
من شك في شيء من صلاته
(334) "يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته فيلبس عليه، حتى لا يدري كم صلى، فمن وجد من ذلك شيئا، فليسجد سجدتين وهو جالس".
أخرجه البخاري (1232)، ومسلم (389-82)، وأبو داود (1030)، والنسائي (1252)، وفي "الكبرى" (596) و (1176)، وأبو عوانة (1899)، والطحاوي 1/ 431، وابن حبان (2683)، والبيهقي 2/ 330 و 353، والبغوي (753) من طريق مالك (وهو في "الموطأ" 1/ 100)، ومسلم (389-82)، وأحمد 2/ 241، والحميدي (947)، وأبو يعلى (5958)، وابن خزيمة (1020) عن ابن عيينة، ومسلم (389-82)، والترمذي (397)، وأبو عوانة (1901)، والبيهقي 2/ 339 من طريق الليث، والنسائي في "الكبرى" (595)، وتمام في "الفوائد" (1358) من طريق الأوزاعي، وأحمد 2/ 273، وعبد الرزاق (3464)، وابن خزيمة (1020) عن ابن جريج، وأحمد 2/ 283 و 284، وعبد الرزاق (3465)، وابن المنذر في "الأوسط" (1651) عن معمر، وأبو يعلى (5964) من طريق يونس، وابن خزيمة (1020)، وأبو عوانة (1901) من طريق ابن أبي ذئب، وأبو عوانة (1900) من طريق صالح، والطحاوي 1/ 431 من طريق عمرو بن الحارث، والطبراني في "الأوسط" (2236) من طريق عبيد الله بن عمر، والطبراني في "مسند الشاميين" (3046) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلهم جميعا (مالك، وابن عيينة، والليث بن سعد، والأوزاعي، وابن جريج، ومعمر، ويونس بن يزيد، وابن أبي ذئب، وصالح بن كيسان، وعمرو بن الحارث، وعبيد الله بن عمر، وشعيب بن أبي حمزة) عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ، قال: فذكره.
وفي لفظ: "إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان، فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى؟ فإذا وجد ذلك أحدكم، فليسجد سجدتين وهو جالس".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه ابن ماجه (1216)، والبيهقي 2/ 339 من طريق ابن إسحاق، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:
"إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته، فيدخل بينه وبين نفسه حتى لا يدري زاد أو نقص، فإذا كان ذلك، فليسجد سجدتين قبل أن يسلم، ثم يسلم".
وهو بهذا اللفظ شاذ، شذّ به محمد بن إسحاق.
وأخرجه البيهقي 2/ 339 من طريق ابن أخي الزهري، عن الزهري به.
وابن أخي الزهري اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري: قال فيه ابن حبان: كان رديء الحفظ كثير الوهم يخطئ عن عمه في الروايات ويخالف فيما يروي عن الأثبات، فلا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وأخرجه الطحاوي 1/ 431 من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، عن سعيد، وأبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ، قال:
"إذا جاء أحدكم الشيطان، فخلط عليه صلاته، فلا يدري كم صلى؟ فليسجد سجدتين وهو جالس".
وزمعة بن صالح: ضعيف.
وله طرق عن أبي سلمة:
أ - أخرجه البخاري (1231) و (3285)، ومسلم (389-83)، والنسائي (1253)، وفي "الكبرى" (595) و (1177)، وأحمد 2/ 522، وابن أبي شيبة 1/ 229 و 2/ 27، وعبد الرزاق (3462)، والطيالسي (2466)، والدارمي (1204) و (1494)، وأبو يعلى (5993)، والطحاوي 1/ 431 و 432، وأبو عوانة (1902) و (1903)، وابن المنذر في "الأوسط" (1241)، وابن حبان (16) و (1662)، وتمام في "الفوائد" (1358)، والبيهقي 2/ 331 من طرق عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:
"إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان له ضريط حتى لا يسمع النداء، وإذا قضي النداء أقبل، فإذا ثوب بها أدبر فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، حتى يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، ما لم يذكر، فإذا لم يدر أحد كم صلى ثلاثا أو أربعا فليسجد سجدتين وهو جالس".
وأخرجه الطحاوي 1/ 432، والدارقطني 2/ 206، والبيهقي 2/ 340، وفي "المعرفة" (4572) من طريق عكرمة بن عمار، حدثنا يحيى بن أبي كثير به، وفيه: "فليسجد سجدتين وهو جالس ثم يسلم".
وإسناده ضعيف، عكرمة بن عمار: روايته عن يحيى بن أبي كثير مضطربة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4402)، وفي "مسند الشاميين" (2473) عن عبد الله بن محمد بن الأشعث، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبيدة، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الجراح بن مليح، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، عن أبي عامر، عن يحيى بن أبي كثير به، وفيه: "فليسجد سجدتي السهو بعد ما يسلم، فإنهما المرغمتان".
وإسناده ضعيف، أبو عامر الخزاز صالح بن رستم: صدوق كثير الخطأ.
ومحمد بن عبيدة المددي الشامي: مجهول الحال، ترجم له الخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 1/ 103، وذكره عبد الغني بن سعيد الأزدي في "المؤتلف والمختلف" 1432، وابن ماكولا في "الإكمال" 6/ 54، وابن ناصر في "توضيح المشتبه" 6/ 135، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وابنه إبراهيم بن محمد بن عبيدة المددي: مجهول الحال، ترجم له ابن ماكولا في "الإكمال" 6/ 57، وابن حجر في "تبصير المنتبه" 3/ 917، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وشيخ الطبراني عبد الله بن محمد بن الأشعث: مجهول الحال أيضا.
ب - أخرجه أحمد 2/ 503-504، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه" (151) عن محمد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:
"إذا ثوب للصلاة ولى الشيطان وله ضراط، فإذا سكت المؤذن خطر بين أحدكم وبين نفسه حتى ينسيه صلاته، فمن وجد ذلك منكم فليسجد سجدتين وهو جالس".
وهذا اسناد حسن، محمد هو ابن عمرو بن علقمة الليثي: مختلف فيه، وهو حسن الحديث.
جـ - أخرجه أحمد 2/ 483 من طريق فليح، عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إن الشيطان إذا سمع النداء ولى وله حصاص، فإذا سكت المؤذن أقبل حتى يخطر بين المرء وقلبه لينسيه صلاته، فإذا شك أحدكم في صلاته فليسلم، ثم ليسجد سجدتين وهو جالس".
وقد خالف فليحا: محمد بن إسحاق:
فأخرجه ابن ماجه (1217)، والدارقطني 2/ 207، والبيهقي 2/ 340 من طريقه، قال: أخبرني سلمة بن صفوان بن سلمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:
"إذا أذن المؤذن خرج الشيطان من المسجد له حصاص فإذا سكت المؤذن رجع، فإذا أقام المؤذن الصلاة خرج من المسجد وله ضراط، فإذا سكت رجع حتى يأتي المرء المسلم في صلاته، فيدخل بينه وبين نفسه لا يدري أزاد في صلاته أم نقص، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم، ثم يسلم".
وظاهره إسناده الحسن لكن قد تقدّم آنفا عن ابن إسحاق أنه رواه بهذا اللفظ عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقد عرفتَ أنها رواية شاذة، والله أعلم.
وأخرج ابن بشران في "أماليه" (802) من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس، حدثني إدريس الأودي، حدثنا أبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إذا شك أحدكم في صلاته فلينظر أحرى ذلك فليتمه، فإذا فرغ من صلاته، فليسجد سجدتين وهو جالس لوهمه".
وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن سلمة الأفطس: متروك، وانظر كتابي "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (31).
"قلت لأبي سعيد الخدري: أحدنا يصلي، فلا يدري كم صلى؟ فقال: قال رسول الله ﷺ: إذا صلى أحدكم، فلم يدر كم صلى، فليسجد سجدتين، وهو جالس، وإذا جاء أحدكم الشيطان، فقال: إنك قد أحدثت، فليقل: كذبت إلا ما وجد ريحه بأنفه أو سمع صوته بأذنه".
وأخرجه الترمذي (396)، وابن ماجه (1204)، والنسائي في الكبرى (590) من طريق هشام الدستوائي، والنسائي في الكبرى (592) و (593) من طريق الأوزاعي، والنسائي في "الكبرى" (594)، والطحاوي في "شرح المعاني " 1/ 432 من طريق عكرمة بن عمار، والنسائي في "الكبرى" (591) من طريق شيبان، أربعتهم عن يحيى به، لم يذكروا الشك في الحدث.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
قلت: إسناده ضعيف، من أجل هلال بن عياض - أو عياض بن هلال - قال المنذري:
"وعياض هذا روى له أصحاب السنن، ولا أعرفه بجرح ولا عدالة، وهو في عداد المجهولين".
وكذلك قال الذهبي في "الميزان":
"لا يعرف، ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي كثير".
وقال الحافظ في "التقريب":
"مجهول".
وأخرجه الحاكم 1/ 134 من طريق علي بن الحسين، ثنا (كذا) بيان، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني عياض به.
وقال:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فإن عياضا هذا هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقد احتجا جميعا به ولم يخرجا هذا الحديث لخلاف من أبان بن يزيد العطار فيه، عن يحيى بن أبي كثير، فإنه لم يحفظه" وأقره الذهبي!
قلت: عبد الله بن رجاء: لم يرو له مسلم شيئًا، وليس له في البخاري رواية عن حرب بن شداد، و (علي بن الحسين ثنا بيان) هذا خطأ، إنما هو علي بن الحسن بن بيان: فتحرّفت (بن) إلى (ثنا)، وليس من رجال الصحيحين، وهو ثقة، ولقد وهم الحاكم في تعيين هلال بأنه ابن عبد الله بن أبي سرح! فقد صرّح معمر، وعلي بن المبارك، وهشام الدستوائي، وعكرمة بن عمار بأنه عياض بن هلال، وقال أبان: هلال بن عياض. وقال الأوزاعي:
عياض بن أبي زهير، وهو مجهول.
وأخرجه أحمد 3/ 42، وعبد بن حميد (872)، والطبراني 6/ (5440) من طريق سعيد بن زيد، عن علي بن الحكم، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، ورفعه، إلى النبي ﷺ أنه قال:
"إذا أوهم الرجل في صلاته، فلم يدر أزاد أم نقص؟ فليسجد سجدتين وهو جالس".
وفي إسناده سعيد بن زيد: هو ابن درهم الأزدي، أخو حماد بن زيد، مختلف فيه، وباقي رجاله ثقات.
"من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس".
وفي رواية: "من شك في صلاته، فليسجد سجدتين بعد ما يسلم".
وإسناده ضعيف، عتبة (وقيل: عقبة) بن محمد بن الحارث: قال النسائي: ليس بمعروف.
وقال الذهبي: لا يدرى من هو.
ومصعب بن شيبة: لين الحديث، قال الإمام أحمد: روى أحاديث مناكير.
وقال أبو حاتم: لا يحمدونه، وليس بقوي.
وقال النسائي: منكر الحديث.
وقال الدارقطني ليس بالقوي.
ووثقه ابن معين، واحتج به مسلم في "صحيحه"!.
وعبد الله بن مسافع: مجهول الحال.
وأخرجه النسائي (1248)، وفي "الكبرى" (597) و (1172)، وأحمد 1/ 205 من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (1249)، وفي "الكبرى" (1173) من طريق الوليد بن مسلم، وأبو يعلى (6802) من طريق مخلد بن يزيد، ثلاثتهم عن ابن جريج قال: حدثني عبد الله بن مسافع، عن عتبة بن محمد بن الحارث، عن عبد الله بن جعفر به.
ليس فيه ذكرٌ لمصعب بن شيبة.
"إن الشيطان إذا سمع النداء ولى وله حصاص، فإذا سكت المؤذن أقبل حتى يخطر بين المرء وقلبه لينسيه صلاته، فإذا شك أحدكم في صلاته فليسلم، ثم ليسجد سجدتين وهو جالس".
وقد خالف فليحا: محمد بن إسحاق:
فأخرجه ابن ماجه (1217)، والدارقطني 2/ 207، والبيهقي 2/ 340 من طريقه، قال: أخبرني سلمة بن صفوان بن سلمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ، قال:
"إذا أذن المؤذن خرج الشيطان من المسجد له حصاص فإذا سكت المؤذن رجع، فإذا أقام المؤذن الصلاة خرج من المسجد وله ضراط، فإذا سكت رجع حتى يأتي المرء المسلم في صلاته، فيدخل بينه وبين نفسه لا يدري أزاد في صلاته أم نقص، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم، ثم يسلم".
وظاهره إسناده الحسن لكن قد تقدّم آنفا عن ابن إسحاق أنه رواه بهذا اللفظ عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقد عرفتَ أنها رواية شاذة، والله أعلم.
وأخرج ابن بشران في "أماليه" (802) من طريق عبد الله بن سلمة الأفطس، حدثني إدريس الأودي، حدثنا أبي، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:
"إذا شك أحدكم في صلاته فلينظر أحرى ذلك فليتمه، فإذا فرغ من صلاته، فليسجد سجدتين وهو جالس لوهمه".
وإسناده ضعيف جدا، عبد الله بن سلمة الأفطس: متروك، وانظر كتابي "تقريب الرواة المختلف فيهم عند ابن شاهين" (31).
وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن جعفر، وثوبان، وعثمان بن عفان، وعائشة، وأنس:
أما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه أبو داود (1029)، وأحمد 3/ 51 و 53، وأبو يعلى (1241)، وابن خزيمة (29)، وابن حبان (2665)، والحاكم 1/ 134 من طرق عن هشام الدستوائي، وأحمد 3/ 50 من طريق شيبان، وعبد الرزاق (533) و (3463)، ومن طريقه أحمد 3/ 37 و 53، وابن الأعرابي في "المعجم" (1452)، والحاكم 1/ 135، وابن حبان (2666)، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" 2/ 344 عن معمر، وأحمد 3/ 54، وابن أبي شيبة 2/ 428، وأبو يعلى (1141) وابن خزيمة (29)، والحاكم 1/ 134 - 135 من طريق علي بن المبارك، وأبو داود (1029)، وأحمد 3/ 53 عن أبان، كلهم عن يحيى بن أبي كثير، عن عياض، قال:"قلت لأبي سعيد الخدري: أحدنا يصلي، فلا يدري كم صلى؟ فقال: قال رسول الله ﷺ: إذا صلى أحدكم، فلم يدر كم صلى، فليسجد سجدتين، وهو جالس، وإذا جاء أحدكم الشيطان، فقال: إنك قد أحدثت، فليقل: كذبت إلا ما وجد ريحه بأنفه أو سمع صوته بأذنه".
وأخرجه الترمذي (396)، وابن ماجه (1204)، والنسائي في الكبرى (590) من طريق هشام الدستوائي، والنسائي في الكبرى (592) و (593) من طريق الأوزاعي، والنسائي في "الكبرى" (594)، والطحاوي في "شرح المعاني " 1/ 432 من طريق عكرمة بن عمار، والنسائي في "الكبرى" (591) من طريق شيبان، أربعتهم عن يحيى به، لم يذكروا الشك في الحدث.
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
قلت: إسناده ضعيف، من أجل هلال بن عياض - أو عياض بن هلال - قال المنذري:
"وعياض هذا روى له أصحاب السنن، ولا أعرفه بجرح ولا عدالة، وهو في عداد المجهولين".
وكذلك قال الذهبي في "الميزان":
"لا يعرف، ما علمت روى عنه سوى يحيى بن أبي كثير".
وقال الحافظ في "التقريب":
"مجهول".
وأخرجه الحاكم 1/ 134 من طريق علي بن الحسين، ثنا (كذا) بيان، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني عياض به.
وقال:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فإن عياضا هذا هو ابن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقد احتجا جميعا به ولم يخرجا هذا الحديث لخلاف من أبان بن يزيد العطار فيه، عن يحيى بن أبي كثير، فإنه لم يحفظه" وأقره الذهبي!
قلت: عبد الله بن رجاء: لم يرو له مسلم شيئًا، وليس له في البخاري رواية عن حرب بن شداد، و (علي بن الحسين ثنا بيان) هذا خطأ، إنما هو علي بن الحسن بن بيان: فتحرّفت (بن) إلى (ثنا)، وليس من رجال الصحيحين، وهو ثقة، ولقد وهم الحاكم في تعيين هلال بأنه ابن عبد الله بن أبي سرح! فقد صرّح معمر، وعلي بن المبارك، وهشام الدستوائي، وعكرمة بن عمار بأنه عياض بن هلال، وقال أبان: هلال بن عياض. وقال الأوزاعي:
عياض بن أبي زهير، وهو مجهول.
وأخرجه أحمد 3/ 42، وعبد بن حميد (872)، والطبراني 6/ (5440) من طريق سعيد بن زيد، عن علي بن الحكم، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، ورفعه، إلى النبي ﷺ أنه قال:
"إذا أوهم الرجل في صلاته، فلم يدر أزاد أم نقص؟ فليسجد سجدتين وهو جالس".
وفي إسناده سعيد بن زيد: هو ابن درهم الأزدي، أخو حماد بن زيد، مختلف فيه، وباقي رجاله ثقات.
وأما حديث عبد الله بن جعفر:
فأخرجه أبو داود (1033)، والنسائي (1250) و (1251)، وفي "الكبرى" (1174) و (1175)، وأحمد 1/ 205، والطبراني 13/ (208)، والبيهقي 2/ 336، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 33/ 45، وابن الجوزي في "التحقيق" (607)، والرافعي في "أخبار قزوين" 4/ 9-10، والضياء في "المختارة" (166)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 120 عن حجاج بن محمد المصيصي، والنسائي (1251)، وفي "الكبرى" (1175)، وأحمد 1/ 204 و 205-206، وأبو يعلى (6792) و (6800)، وابن خزيمة (1033)، والطبراني 13/ (208)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 33/ 44 و 44-45 عن روح بن عبادة، كلاهما عن ابن جريج، أخبرني عبد الله بن مسافع، أن مصعب بن شيبة أخبره، عن عتبة بن محمد بن الحارث، عن عبد الله بن جعفر، أن رسول الله ﷺ، قال:"من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس".
وفي رواية: "من شك في صلاته، فليسجد سجدتين بعد ما يسلم".
وإسناده ضعيف، عتبة (وقيل: عقبة) بن محمد بن الحارث: قال النسائي: ليس بمعروف.
وقال الذهبي: لا يدرى من هو.
ومصعب بن شيبة: لين الحديث، قال الإمام أحمد: روى أحاديث مناكير.
وقال أبو حاتم: لا يحمدونه، وليس بقوي.
وقال النسائي: منكر الحديث.
وقال الدارقطني ليس بالقوي.
ووثقه ابن معين، واحتج به مسلم في "صحيحه"!.
وعبد الله بن مسافع: مجهول الحال.
وأخرجه النسائي (1248)، وفي "الكبرى" (597) و (1172)، وأحمد 1/ 205 من طريق عبد الله بن المبارك، والنسائي (1249)، وفي "الكبرى" (1173) من طريق الوليد بن مسلم، وأبو يعلى (6802) من طريق مخلد بن يزيد، ثلاثتهم عن ابن جريج قال: حدثني عبد الله بن مسافع، عن عتبة بن محمد بن الحارث، عن عبد الله بن جعفر به.
ليس فيه ذكرٌ لمصعب بن شيبة.
وأما حديث ثوبان مولى رسول الله ﷺ:
فأخرجه أبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 من طريق عمرو بن عثمان، وأحمد 5/ 280 - ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (608) - عن الحكم بن نافع، كلاهما عن إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي، عن زهير، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن ثوبان، عن النبي ﷺ أنه قال:
"لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم".
وإسناده ضعيف، زهير وهو ابن سالم العنسي: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 336-337، وقال الدارقطني: حمصي منكر الحديث.
وقال البيهقي في "المعرفة" (4563):
"وهذا حديث تفرد به إسماعيل بن عياش، وليس بالقوي".
قلت: إسماعيل بن عياش: صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.
وأخرجه أبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 عن الربيع بن نافع، وأبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 عن شجاع بن مخلد، وأبو داود (1038)، وابن ماجه (1219)، والبيهقي 2/ 337 عن عثمان بن أبي شيبة، وابن ماجه (1219) عن هشام بن عمار، وعبد الرزاق (3533)، وحنبل في "جزءه" (54) عن سعيد بن سليمان، والطيالسي (1090) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 407 -، سبعتهم (الربيع بن نافع، وشجاع بن مخلد، وعثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وعبد الرزاق، وسعيد بن سليمان، والطيالسي) عن إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله الكلاعي، عن زهير بن سالم، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن ثوبان به.
فلم يذكروا في إسناده جبير بن نفير، وقال البيهقي:
"وهذا إسناد فيه ضعف".
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 33، والروياني (658) من طريق الهيثم بن حميد، عن عبيد الله بن عبيد، عن زهير الحمصي، عن ثوبان به.
فسقط من إسناده على التوالي: عبد الرحمن بن جبير، وأبوه، وقال الدارقطني:
"زهير: حمصي منكر الحديث، روى عن ثوبان ولم يسمع منه".
وأخرجه الطبراني 2/ (1412) من طريق عبد الرزاق، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن ثوبان به.
وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة: واه.
"جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، إني صليت فلم أدر أشفعت أم أوترت، فقال رسول الله ﷺ: إياي وأن يتلعب بكم الشيطان في صلاتكم، من صلى منكم فلم يدر أشفع أو أوتر؟ فليسجد سجدتين، فإنهما تمام صلاته".
يزيد بن أبي كبشة وهو السكسكي الدمشقي: لم يسمع هذا الحديث من عثمان رضي الله عنه:
فقد أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 63، وتمام في "الفوائد" (800) و (801) عن يحيى بن معين، وزياد بن أيوب، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8 / 355 عن محمد بن عبد العزيز الرملي، وابن الأعرابي في "المعجم" (145)، وتمام في "الفوائد" (798) عن محمد بن أحمد بن عصمة الأطروش، والطبراني في "الأوسط" (4700) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (286) -، وتمام في "الفوائد" (799) عن أبي زرعة الدمشقي، خمستهم عن سوار أبي عمارة الرملي، عن مسرة بن معبد، قال:
"صلى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر، ثم انصرف إلينا بعد سلامه، فأعلمنا أنه صلى وراء مروان بن الحكم، فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم قال مروان: إني صليت وراء عثمان بن عفان، فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم قال عثمان: إني كنت عند نبيكم ﷺ، فأتاه رجل، فقال: يا نبي الله...الحديث".
وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (202):
"تفرد به سوار بن عمارة، عن مسرة بن معبد، عن يزيد بن أبي كبشة، عن مروان".
وهذا الحديث مداره على مسرة بن معبد اللخمي: قال أبو حاتم: شيخ ما به بأس.
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" 7/ 524، وقال:
"كان ممن يخطئ".
ثم ذكره في "المجروحين" 3/ 42، فقال:
"كان ممن ينفرد عن الثقات بما ليس من أحاديث الأثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
وقال في "مشاهير علماء الأمصار" (1436):
"وكان يغرب".
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (4092):
"له مناكير عن يزيد بن أبي كبشة".
"سجدتا السهو تجزئان من كل زيادة ونقصان".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم يروى عن النبي ﷺ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا حكيم بن نافع".
وقال البيهقي:
"وهذا الحديث يعد من أفراد حكيم بن نافع الرقي، وكان يحيى بن معين يوثقه".
قلت: وجاء عن ابن معين تضعيفه أيضا كما في "المجروحين" 1/ 248، و "تاريخ بغداد" 8/ 257.
وقال أبو زرعة الرازي: واهي الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث.
وقال السَّاجِي: عنده مناكير.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يحتج به فيما يرويه منفردا.
فهو مما لا يُحْتَمَل تفرّده بهذا، لأن هشاما من المكثرين حديثًا وأصحابًا، فتفرده بمثل هذا عن هشام مما يُعد منكرًا، ولهذا عدّه ابن عدي من مناكيره، ولهذا قال الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" لابن حبان (ص 75):
"وهذا لا أصل له عن هشام".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 516، ومحمد بن مخلد في "المنتقى من حديثه" مخطوط - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 79 -، وبيبي بنت عبد الصمد في "جزئها" (97)، والرافعي في "أخبار قزوين" 2/ 349 من طريق علي بن محمد المنجوري، عن أبي جعفر الرازي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.
وقال ابن عدي:
"وهذا الحديث لا أعلم رواه عن هشام بن عروة غير حكيم بن نافع، وروي عن أبي جعفر الرازي عن هشام بن عروة، ويقال: إن أبا جعفر هو كنية حكيم بن نافع فكأن الحديث رجع إلى أنه لم يروه عن هشام غير حكيم".
وقال الدارقطني في "العلل" (3496):
"وحدث به عبد الصمد بن الفضل، عن علي بن محمد المنجوري، عن أبي جعفر الرازي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
ووهم في قوله: أبي جعفر الرازي، وهو حكيم بن نافع".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7593)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 297 من طريق إسماعيل بن عبد الله، حدثنا حاتم بن عبيد الله النمري، عن عيسى بن ميمون، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:
"أن النبي ﷺ سها قبل التمام، فسجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وقال: من سها قبل التمام سجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وإذا سها بعد التمام سجد سجدتي السهو بعد أن يسلم".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة بهذا اللفظ إلا عيسى بن ميمون، تفرد به حاتم".
وإسناده ضعيف جدا، عيسى بن ميمون المدني: متروك الحديث.
"إذا صليت فلم تدر شفع أنصرفت أم على وتر؟ فاسجد سجدتين".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن أيوب إلا عباد بن منصور، ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد...".
وإسناده ضعيف، عباد بن منصور: سيء الحفظ، وذكره الإمام أحمد والبخاري والنسائي والساجي وغيرهم بالتدليس عن الضعفاء.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (6516)، وفي "الصغير" (437) - ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق" 2/ 786 - من طريق أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا أبو بكر بن [1] عبد الله بن محمد بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، قال: سمعت أبي يحدث، عن أبيه محمد بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، قال:
"صليت خلف أنس بن مالك رضي الله عنه صلاة سها بنا فيها، فسجد بعد السلام، ثم التفت فقال: أما إني لم أصنع إلا كما رأيت رسول الله ﷺ يصنع".
وقال الطبراني:
"لم يرو محمد بن صالح بن علي عن أنس حديثا غير هذا، تفرد به ابن السرح".
وإسناده ضعيف، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 154:
"فيه مجاهيل".
"لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم".
وإسناده ضعيف، زهير وهو ابن سالم العنسي: روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات" 6/ 336-337، وقال الدارقطني: حمصي منكر الحديث.
وقال البيهقي في "المعرفة" (4563):
"وهذا حديث تفرد به إسماعيل بن عياش، وليس بالقوي".
قلت: إسماعيل بن عياش: صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منها.
وأخرجه أبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 عن الربيع بن نافع، وأبو داود (1038)، والبيهقي 2/ 337 عن شجاع بن مخلد، وأبو داود (1038)، وابن ماجه (1219)، والبيهقي 2/ 337 عن عثمان بن أبي شيبة، وابن ماجه (1219) عن هشام بن عمار، وعبد الرزاق (3533)، وحنبل في "جزءه" (54) عن سعيد بن سليمان، والطيالسي (1090) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 407 -، سبعتهم (الربيع بن نافع، وشجاع بن مخلد، وعثمان بن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وعبد الرزاق، وسعيد بن سليمان، والطيالسي) عن إسماعيل بن عياش، عن عبيد الله الكلاعي، عن زهير بن سالم، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن ثوبان به.
فلم يذكروا في إسناده جبير بن نفير، وقال البيهقي:
"وهذا إسناد فيه ضعف".
وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 33، والروياني (658) من طريق الهيثم بن حميد، عن عبيد الله بن عبيد، عن زهير الحمصي، عن ثوبان به.
فسقط من إسناده على التوالي: عبد الرحمن بن جبير، وأبوه، وقال الدارقطني:
"زهير: حمصي منكر الحديث، روى عن ثوبان ولم يسمع منه".
وأخرجه الطبراني 2/ (1412) من طريق عبد الرزاق، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن ثوبان به.
وعبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة: واه.
وأما حديث عثمان بن عفان:
فأخرجه أحمد 1/ 63 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدثنا مسرة بن معبد، عن يزيد بن أبي كبشة، عن عثمان بن عفان، قال:"جاء رجل إلى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، إني صليت فلم أدر أشفعت أم أوترت، فقال رسول الله ﷺ: إياي وأن يتلعب بكم الشيطان في صلاتكم، من صلى منكم فلم يدر أشفع أو أوتر؟ فليسجد سجدتين، فإنهما تمام صلاته".
يزيد بن أبي كبشة وهو السكسكي الدمشقي: لم يسمع هذا الحديث من عثمان رضي الله عنه:
فقد أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 63، وتمام في "الفوائد" (800) و (801) عن يحيى بن معين، وزياد بن أيوب، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8 / 355 عن محمد بن عبد العزيز الرملي، وابن الأعرابي في "المعجم" (145)، وتمام في "الفوائد" (798) عن محمد بن أحمد بن عصمة الأطروش، والطبراني في "الأوسط" (4700) - وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (286) -، وتمام في "الفوائد" (799) عن أبي زرعة الدمشقي، خمستهم عن سوار أبي عمارة الرملي، عن مسرة بن معبد، قال:
"صلى بنا يزيد بن أبي كبشة العصر، ثم انصرف إلينا بعد سلامه، فأعلمنا أنه صلى وراء مروان بن الحكم، فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم قال مروان: إني صليت وراء عثمان بن عفان، فسجد بنا مثل هاتين السجدتين، ثم قال عثمان: إني كنت عند نبيكم ﷺ، فأتاه رجل، فقال: يا نبي الله...الحديث".
وقال الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" (202):
"تفرد به سوار بن عمارة، عن مسرة بن معبد، عن يزيد بن أبي كبشة، عن مروان".
وهذا الحديث مداره على مسرة بن معبد اللخمي: قال أبو حاتم: شيخ ما به بأس.
وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" 7/ 524، وقال:
"كان ممن يخطئ".
ثم ذكره في "المجروحين" 3/ 42، فقال:
"كان ممن ينفرد عن الثقات بما ليس من أحاديث الأثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد".
وقال في "مشاهير علماء الأمصار" (1436):
"وكان يغرب".
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (4092):
"له مناكير عن يزيد بن أبي كبشة".
وأما حديث عائشة:
فأخرجه البزار (86)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 515، والبيهقي 2/ 346 من طريق محمد بن بكار، وأبو يعلى (4592) عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم القطيعي، وأبو يعلى (4684) من طريق حفص بن بشر الأسدي، والطبراني في "الأوسط" (5133) و (7154)، وابن عدي في "الكامل" 2/ 515، والبيهقي 2/ 346، والخطيب في "تاريخ بغداد" 8/ 256 من طريق أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، أربعتهم عن حكيم بن نافع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ:"سجدتا السهو تجزئان من كل زيادة ونقصان".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم يروى عن النبي ﷺ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا حكيم بن نافع".
وقال البيهقي:
"وهذا الحديث يعد من أفراد حكيم بن نافع الرقي، وكان يحيى بن معين يوثقه".
قلت: وجاء عن ابن معين تضعيفه أيضا كما في "المجروحين" 1/ 248، و "تاريخ بغداد" 8/ 257.
وقال أبو زرعة الرازي: واهي الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث.
وقال السَّاجِي: عنده مناكير.
وقال ابن حبان: كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يحتج به فيما يرويه منفردا.
فهو مما لا يُحْتَمَل تفرّده بهذا، لأن هشاما من المكثرين حديثًا وأصحابًا، فتفرده بمثل هذا عن هشام مما يُعد منكرًا، ولهذا عدّه ابن عدي من مناكيره، ولهذا قال الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" لابن حبان (ص 75):
"وهذا لا أصل له عن هشام".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 2/ 516، ومحمد بن مخلد في "المنتقى من حديثه" مخطوط - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 79 -، وبيبي بنت عبد الصمد في "جزئها" (97)، والرافعي في "أخبار قزوين" 2/ 349 من طريق علي بن محمد المنجوري، عن أبي جعفر الرازي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به.
وقال ابن عدي:
"وهذا الحديث لا أعلم رواه عن هشام بن عروة غير حكيم بن نافع، وروي عن أبي جعفر الرازي عن هشام بن عروة، ويقال: إن أبا جعفر هو كنية حكيم بن نافع فكأن الحديث رجع إلى أنه لم يروه عن هشام غير حكيم".
وقال الدارقطني في "العلل" (3496):
"وحدث به عبد الصمد بن الفضل، عن علي بن محمد المنجوري، عن أبي جعفر الرازي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
ووهم في قوله: أبي جعفر الرازي، وهو حكيم بن نافع".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7593)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 297 من طريق إسماعيل بن عبد الله، حدثنا حاتم بن عبيد الله النمري، عن عيسى بن ميمون، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:
"أن النبي ﷺ سها قبل التمام، فسجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وقال: من سها قبل التمام سجد سجدتي السهو قبل أن يسلم، وإذا سها بعد التمام سجد سجدتي السهو بعد أن يسلم".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة بهذا اللفظ إلا عيسى بن ميمون، تفرد به حاتم".
وإسناده ضعيف جدا، عيسى بن ميمون المدني: متروك الحديث.
وأما حديث أنس:
فأخرجه البزار (6771) من طريق ريحان بن سعيد، حدثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، عن النبي ﷺ، قال:"إذا صليت فلم تدر شفع أنصرفت أم على وتر؟ فاسجد سجدتين".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن أيوب إلا عباد بن منصور، ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد...".
وإسناده ضعيف، عباد بن منصور: سيء الحفظ، وذكره الإمام أحمد والبخاري والنسائي والساجي وغيرهم بالتدليس عن الضعفاء.
وأخرج الطبراني في "الأوسط" (6516)، وفي "الصغير" (437) - ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق" 2/ 786 - من طريق أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا أبو بكر بن [1] عبد الله بن محمد بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، قال: سمعت أبي يحدث، عن أبيه محمد بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس، قال:
"صليت خلف أنس بن مالك رضي الله عنه صلاة سها بنا فيها، فسجد بعد السلام، ثم التفت فقال: أما إني لم أصنع إلا كما رأيت رسول الله ﷺ يصنع".
وقال الطبراني:
"لم يرو محمد بن صالح بن علي عن أنس حديثا غير هذا، تفرد به ابن السرح".
وإسناده ضعيف، قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 154:
"فيه مجاهيل".
يستفاد من الحديث
أن من التبس عليه في صلاته حتى لا يدري كم صلى، فإنه يسجد سجدتين وهو جالس.كتبه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين.
_____________
1 - وفي "المعجم الأوسط": (أبو بكر عبد الله بن صالح الهاشمي)، وجاء في "الكنى والأسماء" للدولابي (647)، وفي "تهذيب الكمال" 1/ 415 ضمن شيوخ أبي الطاهر بن السرح: (أبو بكر عبد الله بن محمد بن صالح الهاشمي).
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
ردحذف