
البكاء والحزن على الميت
(380) "اشتكى سعد بن عبادة شكوى له، فأتاه النبي ﷺ يعوده مع عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم، فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله، فقال: قد قضى. قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبي ﷺ، فلما رأى القوم بكاء النبي ﷺ بكوا، فقال: ألا تسمعون، إن الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم".أخرجه البخاري (1304) - ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (1529)، وفي "الأنوار" (271) -، ومسلم (924)، والطحاوي 4/ 292، وابن حبان (3159)، وأبو نعيم في "المستخرج" (2065)، والبيهقي 4/ 69، وفي "السنن الصغير" (1145)، وفي "الشعب" (9686)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 4/ 333 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن الحارث الأنصاري، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: فذكره.
وزاد البخاري: "وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه. وكان عمر رضي الله عنهما: يضرب فيه بالعصا، ويرمي بالحجارة، ويحثي بالتراب".
وفي الباب عن أبي هريرة، وأسماء بنت يزيد، ومحمود بن لبيد، وأنس بن مالك، وابن عمر، وأسامة بن زيد، وعائشة، وجابر بن عبد الله:
أما حديث أبي هريرة:
فأخرجه ابن حبان (3160) من طريق هدبة بن خالد القيسي، والحاكم 1/ 382 من طريق موسى بن إسماعيل، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 256 من طريق منصور بن صقير، ثلاثتهم عن حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:"لما توفي ابن رسول الله ﷺ، صاح أسامة بن زيد، فقال رسول الله ﷺ: ليس هذا منا، ليس لصارخ حظ، القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول ما يغضب الرب".
وإسناده حسن، محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي: مختلف فيه، والراجح أنه حسن الحديث.
وأما حديث أسماء بنت يزيد:
فأخرجه ابن ماجه (1589)، والطبراني 24/ (433) من طريق يحيى بن سليم الطائفي، وابن سعد في "الطبقات الكبري" 1/ 142- 143 من طريق عبد الله بن جعفر، والطبراني 24/ (432) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الكناني، والطبراني في "الأوسط" (8829) من طريق مسلم بن خالد، أربعتهم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت:"لما توفي ابن رسول الله ﷺ إبراهيم بكى رسول الله ﷺ، فقال له المعزي: إما أبو بكر، وإما عمر: أنت أحق من عظم الله حقه، قال رسول الله ﷺ: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أنه وعد صادق، وموعود جامع، وأن الآخر تابع للأول، لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا، وإنا بك لمحزونون".
وجاء في "الأوسط" (8829): "فقال أبو بكر الصديق: أنت أحق من علم لله حقه...".
وفي "المعجم الكبير" 24/ (432): "فقيل له: إنك أحق من عرف لله حقه...".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن ابن خثيم إلا مسلم بن خالد!".
وإسناده ضعيف، شهر بن حوشب: ضعيف.
وأما حديث محمود بن لبيد:
فأخرجه ابن أبي شيبة 13/ 63 مختصرا، وابن سعد في "الطبقات الكبري" 1/ 142- 143 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، أخبرنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال:"انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله ﷺ، فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فخرج رسول الله ﷺ حين سمع ذلك، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياة أحد، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى المساجد. ودمعت عيناه، فقالوا: يا رسول الله تبكي وأنت رسول الله؟ قال: إنما أنا بشر، تدمع العين، ويخشع القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون. ومات وهو ابن ثمانية عشر شهرا، وقال: إن له مرضعا في الجنة".
وأخرجه الإمام أحمد 5/ 428 عن يحيى بن آدم، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، قال:
"كسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله ﷺ، فقالوا: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال رسول الله ﷺ: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، ألا وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما كذلك فافزعوا إلى المساجد. ثم قام فقرأ فيما نرى بعض {الر كتاب}، ثم ركع، ثم اعتدل، ثم سجد سجدتين، ثم قام ففعل مثل ما فعل في الأولى".
وأخرجه ابن أبي شيبة كما في "الاستيعاب" 3/ 1378 - 1379 أخبرنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد الأنصاري، قال:
"كسفت الشمس يوم مات إبراهيم بن النبي ﷺ، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم بن النبي ﷺ، فبلغ ذلك النبي ﷺ من قولهم، فخرج وخرجنا معه حتى أمنا في المسجد، فأطال القيام ... وذكر الحديث".
وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه البخاري (1303)، والبيهقي في "الشعب" (9683)، والبغوي في "شرح السنة" (1528)، وفي "الأنوار" (254) عن الحسن بن عبد العزيز، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا قريش هو ابن حيان، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه، قال:"دخلنا مع رسول الله ﷺ على أبي سيف القين، وكان ظئرا لإبراهيم عليه السلام، فأخذ رسول الله ﷺ إبراهيم، فقبله، وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله ﷺ تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟ فقال: يا ابن عوف إنها رحمة. ثم أتبعها بأخرى، فقال ﷺ: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".
وأخرجه البخاري (1303) تعليقا، ومسلم (2315)، وأبو داود (3126)، وأحمد 3/ 194، وابن أبي شيبة 3/ 393، وعبد بن حميد (1287)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 253، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3125) و (3126)، والبزار (6931)، وأبو يعلى (3288)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1034)، وابن حبان (2902)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي ﷺ" 2/ 5، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6849) و (7962)، والبيهقي 4/ 69، وفي "الآداب" (754)، وفي "دلائل النبوة" 5/ 429- 430 من طرق عن سليمان بن المغيرة، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ:
"ولد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم، ثم دفعه إلى أم سيف، امرأة قين يقال له أبو سيف، فانطلق يأتيه واتبعته، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره، قد امتلأ البيت دخانا، فأسرعت المشي بين يدي رسول الله ﷺ، فقلت: يا أبا سيف أمسك، جاء رسول الله ﷺ، فأمسك فدعا النبي ﷺ بالصبي، فضمه إليه، وقال ما شاء الله أن يقول، فقال أنس: لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله ﷺ، فدمعت عينا رسول الله ﷺ فقال: تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون".
وفي الباب عن أنس أيضا، قال:
"شهدنا بنتا لرسول الله ﷺ، قال: ورسول الله ﷺ جالس على القبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان، قال: فقال: هل منكم رجل لم يقارف الليلة؟ فقال أبو طلحة: أنا، قال: فانزل. قال: فنزل في قبرها".
أخرجه البخاري (1285) و (1342)، وفي "التاريخ الأوسط" 1/ 18، والترمذي في "الشمائل" (328)، وأحمد 3/ 126 و 228، والطيالسي (2230)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 8/ 38، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 163، والبزار (6225)، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (82)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2514)، والبيهقي 4/ 53، وابن حزم في "المحلى" 5/ 144- 145، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 432، والبغوي في "شرح السنة" (1513)، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" 1/ 150 و 150- 151 من طرق عن فليح بن سليمان، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك به.
واستدركه الحاكم 4/ 47 على الشيخين، وفاته أنه عند البخاري.
وفي الباب عن أنس أيضا، قال:
"ما رأيت رسول الله ﷺ وجد على سرية ما وجد على السبعين الذين أصيبوا يوم بئر معونة، كانوا يدعون القراء، فمكث شهرا يدعو على قتلتهم".
متفق عليه، وقد استوفيت تخريجه برقم (363).
وأما حديث ابن عمر:
فأخرجه ابن ماجه (1591)، وأحمد 2/ 40 و 84 و 92، وابن أبي شيبة 3/ 394 و 14/ 392- 393، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 17، والبزار (5891) و (5892) و (6345)، وأبو يعلى (3576) و (3610)، والطحاوي 4/ 293، وابن الأعرابي في "معجمه" (1630)، والطبراني 3/ (2944)، والحاكم 3/ 194- 195 و 197، والبيهقي 4/ 70، والضياء في "المختارة" (2611) من طرق عن أسامة بن زيد الليثي، حدثني نافع، عن ابن عمر:"أن رسول الله ﷺ مر بنساء عبد الأشهل، يبكين هلكاهن يوم أحد، فقال رسول الله ﷺ: لكن حمزة لا بواكي له. فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة، فاستيقظ رسول الله ﷺ فقال: ويحهن ما انقلبن بعد؟ مروهن فلينقلبن، ولا يبكين على هالك بعد اليوم".
وعند أحمد 2/ 40، قال: "فهن اليوم إذا يبكين يندبن بحمزة"، وعند ابن الأعرابي: "فنساء الأنصار إذا بكين بدين بحمزة" وهو قول أسامة، يصف ما تفعله نسوة أهل المدينة، وعند الطبراني 11/ (12096) من حديث ابن عباس: "فقال: فهم إلى اليوم لا تبكين إلا بدين بحمزة".
وقال الحاكم 1/ 381:
"وهو أشهر حديث بالمدينة، فإن نساء المدينة لا يندبن موتاهن حتى يندبن حمزة، وإلى يومنا هذا".
وأسامة بن زيد الليثي: قال النسائي وغيره: ليس بالقوي.
وقال الإمام أحمد كما في "العلل" (503) و (1428) لعبد الله بن أحمد:
"روى أسامة بن زيد عن نافع أحاديث مناكير، قلت له: إن أسامة حسن الحديث؟ قال: إن تدبرت حديثه فستعرف النكرة فيها".
وأخرجه البزار (6346)، وأبو يعلى (3576) و (3610)، والحاكم 1/ 381، والبيهقي 4/ 70، والضياء في "الأحاديث المختارة" (2611) من طريق أسامة بن زيد الليثي، حدثني الزهري، عن أنس بن مالك به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم" وأقره الذهبي!
وله شواهد من حديث عائشة، وابن عباس:
أما حديث عائشة:
فأخرجه إسحاق بن راهويه (1174) من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، حدثني محمد بن إبراهيم، عن عائشة، قالت:"مرّ رسول الله ﷺ حين انصرف على بني عبد الأشهل، فإذا نساؤهم يبكين على قتلاهم، وكان استمر القتل فيهم يومئذ، فقال رسول الله ﷺ: لكن حمزة لا بواكي له. قال: فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة، فجعلت عائشة تبكي معهن، فنام رسول الله ﷺ فاستيقظ عند المغرب، فصلى المغرب، ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ رسول الله ﷺ لعشاء الآخرة فصلى العشاء، ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ رسول الله ﷺ ونحن نبكي، فقال: ألا أراهن يبكين حتى الآن مروهن فليرجعن. ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن".
ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال أبو حاتم: لم يسمع من عائشة.
وصحّح الترمذي (3493) حديثه عنها.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 18 من طريق محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم: مرسلا.
وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه الطبراني 11/ (12096) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن مطيع الشيباني، حدثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، عن أبيه، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال:"لما رجع رسول الله ﷺ من أحد، بكت نساء الأنصار على شهدائهم، فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال: لكن حمزة لا بواكي له. فرجعت الأنصار فقالت لنسائهن: لا تبكين أحدا حتى تندبن حمزة، قال: فقال: فهم إلى اليوم لا تبكين إلا بدين بحمزة".
ومحمد بن عثمان بن أبى شيبة: فيه اختلاف كثير، ودافع عنه العلّامة المعلمي في "التنكيل" 2/ 694 - 696.
وأما يحيى بن مطيع الشيباني: فقد وثقه ابن حبان 9/ 267.
وقال شعبة بن الحجاج، والإمام أحمد: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث، وعددها يحيى القطان: حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزمة الطلاق، وجزاء ما قتل من النعم، والرجل يأتي امرأته وهي حائض.
وجاء مرسلا عن عكرمة عند عبد الرزاق (6694).
ومن مرسل الشعبي عند سعيد بن منصور (2911).
ومن مرسل عروة بن الزبير عند البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 300- 301.
ومن مرسل محمد بن المنكدر عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 18- 19.
ومن مرسل محارب بن دثار عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 19.
ومن مرسل عطاء بن يسار عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 17- 18، وسعيد بن منصور (2910).
ومن حديث محمد بن إسحاق، عن شيوخه الذين روى عنهم قصة أحد عند البيهقي في "دلائل النبوة" 3/ 301- 302.
وأما حديث أسامة بن زيد:
فأخرجه البخاري (1284) و (5655) و (6602) و (6655) و (7377) و (7448)، وفي "الأدب المفرد" (512)، ومسلم (923)، وأبو داود (3125)، والنسائي (1868)، وفي "الكبرى" (2007)، وابن ماجه (1588)، وأحمد 5/ 204 و 205- 206 و 206- 207، وابن أبي شيبة 3/ 392 و 8/ 341، وفي "المسند" (156)، وعبد الرزاق (6670)، والطيالسي (671)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 1/ 254 و 2/ 868، وهناد في "الزهد" 2/ 616 و 617، وابن أبي الدنيا في "العيال" (259)، والبزار (2593) و (2594)، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (156)، وابن الأعرابي في "معجمه" (622)، وابن حبان (461) و (3158)، والطبراني 1/ (398)، وفي "مكارم الأخلاق" (42)، والبيهقي 4/ 65 و 68- 69، وفي "الشعب" (9282)، وفي "الآداب" (752)، والبغوي في "شرح السنة" (1527) من طرق عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي عثمان النهدي، قال: حدثني أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال:"أرسلت ابنة النبي ﷺ إليه: إن ابنا لي قبض، فأتنا، فأرسل يقرئ السلام، ويقول: إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر، ولتحتسب. فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال، فرفع إلى رسول الله ﷺ الصبي ونفسه تتقعقع - قال: حسبته أنه قال كأنها شن - ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء".
وأما حديث عائشة:
فأخرجه أحمد 6/ 141- 142، وإسحاق بن راهويه (1126) و (1722)، وابن أبي شيبة 3/ 394 و 14/ 408- 411، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 421- 423، وهشام بن عمار في "حديثه" (7)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4172)، وابن حبان (7028)، والطبراني 6/ (5330)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3107) مطولا ومختصرا من طرق عن محمد بن عمرو، عن أبيه، عن جده علقمة بن وقاص، عن عائشة: وفيه قالت:"فرجع رسول الله ﷺ ورجع سعد إلى قبته التي كان ضرب عليه رسول الله ﷺ، قالت: فحضره رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر، قالت: فوالذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي".
وقرن هشام بن عمار بعلقمة بن وقاص: يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب.
وإسناده ضعيف، عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي: مجهول.
وفي الباب عن عائشة أيضا، قالت:
"لما جاء النبيَّ ﷺ قَتْلُ ابنِ حارثة، وجعفر، وابن رواحة، جلس يعرف فيه الحزن، وأنا أنظر من صائر الباب شق الباب، فأتاه رجل، فقال: إن نساء جعفر وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهن، فذهب، ثم أتاه الثانية، لم يطعنه، فقال: انههن. فأتاه الثالثة، قال: والله لقد غلبننا يا رسول الله، فزعمت أنه قال: فاحث في أفواههن التراب. فقلت: أرغم الله أنفك، لم تفعل ما أمرك رسول الله ﷺ، ولم تترك رسول الله ﷺ من العناء".
أخرجه البخاري (1299) و (1305) و (4263)، ومسلم (935)، وأبو داود (3122)، والنسائي (1847)، وفي "الكبرى" (1986)، وأحمد 6/ 59، وابن أبي شيبة 14/ 516، وابن حبان (3147) و (3155)، والطبراني في "مسند الشاميين" (2077)، والحاكم 3/ 215، والبيهقي 4/ 59، وفي "دلائل النبوة" 4/ 372 و 372- 373 من طرق عن يحيى بن سعيد، قال: أخبرتني عمرة، قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها به.
وأخرجه أحمد 6/ 276- 277، وإسحاق بن راهويه (969)، وابن أبي شيبة 3/ 392 و 14/ 517، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 40، والطبراني 2/ (1471)، والحاكم 3/ 40 و 209 من طريق محمد بن إسحاق، قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، عن أبيه، عن عائشة به.
وأما حديث جابر بن عبد الله:
فأخرجه البخاري (1244) و (4080)، ومسلم (2471- 130)، والنسائي (1845)، وفي "الكبرى" (1984) و (8190)، وأحمد 3/ 298، والطيالسي (1817)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 561، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1666)، وأبو عوانة (10858) طبعة الجامعة الإسلامية، وابن حبان (7021)، والطبراني 24/ (905)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7795)، والبيهقي 3/ 407، وفي "دلائل النبوة" 3/ 297- 298، وفي "عذاب القبر" (79) عن شعبة، عن محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابرا، يقول:"لما جيء بأبي يوم أحد وجاءت عمتي تبكي عليه، قال: فجعلت أبكي، وجعل القوم ينهونني، ورسول الله ﷺ لا ينهاني، فقال رسول الله ﷺ: ابكوه أو لا تبكوه، فوالله ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى دفنتموه".
وأخرجه البخاري (1293) و (2816)، ومسلم (2471- 129)، والنسائي (1842)، وفي "الكبرى" (1981)، وأحمد 3/ 307، والحميدي (1261)، وأبو يعلى (2021)، وأبو عوانة (10857) طبعة الجامعة الإسلامية: عن ابن عيينة، والبخاري (1244) تعليقا، ومسلم (2471- 130)، وأبو عوانة (10859) طبعة الجامعة الإسلامية: من طريق ابن جريج، ومسلم (2471- 130)، وأبو عوانة (10860) طبعة الجامعة الإسلامية: عن عبد الرزاق - وهو في "مصنفه" (6693) - عن معمر، ومسلم (2471- 130)، والفريابي في "دلائل النبوة" (53)،وأبو عوانة (10861) و (10862) طبعة الجامعة الإسلامية: من طريق عبد الكريم الجزري، والطبراني في "الأوسط" (1042)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4345) من طريق معقل بن عبيد الله، وأبو نعيم في "الحلية" 3/ 154- 155 و 5/ 106- 107 من طريق عمرو بن قيس، ستتهم عن ابن المنكدر به.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 561، وابن الأعرابي في "القبل والمعانقة" (29) من طريق إسماعيل بن مسلم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال:
"لما قتل أبي يوم أحد، أتيته وهو مسجى، فجعلت أكشف عن وجهه وأقبله، والنبي ﷺ يراني، فلم ينهني".
وإسماعيل بن مسلم هو المكي: ضعيف.
وفي الباب عن جابر أيضا، قال:
"أخذ النبي ﷺ بيد عبد الرحمن بن عوف، فأتى به النخل، فإذا ابنه إبراهيم في حجر أمه، وهو يجود بنفسه، فأخذه النبي ﷺ ووضعه في حجره ثم قال: يا إبراهيم إنا لا نغني عنك من الله شيئا. ثم ذرفت عيناه، فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، أتبكي أو لم تنه عن البكاء؟ قال: لا، ولكن نهيت عن النوح وعن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان، وهذه رحمة، ومن لا يرحم لا يرحم يا إبراهيم، لولا أنه أمر حق ووعد صدق وسبيل مأتي، وأن أخرانا ستلحق أولانا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا، وإنا بك لمحزونون، تبكي العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل".
أخرجه الترمذي (1005)، وابن أبي شيبة 3/ 290 و390 و 393 و 8/ 341، وعبد بن حميد (1006)، والطيالسي (1788)، والبيهقي 4/ 69، وفي "الشعب" (9685)، وفي "الآداب" (755)، وقاضي المارستان في "مشيخته" (251) تاما ومختصرا من طرق عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ.
وأخرجه أحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (844)، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (844)، والآجري في "الأربعين" (40) من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر، عن عبد الرحمن بن عوف به.
وقال الحافظ في "المطالب":
"ابن أبي ليلى: سيئ الحفظ، والاضطراب فيه منه".
"هذا الحديث يفسر البكاء المباح، والحزن الجائز، وهو ما كان بدمع العين، ورقة القلب من غير سخط لأمر الله، وهو أبين شيء وقع في هذا المعنى".
وقال ابن الجوزي في "كشف المشكل" 2/ 563:
"إنما لم يقع العذاب على البكاء والحزن لثلاثة أشياء:
أحدها: أنه لا عيب، إذ لا يخالفان المشروع.
والثاني: أنهما أثر رقة القلب وتلهفه على فراق المألوف، وهذا أمر مركوز في الطبع.
والثالث: أنهما لا يملكان ولا يمكن ردهما، فلم تقع بهما مؤاخذة".
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
ابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ.
وأخرجه أحمد بن منيع كما في "المطالب العالية" (844)، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (844)، والآجري في "الأربعين" (40) من طريق ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن جابر، عن عبد الرحمن بن عوف به.
وقال الحافظ في "المطالب":
"ابن أبي ليلى: سيئ الحفظ، والاضطراب فيه منه".
يستفاد من الحديث
قال ابن بطال، وغيره كما "الفتح" 3/ 174:"هذا الحديث يفسر البكاء المباح، والحزن الجائز، وهو ما كان بدمع العين، ورقة القلب من غير سخط لأمر الله، وهو أبين شيء وقع في هذا المعنى".
وقال ابن الجوزي في "كشف المشكل" 2/ 563:
"إنما لم يقع العذاب على البكاء والحزن لثلاثة أشياء:
أحدها: أنه لا عيب، إذ لا يخالفان المشروع.
والثاني: أنهما أثر رقة القلب وتلهفه على فراق المألوف، وهذا أمر مركوز في الطبع.
والثالث: أنهما لا يملكان ولا يمكن ردهما، فلم تقع بهما مؤاخذة".
كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
إرسال تعليق