words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

السبت، 25 فبراير 2017

أحاديث الأحكام رواية ودراية - كتاب الطهارة (الوضوء) حديث رقم (34)

صفة الوضوء


(34) "إن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات، ثم مضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم غسل اليسرى مثل ذلك»، ثم قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه»".

1- أخرجه البخاري (159)، ومسلم (226-4)، وأحمد 1/ 59، وأبو عوانة (653) و (2107)، والبيهقي 1/ 53، وفي "المعرفة" (696) من طريق إبراهيم بن سعد، ومسلم (226-3)، والنسائي (116)، وابن المنذر في "الأوسط" (373)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 35، وابن خزيمة (3) و (158)، وابن حبان (1058)، وأبو عوانة (652)، والطبراني في "الأوسط" (4972)، وفي "الصغير" (755)، والدارقطني 1/ 141، والبيهقي 1/ 49 و 68، وفي "السنن الصغير" (91)، وفي "المعرفة" (697) من طريق يونس بن يزيد، والبخاري (1934)، وأبو داود (106)، والنسائي (84)، وفي "الكبرى" (103)، وأحمد 1/ 59، وعبد الرزاق (139)، والدارمي (693)، والبزار (429) و (430)، وابن الجارود في " المنتقى " (67)، وأبو عوانة (654)، والبيهقي 1 / 56 و 57 - 58، وفي "الشعب" (2464)، والبغوي (221) عن معمر، وأحمد 1/ 60، وعبد الرزاق (140)، وابن المنذر في "الأوسط" (419)، والبيهقي في "المعرفة" (694) و (695) عن ابن جريج، والنسائي (85)، وفي "الكبرى" (91)، وأبو عوانة (655)، وابن حبان (1060)، والطبراني في "مسند الشاميين" (3071) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأبو عوانة (656) من طريق جعفر بن برقان، والبيهقي 1/ 48 من طريق عقيل، سبعتُهم
(إبراهيم بن سعد، ويونس، ومعمر، وابن جريج، وشعيب، وجعفر بن برقان، وعقيل) عن ابن شهاب أن عطاء بن يزيد الليثي، أخبره أن حمران، مولى عثمان، أخبره أن عثمان بن عفان فذكره.
وله طرق أخرى عن حمران:
أ - أخرجه أحمد 1/ 58-59 حدثنا محمد بن جعفر، وابن أبي شيبة 1 / 8 حدثنا محمد بن بشر، والبزار (420) من طريق محمد بن أبي عدي، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 74، والبزار (419)، وأبو نعيم في "الحلية" 2/ 297 من طريق يزيد بن زريع، أربعتُهم عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان: عن عثمان بن عفان: أنه دعا بماء فتوضأ ومضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وظهر قدميه، ثم ضحك، فقال لأصحابه: ألا تسألوني عما أضحكني؟ فقالوا: مم ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بماء قريبا من هذه البقعة، فتوضأ كما توضأت، ثم ضحك، فقال: " ألا تسألوني ما أضحكني؟ " فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: " إن العبد إذا دعا بوضوء فغسل وجهه، حط الله عنه كل خطيئة أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإن مسح برأسه كان كذلك، وإذا طهر قدميه كان كذلك".
وإسناده ضعيف، قتادة لم يسمع من مسلم بن يسار قاله يحيى القطان وأبو حاتم.
وأخرجه البزار (421) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، عن حمران ابن أبان به. فلم يذكر هشامٌ: مسلمَ بنَ يسار.
وقال الدارقطني في "العلل" (262): "والقول قول سعيد بن أبي عروبة".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6783)، وفي "مسند الشاميين" (2692)، وعنه أبو نعيم في "الحلية" 2/ 297 من طريق مروان بن محمد الطاطري، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن مسلم بن يسار، عن حمران، عن عثمان: أنه توضأ فمضمض واستنشق وغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه وغسل رجليه، ثم تبسم فقال: ألا تسألوني لم تبسمت؟ قال:
فسألناه لم تبسمت؟ فقال: إن العبد إذا توضأ فغسل وجهه حط الله عنه خطايا وجهه، فإذا غسل ذراعيه حط الله خطايا ذراعيه، فإذا مسح رأسه حط الله خطايا رأسه، فإذا غسل رجليه حط الله خطايا رجليه".
وقال الطبراني:
"لم يدخل في هذا الحديث بين قتادة وبين مسلم بن يسار، أبا قلابة إلا سعيد ابن بشير، تفرد به: مروان بن محمد الطاطري".
وسعيد بن بشير: ضعيف.
ب - أخرجه مسلم (245-33)، وأحمد 1/ 66، والبزار (433)، وأبو عوانة (615)، والبيهقي في "الشعب" (2475)، وفي "المعرفة" (693) من طريق عبد الواحد بن زياد، وأبو عوانة (616)، وأبو محمد الفاكهي في "فوائده" (88) من طريق مروان بن معاوية، كلاهما عن عثمان بن حكيم، حدثنا محمد بن المنكدر، عن حمران، عن عثمان بن عفان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1 / 7 حدثنا عبدة بن سليمان، عن عثمان بن حكيم، عن محمد بن المنكدر، عن حمران، عن عثمان موقوفا.
وقال البزار:
" ولا نعلم روى عثمان بن حكيم، عن محمد بن المنكدر، عن حمران، عن عثمان إلا هذا الحديث، وأسنده عن عثمان بن حكيم إلا عبد الواحد بن زياد".
قلت: قد أسنده مروان بن معاوية أيضا.
وأخرجه البزار (434) حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا أيوب بن سيار، عن ابن المنكدر، عن حمران: أن عثمان، دعا بفخارة ماء في موضع الجنائز فمضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما مرة واحدة، وغسل رجليه ثلاثا، ثم قال: رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم فعل هذا".
وقال البزار:
"ولا نعلم روى ابن المنكدر، عن حمران، عن عثمان إلا هذين الحديثين".
وإسناده ضعيف، أيوب بن سيار الزهري المدني: ضعفوه.

جـ - أخرجه البخاري (160)، ومسلم (227-6)، وزهير بن حرب في "العلم" (122)، وأبو عوانة (611)، والبيهقي في "المعرفة" (700) من طريق صالح بن كيسان، قال: ابن شهاب، ولكن عروة، يحدث عن حمران، فلما توضأ عثمان قال: ألا أحدثكم حديثا لولا آية ما حدثتكموه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه، ويصلي الصلاة، إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها» قال عروة: "الآية {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات} [البقرة: 159]".
وأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (520) أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل ابن العباس بن خزيمة، ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا أيوب بن سليمان، حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عياش، وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب بإسناده بنحوه.
وأخرجه مسلم (227-5)، والنسائي (146)، وفي "الكبرى" (173)، وأحمد 1/ 57، ومالك في " الموطأ " 1 / 30، والطيالسي (76)، وعبد الرزاق (141)، والحميدي (35)، وابن أبي شيبة 2 / 388، وعبد بن حميد (60) - المنتخب، وأبو عوانة (608) و (609) و (610)، وابن خزيمة (2)، وابن حبان (1041)، وابن الأعرابي في "المعجم" (1461)، وابن شاهين في "الترغيب" (30)، والبيهقي 1/ 62، وفي "الشعب" (2473) و (2474)، وفي "المعرفة" (686) و (733) و (734)، والبغوي في "شرح السنة" (153) من طرق عن هشام بن عروة، عن أبيه به.

د - أخرجه البخاري (6433)، وأحمد 1/ 64، والبزار (436)، والنسائي في "الكبرى" (175)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2505)، والبيهقي في "الشعب" (2466) من طريق شيبان بن عبد الرحمن،
عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم القرشي، قال: أخبرني معاذ ابن عبد الرحمن، أن حمران بن أبان، أخبره قال: أتيت عثمان بن عفان، بطهور وهو جالس على المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء ثم قال: «من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد فركع ركعتين، ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه» قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تغتروا».
وأخرجه أحمد 1/ 68، والدارقطني 1/ 143 من طريق ابن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي، عن حمران بن أبان، مولى عثمان بن عفان، قال:
"رأيت عثمان بن عفان، دعا بوضوء وهو على باب المسجد، فغسل يديه ثم مضمض واستنشق واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ثم مسح برأسه وأمر بيديه على ظاهر أذنيه، ثم مر بهما على لحيته، ثم غسل رجليه إلى الكعبين ثلاث مرات، ثم قام فركع ركعتين»، ثم قال: توضأت لكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم ركعت ركعتين كما رأيته ركع، قال: ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من ركعتيه: «من توضأ كما توضأت، ثم ركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما كان بينهما وبين صلاته بالأمس».
وإسناده حسن.
وأخرجه مسلم (232-13)، والنسائي (856)، وفي "الكبرى" (931)، وأحمد 1/ 67 و71، والبزار (437)، وابن المنذر (1922)، وأبو عوانة (1528)، وابن خزيمة (1489)، والبيهقي 1/ 82، وفي "الشعب" (2471) من طريق عبد الله بن أبي سلمة ونافع بن جبير بن مطعم، عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي، عن حمران مولى عثمان بن عفان، عن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه".
هـ - أخرجه ابن ماجه (285)، والنسائي في "الكبرى" (175)، وابن حبان (360) من طريق الوليد بن مسلم، وأحمد 1/ 66 حدثنا أبو المغيرة، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2506) من طريق يحيى بن عبد الله ابن الضحاك، والبيهقي في "الشعب" (2467) من طريق عمرو بن أبي سلمة، أربعتُهم عن الأوزاعي قال:
حدثنا يحيى بن أبي كثير قال: حدثني محمد بن إبراهيم قال: حدثني شقيق ابن سلمة قال: حدثني حمران، مولى عثمان بن عفان، قال: رأيت عثمان ابن عفان قاعدا في المقاعد، فدعا بوضوء فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقعدي هذا، توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال:
"من توضأ مثل وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين غفر له ما تقدم من ذنبه" وقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
 "ولا تغتروا".
وخالف أبا المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، والوليدَ بن مسلم، ويحيى بن عبد الله بن الضحاك، وابنَ أبي سلمة: عبدُ الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، فجعل شيخ محمد بن إبراهيم التيمي عيسى بن طلحة بدل شقيق ابن سلمة:
أخرجه ابن ماجه تحت الحديث (285) حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب قال: حدثنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى قال: حدثني محمد بن إبراهيم قال: حدثني عيسى بن طلحة قال: حدثني حمران به.
وعبد الحميد بن حبيب: صدوق ربما أخطأ.
وقال الطحاوي:
" وكان ما روى شيبان - يعني: عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم القرشي، عن معاذ بن عبد الرحمن، عن حمران - هذا الحديث عليه أشبه عندنا مما رواه الأوزاعي عليه، لأن الأوزاعي ذكر في إسناده شقيق بن سلمة، وشقيق لا نعلمه ممن حدث عنه محمد بن إبراهيم ولا ممن لقيه".
وتابع يحيى بن كثير: ابن إسحاق:
أخرجه أحمد 1/ 68 مطولا، والدارقطني 1/ 143 من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي، عن حمران مولى عثمان بن عفان أنه حدثه، أنه سمع عثمان بن عفان قال: "هلموا أتوضأ لكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغسل وجهه ويديه إلى المرفقين حتى مس أطراف العضدين، ثم مسح برأسه، ثم أمر يديه على أذنيه ولحيته، ثم غسل رجليه".
وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 292: "إسناد حسن" وهو كما قال فقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد.

و - أخرجه مسلم (229)، والبزار (432)، والبيهقي في "الشعب" (2468) من طريق عبد العزيز الدراوردي، وأبو عوانة (602) من طريق أبي غسان محمد بن مطرف، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن حمران مولى عثمان، قال: أتيت عثمان بن عفان بوضوء فتوضأ، ثم قال: إن ناسا يتحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث لا أدري ما هي؟ إلا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مثل وضوئي هذا، ثم قال:
 "من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة".
وزاد أبو عوانة:
" قال حمران: رأيت عثمان بن عفان غسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا".

ز- أخرجه مسلم (231-11)، والنسائي (145)، وابن ماجه (459)، وأحمد 1/ 57 و 66 و 69، والطيالسي (75)، وعبد بن حميد (58) - المنتخب، والبزار (416)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (486)، وأبو عوانة (612) و (614) و (667)، وابن حبان (1043)، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 87)، والبيهقي في "الشعب" (2469)، والبغوي في "شرح السنة" (154) من طرق عن شعبة، ومسلم (231-10)، وابن أبي شيبة 1 / 7، والبزار (417)، وأبو عوانة (613)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 65 و 7/ 233، والبيهقي في "الشعب" (2470) و (2559) من طريق مسعر، كلاهما عن جامع بن شداد، قال: سمعت حمران [1] بن أبان يحدث عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن".

حـ - أخرجه أحمد 1/ 61، وعبد بن حميد (59) - المنتخب، والبزار (435)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 1/ 73 من طريق عوف الأعرابي، عن معبد الجهني، عن حمران بن أبان، قال: "كنا عند عثمان ابن عفان، فدعا بماء فتوضأ، فلما فرغ من وضوئه تبسم، فقال: هل تدرون مما ضحكت؟ قال: فقال: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما توضأت، ثم تبسم، ثم قال: "هل تدرون مم ضحكت؟ " قال: قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: "إن العبد إذا توضأ فأتم وضوءه، ثم دخل في صلاته فأتم صلاته، خرج من صلاته كما خرج من بطن أمه من الذنوب".
وإسناده حسن.

ط - أخرجه أبو داود (107)، والبزار (418)، والدارقطني 1 / 158، والبيهقي 1/ 62 من طريق عبد الرحمن بن وردان، قال: حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن، قال: حدثني حمران، قال:
"رأيت عثمان توضأ فغسل يديه ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ومسح رأسه ثلاثا، وغسل رجليه ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ هكذا، وقال:
 «من توضأ دون هذا كفاه».
وقال البزار:
"ولا نعلم روى أبو سلمة، عن حمران إلا هذا الحديث".
ي - أخرجه أحمد 1/ 67، والبزار (428) من طريق أبي عوانة، عن عاصم، عن المسيب، عن موسى بن طلحة، عن حمران، قال:
"كان عثمان يغتسل كل يوم مرة منذ أسلم، فوضعت وضوءا له ذات يوم للصلاة، فلما توضأ، قال: إني أردت أن أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بدا لي أن لا أحدثكموه. فقال الحكم بن أبي العاص: يا أمير المؤمنين، إن كان خيرا فنأخذ به، أو شرا فنتقيه. قال: فقال: فإني محدثكم به: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الوضوء، ثم قال:
"من توضأ هذا الوضوء، فأحسن الوضوء، ثم قام إلى الصلاة، فأتم ركوعها وسجودها، كفرت عنه ما بينها وبين الصلاة الأخرى، ما لم يصب مقتلة" يعني: كبيرة.
وهذا إسناد حسن، المسيب هو ابن رافع الأسدي، وعاصم هو ابن أبي النجود، وأبو عوانة هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وقال البزار:
"وهذا الحديث حدث به حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، فلم يوصله كما وصله أبو عوانة".
أخرجه الطيالسي (77) عن حماد بن سلمة، عن عاصم، عن موسى بن طلحة، عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان به، فلم يذكر: المسيب.
وقال الدارقطني في "العلل" (262):
"وقول أبي عوانة أشبه بالصواب".
وأخرجه البزار (427)، والبيهقي في "الشعب" (2465) من طريق عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن حمران، قال: نودي يوما بالصلاة وأنا مع عثمان، فقال عثمان رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر نحوه.
وقال البزار:
"ولا نعلم روى عبد الملك، عن موسى بن طلحة، عن حمران، عن عثمان إلا هذا الحديث، وقد روى عاصم بن بهدلة، عن المسيب بن رافع، عن موسى بن طلحة، عن حمران، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم شبيها بهذا الكلام".

ك - أخرجه عبد بن حميد (61) - المنتخب: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن عثمان بن موهب، قال: قال حمران بن أبان: كنت مع عثمان إذ أتاه مؤذنه يؤذنه بالصلاة، فقال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة، ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
"لقد أردت أن أحدثكم أمرا، ثم بدا لي أن أسكت".
 فقلنا: يا رسول الله، حدثنا فإن يك خيرا سارعنا فيه، وإن يك غير ذلك ننتهي عنه، فقال:
"ما من رجل مسلم يتوضأ كما أمره الله، ثم يصلي كما أمره الله يتم الركوع والسجود إلا كفرت ما قبلها من الذنب".
وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين.

ل - أخرجه البزار (422) حدثنا محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري، قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا إسحاق بن حازم، قال: سمعت محمد بن كعب، قال: حدثني حمران، قال: دعا عثمان بوضوء، وهو يريد الخروج إلى الصلاة في ليلة باردة فجئته بماء فغسل وجهه ويديه، فقلت: حسبك قد أسبغت الوضوء، والليلة شديدة البرد فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
 "لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".
وقال البزار:
"ولا نعلم أسند محمد بن كعب، عن حمران إلا هذا الحديث".
وخولف إسحاق بن حازم في إسناده:
قال الدارقطني في "العلل" (262):
"خالفه أبو معشر، رواه عن محمد بن كعب، قال: حدثني عبد الله بن دارة[2]، عن حمران".
أخرجه ابن المبارك في "مسنده" (37)، وفي "الزهد" (904)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 3/ 1635، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 185)، والبيهقي في "الشعب" (2472) من طريق أبي معشر، حدثنا محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن دارة، عن حمران. وهو عند المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (100) لكن عنده عبد الله بن جارية بدل عبد الله بن دارة، ومهما يكن فإن أبا معشر المدني هو نجيح بن عبد الرحمن وهو ضعيف.
وأخرجه أحمد 1/ 61، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 3/ 1635، والدارقطني 1 / 159، والبيهقي 1 / 62 - 63 عن صفوان بن عيسى، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان، قال: فسمعني أمضمض، قال: فقال: يا محمد. قال: قلت: لبيك. قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "رأيت عثمان وهو بالمقاعد دعا بوضوء، فمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وغسل قدميه، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وعبد الله بن دارة: ذكره الحافظ في "الإصابة في تمييز الصحابة" 5/ 67 بقوله: "ذكره ابن منده، وقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: وله حديث عن عثمان في صفة الوضوء، أخرجه الدّارقطنيّ، ولم يسمّ فيه، روى عنه محمد بن كعب، وغيره، وسماه بعضهم زيدا".

م - أخرجه البزار (441) حدثنا محمد بن مرزوق، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء، قال: حدثنا عبد العزيز الماجشون، عن عبد الكريم، عن حمران، قال: توضأ عثمان فغسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: " توضأت كما توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى بعرق فانتشله، وقال: أكلت كما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
 وإسناده ضعيف من أجل عبد الكريم وهو ابن أبى المخارق.

ن - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (302) حدثنا أحمد بن رشدين قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن حمران بن أبان، عن عثمان بن عفان، أنه توضأ ثلاثا ثلاثا، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من توضأ مثل وضوئي هذا، خرجت خطاياه من وجهه ويديه ورجليه".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن ابن عجلان إلا سفيان، تفرد به: حامد بن يحيى".
وإسناده ضعيف جدا، شيخ الطبراني: متهم بالكذب.

س - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (5659) من طريق أحمد بن محمد ابن سعيد التبعي قال: حدثنا القاسم بن الحكم العرني قال: حدثنا إسماعيل ابن إبراهيم بن مهاجر قال: سمعت أبي يحدث، عن حمران، أو أبان بن عثمان، قال: دعا عثمان بن عفان بوضوء، فتوضأ للصلاة، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من توضأ فأحسن الوضوء، وصلى فأحسن الصلاة، غفر له ما تقدم من ذنبه".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن مهاجر إلا ابنه، تفرد به القاسم بن الحكم".
وإسناده ضعيف، إبراهيم بن مهاجر بن جابر: صدوق لين الحفظ، وابنه: ضعيف، والقاسم بن الحكم العرني: صدوق فيه لين.

ع - أخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (31) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، أخبرنا عبد الله بن الوضاح، أخبرنا عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن موسى بن أبي عثمان، قال: سمعت حمران بن أبان، يحدث أبا بردة في مسجد البصرة، عن عثمان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
 "من توضأ كما أمره الله عز وجل، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن".
وهذا إسناد حسن، وأما قول الحافظ في ترجمة موسى بن أبي عثمان، وعبد الله بن الوضاح أنهما مقبولان فليس بجيد، فإنهما صدوقان فقد روى عن كلٍ منهما جمعٌ، ووثقهما ابن حبان.

ف - أخرجه مسلم (232-12)، وأبو عوانة (1237) من طريق مخرمة ابن بكير، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، قال: "توضأ عثمان بن عفان، يوما وضوءا حسنا ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم قال:
"من توضأ هكذا، ثم خرج إلى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة، غفر له ما خلا من ذنبه".

ص - أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 36 من طريق كثير بن زيد، قال: حدثنا المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، عن حمران بن أبان: "أن عثمان توضأ فغسل رجليه ثلاثا ثلاثا وقال: لو قلت إن هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت".
وإسناده ضعيف، كثير بن زيد الأسلمي: صدوق يخطئ، والمطلب بن حنطب: صدوق كثير التدليس والإرسال.

2 - أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 29 و35 من طريق عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، والبزار (349) من طريق أبي عامر عبد الملك ابن عمرو، والدارقطني 1/ 157، والبيهقي 1/ 63 من طريق سليمان بن بلال، ثلاثتُهم عن إسحاق بن يحيى، عن معاوية بن عبد الله، عن عبد الله ابن جعفر، عن عثمان بن عفان:
" أنه توضأ فغسل يديه ثلاثا كل واحدة منهما، واستنثر ثلاثا، ومضمض ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه كل واحدة منهما ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا كل واحدة منهما، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ هكذا".
وقال الدارقطني:
"إسحاق بن يحيى ضعيف".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8499)، وفي "الصغير" (515)، وأبو الفضل الزهري في "حديثه" (631) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري قال: حدثنا عطاف بن خالد المخزومي، عن طلحة مولى آل سراقة قال: رأيت معاوية بن عبد الله بن جعفر يتوضأ، فمضمض، واستنشق وغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه ثلاثة، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثا، ثم قال: هكذا رأيت عبد الله بن جعفر، يتوضأ، وقال عبد الله ابن جعفر: هكذا رأيت عثمان بن عفان، يتوضأ، وقال عثمان: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن عبد الله بن جعفر إلا طلحة مولى آل سراقة، تفرد به: عطاف بن خالد".
ولم أجد ذكرا لطلحة مولى آل سراقة في شيء من كتب التراجم إلا فيمن روى عنهم عطاف بن خالد بن عبد الله المخزومي كما في "تهذيب الكمال" 20/ 139، وفيمن روى عن معاوية بن عبد الله كما في "تهذيب الكمال" أيضا 28/ 197.

3 - أخرجه أحمد 1/ 60، وابن أبي شيبة 1 / 11، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 74، من طريق الجريري، عن عروة بن قبيصة، عن رجل من الأنصار، عن أبيه: أن عثمان قال:
 "ألا أريكم كيف كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى، فدعا بماء، فتمضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل قدميه، ثم قال: واعلموا أن الأذنين من الرأس، ثم قال: قد تحريت لكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وإسناده ضعيف، لجهالة عروة بن قبيصة، والرجل الأنصاري، وأبيه.

4 - أخرجه أحمد 1/ 61، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 3/ 1635، والدارقطني 1 / 159، والبيهقي 1 / 62 - 63 عن صفوان بن عيسى، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم، قال: دخلت على ابن دارة مولى عثمان، قال: فسمعني أمضمض، قال: فقال: يا محمد. قال: قلت: لبيك. قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: "رأيت عثمان وهو بالمقاعد دعا بوضوء، فمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وغسل قدميه، ثم قال: من أحب أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وعبد الله بن دارة: ذكره الحافظ في "الإصابة في تمييز الصحابة" 5/ 67 بقوله: "ذكره ابن منده، وقال: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ: وله حديث عن عثمان في صفة الوضوء، أخرجه الدّارقطنيّ، ولم يسمّ فيه، روى عنه محمد بن كعب، وغيره، وسماه بعضهم زيدا".
وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (37)، وفي "الزهد" (904)، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" 3/ 1635، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 185)، والبيهقي في "الشعب" (2472) من طريق أبي معشر، حدثنا محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن دارة، عن حمران، أنه قال: مررت على عثمان بفخارة فيها ماء، فدعا به فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم قال: لو لم أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين، أو ثلاثا ما حدثتكموه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"ما من عبد توضأ فأسبغ وضوءه، ثم قام إلى الصلاة إلا غفر له ما بينه وبين الصلاة الأخرى".
وهو عند المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (100) لكن عنده عبد الله بن جارية بدل عبد الله بن دارة، وهو تحريف، ومهما يكن فإن أبا معشر المدني هو نجيح بن عبد الرحمن وهو ضعيف.

5 - أخرجه أحمد 1/ 67 من طريق الأشجعي وعبد الله بن الوليد، كلاهما عن سفيان، عن سالم أبي النضر، عن بسر بن سعيد، قال:
"أتى عثمان المقاعد، فدعا بوضوء فتمضمض، واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه ورجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا يتوضأ، يا هؤلاء أكذاك؟ قالوا: نعم. لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده".
وأخرجه الدارقطني 1/ 147 من طريق الأشجعي (وحده).
وخالفهما وكيع:
أخرجه مسلم (230)، وأحمد 1/ 57، وابن أبي شيبة 1/ 9، والدارقطني 1 / 148، والبيهقي 1 / 78 عن وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي النضر، عن أبي أنس، أن عثمان: فذكره.
وأخرجه الحارث (74) - بغية الباحث: حدثنا يونس بن محمد، وأبو يعلى (633) حدثنا غسان بن الربيع، كلاهما عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر، أن عثمان، دعا بوضوء وعنده طلحة، والزبير، وعلي، وسعد، ثم توضأ وهم ينظرون فغسل وجهه ثلاث مرات، ثم أفرغ على يمينه ثلاث مرات، ثم أفرغ على يساره ثلاث مرات، ثم مسح برأسه، ثم رش على رجله اليمنى، ثم غسلها ثلاث مرات ثم رش
على رجله اليسرى ثم غسلها ثلاث مرات، ثم قال للذين حضروا: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ كما توضأت الآن؟ قالوا: نعم، وذلك لشيء بلغه عن وضوء رجال".
وهذا إسناد منقطع، أبو النضر لم يسمع من عثمان شيئا، وبينهما في هذا الحديث أبو أنس.

6 - أخرجه أحمد 1/ 71، وابن أبي حاتم في "التفسير" (11272)، والطبري في "التفسير" (18662)، والبيهقي في "الشعب" (2560) من طريق حيوة، والبزار (405) من طريق سعيد بن أبى أيوب، كلاهما عن أبي عقيل زهرة بن معبد القرشي، أنه سمع الحارث مولى عثمان يقول:
"جلس عثمان يوما وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء، أظنه سيكون فيه مد، فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: ومن توضأ وضوئي هذا، ثم قام فصلى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر، ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات.
 قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات يا عثمان؟ قال: هن: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى بلفظه عن عثمان إلا من هذا الوجه".
قلت: وإسناده رجاله ثقات سوى الحارث مولى عثمان يُكنى بأبي صالح، كما في "التاريخ الكبير" 2/ 208- السفر الثالث لابن أبي خيثمة، وقيل: إن اسمه تركان كما في "الكنى" للبخاري المطبوع في آخر "التاريخ" 9/ 88.
وقال العجلي كما في "ترتيب الثقات" (1974): "روى عنه زهرة بن معبد، وأهل مصر، ثقة"، وقال ابن حبان في "الثقات" 4/ 136:
"الحارث بن عبد مولى عثمان بن عفان روى عنه أبو عقيل زهرة بن معبد حديث الوضوء مات في ولاية معاوية".
وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" 1/ 408:
"ولم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم فيمن اسمه الحارث وانما سماه البخاري تركان وذكر روايته عن عثمان ورواية أبي عقيل بن معبد عنه وتبعه أبو أحمد الحاكم".
قلت: قد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 95 فيمن اسمه الحارث الذين لا ينسبون بقوله:
"الحارث أبو صالح مولى عثمان بن عفان روى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه روى عنه أبو عقيل زهرة بن معبد سمعت أبي يقول ذلك".
وقال في "التقريب" (8174): "مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

7 - أخرجه مسلم (228)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 391، وعبد ابن حميد (57) - المنتخب، والبزار (411)، وأبو عوانة (1312)، وابن حبان (1044)، والبيهقي 2/ 290 و10/ 187، وفي "السنن الصغير" (845)، وفي "الشعب" (2844)، والمزي في "تهذيب الكمال" 22/ 39 عن أبي الوليد الطيالسي، حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: كنت عند عثمان، فدعا بطهور، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
"ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله".
وقال البزار:
"ولا نعلم روى عمرو بن سعيد، عن عثمان إلا هذا الحديث".
وإسناده صحيح، جد إسحاق هو عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أبو أمية الأشدق أحد الأشراف قيل: له رؤية، يروي عن أبيه وعمرو وعثمان، وعنه بنوه أمية، وموسى، وسعيد، تغلب على دمشق سنة تسع وستين ثم لاطفه عبد الملك ثم قتله غدرا سنة تسع وستين أو سبعين، قيل: ذبحه بيده.

8 - أخرجه أبو داود (108)، ومن طريقه البيهقي 1/ 64 حدثنا محمد بن داود الإسكندراني، حدثنا زياد بن يونس، حدثني سعيد بن زياد المؤذن، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، قال: سئل ابن أبي مليكة، عن الوضوء، فقال: "رأيت عثمان بن عفان سئل عن الوضوء، فدعا بماء، فأتي بميضأة فأصغاها على يده اليمنى، ثم أدخلها في الماء فتمضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى ثلاثا، وغسل يده اليسرى ثلاثا، ثم أدخل يده فأخذ ماء فمسح برأسه وأذنيه، فغسل بطونهما وظهورهما مرة واحدة، ثم غسل رجليه، ثم قال: أين السائلون عن الوضوء؟ هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ".
وإسناده ضعيف، ابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله، قال أبو زرعة - في حديثه عن عمر وعثمان رضي الله عنهما-: هو مرسل.
وسعيد بن زياد: مجهول الحال، لم يرو عنه سوى زياد بن يونس الإسكندراني، وخالد بن مخلد القطواني، ولم أجد من وثّقه سوى ابن حبان، فقد ذكره في كتاب "الثقات" 8/ 262، ولهذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث.

9 - أخرجه أبو داود (109)، ومن طريقه البيهقي 1/ 47 من طريق عيسى، والبزار (443)، والدارقطني 1/ 146 من طريق محمد بن بكر البرساني، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3931) و (3932) من طريق يحيى القطان ومكي بن إبراهيم، أربعتُهم عن عبيد الله بن أبي زياد القداح، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبي علقمة مولى ابن عباس، قال: "رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه توضأ وعنده ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغسل كفيه ويديه ثلاثا، ووجهه ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل رجليه حتى أنقاهما، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ هذا الوضوء".
وإسناده ضعيف، عبيد الله بن أبي زياد القداح: ليس بالقوي.
وعيسى هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي: أحد الأعلام في الحفظ والعبادة.

10 - أخرجه البزار (378) من طريق حِبَّى 2 محمد بن حاتم، والطبراني في "الأوسط" (3836) من طريق أبي حصين الرازي، كلاهما عن يحيى ابن اليمان، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان: "أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لم نسمعه إلا من الجراح، عن حبي، وكان من خيار الناس".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا معمر، ولا عن معمر إلا يحيى بن يمان، تفرد به: أبو حصين الرازي".
قلت: وليس كما قال الطبراني، فقد تابع أبا حصين: محمد بن حاتم، والحديث إسناده ضعيف، يحيى بن اليمان: صدوق عابد يخطئ كثيرًا.
وأخرجه الطبراني في "الصغير" (651)، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 195 حدثنا عبد الله بن يوسف بن الختلي البغدادي، حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي، حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم "توضأ ثلاثا ثلاثا".
وقال الطبراني:
"لم يروه عن يزيد إلا ابنه خالد".
وإسناده ضعيف، خالد بن يزيد بن أبي مالك: ضعيف مع كونه كان فقيها، وقد اتهمه ابن معين كما في "التقريب".
وعمر بن سعيد الدمشقي: قال أبو حاتم: كتبت حديثه وطرحته.
وقال أحمد بن حنبل: أخرج إلينا كتاب سعيد بن بشير، فإذا أحاديث سعيد ابن أبي عروبة.
وقال مسلم: ضعيف الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وشيخ الطبراني: مجهول الحال.

11 - أخرجه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (87) من طريق محمد ابن الحارث، والدارقطني 1/ 160 من طريق صالح بن عبد الجبار، كلاهما عن ابن البيلماني، عن أبيه، عن عثمان بن عفان:
"أنه توضأ بالمقاعد، والمقاعد بالمدينة حيث يصلى على الجنائز عند المسجد، فغسل كفيه ثلاثا ثلاثا، واستنثر ثلاثا، ومضمض ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ويديه إلى المرفقين ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وغسل قدميه ثلاثا، وسلم عليه رجل وهو يتوضأ فلم يرد عليه حتى فرغ، فلما فرغ كلمه معتذرا إليه، وقال: لم يمنعني أن أرد عليك إلا أنني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من توضأ هكذا ولم يتكلم ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله غفر له ما بين الوضوئين".
 وهذا إسناد ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن البيلمانى، وأبوه: ضعيفان.
ومحمد بن الحارث: ضعفوه، وتركه أبو زرعة.
وقال العقيلي في "الضعفاء" 4/ 101: "وصالح بن عبد الجبار هذا يحدث عن ابن البيلماني نسخة فيها مناكير".
ثم أخرجه الدارقطني 1/ 161 من طريق صالح بن عبد الجبار الحضرمي، وعبد الحميد بن صبيح، كلاهما عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعا به.
فجعله من مسند ابن عمر، وعبد الحميد بن صبيح: لم أجده.

12 - أخرجه الدارقطني 1/ 161 من طريق عمر بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي، حدثني جدي، أن عثمان بن عفان خرج في نفر من أصحابه حتى جلس على المقاعد فدعا بوضوء فغسل يديه ثلاثا، وتمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه مرة واحدة، وغسل رجليه ثلاثا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، كنت على وضوء ولكن أحببت أن أريكم كيف توضأ النبي صلى الله عليه وسلم".
وإسناده ضعيف، عمر: وقيل: عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد ابن يربوع القرشي المخزومي: قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" 4/ 172: "روى عنه: زيد بن الحباب، والواقدي، صويلح!".
وقال الحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 10/ 228: "وذكره ابن حبان وابن أبي حاتم وأبو داود فيمن اسمه عمر، فليت شعري، إذا كان هؤلاء قد ذكروه في باب عمر فمن الذي ذكره في باب عمرو؟! أبو داود الذي خرج حديثه ذكره في باب عمر، وكذلك البخاري، فلم يبق إلا نسخة مصحفة لا يرجع إليها ولا يعتمد عليها، والله تعالى أعلم".
وقال الحافظ في "التقريب" (5076): "مقبول" وهذا إشارة منه إلى جهالة حاله.

13 - أخرجه أبو داود (110)، والدارقطني 1/ 158 من طريق يحيى بن آدم، وأحمد 1/ 57، وابن أبي شيبة 1 / 9 كلاهما مختصرا، والبزار (393) عن وكيع، وعبد الرزاق (34) و (125)، ومن طريقه الحاكم 1/ 148، وعنه البيهقي 1/ 54، وعبد بن حميد (62) - المنتخب، والدارقطني 1/ 148 من طريق عبد الله بن نمير، وابن الجارود (72)، وابن خزيمة (152)، والدارقطني 1/ 150 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن الجارود (72)، والدارقطني 1/ 150، والبيهقي 1/ 63 من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي، وابن خزيمة (151) و (167) من طريق خلف بن الوليد، وأبي عامر العقدي، والحاكم 1/ 148 من طريق عبيد الله بن موسى، وعنه البيهقي 1/ 54، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 32 من طريق أسد، والدارقطني 1/ 148 من طريق مصعب بن المقدام، كلهم (يحيى بن آدم ، ووكيع، وعبد الرزاق، وعبد الله ابن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، وخلف بن الوليد، وأبو عامر العقدي، وعبيد الله بن موسى، وأسد بن موسى، ومصعب بن المقدام) عن إسرائيل، عن عامر بن شقيق، عن شقيق ابن سلمة قال:
"رأيت عثمان بن عفان توضأ فغسل كفيه ثلاثا ثلاثا، ومضمض، واستنشق، واستنثر، وغسل وجهه ثلاثا - قال: وحسبته قال -: وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه، وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا، وخلل أصابعه، وخلل لحيته حين غسل وجهه قبل أن يغسل قدميه، ثم قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كالذي رأيتموني فعلت". والسياق لعبد الرزاق.
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد".
وفي رواية البزار، وعبد بن حميد، وابن خزيمة (151)، والحاكم، والدارقطني: تقديم غسل الوجه على المضمضة والاستنشاق.
وقال الدارقطني:
" قال موسى بن هارون: وفي هذا الحديث موضع فيه عندنا وهم، لأن فيه الابتداء بغسل الوجه قبل المضمضة والاستنشاق، وقد رواه عبد الرحمن ابن مهدي، عن إسرائيل بهذا الإسناد، فبدأ فيه بالمضمضة والاستنشاق قبل غسل الوجه وتابعه أبو غسان مالك بن إسماعيل، عن إسرائيل فبدأ فيه بالمضمضة والاستنشاق قبل الوجه وهو الصواب".
وقال الحاكم:
"وقد اتفق الشيخان على إخراج طرق لحديث عثمان في دبر وضوئه، ولم يذكرا في رواياتهما تخليل اللحية ثلاثا، وهذا إسناد صحيح، قد احتجا بجميع رواته غير عامر بن شقيق، ولا أعلم في عامر بن شقيق طعنا بوجه من الوجوه".
قلت: عامر بن شقيق: لين الحديث كما في "التقريب".
وقال الخلال في كتاب "العلل" كما في "تعليقة على العلل لابن أبي حاتم" (ص: 47):
"أخبرنا أبو داود - يعني: السجستاني قال: قلت لأحمد بن حنبل: تخليل اللحية؟ قال: تخليل اللحية قد روي فيه أحاديث، ليس يثبت منها حديث، وأحسن شيء فيه حديث شقيق، عن عثمان.
وقال ابن أبي خيثمة: سألت يحيى عن حديث عامر - يعني: في التخليل - فقال: ضعيف".
وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (101):
"سمعت أبي يقول: لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليل اللحية حديث".
وله طريق أخرى عن شقيق ليس فيها التخليل:
أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3406) أخبرنا ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة قال: سمعت شقيق بن سلمة قال: شهدت عثمان توضأ ثلاثا ثلاثا، وذكر أنه أفرد المضمضة من
 الاستنشاق، ثم قال: هكذا توضأ النبي صلى الله عليه وسلم".
ومن طريق ابن الجعد: أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 29 حدثنا ابن أبي داود، والطبراني في "مسند الشاميين" (161) حدثنا موسى بن هارون، كلاهما عن علي بن الجعد، أخبرنا ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق، قال: "رأيت عليا وعثمان توضآ ثلاثا ثلاثا، وقالا: هكذا كان يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه عن ابن ثوبان: الطيالسي (81) بالوضوء ثلاثا فقط، ليس فيه علي.
وابن ثوبان هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان: صدوق يخطئ ورمى بالقدر وتغير بأخرة كما في "التقريب"، وجاءت عنه روايات قُرن فيها بعثمان علي:
أخرجه ابن ماجه (413) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، وأبو عبيد في "الطهور" (81) حدثنا عاصم بن علي، وأبو الحسن بن سلمة في "زياداته" على "ابن ماجه" تحت الحديث (413) من طريق أبي نعيم، والبزار (394) من طريق موسى بن داود، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 29 من طريق الهيثم بن جميل، خمستُهم عن ابن ثوبان، عن عبدة بن أبي لبابة، عن شقيق بن سلمة قال: "رأيت عثمان وعليا يتوضآن ثلاثا ثلاثا، ويقولان: هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وجاء وصف وضوءه صلى الله عليه وسلم أيضا من حديث علي بن أبي طالب، وعبد الله ابن زيد، والمغيرة، وأبي هريرة، وأنس، وأبي مالك الأشعري، وعائشة، وأبي بكرة، ووائل بن حجر، وأبي جبير الكندي، والمقدام بن معدي كرب، والربيع بنت معوذ ابن عفراء، وابن عباس، والبراء بن عازب، وابن عمرو، وأبي رافع رضي الله عنهم:

أما حديث علي بن أبي طالب:
فأخرجه أبو داود (112)، والنسائي (91)، وفي "الكبرى" (94)، والدارقطني 1/ 155 و 186- الرسالة، والبيهقي 1/ 48 و 58 و 74 من طريق الحسين بن علي الجعفي، والدارمي (701)، وابن حبان (1056)، والبيهقي 1/ 47 و 59 عن أبي الوليد الطيالسي، وابن المنذر في "الأوسط" (378) و (389)، والدارقطني 1/ 155 و 186 من طريق يحيى بن أبي بكير، والدارقطني 1/ 155 و 186 من طريق حجاج، والوليد، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 35 من طريق الفريابي، وابن حبان (1079) من طريق عبد الله بن المبارك، وأحمد 1/ 135، وأبو عبيد في "الطهور" (75) و (127) و (290) و (335) و (347)، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (360)، وابن الجارود في "المنتقى" (68)، والبزار (791)، وأبو يعلى (286)، وابن خزيمة (147)، والدارقطني 1/  155 و 186 عن عبد الرحمن بن مهدي، ثمانيتُهم (الحسين بن علي الجعفي، وأبو الوليد الطيالسي، ويحيى بن أبي بكير، وحجاج، والوليد، ومحمد بن يوسف الفريابي، وابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي) مطولا ومختصرا عن زائدة بن قدامة، عن خالد بن علقمة، حدثنا عبد خير قال:
"جلس علي بعد ما صلى الفجر في الرحبة، ثم قال لغلامه: ائتني بطهور، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست - قال عبد خير: ونحن جلوس ننظر إليه - فأخذ بيمينه الإناء فأكفأه على يده اليسرى، ثم غسل كفيه ، ثم أخذ بيده اليمنى الإناء، فأفرغ على يده اليسرى ثم غسل كفيه ، فعله ثلاث مرار - قال عبد خير: كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات - ثم أدخل يده اليمنى في الإناء فمضمض، واستنشق ونثر بيده اليسرى فعل ذلك ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء ، فغسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق، ثم غسل يده اليسرى ثلاث مرات إلى المرفق ، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها الماء، ثم رفعها بما حملت من الماء، ثم مسحها بيده اليسرى، ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما مرة، ثم صب بيده اليمنى ثلاث مرات على قدمه اليمنى ، ثم غسلها بيده اليسرى، ثم صب بيده اليمنى على قدمه اليسرى ، ثم غسلها بيده اليسرى ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمنى فغرف بكفه فشرب، ثم قال: هذا طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم، فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم، فهذا طهوره".
وعند الطحاوي شك، فقال: عن علقمة بن خالد أو خالد بن علقمة!
وتابع زائدة بن قدامة، أبو عوانة، وشريك، وشعبة:
متابعة أبي عوانة:
أخرجها أبو داود (111)، والبيهقي 1/ 50 و68، والبغوي (222) عن مسدد، والنسائي (92)، وفي "الكبرى" (77)، والبغوي (222) عن قتيبة ابن سعيد، وأحمد 1/ 154 حدثنا عفان، والبزار (792) عن محمد بن عبد الملك القرشي، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 141 حدثنا أبو بحر، والبغوي (222) من طريق عبد الواحد بن غياث، ستتُهم عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، قال:
"أتينا علي بن أبي طالب وقد صلى فدعا بطهور، فقلنا: ما يصنع وقد صلى؟ ما يريد إلا ليعلمنا، " فأتي بإناء فيه ماء وطست فأفرغ من الإناء على يده فغسلها ثلاثا، ثم مضمض، واستنشق ثلاثا من الكف الذي يأخذ به الماء، ثم غسل وجهه ثلاثا، وغسل يده اليمنى ثلاثا، ويده الشمال ثلاثا، ومسح رأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا، ورجله الشمال ثلاثا، ثم قال: من سره أن يعلم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو هذا".
وقال المزي في "تهذيب الكمال" 8/ 135:
"رواه أبو داود، عن مسدد، وعمرو بن عون، عن أبي عوانة.
في حديث مسدد، عن خالد بن علقمة، وفي حديث عمرو بن عون، عن مالك بن عرفطة".
قلت: رواية عمرو بن عون، عن أبي عوانة، عن مالك بن عرفطة ليست في المطبوع من سنن أبي داود، وهي في رواية أبي الحسن بن العبد من سنن أبي داود كما في "الأطراف" 7/ 417، وقال المزي:
" قال أبو داود: مالك بن عرفطة إنما هو خالد بن علقمة أخطأ فيه شعبة، قال أبو داود: قال أبو عوانة يومًا: حدثنا مالك بن عرفطة، عن عبد خير، فقال له عمرو الأغضف: رحمك الله يا أبا عوانة!
هذا خالد بن علقمة ولكن شعبة مخطئ فيه، فقال أبو عوانة: هو في كتابي خالد بن علقمة ولكن قال لي شعبة: هو مالك بن عرفطة.
 قال أبو داود: حدثنا عمرو بن عون، قال: حدثنا أبو عوانة، عن مالك بن عرفطة، قال أبو داود: وسماعه قديم. قال أبو داود: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا أبو عوانة، عن خالد بن علقمة، وسماعه متأخر، كان بعد ذلك رجع إلى الصواب".
وأما متابعة شريك:
فأخرجها ابن أبي شيبة 1/ 8 و38، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 125 و141، والمزي في "تهذيب الكمال" 8/ 135 عن شريك، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي، قال: صلينا الغداة فأتيناه فجلسنا إليه فدعا بركوة فيها ماء وطست قال: فأفرغ من الركوة على يده اليمنى فغسل يده ثلاثا، وتمضمض واستنشق ثلاثا بكف كف، ثم غسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ثم وضع يده في الركوة فمسح بها رأسه بكفيه جميعا مرة واحدة، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هذا وضوء نبيكم صلى الله عليه وسلم فاعلموه".
وأما متابعة شعبة:
فأخرجها أبو داود (113)، والنسائي (93) و (94)، وفي "الكبرى" (83) و (100) و (163) و (164)، وأبو يعلى (535)، والبزار (793)، والطحاوي 1/ 35، والطوسي في "الأربعين"(4)، والبيهقي 1/ 50 من طريق شعبة، حدثني مالك بن عُرْفُطَةَ، قال: سمعت عبد خير يقول:
"رأيت عليا أتى بكرسي فقعد عليه في الرحبة، ثم أتى بتور من ماء فأكفاه على كفه فغسل كفيه ثلاثا، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا، جمع بين المضمضة والاستنشاق بكف واحد، ثم غسل وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا، ثم مسح رأسه بيده، - ووصف شعبة بكفيه، من مقدم رأسه إلى مؤخره، قال شعبة: فلا أدري أردهما أم لا؟ - ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن سره أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال البزار:
"وحديث أبي عوانة قريب اللفظ من حديث شعبة، إنما يختلفان في اسم خالد بن علقمة، ومالك بن عرفطة".
وقال النسائي:
"هذا خطأ، والصواب خالد بن علقمة ليس مالك بن عرفطة".
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 3/ 163:
"قال شُعبة: مالك بن عُرفُطَة، وهو وهمٌ".
وقال أَبو داود كما في "تهذيب الكمال" 27/ 152: "إنما هو خالد بْن علقمة أخطأ فيه شعبة".
وقال الترمذي:
"وروى شعبة هذا الحديث، عن خالد بن علقمة، فأخطأ في اسمه، واسم أبيه، فقال: مالك بن عرفطة، وروي عن أبي عوانة، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي، وروي عنه، عن مالك بن عرفطة مثل رواية شعبة، والصحيح خالد بن علقمة".
وقال الحافظ في "تهذيب التهذيب" 3/ 108:
"وقال البخاري وأحمد وأبو حاتم وابن حبان في "الثقات" وجماعة: وهم شعبة في تسميته حيث قال: مالك بن عرفطة.
وعاب بعضهم على أبي عوانة كونه كان يقول: خالد بن علقمة مثل الجماعة، ثم رجع عن ذلك حين قيل له إن شعبة يقول: مالك بن عرفطة، واتبعه، وقال: شعبة أعلم مني.
وحكاية أبي داود تدل على أنه رجع عن ذلك ثانيا إلى ما كان يقول أولا، وهو الصواب.
وقرأت بخط مغلطاي: وكذا تبع شعبة حسن بن عقبة المرادي، أخرجه الدارمي في "مسنده ".
كذا قال فوهم، وإنما رواه حسن بن عقبة عند الدارمي عن عبد خير نفسه من دون واسطة".
قلت: وهو كما قال الحافظ، أخرجه الدارمي (702) من طريق حسن بن عقبة المرادي أخبرني عبد خير به.
وأخرجه الترمذي (49)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 127، وأبو يعلى (500)، والبزار (947) من طريق أبي إسحاق، عن عبد خير به.
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (161)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 113 و 123-124 من طريق مسهر، وأحمد 1/ 110 حدثنا مروان، كلاهما عن عبد الملك بن سلع، عن عبد خير، قال: صلينا مع علي الفجر، فلما سلم قام وقمنا معه، فجاء يمشي حتى انتهى إلى الرحبة، فجلس وأسند ظهره إلى الحائط فرفع رأسه، فقال: يا قنبر ائتني بالركوة، والطست فجاء قنبر، فقال له: ضع فوضع الطست، ثم قال له: صب فصب عليه فغسل كفيه ثلاثا ثلاثا، ثم قال له: ضع فوضع الركوة " فأدخل يده اليمنى فأخذ ملء كفه ماء فمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا، ثم أدخل كفه فغسل وجهه ثلاثا، ثم أدخل كفه اليمنى فغسل ذراعه الأيمن ثلاثا، ثم أدخلها فغسل ذراعه الأيسر ثلاثا، ثم أدخل كفه اليمنى فبسط أصابعه في الماء بسطا، ثم رفعها فمسحها على كفه اليسرى كمسحك بيديك بالدهن، ثم مسح بهما رأسه وأذنيه، وغسل رجليه ثلاثا، ثم أدخل كفه اليمنى فأخذ ملأها ماء فشربها، ثم التفت إلينا، فقال: هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببت أن أريكموه".
وأخرجه أحمد 1/ 120، ومن طريقه القطيعي في "جزء الألف دينار" (63)، والبيهقي 1/ 75 عن ابن الأشجعي، وابن خزيمة (200)، والبيهقي 1/ 75 من طريق إبراهيم بن أبي الليث، عن عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، عن سفيان، عن السدي، عن عبد خير، عن علي t:
"أنه دعا بكوز من ماء ثم قال: أين هؤلاء الذين يزعمون أنهم يكرهون الشرب قائما قال: فأخذه فشرب وهو قائم ثم توضأ وضوءا خفيفا ومسح على نعليه ثم قال: هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم للطاهر ما لم يحدث".
وابراهيم بن أبي الليث: متروك الحديث، ويُنظر "لسان الميزان" 1/ 337
وابن الأشجعي هو أبو عبيدة بن عبيد الله بن عبيد الرحمن: مقبول كما في "التقريب"، والذي يظهر أنه حسن الحديث، فقد روى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو عُمَير عِيسَى بْن مُحَمَّد بن النحاس الرملي، وعيسى بن يونس الطرسوسي، وأبو زهير مُحَمَّد بْن إسحاق المروذي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 434، وسماه: عباد بن عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، وقال: "من أهل الكوفة يروي عن أبيه ووكيع، روى عنه إبراهيم بن عرعرة، وعيسى بن محمد المروزي".
وأخرجه أحمد 1/ 116 حدثنا إسحاق بن يوسف، والطحاوي 1/ 35 من طريق محمد بن الأصبهاني، كلاهما عن شريك، عن السدي، عن عبد خير، قال: رأيت عليا دعا بماء ليتوضأ، فتمسح به تمسحا، ومسح على ظهر قدميه، ثم قال: هذا وضوء من لم يحدث، ثم قال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على ظهر قدميه رأيت أن بطونهما أحق، ثم شرب فضل وضوئه وهو قائم، ثم قال: أين الذين يزعمون أنه لا ينبغي لأحد أن يشرب قائما؟".
والمسح على ظهر القدمين منكر، ولعله من شريك وهو النخعي فإنه سيء الحفظ.
وله طرق أخرى عن علي:
1 -  أخرجه أبو داود (116)، والترمذي (48)، والنسائي (96)، وفي "الكبرى" (102)، وابن ماجه (436) و (456)، وابن أبي شيبة 1/ 8، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 127 و 157، وأبو يعلى (499)، والبزار (736) و (795)، والطحاوي 1/ 35، والبيهقي 1/ 75، والمزي في "تهذيب الكمال" 33/ 270 من طريق أبي الأحوص، والترمذي (44)، وأحمد 1/ 120 و 125 و 142 و 148-149، وعبد الرزاق (120)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 157، وأبو يعلى (283) و (571)، والبزار (734) و (735) من طريق سفيان الثوري، وأحمد 1/ 127، وعبد الرزاق (121)، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 157، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 35 من طريق إسرائيل، والنسائي في "الكبرى" (162) من طريق زكريا بن أبى زائدة، والنسائي (136) من طريق شعبة، وعبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 158 من طريق زيد بن أبي أنيسة، ستتُهم (أبو الأحوص، والثوري، وإسرائيل، وزكريا بن أبى زائدة، وشعبة، وزيد بن أبي أنيسة) عن أبي إسحاق السبيعي، عن أبي حية، قال:
"رأيت عليا رضي الله عنه توضأ فغسل كفيه حتى أنقاهما، ثم مضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل قدميه إلى الكعبين، ثم قام فأخذ فضل طهوره فشرب، وهو قائم، ثم قال: أحببت أن أريكم كيف طهور النبي صلى الله عليه وسلم".
وإسناده حسن في المتابعات، أبو حية هو ابن قيس الوادعي الخارفي: قال الذهبي في "الميزان" 4/ 519: لا يعرف، تفرد عنه أبو إسحاق بوضوء علي "فمسح رأسه ثلاثا وغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثا ثلاثا".
رواه عنه زهير، وأبو الاحوص.
قال أحمد: أبو حية شيخ.
وقال ابن المديني، وأبو الوليد الفرضي: مجهول.
وقال أبو زرعة: لا يسمى.
وصحح خبره ابن السكن وغيره".
وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" على "المسند" 1/ 160 حدثني سفيان بن وكيع بن الجراح، حدثنا أبي، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي حية الوادعي، وعمرو ذي مر قال:
"أبصرنا عليا رضي الله عنه توضأ، فغسل يديه ومضمض واستنشق - قال: وأنا أشك في المضمضة والاستنشاق ثلاثا، ذكرها أم لا - وغسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا، كل واحدة منهما ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه - قال أحدهما: ثم أخذ غرفة فمسح بها رأسه - ثم قام فشرب فضل وضوئه: ثم قال: " هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ".
وإسناده ضعيف، من أجل سفيان بن وكيع.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 6/ 243 أخبرنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا حسن بن صالح، عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر قال:
"رأيت عليا توضأ ثم أخذ كفا من ماء فصبه على رأسه ثم دلكه".
وعمرو ذو مر: مجهول، قال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 329: "روى عنه أَبو إسحاق الهمداني وحده، لا يعرف".
وقال ابن عدي في "الكامل" 6/ 243: "وهو في جملة مشايخ أبي إسحاق المجهولين الذين لا يحدث عنهم غير أبي إسحاق فإن لأبي إسحاق غير شيخ يحدث عنه لا يعرف".

2 - أخرجه البخاري (5615)، وأبو داود (3718)، وأحمد 1/ 144، وأبو يعلى (309)، والبزار (780)، والطحاوي 4/ 273، وابن خزيمة (16)، والبيهقي 4/ 282 من طريق مسعر، والبخاري (5616)، والنسائي (130)، وفي "الكبرى" (132)، والطيالسي (141) و (144)، وأحمد 1/ 123 و 139 و 153، والبزار (782)،  وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (459)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 34 و 4/ 273، والطبري في "تفسيره" (11326)، وابن خزيمة (16)، والبيهقي 1/ 75، والبغوي في "شرح السنة" (3047) عن شعبة، وعبد الله بن أحمد في "زياداته" على "المسند" 1/ 159، وأبو يعلى (368)، وعنه ابن حبان (1057)، وابن خزيمة (16) و (202) من طريق منصور، والترمذي في "الشمائل" (210)، وأحمد 1/ 78، وعبد الله بن أحمد في "زياداته" على "المسند" 1/ 159، والبزار (781) من طريق الأعمش، أربعتُهم تاما ومختصرا عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة قال:
"صليت مع علي الظهر، ثم انطلق إلى مجلس كان يجلسه في المدينة، فقعد وقعدنا حوله حتى حضرت العصر، فأتي بإناء فيه ماء، فأخذ منه كفا فتمضمض، ثم استنشق ومسح وجهه وذراعيه، ومسح برأسه، ومسح برجليه، ثم قام فشرب فضل إنائه، ثم قال: إني حدثت أن رجالا يكرهون أن يشرب أحدهم وهو قائم، وإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك، وهذا وضوء من لم يحدث".

3 - أخرجه أبو داود (114)، والنسائي في "مسند علي" كما في "تهذيب الكمال" 9/ 131، والبيهقي 1/ 58 و74-75 من طريق أبي نعيم الفضل ابن دكين، وأحمد 1/ 110، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 9/ 131-132 حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، والبزار (561) من طريق عبد الله بن رجاء العدني، ثلاثتهم عن ربيعة بن عتبة، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش، قال: سئل علي رضي الله عنه عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهراق الماء في الرحبة، ثم دعا بماء، فقال: أين السائل عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغسل يديه ثلاثا، ووجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه حتى كاد أن يقطر، ثم غسل رجليه ثلاثا، ثم قال: هكذا كان يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وقال البزار:
"ولا نعلم روى المنهال، عن زر، عن علي رضي الله عنه حديثا مسندا إلا هذا الحديث".
وإسناده حسن، ربيعة بن عتبة، ويقال: ابن عبيد، الكناني الكوفي: صدوق.
والمنهال بن عمرو الأسدي: صدوق.

4 - أخرجه النسائي (95)، وفي "الكبرى" (101) من طريق حجاج بن محمد، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 242، والبزار (510) مختصرا من طريق أبي عاصم النبيل، كلاهما عن ابن جريج، حدثني شيبة، أن محمد بن علي أخبره قال: أخبرني أبي علي، أن الحسين بن علي قال: "دعاني أبي علي بوضوء، فقربته له، فبدأ فغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يدخلهما في وضوئه، ثم مضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، ثم اليسرى كذلك، ثم مسح برأسه مسحة واحدة، ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاثا، ثم اليسرى كذلك، ثم قام قائما، فقال: ناولني. فناولته الإناء الذي فيه فضل وضوئه فشرب من فضل وضوئه قائما "، فعجبت فلما رآني قال: "لا تعجب، فإني رأيت أباك النبي صلى الله عليه وسلم يصنع مثل ما رأيتني صنعت يقول لوضوئه هذا وشرب فضل وضوئه قائما".
وإسناده صحيح، شيبة هو ابن نصاح المخزومي.
وأخرجه عبد الرزاق (123) عن ابن جريج قال: أخبرني من أصدق أن محمد بن علي بن حسين: فذكره.
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 273، وفي "شرح مشكل الآثار" (2103) من طريق عبد الله بن وهب قال: أخبرني ابن جريج، عن محمد بن علي بن الحسين به مختصرا.
وابن جريج له رواية عن محمد بن علي لكنه مدلس، وقد عنعنه!

5- أخرجه أبو داود (117)، ومن طريقه البيهقي 1/ 53، 54 من طريق محمد بن سلمة، والبزار (463) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وأحمد 1/ 82-83، والبزار (464)، وأبو يعلى (600)، وابن خزيمة (153)، وعنه ابن حبان (1080)، والبيهقي 1/ 74 عن إسماعيل ابن إبراهيم، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 32 و34 و35 من طريق عبدة بن سليمان، أربعتُهم (محمد بن سلمة، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن علية، وعبدة بن سليمان) عن محمد بن إسحاق، عن محمد ابن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن عبيد الله الخولاني، عن ابن عباس، قال:
"دخل عليّ عليُ بن أبي طالب، وقد أهراق الماء فدعا بوضوء، فأتيناه بتور فيه ماء، حتى وضعناه بين يديه، فقال: يا ابن عباس، ألا أريك كيف كان يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: بلى، قال: فأصغى الإناء على يده فغسلها، ثم أدخل يده اليمنى فأفرغ بها على الأخرى، ثم غسل كفيه، ثم تمضمض واستنثر، ثم أدخل يديه في الإناء جميعا، فأخذ بهما حفنة من ماء فضرب بها على وجهه، ثم ألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه، ثم الثانية، ثم الثالثة مثل ذلك، ثم أخذ بكفه اليمنى قبضة من ماء، فصبها على ناصيته فتركها تستن على وجهه، ثم غسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاثا ثلاثا، ثم مسح رأسه وظهور أذنيه، ثم أدخل يديه جميعا فأخذ حفنة من ماء فضرب بها على رجله، وفيها النعل ففتلها بها، ثم الأخرى مثل ذلك قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين، قال: قلت: وفي النعلين؟ قال: وفي النعلين" والسياق لأبي داود.
وقال أبو داود:
 "وحديث ابن جريج، عن شيبة، يشبه حديث علي، لأنه قال فيه حجاج بن محمد بن جريج: ومسح برأسه مرة واحدة، وقال ابن وهب فيه، عن ابن جريج، ومسح برأسه ثلاثا".
وقال البزار:
"وهذا الحديث بهذه الألفاظ لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد، وعبيد الله الخولاني لا نعلم أن أحدا يروي عنه غير محمد بن طلحة".
وإسناده حسن، وقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد، وأبي يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي.

6- أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده" في "المسند" 1/ 102 حدثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض، - وقال لي: هو اسمي وكنيتي - حدثنا مالك بن سعير - يعني ابن الخمس -، حدثنا فرات بن أحنف، حدثنا أبي، عن ربعي ابن حراش:
 "أن علي بن أبي طالب، قام خطيبا في الرحبة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ما شاء الله أن يقول ثم دعا بكوز من ماء فتمضمض منه، وتمسح،
 وشرب فضل كوزه وهو قائم، ثم قال: بلغني أن الرجل منكم يكره، أن يشرب وهو قائم، وهذا وضوء من لم يحدث ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل هكذا".
 وهذا إسناد حسن، الأحنف أبو بحر الهلالي: قال الحسيني في "الإكمال" (ص 15): "كوفي أدرك الجاهلية، وروى عن عبد الله بن بشر الهلالي وربعي بن حراش عن علي، وعنه ابنه فرات وشعبة والمسعودي، قال: ابن معين ثقة".
 وذكره ابن حبان في "الثقات" 4/ 56.
وابنه فرات بن أحنف: ضعفه أبو داود، والنسائي.
وقال ابن حبان: لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به.
ووثقه ابن معين، والعجلي، وابن شاهين.
وقال ابن أبي حاتم: "سألت أبي عنه فقال هو كوفي صالح الحديث".
وأبو عبيدة بن الفضيل بن عياض: قال ابن الجوزي: ضعيف.
قال الذهبي في "الميزان" 4/ 549: "وثقه الدارقطني فلا يلتفت إلى كلام ابن الجوزي".
وقال الحافظ في "اللسان" 9/ 119:
"وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" وأخرج حديثه في "صحيحه" وكذلك الحاكم، ولم يذكره أحد ممن صنف في الضعفاء.
ثم رأيت سلف ابن الجوزي فقرأت بخطه في كتاب "الأباطيل" للجوزقاني لما ذكر حديثا من طريق أبي عبيدة هذا عن مالك بن سعير عن ثور بن يزيد حَدَّثَنا عبد الرحمن بن أبي مسلم عن عطية بن قيس، عَن أبي بن كعب قال: علمت رجلا سورة من القرآن ... الحديث.
وقال بعده: هذا حديث باطل وعبد الرحمن وأبو عبيدة ضعيفان كذا قال!".

7 - أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (784) عن الثوري، وابن أبي شيبة 1/ 190 عن ابن إدريس، وابن المنذر في "الأوسط" (276)، والبيهقي 1/ 288 من طريق ابن نمير، ثلاثتُهم تاما ومختصرا عن الأعمش عن أبى ظبيان قال:
"رأيت على بن أبى طالب بالرحبة بال قائما حتى أرغى، فأتى بكوز من ماء فغسل يديه واستنشق وتمضمض وغسل وجهه وذراعيه، ومسح برأسه ثم أخذ كفا من ماء فوضعه على رأسه حتى رأيت الماء ينحدر على لحيته، ثم مسح على نعليه ثم أقيمت الصلاة فخلع نعليه، ثم تقدم فأم الناس".
 قال ابن نمير قال الأعمش فحدثت إبراهيم قال: إذا رأيت أبا ظبيان فأخبرنى، فرأيت أبا ظبيان قائما في الكناسة فقلت: هذا أبو ظبيان فأتاه فسأله عن الحديث.
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 123 حدثنا ابن إدريس، عن الأعمش وحصين، عن أبي ظبيان قال: "رأيت عليا بال قائما".
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 97 من طريق شعبة، والبيهقي 1/ 287 من طريق سفيان، كلاهما عن سلمة بن كهيل، عن أبي ظبيان:
"أنه رأى عليا بال قائما، ثم دعا بماء فتوضأ، ومسح على نعليه، ثم دخل المسجد، فخلع نعليه ثم صلى".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (783) عن معمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي ظبيان الجنبي قال:
"رأيت عليا بال قائما حتى أرغى، ثم توضأ ومسح على نعليه، ثم دخل المسجد فخلع نعليه فجعلهما في كمه، ثم صلى".
 قال معمر: ولو شئت أن أحدث أن زيد بن أسلم حدثني عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم، صنع كما صنع علي فعلت.

8 - أخرجه أحمد 1/ 158، وعبد بن حميد (95) - المنتخب: عن محمد ابن عبيد، حدثنا مختار، عن أبي مطر، قال: "بينا نحن جلوس مع أمير المؤمنين علي في المسجد، على باب الرحبة، جاء رجل فقال: أرني وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عند الزوال، فدعا قنبرا فقال: ائتني بكوز من ماء فغسل كفيه ووجهه ثلاثا، وتمضمض ثلاثا، فأدخل بعض أصابعه في فيه، واستنشق ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ومسح رأسه واحدة فقال: داخلهما من الوجه وخارجهما من الرأس، ورجليه إلى الكعبين ثلاثا، ولحيته تهطل على صدره، ثم حسا حسوة بعد الوضوء، ثم قال: أين السائل عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟  كذا كان وضوء نبي الله صلى الله عليه وسلم".
وإسناده ضعيف، أبو مطر اسمه عمرو بن عبد الله الجهني، لا يعرف حاله.
ومختار هو ابن نافع التيمي: ضعيف، وقد شذ العجلي فوثقه، وهذا فيه رد على مَن يدفع التساهل عن العجلي، قال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال البخاري، والنسائي، وأبو حاتم، والساجي: منكر الحديث.
وقال النسائي في موضع آخر: ليس بثقة.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
وقال ابن حبان: كان يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك.
وقال الحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 11/ 107: "وذكره أبو العرب وأبو بشر الدولابي والعقيلي والبلخي ويعقوب بن سفيان وابن الجارود، والمنتجالي في جملة الضعفاء.
وقال ابن عبد البر في "الاستغناء" ضعيف الحديث".

9- أخرجه البزار (809) من طريق علي بن عاصم، قال: حدثنا أبو حيان، عن أبيه، عن علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم، توضأ ثلاثا ثلاثا ".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي حيان، عن أبيه، عن علي، إلا علي بن عاصم".
وعلي بن عاصم: ضعفوه قاله الذهبي.

10 - أخرجه أبو داود (115) حدثنا زياد بن أيوب الطوسي، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا فطر، عن أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال:
"رأيت عليا رضي الله عنه توضأ فغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه واحدة، ثم قال: هكذا توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وإسناده حسن، أبو فروة هو مسلم بن سالم النهدي، وفطر هو ابن خليفة القرشي وكلاهما صدوق.

11 - أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 100، وعنه ابن ماجه (396) حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن أبي إسحاق، عن الحارث، قال:
"دعا علي بماء، فغسل يديه قبل أن يدخلهما الإناء، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع".
وإسناده ضعيف لضعف الحارث: وهو ابن عبد الله الأعور، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي.
وأخرجه عبد الرزاق (122) عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الكريم، عن الخارفي به مطولا.
والخارفي هو الحارث بن عبد الله الأعور.
وعبد الكريم هو ابن أبى المخارق البصري: ضعيف.

وأما حديث عبد الله بن زيد بن عاصم:
فأخرجه البخاري (191)، ومسلم (235-18)، وأبو داود (119)، والترمذي (28)، وابن ماجه (405)، وأحمد 4/ 39-40، و 42، والدارمي (694)، وأبو عوانة (662)، والشاشي في "مسنده" (1091)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 110، والبيهقي 1/ 50، والبغوي (224) من طرق عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم، وكانت له صحبة، فقيل له: توضأ لنا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "فدعا بإناء فأكفأ منه على يديه ثلاثا فغسلهما، ثم أدخل يده واستخرجها، فمضمض واستنشق من كف واحدة، ففعل ذلك ثلاثا، واستخرجها ثم غسل وجهه، ثم أدخل يده فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين، ثم أدخل يده فاستخرجها فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر، ثم غسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم".
واستدركه الحاكم 1/ 182 على الشيخين فوهم، فقد أخرجاه بأتم منه.
وقال الترمذي:
"حديث عبد الله بن زيد حسن غريب وقد روى مالك، وابن عيينة، وغير واحد هذا الحديث، عن عمرو بن يحيى، ولم يذكروا هذا الحرف أن النبي صلى الله عليه وسلم مضمض واستنشق من كف واحد، وإنما ذكره خالد بن عبد الله، وخالد ثقة حافظ عند أهل الحديث، وقال بعض أهل العلم: المضمضة والاستنشاق من كف واحد يجزئ، وقال بعضهم: يفرقهما أحب إلينا، وقال الشافعي: إن جمعهما في كف واحد فهو جائز، وإن فرقهما فهو أحب إلينا".
وهذا الحديث له طرق أخرى عن عمرو بن يحيى:

أ - أخرجه البخاري (185)، ومسلم (235)، وأبو داود (118)، والترمذي (32)، والنسائي (97) و (98)، وفي "الكبرى" (104)، وابن ماجه (434)، وأحمد 4/ 38 و 39، وعبد الرزاق في "المصنف" (5) و (138) [3]، والشافعي 1/ 28، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (350)، وأبو عبيد في "الطهور" (333)، والروياني في "مسنده" (1006)، وابن الجارود في "المنتقى" (73)، وابن خزيمة (157) و (155) و .(173)، وأبو عوانة (658) و (678)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 36، والشاشي في "مسنده" (1087)، وابن حبان (1084)، والبيهقي 1/ 59، وفي "المعرفة" (656)، والبغوي (223) عن مالك (وهو عنده في "الموطأ" 1/ 18) عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه،
أن رجلا، قال لعبد الله بن زيد، وهو جد عمرو بن يحيى أتستطيع أن تريني، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟ فقال عبد الله بن زيد: نعم، فدعا بماء، فأفرغ على يديه فغسل مرتين، ثم مضمض واستنثر ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم مسح رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه، ثم غسل رجليه".
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (73)، وابن المنذر في "الأوسط" (382)، وأبو عوانة (659)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 30 من طرق عن ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم، ومالك بن أنس، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه أفرغ على يديه من الإناء فغسلهما وتمضمض واستنثر ثلاثا ثلاثا وأنه أخذ بيديه ماء فبدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بيديه إلى مؤخر الرأس ثم ردهما إلى مقدمه".
وعند ابن المنذر "أنه أخذ بيده ماء جديدا فبدأ بمقدم رأسه...".
قال مالك: هذا أحسن ما سمعت في ذلك وأعمه في مسح الرأس.

ب - أخرجه البخاري (186) و (192)، ومسلم (235)، وأبو عوانة (663) و (679)، وابن حبان (1077)، والبيهقي 1/ 50 و 80، وفي "السنن الصغير" (93)، وفي "المعرفة" (1686) و (1687) من طريق وهيب، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، قال: شهدت عمرو بن أبي حسن، سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم، فكفأ على يديه فغسلهما ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثا، بثلاث غرفات من ماء، ثم أدخل يده في الإناء، فغسل وجهه ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء، فغسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين، ثم أدخل يده في الإناء فمسح برأسه، فأقبل بيديه وأدبر بهما، ثم أدخل يده في الإناء فغسل رجليه".
قال البخاري: وحدثنا موسى قال: حدثنا وهيب قال: مسح رأسه مرة.

جـ - أخرجه البخاري (199)، ومسلم (235)، وأبو عوانة (660) من طريق سليمان بن بلال، قال: حدثني عمرو بن يحيى، عن أبيه، قال: كان عمي يكثر من الوضوء، قال لعبد الله بن زيد: أخبرني كيف رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
 يتوضأ؟، "فدعا بتور من ماء، فكفأ على يديه، فغسلهما ثلاث مرار، ثم أدخل يده في التور، فمضمض واستنثر ثلاث مرات من غرفة واحدة، ثم أدخل يده فاغترف بها، فغسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يديه إلى المرفقين مرتين مرتين، ثم أخذ بيده ماء فمسح رأسه، فأدبر به وأقبل، ثم غسل رجليه" فقال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ".

د - أخرجه الطيالسي (1198) حدثنا خارجة بن مصعب، عن عمرو بن يحيى الأنصاري، عن أبيه، قال: قال لنا عبد الله بن زيد: ألا أتوضأ لكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى فتمضمض واستنشق بغرفة واحدة ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل ذراعيه مرتين مرتين ثم مسح رأسه فأقبل بيده وأدبر بها وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وإسناده ضعيف جدًا، خارجة بن مصعب: واه.

هـ - أخرجه البخاري (197)، وأبو داود (100)، وابن ماجه (471)، وأحمد 4/ 40، وابن أبي شيبة 1/ 37، وأبو عبيد في "الطهور" (92) و (126) و (339)، والدارمي (695)، وابن حبان (1093)، وابن الأعرابي في "المعجم" (870)، والطبراني في "الأوسط" (5934)، والبيهقي 1/ 30 من طريق عبد العزيز بن أبي سلمة، قال: حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد قال:
"أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجنا له ماء في تور من صفر فتوضأ، فغسل وجهه ثلاثا، ويديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، فأقبل به وأدبر، وغسل رجليه".
واستدركه الحاكم 1/ 168 على الشيخين، وأقره الذهبي!

و - أخرجه الدارقطني 1/ 140 من طريق محمد بن فليح بن سليمان، عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني، عن أبيه، أن عمرو بن أبي حسن المازني، أتى إلى عبد الله بن زيد وهو ابن عاصم المازني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟، قال: نعم، فدعا له بتور ماء، فأكفأ التور على يده اليمنى فغسل يده اليمنى ثلاث مرات، يكفيء التور على يديه ثم يغسل يديه ثلاث مرات، ثم أدخل يديه في التور فغرف غرفة من ماء ومضمض واستنشق، ثم استنثر ثلاث غرفات ثم غسل وجهه ثلاث مرات ، ثم غسل كل يد مرتين إلى المرفق ، ثم أخذ من الماء فمسح برأسه أقبل بهما وأدبر ، ثم غسل رجليه إلى الكعبين".

ز - أخرجه الدارمي (694) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمرو بن يحيى به.

حـ - أخرجه ابن أبي شيبة 1/ 8، ومن طريقه الدارقطني 1/ 140- الرسالة، والنسائي (99)، وفي "الكبرى" (86) و (171)، ومن طريقه الدارقطني 1/ 140 عن محمد بن منصور، والبيهقي 1/ 63 من طريق محمد بن حماد، ثلاثتهم (ابن أبي شيبة، ومحمد بن منصور، ومحمد بن حماد) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد:
 "أن النبى صلى الله عليه وسلم توضأ، فغسل وجهه ثلاثا ويديه مرتين، ومسح برأسه مرتين وغسل رجليه مرتين".
 وقال البيهقي:
"وقد خالفه مالك ووهيب وسليمان بن بلال وخالد الواسطي وغيرهم فرووه عن عمرو بن يحيى في مسح الرأس مرة إلا أنه قال أقبل وأدبر".
وأخرجه الترمذي (47) حدثنا ابن أبي عمر، والحميدي (421)، وابن خزيمة (156) و (172) عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الجبار بن العلاء، أربعتهم (الحميدي، ومحمد بن أبي عمر العدني، وسعيد ابن عبد الرحمن المخزومي، وعبد الجبار بن العلاء) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد قال: " توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه مرتين مرتين، ومسح برأسه، وغسل رجليه".
فلم يذكروا عنه عدد مسح الرأس.
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح، وقد ذكر في غير حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ بعض وضوئه مرة، وبعضه ثلاثا، وقد رخص بعض أهل العلم في ذلك، لم يروا بأسا أن يتوضأ الرجل بعض وضوئه ثلاثا، وبعضه مرتين أو مرة".
وأخرجه ابن الجارود في "المنتقى" (70) حدثنا ابن المقرئ، والدارقطني 1/ 139 و140 من طريق عباس بن يزيد، وسعيد بن منصور، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة به، فلم يذكروا فيه مسح الرأس.
وأخرجه أحمد 4/ 40، ومن طريقه القطيعي في "جزء الألف دينار" (229) حدثنا سفيان، قال: حدثنا عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني الأنصاري، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد: "أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ".
 قال سفيان: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عمرو بن يحيى - منذ أربع وسبعين سنة، وسألته بعد ذلك بقليل، وكان يحيى أكبر منه، قال سفيان: سمعت منه ثلاثة أحاديث - " فغسل يديه مرتين، ووجهه ثلاثا، ومسح برأسه مرتين".
قال عبد الله قال أبي: "سمعته من سفيان ثلاث مرات يقول: غسل رجليه مرتين، وقال مرة: "مسح برأسه مرة" وقال مرتين: "مسح برأسه مرتين".
قلت: والمحفوظ في مسح الرأس مرة واحدة، وجاء عنه عند النسائي، والدارقطني، في بعض الروايات أنه من مسند عبد الله بن زيد بن عبد ربه الذي أري النداء، وقال الدارقطني:
"كذا قال ابن عيينة، وإنما هو عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، وليس هو الذي أري النداء".
وقال ابن عبد البر في "التمهيد" 20/ 115-116:
"ورواه ابن عيينة عن عمرو بن يحيى فأخطأ فيه في موضعين:
 أحدهما: أنه قال فيه عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه وهذا خطأ وإنما هو عبد الله بن زيد بن عاصم وقد نسبناهما في كتاب الصحابة وأوضحنا أمرهما وأما عبد الله بن زيد بن عبد ربه فهو الذي أري الأذان في النوم وليس هو الذي يروي عنه يحيى بن عمارة هذا الحديث في الوضوء وغيره وعبد الله بن زيد بن عاصم هو عم عباد بن تميم وهو أكثر رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن زيد بن عبد ربه وقد كان أحمد بن زهير يزعم أن إسماعيل بن إسحاق وهم فيهما فجعلهما واحدا فيما حكى قاسم بن أصبغ عنه والغلط لا يسلم منه أحد إذا كان ابن عيينة مع جلالته يغلط في ذلك فإسماعيل بن إسحاق أين يقع من ابن عيينة إلا أن المتأخرين أوسع علما وأقل عذرا.
 أما الموضع الثاني: الذي وهم ابن عيينة فيه في هذا الحديث فإنه ذكر فيه مسح الرأس مرتين ولم يذكر فيه أحد مرتين غير ابن عيينة - وأظنه والله أعلم - تأول الحديث قوله فمسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر، وما ذكرناه عن ابن عيينة فمن رواية مسدد ومحمد بن منصور وأبي بكر بن أبي شيبة كلهم ذكر فيه عن ابن عيينة ما حكينا عنه وأما الحميدي فإنه ميز ذلك فلم يذكره، أو حفظ عن ابن عيينة أنه رجع عنه فذكر فيه عن ابن عيينة ومسح رأسه وغسل رجليه فلم يصف المسح ولا قال مرتين وقال في الإسناد عن عبد الله بن زيد لم يزد لم يقل ابن عاصم ولا ابن عبد ربه فتخلص".

طريقان آخران عن عبد الله بن زيد:

1- أخرجه مسلم (236)، وأبو داود (120)، والترمذي (35)، وأحمد 4/ 39 و40 و41، والدارمي (709)، وأبو عوانة (680)، وابن خزيمة (154)، وابن حبان (1085)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 110، والبيهقي 1/ 236، وفي "المعرفة" (1688) من طريق واسع بن حبان، أنه سمع عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، يذكر أنه:
"رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمضمض ثم استنثر ثم غسل وجهه ثلاثا، ويده اليمنى ثلاثا والأخرى ثلاثا، ومسح برأسه بماء غير فضل يده، وغسل رجليه حتى أنقاهما".
 وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن صحيح".
وأخرجه الحاكم مستدركًا به على الشيخين 1/ 151، وأقره الذهبي، وعنه البيهقي في "الخلافيات" (132) و (134) من طريق عبد العزيز بن عمران بن مقلاص، وحرملة بن يحيى، كلاهما عن ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن حبان بن واسع، عن أبيه، عن عبد الله بن زيد الأنصاري، قال:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتوضأ فأخذ ماء لاذنيه خلاف الماء الذي مسح به رأسه".
وأخرجه البيهقي 1/ 65، وفي "الخلافيات" (133) من طريق الهيثم بن خارجة، عن ابن وهب به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إذا سلم من ابن أبي عبيد الله هذا فقد احتجا جميعا بجميع رواته".
وقال البيهقي في "الخلافيات":
" ذكر الحاكم أبو عبد الله رحمه الله هذا الحديث في كتابه "المستدرك"، وأشار إلى تفرد ابن أبي عبيد الله بذلك، ثم استشهد بحديث الحسن بن سفيان هذا، ورواه في "السادس عشر من الأمالي القديمة" من حديث الهيثم ابن خارجة كما ذكرنا، فثبت بذلك صحة طريقه إلى عبد الله بن وهب المصري".
قلت: هذا الحديث عند مسلم بأتم منه لكن ليس عنده هذا الحرف، فقد تركه لعلة فيه، فقد رواه مسلم عن هارون بن معروف، وهارون بن سعيد الأيلي، وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، والترمذي عن علي بن خشرم، وأبو عوانة عن حجاج بن إبراهيم الأزرق، وابن أخي ابن وهب، وأحمد 4/ 41 حدثنا سريج بن النعمان، سبعتُهم عن ابن وهب بإسناده، فقالوا:
"ومسح برأسه بماء غير فضل يده"، وهو المحفوظ عن عبد الله بن زيد في هذا الحديث.
وقد جاء عن حرملة بن يحيى على الجادة، أخرجه ابن حبان (1085) أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب بإسناده، وفيه "ومسح برأسه بماء غير فضل يده".
وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" 1/ 65:
" ذكر صاحب "الإمام" انه رآه في رواية ابن المقرئ عن حرملة عن ابن وهب بهذا الاسناد وفيه ومسح بماء غير فضل يديه لم يذكر الاذنين".
وقال البيهقي: "وهذا أصح من الذي قبله".
وقال العلّامة الألباني في "الضعيفة" 2/ 424 - بعد أن حكم بشذوذ رواية أخذ ماء جديد للأذنين -:
"ويؤيد ذلك أن عبد الله بن لهيعة قد رواه عن حبان بن واسع مثل رواية الستة، أخرجه الدارمي (1 / 180) وأحمد (4 / 39 - 42)، وابن لهيعة وإن كان ضعيفا، فإن رواية العبادلة الثلاثة عنه صحيحة، كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة، وهذا مما رواه عنه عبد الله بن المبارك عند الإمام أحمد في رواية، وهو أحد العبادلة الثلاثة، فهو شاهد قوي لرواية الجماعة يؤكد شذوذ رواية الثلاثة".

2 - أخرجه الطيالسي (1195)، وعنه أحمد 4/ 39، وابن حبان (1082) من طريق يحيى بن سعيد، والروياني في "مسنده" (1009)، وابن خزيمة (118)، وابن حبان (1083)، والحاكم 1/ 144 و161-162، والبيهقي 1/ 196 من طريق ابن أبي زائدة، والبيهقي أيضا 1/ 196 من طريق أبي خالد الأحمر، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 32 خمستُهم (الطيالسي، ويحيى بن سعيد، وابن أبي زائدة، وأبو خالد الأحمر، ومعاذ بن معاذ) عن شعبة، قال: حدثنا حبيب بن زيد الأنصاري، قال: سمعت عباد بن تميم، يحدث عن عبد الله بن زيد، قال:
"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فدلك ذراعيه".
وفي رواية ابن أبي زائدة " أتي بثلثي مد ماء فتوضأ، فجعل يدلك ذراعيه".
وفي رواية أبي خالد الأحمر " توضأ بنحو من ثلثى المد".
ولفظ الطحاوي "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بوضوء، فدلك أذنيه حين مسحهما".
وقال الحاكم:
" صحيح على شرط الشيخين".
وقال في موضع آخر: "حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتج بحبيب ابن زيد، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
قلت: لم يخرج الشيخان لحبيب بن زيد شيئا.
وأخرجه أبو داود (94)، ومن طريقه البيهقي 1/ 196، والنسائي (74)، وفي "الكبرى" (76) عن محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن حبيب الأنصاري قال سمعت عباد بن تميم، عن جدتي وهي أم عمارة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فأتي بإناء فيه ماء قدر ثلثي المد".
وقال النسائي: "قال شعبة: فأحفظ أنه غسل ذراعيه، وجعل يدلكهما، ويمسح أذنيه باطنهما ولا أحفظ أنه مسح ظاهرهما".
وقال البيهقي:
 "هكذا رواه محمد بن جعفر غندر عن شعبة وخالفه غيره في إسناده".
وقال: "قال أبو زرعة الرازي: الصحيح عندي حديث غندر".
وأخرجه أحمد 4/ 40، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2192)، وابن خزيمة (201)، والطبراني في "الأوسط " (9332) عن عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن المقرئ، قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني أبو الأسود، عن عباد بن تميم المازني، عن أبيه أنه قال:
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويمسح بالماء على رجليه ".
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن تميم المازني إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد بن أبي أيوب".
وأخرجه الطبراني في "الكبير" 2/ (1286) بنفس الطريق التي في "المعجم الأوسط" لكن زاد في متنه "ومسح بالماء على لحيته ورجليه"، والراوي عن أبي عبد الرحمن المقرئ: شيخ الطبراني واسمه هارون بن ملول، وقد وقع مصغّرًا في معجم ابن شاهين، فإنه قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع العسكري، حدثنا هارون بن عيسى بن مُليَّل. وعيسى هو ملُّول، كان يلقّب به. قاله الحافظ في "تبصير المنتبه" 4/ 1317.
 قال الخطيب في "غنية الملتمس" (ص: 413):
"هارون بن عيسى بن يحيى، أبو محمد التجيبي، المصري، كان أبوه يعرف بملول، حدث عن: حفص بن عمر العدني، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعبد الله بن عبد الحكم، وغيرهم.
روى عنه: ابنه علي، وأبو القاسم الطبراني، وكافة المصريين".
وقال ابن الجوزي في "المنتظم" 12/ 397: "كان من عقلاء الناس ثقة في الحديث".
وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 35 من طريق عمرو بن خالد، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (ص 120) من طريق عبد الغفار بن داود، كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عباد بن تميم، عن عمه:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح القدمين، وأن عروة كان يفعل ذلك".
وابن لهيعة: سيء الحفظ.
وأخرجه البخاري (158)، وأحمد 4/ 41، وابن خزيمة (170)، والدارقطني 1/ 162، والبيهقي 1/ 79 من طريق فليح، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد الأنصاري ثم المازني: "أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين".
وفليح هو ابن سليمان بن أبى المغيرة: ضعفه ابن معين، وابن المديني، والنسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالمتين عندهم.
وقال الدارقطني: يختلفون فيه، وليس به بأس.
وقال الساجي: هو من أهل الصدق، ويهم.
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال الحاكم أبو عبد الله: اتفاق الشيخين عليه يقوي أمره.
وقال الرملي، عن أبى داود: ليس بشيء.
ولخّص الحافظ ما قيل فيه بقوله: "صدوق كثير الخطأ".
وهذا الحديث صحيح فإن له شاهدًا من حديث أبي هريرة، عند أبي داود (136)، والترمذي (43) وحسنه، وأحمد 2/ 288 و364، وابن حبان (1094)، والحاكم 1/ 150، وصححاه، والله أعلم.

وأما حديث المغيرة بن شعبة:
فأخرجه البخاري (363) و (388) و (2918) و (5798)، ومسلم (274 - 77 و78)، والنسائي (123)، وفي "الكبرى" (9585)، وابن ماجه (389)، وأحمد 4/ 250، وعبد الرزاق (750)، وابن أبي شيبة 1/ 106-107، وأبو عوانة (488) و (703)، والطبراني 20/ (946)، والبيهقي 2/ 412 من طريق مسروق، قال: حدثني المغيرة بن شعبة، قال:
"انطلق النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، ثم أقبل، فتلقيته بماء، فتوضأ، وعليه جبة شامية، فمضمض واستنشق وغسل وجهه، فذهب يخرج يديه من كميه، فكانا ضيقين، فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما، ومسح برأسه وعلى خفيه".
وله طرق عن المغيرة، سيأتي تخريجها إن شاء الله عند المسح على الخفين.

وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه مسلم (246-34)، وأبو عوانة (664)، والبيهقي 1/ 77، وفي "السنن الصغير" (98)، وفي "المعرفة" (739) من طرق عن خالد بن مخلد، عن سليمان بن بلال، حدثني عمارة بن غزية الأنصاري، عن نعيم بن عبد الله المجمر، قال:
"رأيت أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه فأسبغ الوضوء، ثم غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد، ثم مسح رأسه، ثم غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله".
وله طرق أخرى عن نعيم المجمر:

أ - أخرجه أحمد 2/ 400 عن أبي العلاء الحسن بن سوار، وأبو عبيد في "الطهور" (26) حدثنا عبد الله بن صالح، كلاهما عن الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نعيم المجمر، أنه قال: رقيت مع أبي هريرة على ظهر المسجد، وعليه سراويل من تحت قميصه، فنزع سراويله، ثم توضأ وغسل وجهه ويديه، ورفع في عضديه الوضوء، ورجليه، فرفع في ساقيه، ثم قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
 "إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع
منكم أن يطيل غرته فليفعل".
وأخرجه البخاري (136)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (218) حدثنا يحيى بن بكير، وأبو عوانة (603) من طريق عبد الله بن عبد الحكم، وشعيب بن الليث، ثلاثتُهم عن الليث به مختصرًا.
وأخرجه البيهقي 1/ 57، وفي "الشعب" (2487) من طريق أحمد بن إبراهيم بن ملحان، حدثنا ابن بكير به مطولًا.
وأخرجه مسلم (246-35)، وأبو عوانة (603)، وابن حبان (1049)، والبيهقي 1/ 57 من طريق عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال به.
ب -أخرجه أحمد 2/ 334 و523 من طريق فليح بن سليمان، عن نعيم بن عبد الله المجمر: أنه رقي إلى أبي هريرة على ظهر المسجد وهو يتوضأ، فرفع في عضديه، ثم أقبل علي، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أمتي يوم القيامة هم الغر المحجلون من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته، فليفعل".
 فقال نعيم: لا أدري قوله: "من استطاع أن يطيل غرته فليفعل" من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو من قول أبي هريرة.
قال الحافظ زكي الدين المنذري في "الترغيب والترهيب" 1/ 90:
"قيل إن قوله من استطاع إلى آخره إنما هو مدرج من كلام أبي هريرة موقوف عليه ذكره غير واحد من الحفاظ والله أعلم".
وقال الحافظ في "الفتح" 1/ 236:
"ولم أر هذه الجملة في رواية أحد ممن روى هذا الحديث من الصحابة وهم عشرة ولا ممن رواه عن أبي هريرة غير رواية نعيم هذه والله أعلم".

جـ - أخرجه الطبراني في "الأوسط" (9214)، وابن شاهين في "الترغيب" (27) من طريق ابن الحويرث، عن نعيم بن المجمر، عن أبي هريرة، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
 "أمتي الغر المحجلون يوم القيامة، فمن استطاع أن يحسن غرته فليفعل".
وإسناده ضعيف، ابن الحويرث هو عبد الرحمن بن معاوية، أبو الحويرث المدني: ضعيف.
وتابع نعيما عليه كعب المدني:
أخرجه أحمد 2/ 362، وأبو يعلى (6410)، والمروزي في "زياداته" على "الطهور" (29)، وابن الأعرابي في "المعجم" (480) من طريق ليث، عن كعب، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
"إنكم الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الطهور، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل".
وإسناده ضعيف، كعب: مجهول.
وليث هو ابن أبي سليم: ضعيف، وقد اضطرب في إسناده:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1975) من طريق المطلب بن زياد، عن ليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن أبي هريرة به.
وأخرجه ابن شاهين في "الترغيب" (26) من طريق ياسين، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:
"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويبلغ بعض العضدين، وبعض الساقين، ويقول: «إن أمتي يبعثون غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل".
وإسناده تالف بمرة، ياسين هو ابن معاذ الزيات أَبو خلف: قال ابن مَعِين: ليس حديثه بشيء.
وَقال البخاري: منكر الحديث.
وقال النَّسَائي، وَابن الجنيد: متروك.
وقال أبو داود: كان يذهب إلى الإرجاء وهو متروك الحديث ضعيف وهو ببيع الزيت أعلم منه بالعلم.
وقال ابن عَدِي: وكل رواياته، أو عامتها غير محفوظة.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال الحاكم والنقاش: روى المناكير.
وقال الخليلي: ضعيف جدا.
وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.
وذكره العقيلي والدولابي، وَابن الجارود، وَابن شاهين في الضعفاء.
طريق آخر عن أبي هريرة:
أخرجه أحمد 2/ 347 حدثنا عفان، والعقيلي في "الضعفاء" 3/ 310 من طريق محمد بن سنان العوقي، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 36، والطبراني في "الأوسط" (5912) من طريق أبي عمر الحوضي، ثلاثتُهم عن همام بن يحيى، حدثنا عامر الأحول، عن عطاء، عن أبي هريرة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم، توضأ فمضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، ووضأ قدميه".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن عطاء، عن أبي هريرة إلا عامر الأحول، تفرد به همام".
وهذا إسناد رجاله ثقات سوى عامر الأحول وهو صدوق، وقد أخطأ عامر الأحول في إسناد هذا الحديث، ولنذكر ما قال الأئمة في عامر، قال ابن معين: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: ثقة، لا بأس به.
وقال ابن عدي: لا أرى برواياته بأسا.
وقال الساجي: يحتمل لصدقه، وهو صدوق. ووثقه ابن حبان، وقال في "مشاهير علماء الأمصار" (ص: 244): "من ثقات أهل البصرة ومتقنيهم".
وخرّج ابن خزيمة حديثه في "صحيحه"، وكذلك أبو عوانة الإسفراييني، والحاكم.
وقال أحمد والنسائي: ليس بالقوي.
وقال الآجري: سئل أبو داود عن عامر الأحول فقال: "سمعت أحمد بن حنبل يضعفه، روى حديث عثمان فقال: عن أبي هريرة في الوضوء، وإنما هو حديث عطاء عن عثمان رضي الله عنه".
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 456: "قال همام: عن عامر، عن عطاء، عن أبي هريرة، رضي الله عنه: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا.
وقال حجاج: عن عطاء، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال بعضهم: عن حجاج، عن عطاء، عن حمران، عن عثمان، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو المشهور، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وأخرجه من مسند عثمان: أحمد 2/ 347 من طريق همام حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عثمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
وهذا إسناد منقطع عطاء لم يسمع من عثمان، وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (124) عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء أنه بلغه، عن عثمان بن عفان: "أنه مضمض ثلاثا، واستنثر ثلاثا، ثم أفرغ على وجهه ثلاثا، وعلى يديه ثلاثا، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: "هكذا توضأ النبي صلى الله عليه وسلم".
 قال: "ولم أستيقنها، عن عثمان لم أزد عليه، ولم أنقص".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 15، وعنه ابن ماجه (435) حدثنا عباد بن العوام، وابن أبي شيبة 1/ 9 حدثنا أبو معاوية، وعبد الله بن أحمد في "زياداته" على "المسند" 1/ 66 و72 من طريق حماد بن زيد، ثلاثتُهم عن الحجاج، عن عطاء:
"أن عثمان توضأ ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه مسحة، وغسل رجليه غسلا، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ".
وهذا إسناد ضعيف، الحجاج هو ابن أرطأة: صدوق كثير الخطأ والتدليس، أحد الفقهاء. كما في "التقريب".
طريق آخر عن أبي هريرة:
أخرجه أبو عبيد في "الطهور" (87) و (118) و (277) و (293) و (340)، والبخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 220 عن عمر بن يونس اليمامي، عن جهضم بن عبد الله بن أبي الطفيل مولى بني قيس بن ثعلبة، قال: حدثني شعيب بن عبد الرحمن، عن أبيه، أنه سأل أبا هريرة عن الوضوء، قال: فغضب، فتنحيت عنه، فجلست، فبينما أنا جالس إذ أتي أبو هريرة بإناء إلى الصغر ما هو، فقال أبو هريرة: ادن مني، فدنوت ، فأفرغ على يديه ثلاث مرات، ومضمض ثلاث مرات، واستنشق ثلاث مرات، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه إلى المرفقين ثلاثا، ثم وضع يده في الإناء فأخذ بكفه اليمنى فصب على اليسرى، فمسح برأسه وأذنيه ، فكأني به يدير أصبعيه في أذنيه وغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثا، وقال: هكذا رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يصنع".
وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (348) حدثنا عمر بن يونس، عن جهضم ابن عبد الله بن أبي الطفيل، عن الطفيل بن عبد الله، عن شعيب بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة به.
فما أدري كيف أقحم (الطفيل بن عبد الله) بين جهضم بن عبد الله، وشعيب ابن عبد الرحمن؟!، والطريق واحد، وقد كرره أبو عبيد القاسم بن سلام خمس مرات بنفس الإسناد فلم يذكره، وإن شعيبا لم يرو عنه غير جهضم فقد ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 220، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/ 349، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" 6/ 439، ولم يذكروا عنه راويا غير جهضم، فهو مجهول، وعبد الرحمن والد شعيب: ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 304-305 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

وأما حديث أنس:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2905)، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2117) حدثنا إبراهيم قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال: حدثنا بكار بن سقير قال: حدثني راشد أبو محمد الحماني قال: رأيت أنس بن مالك، بالزاوية، فقلت: أخبرني عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان؟ فإنه بلغني أنك كنت توضئه قال: نعم، فدعا بوضوء، فأتي بطست وبقدح نحت، يقول: كما نحت في أرضه فوضع بين يديه، فأكفأ على يديه من الماء، فأنعم غسل كفيه، ثم مضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم أخرج يده اليمنى فغسلها ثلاثا، ثم غسل اليسرى ثلاثا، ثم مسح برأسه مرة واحدة غير أنه أمرها على أذنيه، فمسح عليهما، ثم أدخل كفيه جميعا في الماء.. فذكر الحديث".
وهذا إسناد حسن، راشد أبو محمد الحماني: قال أبو حاتم: "صالح الحديث"، وقال البزار: "بصري ليس به بأس"، وذكره ابن حبان، وابن خلفون في "الثقات"، وقال ابن حبان: "ربما أخطأ"، وقال الحاكم في "معرفة علوم الحديث": "عزيز الحديث".
وبكار بن سُقير: روى عنه ابن المديني، والقواريري، وعبد الرحمن بن المبارك، ونعيم بن حماد، وقال البخاري: "أثنى عليه عبد الرحمن بن المبارك خيرًا"، وقال الدوري، عن ابن معين: "بصري، صالح الحديث"، وذكرهُ ابن حِبَّان في "الثقات"، وقال: "وكان من العُبَّاد".
وإبراهيم بن الحجاج السامي: ثقة يهم قليلا كما في "التقريب".
وشيخ الطبراني هو إبراهيم بن هاشم البغوي: ثقة. 
طريق آخر عن أنس:
أخرجه البزار (270) - كشف، والدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 510، والدارقطني 1/ 188، والضياء في "المختارة"(1866) و (1867) من طرق عن معلى بن أسد قال: حدثنا أيوب بن عبد الله القرشي أبو خالد قال: رأيت الحسن بن أبي الحسن قد توضأ وصلى الظهر وخرج، فاستقبله قوم من أهل خراسان فقالوا له: اشتبه علينا الوضوء، فنحب أن ترشدنا فقال: قد توضأت للظهر ولكني سأعيد وضوئي، فنزل عن دابته فدعا جارية له يقال لها مليحة فقال: يا جارية ائتينا بتلك القلة فجيء بكوز ماء، فصب في تور له، فغسل يديه ثلاثا، وتمضمض ثلاث مرات، واستنشق ثلاث مرات، ثم غسل وجهه ثلاث مرات، وغسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاث مرات، ومسح برأسه واحدة، ومسح أذنيه وخلل لحيته، وغسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: أخبرني أنس بن مالك أن هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال البزار:
" لا نعلم رواه هكذا إلا أيوب، وهو بصري، لا نعلم حدث عنه إلا معلى".
قلت: وليس كما قال البزار فقد قال ابن منده في "فتح الباب في الكنى والألقاب" (2489): "روى عنه: يعلى بن عبيد، وكناه".
وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 251، وسكت عنه.
طريق آخر عن أنس:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1571)، وفي "الصغير" (76)، وفي "مسند الشاميين" (9)، وابن المقرئ في "المعجم" (1047)، وابن حبان في "الثقات" 8/ 258، وابن المخلص في "المخلصيات" (2402)، وأبو نعيم في "الحلية" 5/ 245، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 35/ 6 من طرق عن الزبير بن محمد القرشي الرهاوي قال: حدثنا قتادة بن الفضيل ابن قتادة الحرشي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: سألت أنس بن مالك: كيف تتوضأ؟ فقال: تسألني كيف أتوضأ، ولا تسألني كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ؟
"رأيته يتوضأ ثلاثا ثلاثا".
 وزاد ابن المقرئ وأبو نعيم وابن عساكر:
"وقال: بهذا أمرني ربي عز وجل".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم إلا قتادة، تفرد به: الزبير".
قلت: وإسناده حسن، الزبير بن محمد الرَّهَاوي: روى عنه أَحْمد بن عِيسَى ابن السكين الموصِلِي، ومحمد بن المسيب الأرْغِياني، ومحمد بن علي بن حبيب الطرائفي، وأبو محمد عبد الرحمن بن موسى بن جرير المعدل، وعلي بن سعيد الرازي، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 257-258، وقال: "يروي عن قتادة بن الفضيل عن إبراهيم بن أبي عبلة روى عنه أهل الشام والغرباء".
وقتادة بن الفضيل بن قتادة الحرشي، قال الحافظ في ترجمته من "التقريب": "مقبول" وهذا غير مقبول، فقد روى عنه جمع، وقال أبو حاتم: شيخ.
وذكره ابن حبان في "مشاهير علماء الأمصار" (ص 296)، وفي "الثقات" 7/ 341، وقال:
"كنيته أبو حميد يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه علي بن بحر ابن البري، وأهل حران مات سنة مائتين وكان يخضب رأسه ولحيته وقد قيل: قتادة بن الفضل بن عبد الله".
وذكره ابن شاهين في " تاريخ أسماء الثقات" (1146)، وقال: "وكان ثقة".
طريق آخر عن أنس:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3362)، وفي "الصغير" (322) حدثنا جعفر بن حميد بن عبد الكريم بن فروخ بن ديزج بن بلال بن سعد الأنصاري الدمشقي قال: حدثني جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل المدني قال: أراني أنس بن مالك، الوضوء، أخذ ركوة فوضعها عن يساره، وصب على يده اليمنى فغسلهما ثلاثا، ثم أدار الركوة على يده اليمنى فتوضأ ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه ثلاثا، وأخذ ماء جديدا لسماخه فمسح سماخه، فقلت له: قد مسحت أذنك، فقال: يا غلام، إنهن من الرأس، ليس هن من الوجه، ثم قال: يا غلام، هل رأيت وفهمت أم أعيد عليك؟ فقلت: قد كفاني، وقد فهمت قال: فهكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ".
وقال الطبراني:
"لم يرو عمر بن أبان عن أنس غير هذا الحديث".
قال الذهبي في "الميزان" 3/ 181:
"عمر بن أبان، عن أنس في الوضوء: لا يعرف، وعنه شيخ الطبراني، جعفر بن حميد، فمن جعفر؟!".

وأما حديث أبي مالك الأشعري:
فأخرجه أحمد 5/ 341 و342، وعبد الرزاق (2499)، والطبراني 3/ (3411) و (3412) و (3413) و (3414) من طريق قتادة عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، أن أبا مالك الأشعري قال لقومه: "اجتمعوا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما اجتمعوا قال: هل فيكم أحد من غيركم؟
 قالوا: لا إلا ابن أخت لنا قال: فإن ابن أخت القوم منهم، فدعا بجفنة فيها ماء، فغسل يديه، ومضمض، واستنشق، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل قدميه، ثم صلى بهم الظهر يكبر فيهما اثنتا وعشرين تكبيرة، يكبر إذا سجد، وإذا رفع رأسه من السجود، وقرأ في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب، ويسمع من يليه".
وإسناده ضعيف من أجل شهر، وأخرجه ابن ماجه (417)، وأبو عروبة في "جزء من حديثه" (55) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب، عن أبي مالك الأشعري قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثلاثا ثلاثا"، فأسقط ليث بن أبي سليم من إسناده عبد الرحمن بن غنم، فإنه سيء الحفظ، وتابع قتادةَ عليه: عبدُ الحميد بن بهرام الفزاري، وداود بن أبي هند، وبديل بن ميسرة، على أنه في بعض الطرق لم يذكره بديل بن ميسرة أيضا، وتابع ليثا: أبو معاوية شيبان، فقد يكون هذا الاضطراب من شهر بن حوشب نفسه والله أعلم.

وأما حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
فأخرجه النسائي (100)، وفي "الكبرى" (105)، وعنه الدولابي في "الكنى والأسماء" 2/ 820 من طريق جعيد بن عبد الرحمن قال: أخبرني عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب قال: أخبرني أبو عبد الله سالم سبلان قال: وكانت عائشة تستعجب بأمانته، وتستأجره فأرتني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ: "فتمضمضت واستنثرت ثلاثا، وغسلت وجهها ثلاثا، ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثا واليسرى ثلاثا، ووضعت يدها في مقدم رأسها، ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره، ثم أمرت يدها بأذنيها، ثم مرت على الخدين".
قال سالم: كنت آتيها مكاتبا ما تختفي مني، فتجلس بين يدي وتتحدث معي حتى جئتها ذات يوم فقلت: ادعي لي بالبركة يا أم المؤمنين. قالت: وما ذاك؟ قلت: أعتقني الله.
قالت: بارك الله لك، وأرخت الحجاب دوني، فلم أرها بعد ذلك اليوم".
عبد الملك بن مروان بن أبي ذباب، لم يرو عنه غير الجعيد بن عبد الرحمن، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 107-108.

وأما حديث أبي بكرة:
فأخرجه البزار (3687) حدثنا محمد بن صالح بن العوام، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بكار بن عبد العزيز، قال: حدثني أبي بكار بن عبد العزيز، قال سمعت أبي عبد العزيز بن أبي بكرة، يحدث عن أبيه رضي الله عنه، قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل يديه ثلاثا، ومضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ومسح برأسه يقبل بيديه من مقدمه إلى مؤخره، ومن مؤخره إلى مقدمه، ثم غسل رجليه ثلاثا، وخلل بين أصابع رجله، وخلل لحيته".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وبكار بن عبد العزيز ليس به بأس، وعبد الرحمن: صالح الحديث".
وإسناده ضعيف، بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة الثقفي: صدوق يهم كما في "التقريب".
وشيخ البزار محمد بن صالح بن العوام: قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 233: "لم أجد من ترجمه".

وأما حديث وائل بن حجر:
فأخرجه البزار (4488)، وابن عدي في "الكامل" 7/ 346 مختصرًا: عن إبراهيم بن سعيد، قال: حدثنا محمد بن حجر، قال: حدثني سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر، عن أبيه، عن أمه، عن وائل بن حجر، رضي الله عنه قال:
"شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأتي بإناء فيه ماء فأكفأه على يمينه ثلاثا، ثم غمس يمينه في الماء فغسل بها يساره ثلاثا، ثم أدخل يمينه في الماء فحفن بها حفنة من الماء فمضمض واستنشق ثلاثا واستنثر، ثم أدخل كفيه في الإناء فرفعها إلى وجهه فغسل وجهه ثلاثا وغسل باطن أذنيه وأدخل إصبعيه في داخل أذنيه ومسح ظاهر رقبته وباطن لحيته ثلاثا، ثم أدخل يمينه في الماء فغسل بها ذراعه اليمنى حتى جاوز المرفق ثلاثا، ثم غسل يساره بيمينه حتى جاوز المرفق ثلاثا، ثم مسح على رأسه ثلاثا وظاهر أذنيه ثلاثا وظاهر رقبته وأظنه قال وظاهر لحيته ثلاثا، ثم غسل بيمينه قدمه اليمنى ثلاثا وفصل بين أصابعه، أو قال: خلل بين أصابعه ورفع الماء حتى جاز الكعب، ثم رفعه في الساق، ثم فعل باليسرى مثل ذلك، ثم أخذ حفنة من ماء فمل بها يده، ثم وضعها على رأسه حتى انحدر الماء من جوانبه، وقال: "هذا تمام الوضوء"، ولم أره تنشف بثوب، ثم نهض إلى المسجد فدخل في المحراب - يعني- موضع المحراب فصف الناس خلفه،
وعن يمينه، وعن يساره، ثم رفع يديه حتى حاذتا بشحمة أذنيه، ثم وضع يمينه على يساره عند صدره، ثم افتتح القراءة فجهر بالحمد، ثم فرغ من سورة الحمد، ثم قال: آمين حتى سمع من خلفه، ثم قرأ سورة أخرى، ثم رفع يديه بالتكبير حتى حاذتا بشحمة أذنيه، ثم ركع فجعل يديه على ركبتيه وفرج بين أصابعه وأمهل في الركوع حتى اعتدل وصار صلبه لو وضع عليه قدح من الماء ما انكفأ، ثم رفع رأسه صلى الله عليه وسلم بخشوع، وقال: سمع الله لمن حمده، ثم رفع يديه حتى حاذتا بشحمة أذنيه، ثم انحط للسجود بالتكبير فرفع يديه إلى أن حاذتا بشحمة أذنيه، ثم أثبت جبهته في الأرض حتى إني أرى أنفه في الرمل وقوس بذراعيه ورأسه وبسط فخذه اليسار ونصب اليمين كما أثبت أصابع رجليه ولم يمهل بالسجود ورفع رأسه فرفع يديه بالتكبير إلى أن حاذتا بشحمة أذنيه وجلس جلسة خفيفة فوضع كفه اليمين على ركبته وبعض فخذه وحلق بأصبعه، ثم انحط ساجدا بمثل ذلك، ثم رفع رأسه بالتكبير بيديه إلى أن حاذتا بشحمة أذنيه وإلى أن اعتدل في قيامه ورجع كل عظم إلى موضعه، ثم صلى أربع ركعات يفعل فيهن ما يفعل في هذه، ثم جلس جلسة في التشهد مثل ذلك، ثم سلم على يمينه حتى يرى بياض خده الأيسر وسلم عن يساره حتى يرى بياض خده الأيمن".
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن وائل بن حجر بهذا الإسناد".
وإسناده ضعيف، سعيد بن عبد الجبار بن وائل بن حجر: ضعيف.
ومحمد بن حجر بن عبد الجبار: قال الإمام البخاري في "التاريخ الكبير" 1/ 69: "فيه نظر".
وقال ابن حبان في "المجروحين" 2/ 273: " يروي عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عبد الجبار عن أبيه وائل بن حجر بنسخة منكرة منها أشياء لها أصول من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست من حديث وائل بن حجر ومنها أشياء من حديث وائل بن حجر مختصرة جاء بها على التقصي وأفرط فيها ومنها أشياء موضوعة ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجوز الاحتجاج به".
وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 511: "له مناكير".
وأما حديث أبي جبير الكندي:
فأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 36- 37، وابن قانع في "معجم الصحابة" 3/ 164، وابن حبان (1089) من طريق ابن وهب، والدولابي في "الكنى والأسماء" 1/ 66، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 37، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" 5/ 2852، والبيهقي 1/ 46- 47 من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، أن أبا جبير الكندي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، وقال: "توضأ يا أبا جبير" فبدأ بفيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه"، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فغسل يديه حتى أنقاهما، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثا، ثم مسح برأسه وغسل رجليه".
وإسناده حسن، معاوية بن صالح: صدوق، وباقي رجاله ثقات.

وأما حديث المقدام بن معدي كرب:
فأخرجه أحمد 4/ 132، وعنه أبو داود (121)، والطبراني 20/ (654)، وفي "مسند الشاميين" (1076) حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأبو زيد الحوطي، وابن الجارود في "المنتقى" (74) مختصرًا: حدثنا محمد بن يحيى، أربعتُهم (أحمد بن حنبل، وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وأبو زيد الحوطي، ومحمد بن يحيى) عن أبي المغيرة، قال: حدثنا حريز، قال: حدثنا عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، قال: سمعت المقدام بن معدي كرب الكندي، قال:
"أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بوضوء، فتوضأ، فغسل كفيه ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا، ثم مضمض واستنشق ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا".
وله طريق أخرى عن حريز بن عثمان:
أخرجه أبو داود (122) و (123)، ومن طريقه البيهقي 1/ 59 و65، وابن ماجه (442) و (457)، وأبو عبيد في "الطهور (334) و (354)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 32، والطبراني 19/ تحت الحديث رقم (887) و20/ (655) و (656)، وفي "مسند الشاميين" (1077) من طرق عن الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي، أنه سمع المقدام بن معدي كرب يقول:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، فلما بلغ مسح رأسه، وضع كفيه على مقدم رأسه، ثم مر بهما حتى بلغ القفا، ثم ردهما حتى بلغ المكان الذي بدأ منه، ومسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما".
وزاد الطحاوي "مرة واحدة".
وزاد أبو داود "وأدخل أصابعه في صماخ أذنيه".
وعند ابن ماجه (457) حدثنا حريز بن عثمان بإسناده، ولفظه "توضأ، فغسل رجليه ثلاثا ثلاثا".
وإسناده حسن، عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي: وثقه العجلي، والذهبي، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" 5/ 109.
وقال ابن المديني: مجهول لم يرو عنه غير حريز بن عثمان.
قلت: روى عنه أيضا صفوان بن عمرو، وثور بن يزيد، وقال أبو داود: شيوخ حريز كلهم ثقات.
وقال الحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 8/ 239-240:
"ذكره ابن خلفون في كتاب "الثقات" وكناه أبا شريح، وقال: روى عنه حريز وأبو خالد، وخرج الحاكم حديثه في "مستدركه"، وقال ابن القطان: مجهول الحال، لا يعرف روى عنه سوى حريز، وعاب على عبد الحق سكوته عن حديثه في "مسح الرأس"، وقال أبو جعفر الطبري في كتابه "تهذيب الآثار": إسناده صحيح".

وأما حديث الربيع بنت معوذ:
فأخرجه أبو داود (126)، ومن طريقه البيهقي في "المعرفة" (701)، والترمذي (33)، والطبراني 24/ (686)، والحاكم 1/ 152، والبيهقي 1/ 64 من طريق بشر بن المفضل، حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء، قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتينا فحدثتنا أنه قال: اسكبي لي وضوءا، فذكرت وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فيه: فغسل كفيه ثلاثا، ووضأ وجهه ثلاثا، ومضمض واستنشق مرة، ووضأ يديه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه مرتين بمؤخر رأسه، ثم بمقدمه وبأذنيه كلتيهما ظهورهما وبطونهما، ووضأ رجليه ثلاثا ثلاثا".
ومن طريق بشر بن المفضل أخرجه محمد بن يحيى المروزي في "زياداته" على "الطهور" (116) لأبي عبيد، وفيه "وتمضمض ثلاثا واستنشق مرة مرة".
وقال الترمذي:
"هذا حديث حسن، وحديث عبد الله بن زيد أصح من هذا وأجود إسنادا".
وقال الحاكم:
"ولم يحتجا بابن عقيل وهو مستقيم الحديث مقدم في الشرف" وأقره الذهبي.
قلت: لكنه سيء الحفظ وقد اضطرب في هذا الحديث في التقديم والتأخير، وقد روي عنه من طرق كثيرة:

أ - أخرجه أبو داود (127)، وأحمد 6/ 358، والحميدي (345)، والعقيلي في "الضعفاء" 2/ 299، وابن المنذر في "الأوسط" (348)، والطبراني 24/ (677)، والدارقطني 1/ 168، والبيهقي 1/ 72 تاما ومختصرا عن سفيان بن عيينة، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، قال: أرسلني علي بن حسين إلى الربيع بنت معوذ ابن عفراء ، فسألتها عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجت له، يعني إناء يكون مدا، أو نحو مد وربع - قال سفيان: كأنه يذهب إلى الهاشمي - قالت: كنت أخرج إليه الماء في هذا، فيصب على يديه ثلاثا، وقال مرة: يغسل يديه قبل أن يدخلهما، ويغسل وجهه ثلاثا، ويمضمض ثلاثا، ويستنشق ثلاثا، ويغسل يده اليمنى ثلاثا، واليسرى ثلاثا، ويمسح برأسه ـ وقال مرة : مرتين ـ مقبلا ومدبرا، ثم يغسل رجليه ثلاثا؛ قد جاءني ابن عم لك، فسألني وهو ابن عباس، فأخبرته، فقال لي: ما أجد في كتاب الله إلا مسحتين وغسلتين" والسياق لأحمد.

ب - أخرجه أبو داود (130)، وابن ماجه (418) و (438)، وأحمد 6/ 358 و 359، وإسحاق (2263)، وابن أبي شيبة 1/ 9 و16 و20 و21، وابن المنذر في "الأوسط" (200) و (381)، والطبراني 24/ (678) و (679) و(680) و (681)، وفي "الأوسط" (2389)، والدارقطني 1/ 150، والبيهقي 1/ 65 و 237، وفي "المعرفة" (1689) تاما ومختصرا من طريق سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال : حدثتني الربيع بنت معوذ ابن عفراء، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيكثر، فأتانا فوضعنا له الميضأة ، فتوضأ ، فغسل كفيه ثلاثا ، ومضمض واستنشق مرة مرة، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا، ومسح رأسه بما بقي من وضوئه في يديه مرتين، بدأ بمؤخره، ثم رد يده إلى ناصيته، وغسل رجليه ثلاثا، ومسح أذنيه مقدمهما ومؤخرهما".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الله بن داود!".
قلت: تابعه وكيع بن الجراح لكن في كل الطرق لم يأت التصريح بأنه الثوري والله أعلم.

جـ - أخرجه أبو داود (131)، وابن ماجه (441)، وأحمد 6/ 359، والطبراني 24/ (675)، والبيهقي 1/ 65 من طريق الحسن بن صالح، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء الأنصارية، قالت: "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسكبت له طهورا فمضمض، واستنشق، وغسل وجهه ثلاثا ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح رأسه مرتين بدأ بمؤخره قبل مقدمه، ومسح مؤخر أذنيه، وأدخل أصبعيه في جحر أذنيه، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا".

د - أخرجه ابن ماجه (458)، وابن أبي شيبة 1/ 20، والطبراني 24/ (676)، وفي "الأوسط" (2388) من طريق روح بن القاسم، عن عبد الله ابن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء، قالت:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتينا، فنأتيه بميضأة لنا فيها ماء، يأخذ بمد المدينة مدا ونصفا أو ثلثا، فأصب عليه، فيغسل يديه ثلاثا، ويمضمض ويستنشق، ويغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ويمسح برأسه واحدة، ويمسح بأذنيه ظاهرهما، وباطنهما، ويطهر قدميه".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن روح إلا يزيد!".
قلت: لم يتفرّد به يزيد بن زريع فقد تابعه ابن علية.

هـ - عبد الرزاق في "المصنف" (11) و (35) و (65) و (119)، وعنه إسحاق (2264)، وابن المنذر في "الأوسط" (391)، والطبراني 24/ (673) عن معمر، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب قال: دخلت على الربيع بنت عفراء، فقالت: من أنت؟ قال: قلت: أنا عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب قالت: فمن أمك؟ قلت: ريطة بنت علي - أو فلانة بنت علي بن أبي طالب - قالت: مرحبا بك يا ابن أختي قلت: جئتك أسألك عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلنا ويزورنا، وكان يتوضأ في هذا الإناء - أو في مثل هذا الإناء - وهو نحو من مد قالت: فكان يغسل يديه، ويمضمض، ويستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يديه ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه مرتين، ومسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل قدميه ثلاثا». ثم قالت: أما ابن عباس قد دخل علي فسألني، عن هذا الحديث فأخبرته، فقال: يأبى الناس إلا الغسل، ونجد في كتاب الله المسح على القدمين.

و - أخرجه أبو داود (128) و (129)، والترمذي (34)، وأحمد 6/ 359 و 360، وأبو عبيد في "الطهور" (330) و (332) و (337) و (350)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 33، وابن المنذر في "الأوسط" (383)، والطبراني 24/ (688) و (689) و (690)، وفي "الأوسط" (384) و (6100)، وفي "الصغير" (1167)، والبيهقي 1/ 59-60 و 60، والبغوي في "شرح السنة" (225) من طرق عن محمد بن عجلان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت: "صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ماء ، فغسل وجهه ويديه ، ثم أخذ من الماء بيده، فأفرغه على يده الأخرى، فمسح بيديه مقدم رأسه ومؤخره وصدغيه، ثم مسح أذنيه"، وفي لفظ : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ عندها فمسح رأسه كله من قرن الشعر كل ناحية لمنصب الشعر لا يحرك الشعر عن أمكنته".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".

ز- أخرجه الدارقطني 1/ 188 من طريق مسلم بن خالد، عن ابن عقيل، حدثتني الربيع بنت معوذ، قالت:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح مقدم رأسه ومؤخره وصدغيه، ثم أدخل إصبعيه السبابتين فمسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما".
ومسلم بن خالد هو الزنجي: صدوق كثير الأوهام.

حـ - أخرجه الطبراني 24/ (684) من طريق زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: سمعت الربيع بنت معوذ بن عفراء، تقول:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا وكنت أسكب له وضوءا فيتوضأ عندنا في ميضأة لنا قدر مد ونصف، ومد وثلث، وكنت أسكب على كفيه ثلاث مرات، ثم أضعها له فيتمضمض، ويستنشق، ويغسل وجهه ثلاثا، ويديه ثلاثا، ويمسح رأسه وأذنيه، ثم يغسل رجليه ثلاثا ثلاثا".

ط - أخرجه الطبراني 24/ (685) من طريق فليح بن سليمان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: دخلنا على الربيع بنت معوذ بن عفراء في نفر فسألتها عن وضوء، رسول الله صلى الله عليه وسلم
 فقالت: "نعم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحو هذا الإناء، وهي تشير بيدها إلى ركوة تأخذ مدا وثلثا بالأول فيما أرى فمضمض، واستنشق، وغسل وجهه ويديه ثلاثا، ثم مسح مقدم رأسه ومؤخره، ومسح أذنيه مع مؤخر رأسه، وغسل رجليه".

ي - أخرجه الدارمي (690)، وابن المنذر في "الأوسط" (334)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 36، والطبراني 24/ (687) من طريق عبيد الله بن عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فآخذ ميضأة لنا قدر مد ونصف، أو مد وثلث فأسكب عليه من الماء فيغسل يديه ثلاثا، ويتمضمض، ويستنشق، ويغسل وجهه ثلاثا، ويمسح برأسه مرتين، ثم يغسل رجليه ثلاثا ثلاثا".

ك - أخرجه ابن ماجه (390) و (440)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2416)، والمروزي في "زياداته" على "الطهور" (331) لأبي عبيد، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 33، والطبراني 24/ (682) و (683)، والبيهقي 1/ 237 من طريق شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ، قالت: أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ائتني بوضوء" فأتيناه بميضأة لنا تسع مدا وثلثا، أو مدا ونصفا، وقال: «اسكبي فغسل يديه ثلاثا، واستنشق ثلاثا، ومضمض ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه وأقبل به وأدبر". قال علي بن الجعد: ووصف شريك بيديه مقبلا ومدبرا أربع مرات، ومسح بأذنيه ظهورها وبطونها، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا" واللفظ للجعد، وزاد ابن ماجه "وأخذ ماء جديدا فمسح به رأسه".
وقد تقدّم في طريق الثوري "ومسح رأسه بما بقي من وضوئه"، ولفظ أبي داود (130) أصرح من هذا "مسح برأسه من فضل ماء كان في يده"، فقد يكون الخطأ من شريك فإنه سيء الحفظ، وقد تابع شريكا، قيس بن الربيع، أخرجه الطيالسي (1729)، والطبراني 24/ (693)، وقيس بن الربيع: ضعيف.

ل - أخرجه الطبراني في "الأوسط" من طريق عمرو بن أبي سلمة قال: حدثنا صدقة بن عبد الله، عن سعيد بن أبي عروبة، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، أن الربيع بنت معوذ بن عفراء، حدثته:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فأتته بقدح يسع قدر مد وثلث، أو مد وربع لوضوئه فصببت على يده ثلاثا، ثم أخذ الإناء مني، فوضعه، فتمضمض واستنشق، وغسل وجهه ثلاثا ثلاثا، وغسل يديه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه مرتين، وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، ثم غسل رجليه".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن سعيد إلا صدقة، تفرد به عمرو".
وصدقة: ضعيف.

م - أخرجه الطبراني 24/ (691) و (692)، وفي "الأوسط" (8841) من طريق إسحاق بن حازم الزيات، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها، فدعا بوضوء، فأتي بإناء يسع مدا وثلثا أو مدا ونصفا، بمد النبي صلى الله عليه وسلم، فتوضأ، فغسل وجهه، وغسل يديه، ومسح برأسه، ومسح صدغيه، ومسح مقدم رأسه، ومسح مؤخر رأسه حتى بلغ وسطه في كل مسحه، وغسل رجليه».
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن إسحاق بن حازم إلا خالد بن نزار".

ن - أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 353 من طريق أبي جنادة حصين بن مخارق، حدثنا محمد بن زيد بن علي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الربيع بنت معوذ بن عفراء:
 "أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثا ثلاثا، ومسح رأسه مرتين".
وإسناده تالف بمرة، أبو جنادة حصين بن مخارق: قال الدارقطني: يضع الحديث، ونقل ابن الجوزي أن ابن حبان قال: لا يجوز الاحتجاج به.

وتابع عبدَ الله بن محمد بن عقيل: النعمانُ بن سالم لكن الطريق إليه ضعيفة:
أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص74)، والطبراني في "الأوسط" (7309) من طريق ليث بن أبي سليم، عن النعمان بن سالم، عن الربيع بنت معوذ، قالت:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتينا ويغشانا، فإذا حضرت الصلاة وضعنا له إناء، حزرناه يأخذ مدا أو مدا ونصفا فيغسل كفيه ثلاثا، ويتمضمض ثلاثا، ويستنشق ثلاثا، ويغسل وجهه ثلاثا، ثم يغسل يديه ثلاثا ثلاثا، ويمسح رأسه مرة، ويغسل أذنيه ظاهرهما وباطنهما وغضونهما، ويغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ويخلل بين أصابعه".
وليث بن أبي سليم: ضعيف.

وأما حديث ابن عباس:
فأخرجه أبو داود (133) مختصرًا، وأحمد 1/ 369، وأبو عبيد في "الطهور" (83) و (292) و (336) و (352) عن يزيد بن هارون، وأحمد 1/ 370 حدثنا روح، كلاهما عن عباد بن منصور، عن عكرمة بن خالد المخزومي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال:
"بت عند خالتي ميمونة، فوجدت ليلتها تلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل إلى قربة على شجب فيها ماء، فقلت: وما الشجب؟ قال الشيباني:
 فمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وذراعيه ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه مرة، ثم غسل قدميه - قال يزيد: حسبته قال: ثلاثا ثلاثا -".
وأخرجه الطبراني 12/ (12504) من طريق أبي بكر الحنفي، عن عباد ابن منصور بإسناده مختصرًا.
وإسناده ضعيف، عباد بن منصور: سيء الحفظ، وهذا الحديث أصله في "الصحيحين" من طرق عن ابن عباس ليس فيه وصف الوضوء، بل جاء بإسناد صحيح عند النسائي في "السنن الكبرى" (406) و (1343)، وأحمد 1/ 341 أنه لم يحفظ وضوءه ساعتئذ.
طريق آخر:
أخرجه الطبراني 11/ (11091) من طريق سويد بن عبد العزيز، حدثني الحجاج بن دينار، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد، عن ابن عباس، أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، كيف الوضوء؟ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فغسل يده اليمنى ثلاثا، ثم أدخل يده في الإناء، ثم مضمض واستنشق ثلاثا ثلاثا، ثم مسح برأسه وظاهر أذنيه مع رأسه، ثم غسل رجليه ثلاثا، ثم قال: "هكذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد تعدى وظلم".
وإسناده ضعيف من أجل سويد بن عبد العزيز.
وسيأتي معنا أن ابن عباس توضأ فغسل وجهه، أخذ غرفة من ماء، فمضمض بها واستنشق، ثم أخذ غرفة من ماء، فجعل بها هكذا، أضافها إلى يده الأخرى، فغسل بهما وجهه، ثم أخذ غرفة من ماء، فغسل بها يده اليمنى، ثم أخذ غرفة من ماء، فغسل بها يده اليسرى، ثم مسح برأسه، ثم أخذ غرفة من ماء، فرش على رجله اليمنى حتى غسلها، ثم أخذ غرفة أخرى، فغسل بها رجله، يعني اليسرى، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ"، وسيأتي تخريجه عند الوضوء مرة مرة.

وأما حديث البراء بن عازب:
فأخرجه أحمد 4/ 288، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" 9/ 225، والروياني في "مسنده" (333)، وابن المنذر في "الأوسط" (392) و (393) عن إسماعيل بن علية، حدثنا سعيد الجريري، عن أبي عائذ سيف السعدي، وأثنى عليه خيرا، عن يزيد بن البراء بن عازب، وكان أميرا بعمان، وكان كخير الأمراء، قال:
 قال أبي: اجتمعوا فلأريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، وكيف كان يصلي، فإني لا أدري ما قدر صحبتي إياكم، قال: فجمع بنيه وأهله، ودعا بوضوء، فمضمض، واستنثر، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل اليد اليمنى ثلاثا، وغسل يده هذه ثلاثا، يعني اليسرى، ثم مسح رأسه وأذنيه: ظاهرهما وباطنهما، وغسل هذه الرجل، يعني اليمنى، ثلاثا، وغسل هذه الرجل ثلاثا، يعني اليسرى، قال: هكذا ما ألوت أن أريكم كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، ثم دخل بيته، فصلى صلاة لا ندري ما هي، ثم خرج فأمر بالصلاة، فأقيمت، فصلى بنا الظهر، فأحسب أني سمعت منه آيات من يس، ثم صلى العصر، ثم صلى بنا المغرب، ثم صلى بنا العشاء. وقال: ما ألوت أن أريكم كيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ، وكيف كان يصلي".
وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" 4/ 170 من طريق عبد الوارث، عن الجريري، عن أبي عائذ بإسناده مختصرا.
يزيد بن البراء بن عازب: صدوق.
وسَيف أَبو عائذ السَّعديّ: قال البخاري: سماه ابن علية عن الجريري وأثنى عليه خيرًا.
وقال ابن حبان في كتاب "الثقات" 6/ 424: "سيف أبو عائذ الأزدي يروي عن يزيد بن البراء عن البراء روى عنه سعيد بن إياس الجريري".
وأخرجه محمد بن يحيى المروزي في "زياداته" على "الطهور" لأبي عبيد (85) حدثنا خلف بن هشام، حدثنا سعيد بن راشد المازني، عن أبي مسعود الجريري، عن البراء بن عازب بنحوه.
وهذا مع إعضاله، إسناده ضعيف جدا، سعيد بن راشد المازني: قال البخاري: منكر الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشيء.
وضعفه أبو حاتم، وقال النسائي والدارقطني: متروك.
وأسقط من إسناد الحديث اثنين على التوالي فيما بين الجريري والبراء وهما: أبو عائذ، ويزيد بن البراء.

وأما حديث ابن عمرو:
فأخرجه أبو داود (135)، ومن طريقه البيهقي 1/ 79، والبغوي في "شرح السنة" (229)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 33 و36 من طريق أبي عوانة، وأبو عبيد في "الطهور" (90) حدثنا الحكم بن بشر بن سلمان، كلاهما عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله كيف الطهور؟ فدعا بماء في إناء فغسل كفيه ثلاثا، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل ذراعيه ثلاثا، ثم مسح برأسه فأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه، ومسح بإبهاميه على ظاهر أذنيه، وبالسباحتين باطن أذنيه، ثم غسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: "هكذا الوضوء فمن زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم - أو ظلم
وأساء –"والسياق لأبي داود.
وقال البيهقي:
"قوله (نقص) يحتمل أن يريد به نقصان العضو".
وإسناده حسن، وهذه اللفظة لم يذكرها ثلاثة ممن رواه عن موسى بن أبي عائشة وهم سفيان الثوري، وإسرائيل، وهريم بن سفيان:
أما رواية الثوري:
فأخرجها النسائي (140)، وفي "الكبرى" (89) و (90)، وابن ماجه (422)، وأحمد 2/ 180، وابن المنذر في "الأوسط" (329)، والبيهقي 1/ 79 من طريق يعلى بن عبيد، وابن الجارود في "المنتقى" (75)، وابن خزيمة (174) من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، كلاهما عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوضوء، فأراه ثلاثا ثلاثا، ثم قال: "هذا الوضوء، فمن زاد على هذا فقد أساء، أو تعدى، أو ظلم".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 8-9 حدثنا أبو أسامة، عن سفيان الثوري، بإسناده، وفيه هذه اللفظة!
قال الألباني في "الصحيحة" 6/ 1197:
"وهذا إسناد ظاهره الصحة، ولكن له علة، وهي عنعنة أبي أسامة - وهو حماد بن أسامة - فإنه مع ثقته قال الحافظ فيه: "ربما دلس، وكان بأخرة يحدث من كتب غيره".
وأما رواية إسرائيل، وهريم بن سفيان:
فأخرجها ابن الأعرابي في "المعجم" (79) من طريق إسرائيل، وهريم بن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل يديه ثلاثا، وغسل وجهه ثلاثا، وغسل ذراعيه ثلاثا، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا ثم قال: هذا الوضوء فمن زاد فقد أساء وظلم، أو ظلم وأساء".
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7830) من طريق جابر بن الحر، عن موسى بن أبي عائشة بإسناده مختصرًا.
وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1111) من طريق بقية بن الوليد، عن حبيب بن صالح، عن عمرو بن شعيب به.

حديث أبي رافع:
"رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، فغسل وجهه ثلاثا، وغسل يديه ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه، وغسل رجليه ثلاثا، ورأيته مرة أخرى توضأ مرة مرة"، فسيأتي تخريجه إن شاء الله تعالى عند الوضوء مرة مرة.

وجاء من حديث ابن أبي أوفى:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4133) من طريق زيد بن الحباب قال: حدثني حسين بن عبد الله قال: حدثني عبد الرحمن بن عباد بن يحيى بن خلاد الزرقي قال: دخلنا على عبد الله بن أنيس، فقال: ألا أريكم كيف توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف صلى؟ قلنا: بلى، فغسل يديه ثلاثا ثلاثا، ومضمض واستنشق ثلاثا، وغسل وجهه وذراعيه إلى المرفقين ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه مقبلا ومدبرا، وأمس أذنيه، وغسل رجليه ثلاثا ثلاثا، ثم أخذ ثوبا، فاشتمل به، وصلى، وقال: هكذا رأيت حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويصلي".
وقال الطبراني:
"لا يروى عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرد به: زيد بن الحباب".
وإسناده تالف بمرة، عبد الرحمن بن عباد بن يحيى بن خلاد: خطأ، والصواب: عبد الرحمن بن يحيى بن عباد بن خلاد، قال الذهبي في "الميزان" 2/ 597:
"عبد الرحمن بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن عبد الله بن أنيس: لا يصح حديثه، ذكره البخاري في الضعفاء، فقال: سمع عبد الله بن أنيس يقول: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ثلاثا.
رواه حسين بن عبد الله بن ضميرة عنه".
والحسين بن عبد الله بن ضميرة: كذبه مالك، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب.
وقال أحمد: لا يساوي شيئا.
وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون.
وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف.
وقال أبو زرعة: ليس بشيء يضرب على حديثه.



يستفاد من الحديث:


أولًا: أن غسل الكفين من سنن الوضوء، وغسلهما قبل إدخالهما في الإناء.

ثانيًا: أن المضمضة من سنن الوضوء.

ثالثًا: سنة الوضوء، وأن أقلّها ركعتان بعد كل وضوء، ففي حديث عثمان بعد أن أراهم صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه"، وروى الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: "يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة" قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا، في ساعة ليل أو نهار، إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي".

رابعًا: أن من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره.

خامسًا: أن مسح الرأس والأذنين ظاهرهما وباطنهما مرة واحدة.

سادسًا: أن الذي يتوضأ فيحسن الوضوء، ويصلي الصلاة، يغفر الله له ما بينه وبين الصلاة حتى يصليها.

سابعًا: أن من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الناس أو مع الجماعة أو في المسجد غفر الله له ذنوبه.

ثامنًا: أنه يمرر يديه على لحيته بعد مسح رأسه وأذنيه، وهذا يُؤخذ من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه، ففيه: "ثم مسح برأسه، ثم أمر يديه على أذنيه ولحيته، ثم غسل رجليه"
أخرجه أحمد 1/ 68، والدارقطني 1/ 143 بإسناد حسن.

تاسعًا: أن من أتم الوضوء كما أمره الله عز وجل، فالصلوات المكتوبات كفارات لما بينهن.

عاشرًا: أن العبد إذا توضأ فأتم وضوءه، ثم قام إلى الصلاة، فيحسن خشوعها وركوعها وسجودها، كانت كفارة له ما بينها وبين الصلاة الأخرى، ما لم يصب كبيرة.

الحادي عشر: المضمضة والاستنشاق من كف واحدة.

الثاني عشر: أنه يأخذ ماءا جديدا لرأسه فيبدأ بمقدم رأسه ثم يذهب بيديه إلى مؤخر الرأس حتى يبلغ بهما قفاه ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ منه.

الثالث عشر: غسل اليدين مع المرفقين، ففي حديث أبي هريرة أنه غسل يده اليمنى حتى أشرع في العضد، ثم يده اليسرى حتى أشرع في العضد، ثم قال ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

الرابع عشر: غسل الرجلين مع الكعبين، ففي حديث أبي هريرة أنه غسل رجله اليمنى حتى أشرع في الساق، ثم غسل رجله اليسرى حتى أشرع في الساق، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ.

الخامس عشر: أن هذه الأمة يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء.

السادس عشر: أن الذي يزيد في وضوءه على ثلاث فقد تعدى وأساء وظلم.




٭ ٭ ٭




[1] - تصحّف حمران في "الحلية" 5/ 65 إلى حسان! وفيه أيضا: (عن أبي شجرة جامع بن شداد)، والصواب: أبو صخرة.
[2] - وفي المطبوع من "علل الدارقطني" (وارة) والصواب دارة كما في "مسند ابن المبارك" (37)، وفي "الزهد" له أيضا (904)، ومعجم شيوخ ابن جميع الصيداوي (ص 185)، و"الشعب" للبيهقي (2472)، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم 3/ 1635، و"الإصابة" 5/ 67، ومسند الإمام أحمد 1/ 61، وسنن الدارقطني 1 / 159، و"السنن الكبرى" للبيهقي 1 / 62 - 63، ومع أنه جاء في الأصل على الصواب، لكن لم يرتضيه المحقق! فقال: "في س - إشارة منه إلى مخطوط العلل- عبد الله دارة، عن عبد الله بن أبي مريم، عن زيد، وهو خطأ، والصواب: عبد الله بن وارة مولى عثمان، ولم أجد ترجمته!".
قلت: لم يختلفوا في أنه ابن دارة، لكن سماه بعضهم زيدا، وقد روى عنه محمد بن عبد الله بن أبي مريم، ووقع تحريف أيضا في "تعظيم قدر الصلاة" (100) للمروزي، ففيه جارية بدل دارة، والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام