words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

ضعف حديث فيه حصول أجر الجماعة وإن لم يدركها!


(6) "من توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج عامدا إلى المسجد، ووجد الناس قد صلوا كتب الله له مثل أجر من حضرها، ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئا".

إسناده ضعيف - أخرجه أبوداود (564)، والنسائي (855)، وفي "الكبرى" (930)، وأحمد 2/ 380، وعبد بن حميد (1455- المنتخب)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 8/ 46، والبزار (8180)، والحاكم 1/ 208، والبيهقي 3/ 69، وفي "السنن الصغير" (549)، وفي "الشعب" (2634)، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 67-68، والمزي في "تهذيب الكمال" 25/ 409 من طريق عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن طحلاء، عن محصن بن علي، عن عوف بن الحارث، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم به.

وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وقال الحاكم: 
"صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: أنّى له ذلك، فإسناده ضعيف، وفيه ثلاث علل:

الأولى: عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة: قال الحافظ في ترجمته من " التقريب":
 "مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث، ولم يرو له مسلم شيئًا.

ثانيًا: محصن بن علي الفهري: قال ابن القطان في "الوهم والإيهام" 4/ 143: "مجهول".
وقال الحافظ في " التقريب": 
"مستور".
ولم يخرج له مسلم شيئًا .

ثالثًا: عبد العزيز بن محمد وهو الدراوردي: قال أبو زرعة: سيء الحفظ.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال الحافظ: صدوق يأخذ من كتب غيره فيخطئ.

ولا يشهد له ما رواه أبو داود (563)، ومن طريقه البيهقي 3/ 69، وابن عبد البر في "التمهيد" 7/ 68، والمزي في "تهذيب الكمال" 28/ 239 من طريق يعلى بن عطاء، عن معبد بن هرمز، عن سعيد بن المسيب، قال: "حضر رجلا من الأنصار الموت فقال: إني محدثكم حديثا ما أحدثكموه إلا احتسابا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة، لم يرفع قدمه اليمنى إلا كتب الله عز وجل له حسنة، ولم يضع قدمه اليسرى إلا حط الله عز وجل عنه سيئة، فليقرب أحدكم أو ليبعد، فإن أتى المسجد فصلى في جماعة غفر له، فإن أتى المسجد وقد صلوا بعضا وبقي بعض، صلى ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك، فإن أتى المسجد وقد صلوا فأتم الصلاة كان كذلك".
إسناده ضعيف فإن معبد بن هرمز: لا تعرف حاله، ثم إن اللفظين يختلفان فلا يتقوى حديث أبي هريرة بحديث سعيد بن المسيب عن الأنصاري لأن حديثه يدل على مغفرة ذنوب من حضر الصلاة أدرك الجماعة أو لم يدركها بينما حديث أبي هريرة يدل على حصول أجر الجماعة وإن لم يدركها وهذا مما لم يأت في حديث الأنصاري، والصحيح في هذا الفضل ما جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: 
"من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه ، إحداهما تحط خطيئته، والأخرى ترفع درجة".
 أخرجه مسلم (666) والله أعلم .

كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
الخامس عشر من ذي القعدة 1436 هجري


حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام