئ عليه، عن أم حبيبة، عن النبي ﷺ أقر بذلك ولم ينكره، وإذا حدثنا به هو لم
يرفعه".
وقال النسائي:
"مكحول لم يسمع من عنبسة
شيئا".
وأخرجه النسائي (1816)، وفي
"الكبرى" (1486)، وابن خزيمة (1190) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن
خزيمة (1190) من طريق أبي عامر العقدي،
كلاهما عن سعيد بن عبد
العزيز، عن سليمان بن موسى، عن محمد بن أبي سفيان قال: لما نزل به الموت أصابته
شدة قال: أخبرتني أختي أم حبيبة بنت أبي سفيان...فذكره مرفوعا.
فصار (محمد بن أبي سفيان)
بدلا عن (عنبسة بن أبي سفيان)، ولم يذكرا مكحولا في إسناده.
والحديث عند الطبراني 23/
(456) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن سعيد بن عبد العزيز بمثل حديث مروان بن
محمد، فلعلّه من تصرف النساخ أو غيرهم، والله أعلم.
وأخرجه أبو داود (1269)،
والطبراني في "مسند الشاميين" (1263) و (3633)، وابن شاهين في
"الترغيب" (84)، وتمام في "الفوائد" (1033) - ومن طريقه ابن
عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 131، والذهبي في "معجم الشيوخ
الكبير" 2/ 126 - من طريق محمد بن شعيب بن شابور، والبخاري في "التاريخ
الكبير" 7/ 36، والطبراني 23/ (442) و (458)، وفي "الأوسط" (3162)،
وفي "مسند الشاميين" (1263) و (3633)، وابن عساكر في "تاريخ
دمشق" 62/ 131من طريق يحيى بن حمزة، وابن خزيمة (1191) من طريق صدقة بن خالد،
ثلاثتهم عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، عن عنبسة، عن أم حبيبة به.
وقال الذهبي:
"هذا حديث جيد الإسناد
لكن مكحول لم يلق عنبسة".
وانظر "المراسيل"
لابن أبي حاتم (790) و (798).
وأخرجه ابن خزيمة (1192)
حدثنا نصر بن مرزوق، والطبراني 23/ (441)، وفي "الأوسط" (3083) و
(3162)، وفي "مسند الشاميين" (1263) و (3633) حدثنا بكر بن سهل، والحاكم
1/ 312، والبيهقي 2/ 472 من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، ثلاثتهم عن عبد الله بن
يوسف، حدثنا الهيثم بن حميد، أخبرنا النعمان بن المنذر، عن مكحول به.
وقد اختُلف فيه على عبد الله
بن يوسف:
فأخرجه الترمذي (428) عن أبي بكر محمد بن إسحاق البغدادي، والطبراني 23/ (453)، وفي "مسند الشاميين" (1524) عن يحيى بن عثمان، كلاهما عن عبد الله بن يوسف التنيسي الشامي، قال: حدثنا الهيثم بن حميد، قال: أخبرني العلاء بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح غريب من
هذا الوجه".
وأخرجه البخاري في "التاريخ
الكبير" 7/ 36 من طريق ابن المبارك، وابن منده في "معرفة الصحابة"
(ص 954)، والبغوي في "شرح السنة" (889)، وابن عساكر في "تاريخ
دمشق" 47/ 22-23 من طريق أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، كلاهما عن الهيثم بن
حميد به.
وأخرجه النسائي (1813)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 23 عن هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة، قال: حدثني أيوب رجل من أهل الشام، عن القاسم الدمشقي، عن عنبسة بن أبي سفيان، قال: أخبرتني أختي أم حبيبة زوج النبي ﷺ، أن حبيبها أبا القاسم ﷺ أخبرها، قال:
"ما من عبد مؤمن يصلي
أربع ركعات بعد الظهر فتمس وجهه النار أبدا إن شاء الله عز وجل".
وإسناده ضعيف، أيوب: لا يعرف.
والعلاء بن هلال بن عمر:
ضعيف.
وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (83) من طريق عثمان بن أبي العاتكة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 47/ 22 من طريق أبي عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، كلاهما عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عنبسة به، ولفظه:
"ما من مسلم يحافظ على
أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأربع بعدها فتمسه النار بعدهن إن شاء الله أبدا".
وإسناده ضعيف، علي بن يزيد بن
أبي هلال الألهاني أبو عبد الملك: ضعيف.
واستغربه الدارقطني من حديث
أبي أمامة، عن عنبسة، عن أم حبيبة - كما في "أطراف الغرائب والأفراد"
(5824) - لكنه قال: تفرّد به أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد، عن علي بن يزيد أبي
عبد الملك!
وأخرجه الطبراني 23/ (443) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 16/ 165 - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا عبيد بن يعيش، حدثنا خالد بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبيه، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به.
وإسناده ضعيف، خالد بن عبد الرحمن
بن يزيد: مجهول.
ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة:
فيه اختلاف كثير، ودافع عنه العلّامة المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 -
696.
وأخرجه الطبراني 23/ (446)، وفي "مسند الشاميين" (65) حدثنا سلامة بن ناهض المقدسي، حدثنا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن، حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به.
وإسناده ضعيف جدا، هانئ بن
عبد الرحمن بن أبي عبلة: ذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 583-584، وقال:
"ربما أغرب".
وعبد الله بن هانئ: قال ابن
أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 194:
"روى عنه محمد بن عبد الله
بن مخلد عن أبيه عن إبراهيم بن أبي عبلة أحاديث بواطيل.
وقال سمعت أبي يقول: قَدِمْتُ
الرملة فذكر لي أن في بعض القرى هذا الشيخ، وسألت عنه فقيل: هو شيخ يكذب، فلم
أَخْرُجْ إليه ولم أسمع منه".
وسلامة بن ناهض المقدسي:
مجهول الحال.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (7547) من طريق الشاذكوني، حدثنا حسان بن إبراهيم، عن ليث، عن
مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به.
وإسناده تالف من أجل سليمان
بن داود الشاذكوني فإنه متروك واتهمه بعضهم بالكذب.
وأخرجه الطبراني في
"مسند الشاميين" (3631) من طريق محمد بن أبي يعقوب الكرماني، حدثنا حسان
بن إبراهيم، حدثنا ليث، عن مكحول، عن يزيد بن أبي سفيان، عن أم حبيبة به.
وليث هو ابن أبي سليم: ضعيف.
وأخرجه البخاري في
"التاريخ الكبير" 1/ 94 معلقا، وأبو يعلى (7137) عن يحيى بن سليم، قال:
سمعت محمد بن سعيد المؤذن، عن عبد الله بن عنبسة، يقول: سمعت أم حبيبة بنت أبي
سفيان تقول: قال رسول الله ﷺ:
"من حافظ على أربع ركعات
قبل العصر بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة".
وعند البخاري: "من حافظ
أربعا قبل الظهر بني الله له بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف، يحيى بن سليم
القرشي الطائفي: قال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال النسائي: منكر الحديث عن
عبيد الله بن عمر، ولم يأخذ عنه الإمام أحمد ولم يحمده، وليّن أمره.
وقال الدولابي: ليس بالقوي.
وقال الساجي: صدوق يهم في
الحديث، وأخطأ في أحاديث رواها عن عبيد الله بن عمر، لم يحمده أحمد.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس
بالحافظ عندهم.
وقال الدارقطني: سيء الحفظ.
وذكره ابن حبان في "كتاب
الثقات" كما في "تهذيب الكمال" 31/ 368، وقال:
"يخطئ".
ووثقه ابن سعد، والعجلي.
و - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (914) عن أحمد بن يحيى الحلواني، عن سعيد بن سليمان، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال: حدثنا معبد بن خالد، قال: أتينا عنبسة بن أبي سفيان نعوده، فقال: حدثتني أختي أم حبيبة، قالت: قال رسول الله ﷺ:
"من صلى في يوم اثنتي
عشرة ركعة تطوعا، بني له بيت في الجنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
معبد إلا إسحاق".
وإسناده ضعيف، إسحاق بن يحيى
بن طلحة: ضعيف.
وله طرق أخرى عن أم حبيبة:
1 - أخرجه النسائي (1808)، وفي "الكبرى" (1481) عن يحيى بن
حبيب بن عربي، وأحمد 6/ 326 عن بهز بن أسد، وأحمد 6/ 428 عن يونس بن محمد، وإسحاق
بن راهويه (2055) عن سليمان بن حرب، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/
37، والطبراني 23/ (480) عن أبي النعمان محمد بن الفضل عارم، خمستهم عن حماد بن
زيد، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، أن أم حبيبة حدثت، عن النبي ﷺ أنه
قال:
"من صلى في يوم ثنتي
عشرة ركعة، بنى الله له، أو بني له بيت في الجنة".
وقال البخاري:
"وهذا مرسل".
وأخرجه النسائي (1809)، وفي
"الكبرى" (1492) من طريق سويد بن عمرو، وأبو يعلى (7138)، والدارقطني في
"العلل" 15/ 280 [1]
من طريق عبد الملك بن عبد العزيز أبي نصر التمار، والعقيلي في "الضعفاء"
1/ 52-53 من طريق حجاج بن المنهال، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن عاصم به.
وأخرجه النسائي (1810)،
وإسحاق بن راهويه (2054) عن النضر بن شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي
صالح، عن أم حبيبة: موقوفا.
وأخرجه الدارقطني في
"العلل" 15/ 280 من طريق روح بن القاسم، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أم
حبيبة به مرفوعا.
وقد اختلف فيه على عاصم بن
بهدلة:
فأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 6/ 106-107، والدارقطني في "العلل" 15/ 280، وتمام
في "الفوائد" (1569) من طريق عمر بن زياد الهلالي، عن عاصم بن أبي
النجود، عن زر بن حبيش، عن أم حبيبة به مرفوعا.
ووقع تحريف في مطبوع
"علل الدارقطني".
وأخرجه الدارقطني في
"العلل" 15/ 280 من طريق زائدة، عن عاصم، عن المسيب، عن أم حبيبة:
موقوفا.
"من صلى في يوم ثنتي
عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له بيتا في الجنة".
وإسناده تالف، فضالة بن حصين
الضبي العطار: متهم بالوضع.
وأخرجه في "الترغيب
والترهيب" (2010) من طريق الضحاك بن حمرة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، عن
أم حبيبة به.
وإسناده ضعيف، الضحاك بن
حمرة: ضعيف.
3 - أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (762) - ومن طريقه أبو العباس بن الظاهري في "مشيخة ابن البخاري" (221) -، وأبو طاهر السلفي في "المشيخة البغدادية" - مخطوط: عن إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، عن عبد الله بن رجاء، عن سعيد، عن محمد، عن أم حبيبة زوج النبي ﷺ، أن النبي ﷺ قال:
"من صلى في يوم ثنتي
عشرة ركعة بني له بيت في الجنة".
وإسناده فيه ضعف، سعيد هو ابن
سلمة بن أبي الحسام: لم يَعْرِفْه ابن معين، وضعّفه النسائيُّ، وقوّاه ابنُ حبان!
وقال الذهبي في "ذيل
ديوان الضعفاء والمتروكين" (156):
"كان عبد الرحمن بن مهدي
لا يرضاه".
ومحمد هو ابن المنكدر: لا
أعلم له رواية عن أم حبيبة غير هذه، وقال الدارقطني في "العلل" 15/ 279:
"رواه محمد بن المنكدر،
عن أم حبيبة: مرسلا".
وله شواهد من حديث أبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وعائشة، وأنس، وأبي ذر الغفاري، وصفوان الأنصاري:
أما حديث أبي موسى الأشعري:
فأخرجه أحمد 4/ 413، والبزار (3197)، والروياني (503) عن سليمان بن حرب، والطبراني في "الأوسط" (9436) من طريق أحمد بن إبراهيم الموصلي، كلاهما عن حماد بن زيد، عن هارون أبي إسحاق الكوفي، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، قال: قال رسول الله ﷺ:
"من صلى في يوم وليلة
ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة، بني له بيت في الجنة".
وهذا الحديث معلول بالإرسال،
فقد ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 225 أن مسدد بن مسرهد، وأبا
النعمان محمد بن الفضل السدوسي المعروف بعارم، روياه عن حماد بن زيد، عن هارون أبي
إسحاق الكوفي، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن النبي ﷺ، ليس فيه ذكر لأبي موسى
الأشعري.
وأخرجه البزار (3197) من طريق
الحسن بن أبي جعفر، عن أبي إسحاق الكوفي، عن أبي بردة، عن أبي موسى به.
وإسناده ضعيف، الحسن بن أبي
جعفر: ضعيف.
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه النسائي (1811)، وفي
"الكبرى" (1482)، وابن ماجه (1142)، وابن أبي شيبة 2/ 204، والبخاري في
"التاريخ الكبير" 1/ 99، والبزار (9085)، وابن عدي في
"الكامل" 7/ 464، والطبراني في "الأوسط" (5243)، وأبو الشيخ
في "طبقات المحدثين بأصبهان" (114)، وابن شاهين في "الترغيب"
(85)، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/ 310 -311 عن محمد بن سليمان بن
الأصبهاني، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال:
"من صلى في يوم ثنتي
عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له بيتا في الجنة".
وزاد ابن ماجه، وابن أبي
شيبة، والطبراني: "ركعتين قبل الفجر، وركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر،
وركعتين أظنه قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وأظنه قال: وركعتين بعد
العشاء".
والزيادة عند ابن عدي، بلفظ:
"ركعتين قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين قبل العصر،
وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء".
والزيادة عند البزار، وابن
شاهين بلفظ: "اثنتين قبل الفجر، وأربعا قبل الظهر، واثنتين بعد الظهر،
واثنتين قبل العصر، واثنتين بعد المغرب".
والزيادة عند أبي الشيخ بلفظ:
"اثنتين قبل الفجر، وأربعا قبل الظهر، وركعتين قبل العصر، واثنتين بعد
المغرب".
وقال البخاري:
"وقال لنا أبو النعمان:
حدثنا حماد بن زيد، سمع عاصما، عن أبي صالح، عن أم حبيبة، عن النبي ﷺ ...مثله،
وهذا أصح".
وقال النسائي:
"هذا خطأ، ومحمد بن
سليمان: ضعيف هو ابن الأصبهاني".
وقال ابن أبي حاتم في
"العلل" (401):
"سألت أبي عن حديث رواه
محمد بن سليمان بن الأصبهاني، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن
النبي ﷺ قال: (من صلى في يوم وليلة اثني عشر ركعة، بنى الله له بيتا في الجنة)؟
قال أبي: هذا عندي خطأ، لأن
حماد بن سلمة روى عن عاصم، عن أبي صالح، عن أم حبيبة، عن النبي ﷺ، والحديث بأم
حبيبة أشبه، ويدخلون بين أبي صالح وأم حبيبة رجلا.
قلت لأبي: من الذي يدخل بين
أبي صالح وأم حبيبة؟
قال: يدخل بينهم عنبسة بن أبي
سفيان، ومنهم من يدخل بينهم: أبو صالح، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة، عن أم حبيبة، عن
النبي ﷺ، وأم حبيبة هي أخت عنبسة".
وانظر أيضا "العلل"
لابن أبي حاتم (288).
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة إلا محمد بن سليمان الأصبهاني، ورواه سفيان الثوري،
عن أبي إسحاق، وفليح بن سليمان، عن سهيل، عن أبي إسحاق، عن المسيب بن رافع، عن
عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة".
وقال ابن عدي:
"وهذا أخطأ فيه ابن
الأصبهاني حيث قال عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، وكان هذا الطريق أسهل عليه،
إنما روى هذا سهيل، عن أبي إسحاق، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة".
وقال الدارقطني في
"العلل" (1500):
"يرويه سهيل بن أبي
صالح، واختلف عنه:
فرواه محمد بن سليمان
الأصبهاني وأيوب بن سيار، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ،
ووهما فيه.
ورواه فليح بن سليمان، عن سهيل، عن أبي إسحاق السبيعي، عن المسيب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، وقول فليح أشبه بالصواب.
ورواه حماد بن سلمة وعمر بن
زياد الهلالي، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أم حبيبة، وأبو صالح إنما
رواه عن عنبسة، عن أم حبيبة".
وأخرجه أحمد 2/ 498، وابن أبي
شيبة 2/ 204، والطيالسي (2653)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (890)
و (891) عن شعبة، عن منصور، عن أبي عثمان مولى المغيرة بن شعبة، عن أبي هريرة:
موقوفا بدون الزيادة.
وقال الطيالسي:
"قال شعبة: لا أدري رفعه
إلى النبي ﷺ، أو قال: عن أبي هريرة قال".
وأخرجه العقيلي في
"الضعفاء" 1/ 52 حدثنا أحمد بن محمد القهستاني، قال: حدثنا يحيى بن
هارون، قال حدثنا إبراهيم بن رستم، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
"من صلى في اليوم
والليلة اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال العقيلي:
"إبراهيم بن رستم:
خراساني كثير الوهم".
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (6200) حدثنا محمد بن حنيفة الواسطي، قال: حدثنا محمد بن موسى
الحرشي، قال: حدثنا المعتمر بن نافع الهذلي، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي
قلابة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال:
"ما من امرئ مسلم صلى في
يوم وليلة اثنتي عشرة ركعة إلا بنى الله له بيتا في الجنة".
وقال الطبراني:
"لم يرو الحديث عن
سليمان التيمي إلا معتمر بن نافع، تفرد به محمد بن موسى الحرشي".
وإسناده ضعيف، المعتمر بن
نافع الهذلي: قال البخاري: منكر الحديث.
وذكره ابن حبان في "كتاب
الثقات" 7/ 522، وقال:
"ربما أخطأ".
ومحمد بن موسى بن نفيع
الحرشي: لين.
ومحمد بن حنيفة الواسطي: قال
الدارقطني: ليس بالقوي.
وأما حديث عائشة:
فأخرجه الترمذي (414)،
والنسائي (1794) و (1795)، وفي "الكبرى" (1471)، وابن ماجه (1140)، وابن
أبي شيبة 2/ 203، وأبو يعلى (4525)، والدولابي في "الكنى" (2073)، وابن
عبد البر في "التمهيد" 14/ 186، والخطيب البغدادي في "السابق
واللاحق" (ص 144)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 60/ 4 عن إسحاق بن
سليمان الرازي، قال: حدثنا المغيرة بن زياد، عن عطاء، عن عائشة، قالت: قال رسول
الله ﷺ:
"من ثابر على ثنتي عشرة
ركعة من السُّنَّةِ بنى الله له بيتا في الجنة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين
بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر".
وقال الترمذي:
"حديث غريب من هذا
الوجه، ومغيرة بن زياد قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه".
وقال النسائي:
"هذا خطأ، ولعله أراد
عنبسة بن أبي سفيان فصحفه".
قلت: إسناده ضعيف، مغيرة بن
زياد الموصلي: ذكره ابن حبان في "المجروحين" 3/ 7، وقال:
"كان ممن ينفرد عن
الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، فوجب مجانبة ما انفرد من الروايات، وترك
الاحتجاج بما خالف الأثبات والاعتبار بما وافق الثقات في الروايات".
وقال الإمام أحمد في
"العلل" (835) رواية عبد الله:
"وروى - يعني: مغيرة بن
زياد - عن عطاء، عن عائشة، عن النبي ﷺ: (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة)، وهذا
يروونه عن عطاء، عن عنبسة، عن أم حبيبة (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بني له بيت
في الجنة)".
وللحديث علة أخرى، فقد روى
الأثرم عن الإمام أحمد ما يدل على أن - عطاء - كان يدلس، فقال في قصة طويلة ورواية
عطاء عن عائشة لا يحتج بها الا أن يقول سمعت. قاله الحافظ في "تهذيب
التهذيب" 7/ 203، وقد احتج البخاري (3206) برواية عطاء عن عائشة، لكن جاء
تصريحه بالسماع فيها عند مسلم (899 - 14).
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1642) أخبرنا أبو عامر العقدي، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، عن رسول الله ﷺ قال:
"من صلى في يوم اثنتي
عشرة ركعة يحافظ عليهن، بنى الله له بيتا في الجنة".
وإسناده ضعيف جدا، أيوب بن
سيَّار الزهري المدني: متروك.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 204
حدثنا وكيع، عن معرف بن واصل، عن عبد الملك بن ميسرة، عن عائشة، قالت:
"من صلى أول النهار ثنتي
عشرة ركعة، بني له بيت في الجنة".
ورجاله ثقات، ولم أحكم بصحّة إسناده لأن عبد الملك بن ميسرة يروي عن التابعين، فأستبعد اتصال سنده، والله أعلم.
وأما حديث أنس:
فأخرجه أبو يعلى كما في
"المطالب العالية" (571) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 3/
106، والضياء في "المختارة" (2135) - حدثنا زكريا الواسطي، حدثنا روح بن
عبادة، حدثنا زرارة بن أبي الحلال العتكي، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه
يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"من صلى في يوم اثنتي
عشرة ركعة حرم الله تعالى لحمه على النار. قال فما تركتهن بعد".
ورجاله ثقات، زرارة بن أبي
الحلال العتكي: ذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 343، وقال:
"يروي عن أبيه ومجاهد،
روى عنه أهل البصرة".
وذكره الذهبي في
"الميزان" 2/ 70، وقال:
"مستور".
فتعقبه الحافظ في
"اللسان" 3/ 497-498، فقال:
"وما أدري لِمَ ذكره؟!
فإنه ليس من شرط هذا الكتاب ولو كان يذكر كل من لم يجد فيه توثيقا، ولو روى عنه
جماعة لفاته خلائق، ولزرارة هذا عند أحمد عن روح حديثين بهذا السند في مسند أنس،
وذَكَره ابن حِبَّان في (الثقات) فقال: أبو الحلال واسم أبي الحلال: ربيعة يروي عن
مجاهد وعنه أهل البصرة".
ووقع في "الطبقات
الكبرى" لابن سعد 7/ 149:
"أبو الحلال العتكي
واسمه: زرارة بن ربيعة من الأزد، روى عن عثمان، وكان ثقة إن شاء الله".
قلت: أبو الحلال اسمه ربيعة،
وأما زرارة فهو ابنه وكنيته أبو ربيعة.
وزكريا الواسطي هو الملقب
بزحمويه وهو ثقة.
وأما حديث أبي ذر الغفاري:
فأخرجه الطبراني في
"مسند الشاميين" (2453) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ
دمشق" 40/ 418 - من طريق شعيب بن رزيق، والطبراني في "مسند
الشاميين" (2454) من طريق عثمان بن عطاء الخراساني، كلاهما عن عطاء
الخراساني، عن الحسن البصري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قلت لأبي ذر
الغفاري: يا عم أوصني، قال: يا ابن أخي إن رسول الله ﷺ قال ذات يوم:
"من ركع ثنتي عشرة ركعة
بني له بها بيت في الجنة".
وإسناده ضعيف، عطاء الخراساني: صدوق، يهم كثيرا، ويرسل ويدلس.
وأما حديث صفوان الأنصاري:
فأخرجه ابن أبي عمر كما في
"المطالب العالية" (616)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"
(2202) عن وكيع، عن بشير بن سلمان، عن القاسم بن صفوان الأنصاري، عن أبيه، أن
النبي ﷺ، قال:
"من صلى أربعا قبل الظهر
كن له رقبة من ولد إسماعيل عليه السلام".
واختلف فيه على بشير بن
سلمان:
فأخرجه أحمد بن منيع كما في
"المطالب العالية" (616) حدثنا أسباط بن محمد، والطبراني 22/ (965) -
وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6907) - من طريق أبي نعيم الفضل بن
دكين، كلاهما عن بشير بن سلمان أبي إسماعيل، عن رجل من الأنصار، عن أبيه، عن النبي
ﷺ به.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (6052) حدثنا محمد بن يونس العصفري، قال: حدثنا زيد بن أخزم،
قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الكوفي، عن إسماعيل بن سليمان، عن القاسم بن
صفوان، عن أبيه، عن النبي ﷺ، قال:
"من صلى أربعا قبل الظهر
كان له كأجر عتق رقبة. أو قال: أربع رقاب من ولد إسماعيل ﷺ".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
صفوان الزهري إلا بهذا الإسناد، تفرد به زيد بن أخزم".
وإسناده مظلم، إسماعيل بن
سليمان: لم أجده، ولعلّه تحريف، وصوابه: أبو إسماعيل بن سلمان.
وعبد العزيز بن عبد الله
الكوفي، ومحمد بن يونس العصفري: لم أجد لهما ترجمة أيضا.
وأخرجه الطبراني 22/ (966) -
وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6908) - من طريق الفضل بن موسى
السيناني، حدثنا بشير بن سلمان، عن عمر الأنصاري، عن أبيه، عن النبي ﷺ به.
إلى هنا انتهينا من شواهد
حديث أم حبيبة.
وأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه أبو داود (2536)
مختصرا، وأحمد 1/ 416، وابن أبي شيبة 5/ 313، وفي "المسند" (385)،
والحسن بن موسى الأشيب في "حديثه" (2)، وابن أبي عاصم في
"السنة" (569)، وفي "الجهاد" (125)، وأبو يعلى (5272) و
(5361) و (5362)، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 895-896، والشاشي (876)،
وابن حبان (2557) و (2558)، والطبراني 10/ (10383)، والحاكم 2/ 112 مختصرا، وأبو
نعيم في "الحلية" 4/ 167، والبيهقي 9/ 46 و 164، وفي "الأسماء
والصفات" 2/ 408-409، والبغوي في "شرح السنة" (930) من طرق عن حماد
بن سلمة، قال: أخبرنا عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود، عن
النبي ﷺ، قال:
"عجب ربنا عز وجل من
رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أهله وحيه إلى صلاته، فيقول ربنا: أيا
ملائكتي، انظروا إلى عبدي، ثار من فراشه ووطائه، ومن بين حيه وأهله إلى صلاته رغبة
فيما عندي، وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله عز وجل فانهزموا، فعلم ما عليه
من الفرار، وما له في الرجوع، فرجع حتى أهريق دمه، رغبة فيما عندي، وشفقة مما
عندي، فيقول الله عز وجل، لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي، ورهبة
مما عندي حتى أهريق دمه".
وقال البيهقي:
"رواه أبو عبيدة عن ابن
مسعود من قوله موقوفا عليه أنه قال: رجلان يضحك الله عز وجل
إليهما...فذكرهما".
وقال الدارقطني في
"العلل" (869):
"يرويه عطاء بن السائب،
عن مرة، واختلف عنه:
فرفعه حماد بن سلمة، عن عطاء
بن السائب.
ووقفه خالد بن عبد الله، عن
عطاء.
وروى هذا الحديث قيس بن الربيع،
عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله مرفوعا.
تفرد به يحيى الحماني، عن
قيس.
ورواه إسرائيل واختلف عنه:
فقال أحمد بن يونس عن
إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، وأبي الكنود، عن عبد الله موقوفا.
وقال يحيى بن آدم: عن
إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، وأبي الكنود، عن عبد الله، موقوفا.
والصحيح هو الموقوف".
وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه المروزي في
"تعظيم قدر الصلاة" (293)، وفي "قيام الليل" (ص 130) مختصره،
والطبراني في "مسند الشاميين" (486)، وأبو نعيم في "الحلية"
6/ 99-100 من طريق عيسى بن يونس، حدثنا ثور بن يزيد، عن أبي المنيب، قال:
"رأى ابن عمر فتى قد
أطال الصلاة وأطنب، فقال: أيكم يعرف هذا؟ فقال رجل: أنا أعرفه، فقال: أما إني لو
عرفته لأمرته بكثرة الركوع والسجود، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن العبد إذا قام
إلى الصلاة أتى بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه".
ورجاله ثقات.
وأخرجه المروزي في
"تعظيم قدر الصلاة" (294)، والطحاوي 1/ 477، وابن حبان (1734)،
والطبراني في "مسند الشاميين" (1981)، والبيهقي 3/ 10، وفي
"الشعب" (2877)، والبغوي في "شرح السنة" (656) [2]
من طريق معاوية بن صالح، عن أبي وهب العلاء بن الحارث، عن زيد بن أرطاة، عن جبير
بن نفير، عن عبد الله بن عمر به، وفيه: "لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع
والسجود".
وإسناده لا بأس به، العلاء بن
الحارث: صدوق في الحديث، ولكنه اختلط وتغير كما نص على ذلك ابن سعد وأبو داود.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (7314) من طريق محمد بن الزبرقان، عن مروان بن سالم، عن عبيد
الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي ﷺ قال:
"إن العبد إذا قام في
الصلاة جمعت ذنوبه على رأسه، فإذا ركع تفرقت".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن
عبيد الله بن عمر إلا مروان، تفرد به محمد بن الزبرقان".
وإسناده ضعيف جدا، مروان بن
سالم الغفاري: متروك، ورماه الساجي بالوضع.
وله شاهدان من حديث سلمان، وأبي ذر:
أما حديث سلمان:
فأخرجه أحمد 5/ 437 و
438-439، والطيالسي (687)، والقاسم بن سلام في "الطهور" (11)، وابن أبي
شيبة 1/ 7-8، وفي "المسند" (456)، والدارمي (719)، والمروزي في
"تعظيم قدر الصلاة" (83)، والطبري في "التفسير" 12/ 614-615 و
621 طبعة هجر، والطبراني 6/ (6151)، وابن شاهين في "الترغيب" (37)،
والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 138)، وابن النجار في "ذيل تاريخ
بغداد" 5/ 47 من طرق عن حماد بن سلمة، والطبراني 6/ (6152)، وأبو طاهر المخلص
في "جزء فيه سبعة مجالس من أماليه" (52) من طريق يونس بن عبيد بن دينار،
كلاهما عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي عثمان النهدي، قال:
"كنت مع سلمان الفارسي
تحت شجرة، وأخذ منها غصنا يابسا فهزه حتى تحات ورقه، ثم قال: يا أبا عثمان، ألا
تسألني لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ فقال: هكذا فعل بي رسول الله ﷺ وأنا معه تحت
شجرة، فأخذ منها غصنا يابسا، فهزه حتى تحات ورقه فقال: يا سلمان: ألا تسألني لم
أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله؟ قال: إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم صلى الصلوات
الخمس، تحاتت خطاياه، كما يتحات هذا الورق. وقال: {وأقم الصلاة طرفي النهار
وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}".
وإسناده ضعيف، علي بن زيد بن
جدعان: ضعيف.
وأخرجه البزار (2508)،
والطبراني 6/ (6125)، وفي "المعجم الصغير" (1153)، وابن شاهين في
"الترغيب" (39)، والبيهقي في "الشعب" (2875)، والخطيب في
"تاريخ بغداد" 14/ 315 من طريق أشعث بن أشعث السعداني، عن عمران القطان،
عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن المسلم ليصلي
وخطاياه موضوعة على رأسه، فكلما سجد تحاتت عنه، فيفرغ حين يفرغ من صلاته، وقد
تحاتت خطاياه".
ولفظ البزار: "إن المسلم
إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق، ثم
تلا رسول الله ﷺ {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن
السيئات}".
وإسناده ضعيف، عمران القطان:
ضعفه أبو داود، والنسائي.
وقال ابن معين: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: كان كثير
المخالفة والوهم.
وأشعث بن أشعث السعداني: قال
أبو حاتم الرازي: مجهول لا يعرف.
وذكره ابن حبان في
"الثقات" 8/ 128، وقال:
"يغرب".
وهذا الحديث سَئل ابنُ أبي
حاتم في "العلل" (342) أباه عنه، فقال:
"هذا خطأ، إنما هو عن
سلمان قوله، وأشعث: مجهول لا يعرف".
وأخرجه الطبراني 6/ (6088) من
طريق أبان بن أبي عياش، عن سعيد بن جبير، عن مسروق، عن سلمان، عن النبي ﷺ، قال:
"إن العبد المؤمن إذا
قام في الصلاة، وضعت ذنوبه على رأسه، فتفرق عنه كما تفرق عذوق النخلة يمينا
وشمالا".
وإسناده ضعيف جدا، أبان بن أبي عياش: متروك.
وأما حديث أبي ذر:
فأخرجه أحمد 5/ 179 من طريق
عبد الجليل بن عطية، حدثنا مزاحم بن معاوية الضبي، عن أبي ذر:
"أن النبي ﷺ خرج زمن
الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصنين من شجرة، قال: فجعل ذلك الورق يتهافت، قال:
فقال: يا أبا ذر. قلت: لبيك يا رسول الله. قال: إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد
بها وجه الله، فتهافت عنه ذنوبه كما يتهافت هذا الورق عن هذه الشجرة".
وإسناده ضعيف، مزاحم بن
معاوية الضبي: قال أبو حاتم الرازي: مجهول.
وأما حديث ربيعة بن كعب أبي فراس الأسلمي:
فأخرجه مسلم (489)، وأبو داود (1320)، والنسائي (1138)، وفي "الكبرى" (728)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2387)، وأبو عوانة (1861)، والطبراني 5/ (4570)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 31-32، والبيهقي 2/ 486، وفي "الدعوات الكبير" (419) من طريق الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال:
"كنت أبيت مع رسول الله ﷺ،
فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال لي: سل. فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير
ذلك؟ قلت: هو ذلك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود".
وأخرجه أحمد 4/ 59 من طريق
إبراهيم بن سعد، وأحمد 4/ 59 من طريق إسماعيل بن عياش، والطبراني 5/ (4576)، وأبو
نعيم في "معرفة الصحابة" (2751) من طريق محمد بن سلمة، ثلاثتهم عن محمد
بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم المجمر، عن ربيعة بن كعب،
قال:
"كنت أخدم رسول الله ﷺ
وأقوم له في حوائجه نهاري، أجمع حتى يصلي رسول الله ﷺ العشاء الآخرة فأجلس ببابه،
إذا دخل بيته أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله ﷺ حاجة فما أزال أسمعه يقول رسول
الله ﷺ: سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله وبحمده. حتى أمل فأرجع، أو تغلبني
عيني فأرقد، قال: فقال لي يوما لما يرى من خفتي له، وخدمتي إياه: سلني يا ربيعة
أعطك. قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله ثم أعلمك ذلك، قال: ففكرت في نفسي
فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقا سيكفيني ويأتيني، قال: فقلت: أسأل
رسول الله ﷺ لآخرتي فإنه من الله عز وجل بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: ما
فعلت يا ربيعة؟ قال: فقلت: نعم يا رسول الله، أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من
النار، قال: فقال: من أمرك بهذا يا ربيعة؟ قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما
أمرني به أحد، ولكنك لما قلت سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في
أمري، وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت: أسأل رسول
الله ﷺ لآخرتي، قال: فصمت رسول الله ﷺ طويلا ثم قال لي: إني فاعل فأعني على نفسك
بكثرة السجود".
وإسناده حسن، محمد بن عمرو بن
عطاء هو القرشي العامري: ثقة.
وأخرجه الطبراني في
"مسند الشاميين" (1353)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6947)
من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن محمد بن عمرو بن عطاء،
عن أبي فراس الأسلمي، قال:
"كان فتى منهم يخدم
النبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: سلني أعطك. قال: ادع الله أن يجعلني معك يوم القيامة،
قال: فإني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود".
فلم يُذكر في إسناده نعيم
المجمر، وإسناده ضعيف، عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة: واه.
وله طريق أخرى:
أخرجه الدولابي في "الكنى"
(287)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 18 من طريق قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن
لهيعة، عن محمد بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء به.
وأخرج أحمد 3/ 500، ومسدد كما
في "المطالب العالية" (573) عن خالد بن عبد الله الواسطي، قال: حدثنا
عمرو بن يحيى، عن زياد بن أبي زياد، عن خادم رسول الله ﷺ رجل أو امرأة، قال:
"كان رسول الله ﷺ يقول:
لك حاجة؟ حتى كان ذات يوم، فقال: يا رسول الله: حاجتي، قال ﷺ: وما حاجتك؟ قال:
حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة، قال ﷺ: ومن دلك على هذا؟ قال: ربي، قال ﷺ: فأعني بكثرة
السجود".
وإسناده صحيح.
وله شواهد من حديث ثوبان، وأبي فاطمة، وعبادة بن الصامت، وأبي ذر، وأبي أمامة الباهلي:
أما حديث ثوبان:
فأخرجه مسلم (488)، والترمذي (388) و (389)، والنسائي (1139)، وفي "الكبرى" (729)، وابن ماجه (1423)، وأحمد 5/ 276، وابن خزيمة (316)، وابن حبان (1735) عن الوليد بن مسلم، وأبو عوانة (1858)، والبيهقي 2/ 485، وفي "السنن الصغير" (795) و (796) من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي، قال: حدثني الوليد بن هشام المعيطي، حدثني معدان بن أبي طلحة اليعمري، قال:
"لقيت ثوبان مولى رسول
الله ﷺ، فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة؟ أو قال قلت: بأحب الأعمال
إلى الله، فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة، فقال: سألت عن ذلك رسول الله ﷺ،
فقال: عليك بكثرة السجود لله، فإنك لا تسجد لله سجدة، إلا رفعك الله بها درجة، وحط
عنك بها خطيئة. قال معدان: ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي: مثل ما قال لي:
ثوبان".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه أحمد 5/ 280 عن أبي
المغيرة عبد القدوس بن حجاج، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (289)،
والبغوي في "شرح السنة" (654) من طريق محمد بن يوسف، وتمام في
"الفوائد" (337) الروض البسام: من طريق هشام بن يحيى بن يحيى الغساني،
ثلاثتهم عن الأوزاعي، حدثني الوليد بن هشام، عن معدان بن أبي طلحة، قال: سألت
ثوبان مولى رسول الله ﷺ، وقلت: حدثني حديثا ينفعني الله به، قال: سمعت رسول الله ﷺ
يقول: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها
خطيئة".
وزاد تمام: "ثم لقيت أبا
الدرداء فسألته، فقال لي مثل ذلك".
وأخرجه عبد الرزاق (4846) عن
الأوزاعي، عن الوليد بن هشام، عن رجل، عن ثوبان به.
وأخرجه عبد الرزاق (5917)
أخبرنا الأوزاعي، عن الوليد بن هشام، عن خالد بن أبي طلحة بن معدان، عن ثوبان به.
والذي يظهر لي أن خالد بن أبي
طلحة بن معدان تحريف، والله أعلم.
وأخرجه أحمد 5/ 276 و 283،
وابن أبي شيبة 2/ 51، والطيالسي (1079)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة"
(300)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (81)، والروياني (617) عن
شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان بنحوه.
وإسناده منقطع، سالم بن أبي
الجعد لم يلق ثوبان، قال الإمام أحمد بن حنبل:
"لم يلق ثوبان بينهما
معدان بن أبي طلحة".
وقال أبو حاتم:
"لم يدرك ثوبان".
وقال البخاري:
"سالم بن أبي الجعد: لم
يسمع من أبي أمامة ولا ثوبان".
وأخرجه ابن عدي في
"الكامل" 6/ 359 من طريق علي بن الحسن السامي، قال: حدثنا سفيان الثوري،
عن عمرو بن دينار، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ به.
وقال ابن عدي:
"قال لنا ابن صاعد: وهذا
عن الثوري ليس بمحفوظ بل هو منكر".
وإسناده تالف، علي بن الحسن
السامي: اتهمه الدارقطني بالكذب، وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 120:
"هو في عداد
المتروكين".
وأما حديث أبي فاطمة:
فأخرجه النسائي في
"الكبرى" (8645)، والطبراني في "مسند الشاميين" (1210) من
طريق زيد بن واقد، وابن ماجه (1422)، وابن أبي عاصم في "الآحاد
والمثاني" (973)، والطبراني 22/ (809)، وفي "مسند الشاميين" (198)
و (3532) من طريق مكحول الشامي، والطبراني 22/ (810) من طريق سليمان بن موسى،
ثلاثتهم عن كثير بن مرة الحضرمي، أن أبا فاطمة، حدثه قال:
"قلت: يا رسول الله،
أخبرني بعمل أستقيم عليه وأعمله، قال: عليك بالسجود، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا
رفعك الله بها درجة، وحط بها عنك خطيئة".
وأخرجه الطبراني 22/ (811) من
طريق الوليد بن مسلم، حدثنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن كثير بن
مرة، قال: سمعت أبا فاطمة به.
وأخرجه أبو داود في "سننه" رواية أبي الطيب الأشناني كما
في "تحفة الأشراف" (12078)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"
(6948) عن
قتيبة بن سعيد، وأحمد 3/ 428
عن حسن بن موسى، وأحمد 3/ 428 عن يحيى بن إسحاق، والمروزي في "تعظيم قدر
الصلاة" (290) من طريق ابن المبارك (وهو في "مسنده" (69)، وفي
"الزهد" (1296) )، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 508،
والدولابي في "الكنى" (284) عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ،
والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (291) من طريق ابن أبي مريم، ستتهم
(قتيبة بن سعيد، وحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله
بن يزيد المقرئ، وابن أبي مريم) عن ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن كثير
الأعرج الصدفي، قال: سمعت أبا فاطمة، يقول: قال رسول الله ﷺ:
"يا أبا فاطمة أكثر من
السجود، فإنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة، إلا رفع الله له بها درجة".
قال الحافظ في "تهذيب
التهذيب" 8/ 426:
"ذكر صاحب تاريخ حمص أن
كثير بن مرة هو الصدفي الأعرج، وفرّق بينهما ابن يونس فذكر الأول في التاريخ
...وذكر كثير بن مرة في تاريخ الغرباء، ولم يذكر كونه صدفيا ولا أعرج ...وقال
الذهبي - يعني قال في: كثير الأعرج الصدفي -: مصري لا يعرف تفرد عنه الحارث بن
يزيد".
قلت: إذا كان كثير الأعرج
الصدفي لا يعرف، فقد جاء الحديث أيضا من طريق كثير بن مرة الحضرمي وهو ثقة معروف
وقد تقدّم آنفا، ومن طريق أبي عبد الرحمن الحبلي وهو ثقة أيضا:
أخرجه أحمد 3/ 428، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (292)،
والروياني (1535) من طريق ابن لهيعة، والروياني (1534)، والدولابي في
"الكنى" (285)، والطبراني 22/ (812) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن
يزيد بن عمرو، عن أبي عبد
الرحمن الحبلي، عن أبي فاطمة، قال: قال لي النبي ﷺ:
"يا أبا فاطمة، إن أردت
أن تلقاني فأكثر السجود".
وهذا إسناد حسن، يزيد بن عمرو المعافري: صدوق.
وأما حديث عبادة بن الصامت:
فأخرجه ابن ماجه (1424) عن
العباس بن عثمان الدمشقي، والطبراني في "الأوسط" (867) - ومن طريقه
الضياء في "المختارة" (389) - من طريق سعيد بن سليمان، وأبو نعيم في
"الحلية" 5/ 130 من طريق صفوان بن صالح بن صفوان، ثلاثتهم عن الوليد بن
مسلم، عن خالد بن يزيد المري، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن الصنابحي، عن عبادة بن
الصامت، أنه سمع رسول الله ﷺ، يقول:
"ما من عبد يسجد لله
سجدة إلا كتب الله له بها حسنة، ومحا عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة، فاستكثروا
من السجود".
وهذا حديث قد وقع اضطراب في
إسناده:
فأخرجه الطبراني في
"مسند الشاميين" (2226) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الملقب
بدحيم، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا خالد بن يزيد بن صبيح المري، عن يونس بن
ميسرة، عن أبي إدريس، عن الصنابحي، عن عبادة به.
فزاد في إسناده أبا إدريس،
ولكن أخرجه الضياء في "المختارة" (388) من طريق الطبراني به، ليس فيه
ذكر لأبي إدريس.
وأخرجه ابن عساكر في
"تاريخ دمشق" 16/ 290 من طريق دحيم به، وليس فيه ذكر لأبي إدريس.
وأخرجه البزار (2705) من طريق
عبد الله بن يوسف التنيسي، قال: أخبرنا خالد بن يزيد، عن ابن حلبس، عن عبادة بن
الصامت به.
فلم يذكر أبا عبد الله
الصنابحي، ولا أبا إدريس الخولاني.
وأخرجه الضياء في
"المختارة" (390) من طريق عبد الأعلى بن مسهر، حدثني خالد بن يزيد بن
صالح بن صبيح المري، حدثني يونس بن ميسرة بن حلبس، قال:
"التقى عبادة بن الصامت
والصنابحي بالليل في أرض الروم فعرف أحدهما صاحبه بصوته، فقال الصنابحي: يا أبا
الوليد، قال: لبيك يا عبد الله، قال كيف سمعت النبي ﷺ يقول في السجود قال سمعته
يقول: فذكر الحديث".
وهذا مرسل.
وأخرجه الضياء في
"المختارة" (387) من طريق هشام بن خالد، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي
مالك، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن الصنابحي، عن عبادة به.
وخالد بن يزيد بن عبد الرحمن
بن أبي مالك: ضعيف، وقال الضياء:
"فيحتمل أن يكون صالح بن صبيح يكنى بأبي مالك، أو يكون غلط في نسبه فإن خالد بن يزيد بن أبي مالك عن غير خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح".
وأما حديث
أبي ذر:
فأخرجه أحمد 5/ 164، والدارمي
(1461)، وعبد الرزاق (3561) و (4847)، وفي "الأمالي في آثار الصحابة"
(199)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (288)، والبزار (3903)، وابن
قانع في "معجم الصحابة" 1/ 135، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 56،
والبيهقي 2/ 489، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 24/ 300 و 301 و 43/ 58،
وفي المعجم (625) من طرق عن الأوزاعي، أخبرني هارون بن رئاب، عن الأحنف بن قيس،
قال:
"دخلت بيت المقدس، فوجدت
فيه رجلا يكثر السجود، فوجدت في نفسي من ذلك، فلما انصرف قلت: أتدري على شفع
انصرفت أم على وتر؟ قال: إن أك لا أدري، فإن الله عز وجل يدري، ثم قال: أخبرني حبي
أبو القاسم ﷺ، ثم بكى، ثم قال: أخبرني حبي أبو القاسم ﷺ، ثم بكى، ثم قال: أخبرني
حبي أبو القاسم ﷺ، أنه قال: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة، وحط
عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة. قال: قلت: أخبرني من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا
أبو ذر، صاحب رسول الله ﷺ، فتقاصرت إليَّ نفسي".
وقال البزار:
"وهذا الكلام لا نعلمه
يروى عن أبي ذر بأحسن من هذا الإسناد".
وقال ابن عساكر في
"المعجم":
"هذا حديث محفوظ من حديث
هارون بن رئاب الأسدي، وهو منقطع لأنه لم يدرك الأحنف".
وأخرجه أحمد 5/ 147، والمروزي
في "تعظيم قدر الصلاة" (287) من طريق زهير بن معاوية، وابن أبي شيبة 2/
50، والبخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 430، والطحاوي 1/ 476، والبيهقي 3/
10 عن سلام بن سليم، والطحاوي 1/ 476 من طريق حديج بن معاوية، ثلاثتهم عن أبي إسحاق،
عن المخارق، قال:
"مررت بأبي ذر بالربذة
وأنا حاج، فدخلت عليه منزله، فرأيته يصلي يخف القيام قدر ما يقرأ: {إنا أعطيناك
الكوثر}، و {إذا جاء نصر الله} ويكثر الركوع والسجود، فلما قضى صلاته،
قلت: يا أبا ذر، رأيتك تخف القيام وتكثر الركوع والسجود؟ فقال: إني سمعت رسول الله
ﷺ يقول: ما من عبد يسجد لله سجدة، أو يركع له ركعة إلا حط الله بها عنه خطيئة،
ورفع له بها درجة".
وعند الإمام أحمد:
"فرأيته يطيل القيام، ويكثر الركوع والسجود، فذكرت ذلك له، فقال: ما ألوت أن
أحسن، إني سمعت رسول الله ﷺ... الحديث".
وإسناده ضعيف، المخارق: قال
الحسيني في "الإكمال" (827):
"المخارق: عن أبي ذر،
وعنه أبو إسحاق السبيعي، في ثقات ابن حبان في (الثقات) - 5/ 444 -، وهو
مجهول".
وقال العيني في "مغاني
الأخيار" 3/ 21:
"قال الذهبي:
مجهول".
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 475
عن جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثنا رجل أتى إلى
أبي ذر بالربذة، فقال:
"أين أبو ذر؟ فقالوا: هو
في سفح ذاك الجبل في غنم له، قال: فأتيته، فإذا هو يصلي، فإذا هو يقل القيام ويكثر
الركوع والسجود، قال: فلما صلى، قلت: يا أبا ذر رأيتك تصلي تقل القيام وتكثر
الركوع والسجود، فقال: إني حُدِّثْتُ أنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله
بها درجة وكفر عنه بها خطيئة".
وفيه أُبهم.
وأخرجه أبو يوسف في
"الآثار" (173) عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم:
"أن رجلا مر بأبي ذر رضي
الله عنه وهو يصلي صلاة وجيزة خفيفة يكثر الركوع والسجود، فلما انصرف، قال له
الرجل: أنت صاحب النبي ﷺ وتصلي هذه الصلاة؟ فقال: ألم أتم الركوع والسجود؟ قال:
بلى، قال: فإني سمعت النبي ﷺ وهو يقول: من سجد لله سجدة رفعه الله بها درجة في
الجنة، فأحببت أن أرفع درجات، أو تكتب لي درجات".
وهذا مرسل.
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 51،
وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 58/ 291 عن علي بن مسهر، وعبد الرزاق (3562)
عن إسماعيل بن عبد الله، كلاهما عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن مطرف
بن عبد الله بن الشخير، قال:
"أتيت الشام فإذا أنا
برجل يصلي، يركع ويسجد ولا يفصل، فقلت: لو قعدت حتى أرشد هذا الشيخ، قال: فجلست،
فلما قضى الصلاة قلت له: يا عبد الله، أعلى شفع انصرفت أم على وتر؟ قال: قد كفيت
ذلك، قلت: ومن يكفيك؟ قال: الكرام الكاتبون، ما سجدت سجدة إلا رفعني الله بها
درجة، وحط عني بها خطيئة، قلت: من أنت يا عبد الله؟ قال: أبو ذر، قلت: ثكلت مطرفا
أمه يعلم أبا ذر السنة! فلما أتيت منزل كعب قيل لي: قد سأل عنك، فلما لقيته ذكرت
له أمر أبي ذر، وما قال لي، قال: فقال لي مثل قوله".
وقرن عبد الرزاق بداود بن أبي
هند: خالدًا الحذاء، ورجاله ثقات.
وسقط من إسناد ابن عساكر:
(أبو عثمان النهدي)، وفيه سويد بن سعيد: قال الذهبي:
"كان يحفظ لكنه تغير،
قال البخاري: عمي فتلقن. وقال النسائي: ليس بثقة".
وقال الحافظ:
"صدوق في نفسه إلا أنه
عمى فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول ".
وأخرجه البخاري في
"التاريخ الكبير" 7/ 397 عن مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن خالد الحذاء،
عن أبي عثمان، عن مطرف بن عوف، سمع أبا ذر قال:
"من سجد لله...".
وأخرجه الشافعي في
"الأم" 1/ 328 أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي تميم
المنذري، عن مطرف، قال:
"أتيت بيت المقدس فإذا
أنا بشيخ يكثر الركوع والسجود، فلما انصرف، قلت: إنك شيخ وإنك لا تدري على شفع
انصرفت أم على وتر؟ فقال: إنك قد كفيت حفظه وإني لأرجو أني لا أسجد سجدة إلا رفعني
الله بها درجة أو كتب لي بها حسنة أو جمع لي كلتيهما".
وأخرجه من طريقه البيهقي في
"المعرفة" (5518) لكن جاء فيه (عن رجل) بدلا عن قوله: (عن أبي تميم
المنذري).
وأخرجه أحمد 5/ 148، والبخاري
في "التاريخ الكبير" 7/ 396-397، والمروزي في "تعظيم قدر
الصلاة" (286)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 58/ 291 و 292 من طريق
علي بن زيد بن جدعان، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير: فذكر القصة بنحوها، ورفع
قوله: "من سجد لله سجدة، كتب الله له بها حسنة، وحط بها عنه خطيئة، ورفع له
بها درجة".
وعلي بن زيد بن جدعان: ضعيف،
وقال ابن عساكر:
"قال ابن معين: إنهم
يقولون إنه مطرف بن عوف".
وأخرجه أبو القاسم الأصبهاني
في "الترغيب والترهيب" (1985) من طريق محمد بن غالب، حدثنا كثير بن
يحيى، حدثنا بشار بن إبراهيم، حدثنا غيلان، عن مطرف، قال:
"دخلت مسجد بيت المقدس
فإذا بشيخ يصلي، جعلت أتعجب من صلاته لا يستريح، فلما انصرف، قلت: يا شيخ، والله
ما أراك تدري كم صليت؟ قال: يا بني الله تعالى يدري، سمعت رسول الله ﷺ يقول: من
سجد لله سجدة غفر له بها ذنبًا، ورفع له بها درجة، فلما خرج اتبعه الناس، فقلت: من
هذا؟ قالوا: هذا أبو ذر رضي الله عنه".
وإسناده ضعيف، كثير بن يحيى
بن كثير: نهى عباس العنبري الناس عن الأخذ عنه.
وقال الأزدي: عنده مناكير.
ومحمد بن غالب بن حرب: فيه
مقال.
وأخرجه الطبراني في
"الأوسط" (5471) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثني أبي، قال:
وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا مستلم بن سعيد، عن منصور بن زاذان، عن أبي بشر، عن
أسير بن أحمر:
"أن أبا ذر الغفاري دخل
المسجد، فركع وأسرع، فقلت: ما أرى هذا الشيخ يدري ما يصلي، قال: فانصرف، فقال: إني
سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة، وكتب له
بها حسنة".
وإسناده ضعيف، أسير بن أحمر:
لم أجده.
ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة:
فيه اختلاف كثير، ودافع عنه العلّامة المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 -
696.
وأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 328 - ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (5517) - أخبرنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، قال: حدثني مَنْ رأى أبا ذر يكثر الركوع، والسجود فقيل له: أيها الشيخ تدري على شفع تنصرف أم على وتر؟ قال: لكن الله يدري.
وأما حديث أبي أمامة الباهلي:
فأخرجه أحمد 5/ 248-249،
والحارث بن أبي أسامة (346)، والطبراني 8/ (7465)، وأبو نعيم في
"الحلية" 5/ 175 و 6/ 277 عن روح بن عبادة، عن هشام، عن واصل مولى أبي
عيينة، عن محمد بن أبي يعقوب، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة، قال:
"أنشأ رسول الله ﷺ غزوة،
فأتيته، فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة. فقال: اللهم سلمهم وغنمهم.
قال: فسلمنا وغنمنا، قال: ثم أنشأ رسول الله ﷺ غزوا ثانيا، فأتيته، فقلت: يا رسول
الله، ادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم. قال: فسلمنا وغنمنا، قال:
ثم أنشأ غزوا ثالثا، فأتيته فقلت: يا رسول الله، إني أتيتك مرتين قبل مرتي هذه
فسألتك أن تدعو الله لي بالشهادة، فدعوت الله أن يسلمنا ويغنمنا فسلمنا وغنمنا، يا
رسول الله، فادع الله لي بالشهادة، فقال: اللهم سلمهم وغنمهم. قال: فسلمنا وغنمنا،
ثم أتيته، فقلت: يا رسول الله، مرني بعمل، قال: عليك بالصوم، فإنه لا مثل له. قال:
فما رئي أبو أمامة ولا امرأته ولا خادمه إلا صياما، قال: فكان إذا رئي في دارهم
دخان بالنهار قيل اعتراهم ضيف نزل بهم نازل، قال: فلبثت بذلك ما شاء الله، ثم
أتيته فقلت: يا رسول الله، أمرتنا بالصيام فأرجو أن يكون قد بارك الله لنا فيه، يا
رسول الله، فمرني بعمل آخر، قال: اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها
درجة، وحط عنك بها خطيئة" [3].
وأخرجه المروزي في
"تعظيم قدر الصلاة" (302)، والروياني (1176) من طريق عبد الأعلى بن عبد
الأعلى، حدثنا هشام بن حسان به.
وقرن الروياني بواصل: مهدي بن
ميمون.
وأخرجه النسائي (2220)، وفي
"الكبرى" (2541)، وأحمد 5/ 249 و 255 و 257-258، وابن أبي شيبة 3/ 5،
والحارث بن أبي أسامة (345)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على
"المسند" 5/ 249، وابن حبان (3425)، والطبراني 8/ (7463)، وفي "مسند
الشاميين" (2111)، والشجري في "الأمالي الخميسية" (1301) ترتيب،
وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 174 -175، والبيهقي في "الشعب"
(3610)، وفي "دلائل النبوة" 6/ 234-235، وابن عساكر في "تاريخ
دمشق" 24/ 61-62 تاما ومختصرا من طرق عن مهدي بن ميمون به.
وأخرجه النسائي (2221)، وفي
"الكبرى" (2542)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (301)،
والبيهقي 4/ 301 من طريق جرير بن حازم، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب به.
وأخرجه النسائي (2222)، وفي "الكبرى" (2543) من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، والنسائي (2223)، وفي "الكبرى" (2544) من طريق يحيى بن كثير العنبري، وأحمد 5/ 249، وابن خزيمة (1893)، والروياني (1175)، وابن حبان (3426)، والحاكم 1/ 421، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 175 و 7/ 165، والبيهقي في "الشعب" (3315) عن عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو نعيم 7/ 165 من طريق عمر بن سهل المازني، أربعتهم عن شعبة، حدثنا محمد بن أبي يعقوب الضبي، قال: سمعت أبا نصر يحدث، عن رجاء بن حيوة، عن أبي أمامة، قال:
"أتيت رسول الله ﷺ فقلت:
مرني بعمل يدخلني الجنة، قال: عليك بالصوم؛ فإنه لا عدل له. ثم أتيته الثانية فقال
لي: عليك بالصيام".
فزاد في إسناده أبا نصر وهو
حميد بن هلال: ثقة، وقال ابن حبان:
"ولست أنكر أن يكون محمد
بن أبي يعقوب سمع هذا الخبر بطوله، عن رجاء بن حيوة، وسمع بعضه عن حميد بن هلال،
فالطريقان جميعا محفوظان".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد،
ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
وأخرجه أحمد 5/ 264 عن أبي
داود الطيالسي، عن شعبة، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، سمع أبا نصر، عن أبي
أمامة به.
فلم يذكر رجاء بن حيوة، وقد
خالفه عبد الصمد بن عبد الوارث وهو ثبت في شعبة، وتابع عبد الصمد: يعقوب بن إسحاق
الحضرمي، ويحيى بن كثير العنبري، وعمر بن سهل المازني.
غريب الحديث
(فقد آذنته) أي: أعلمته من الإيذان، وهو
الإعلام.
قوله: (فإذا أحببته: كنت سمعه
الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن
سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) قال ابن بطال في "شرح صحيح
البخاري" 10/ 212:
"ورأيت لبعض الناس أن
معنى قوله تعالى: (فأكون عينيه اللتين يبصر بهما وأذنيه ويديه ورجليه) قال: وجه
ذلك أنه لا يحرك جارحة من جوارحه إلا في الله ولله، فجوارحه كلها تعمل بالحق، فمن
كان كذلك لم ترد له دعوة".
يستفاد من أحاديث الباب
ثانيًا: أنه لا تقبل النوافل حتى تُؤدى الفرائض، وأن النوافل إنما يزكو
ثوابها عند الله تعالى لمن حافظ على فرائضه وأداها.
ثالثًا: أن الفرائض مقدمة على النوافل، وأحب إلى الله تعالى وأكثر أجرًا
وثوابًا.
رابعًا: أن كثرة النوافل توجب محبة الله تعالى للعبد، وقربه، فيرتقي إلى
درجة الإحسان، فيمتلأ قلبه بمعرفة الله تعالى، وعظمته، وخوفه، ورجائه، فإن نطق:
نطق بالله، وإن سمع: سمع به، وإن نظر نظر به، وإن بطش: بطش به، قال الله تعالى: {إن
الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
خامسًا: الوعيد شديد لمن عادى وليًا من أولياء الله تعالى، قال الله تعالى: {أَلَا
إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: 62، 63].
سادسًا: إثبات محبة الله تعالى، وتفاوتها لأوليائه بحسب مقاماتهم.
سابعًا: أن الله تعالى إذا أحب عبدًا أعطاه مسألته، وأعاذه مما استعاذ منه.
ثامنًا: أن الله تعالى يكره مساءة عبده.
تاسعًا: أن التردد في هذا الحديث هو بين شيئين محبوب من وجه ومكروه من وجه
آخر، فالله تعالى يحب عبده، ويكره ما يكرهه محبوبه، والرب يكره أن يسوء عبده
ومحبوبه فلزم من هذا أن يكره الموت ليزداد من محاب محبوبه وهو سبحانه قد قضى
بالموت، فسمى ذلك ترددا، ثم بين أنه لابد من وقوع ذلك المكروه.
عاشرًا: أنه ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا
غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة.
الحادي عشر: أن ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها
خطيئة.
الثاني عشر: أن كثرة السجود من أسباب دخول الجنة.
الثالث عشر: أن العبد إذا قام إلى الصلاة أُتي بذنوبه كلها فوضعت على عاتقيه،
فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه.
1 -
وتحرّف في "العلل": إلى (أبي نصر اليماني).
2 - وسقط
من مطبوعه: (معاوية بن صالح).
3 -
وأخرجه عبد الرزاق (7899) - ومن طريقه الطبراني 8/ (7464)، وفي "مسند
الشاميين" (2112) - عن هشام بن حسان، عن محمد بن أبي يعقوب به.
ليس
فيه ذكر لواصل مولى أبي عيينة، وسقط من "مصنف عبد الرزاق": رجاء بن
حيوة، وقال أبو نعيم في "الحلية" 5/ 175:
"ورواه
عبد الرزاق وغيره، عن هشام، عن محمد، من دون واصل".
إرسال تعليق