words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الجمعة، 31 مارس 2017

نبذة عن معنى الشهادتين حسن التمام

نبذة عن معنى الشهادتين
حسن التمام



الخميس، 30 مارس 2017

أحاديث الأحكام رواية ودراية - كتاب الطهارة (الوضوء) حديث رقم (42) و (43)

ما يقول إذا فرغ من الوضوء


(42) "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".

(43) "من توضأ فقال: سبحانك اللهم، وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة".

الحديث رقم (42) "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء".
أخرجه مسلم (234-17)، وأحمد 4/ 153، وابن خزيمة (222)، والبيهقي 1/ 78 و2/ 280 من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود (169)، وابن خزيمة (222)، وأبو عوانة (606)، وابن حبان (1050) من طريق ابن وهب، والنسائي (151)، وفي "الكبرى" (177)، وأبو عوانة (605) من طريق زيد بن الحباب، والطبراني 17/ (917) من طريق أسد بن موسى، وعبد الله بن صالح، خمستُهم عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر.
ح، وحدثني أبو عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، قال:
"كانت علينا رعاية الإبل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي فأدركت رسول الله ﷺ قائما يحدث الناس فأدركت من قوله: «ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة» قال فقلت: ما أجود هذه فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود فنظرت فإذا عمر قال: إني قد رأيتك جئت آنفا، قال: فذكره.
والسياق لمسلم، ولم يذكر الطبراني، والنسائي حديث عمر.
وفي رواية النسائي عن زيد بن الحباب، قال: حدثنا معاوية بن صالح، حدثنا ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة، فعطَف الخولاني على أبي عثمان، وهذا يوهم أن أبا إدريس يرويه عن جبير بن نفير، وأن ربيعة يرويه عن أبي عثمان!
لكن يزيل الوهم الأول ما أخرجه البزار (243) عن بشر بن آدم، عن زيد ابن الحباب قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن عقبة بن عامر به.
لكن أخرجه أبو داود (906) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن جبير بن نفير الحضرمي، عن عقبة.
فأدخل بين أبي إدريس وعقبة: جبير بن نفير!
ويزيل الوهم الثاني ما جاء عند أبي عوانة (605) ففيه: عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، ومعاوية، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة.
 فهذا يوضّح أن المعطوف على أبي إدريس هو معاوية لأنه هو من يروي الطريقين كليهما، الأول: معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة، والثاني: معاوية بن صالح، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة، هذا هو المحفوظ في هذا الحديث. 
وأخرجه أحمد 4/ 145-146، ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 236 من طريق ليث - هو ابن سعد -، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 2/ 426، والبيهقي 1/ 78، وفي "الشعب" (2498)، وفي "البعث والنشور" (234) من طريق عبد الله بن صالح الجهني، كلاهما عن معاوية بن صالح الحمصي قاضي أندلس، عن أبي عثمان، عن جبير بن نفير وربيعة بن يزيد عن أبى إدريس الخولاني وعبد الوهاب بن بخت عن الليث بن سليم الجهني كلهم يحدث عن عقبة بن عامر به.
وأخرجه مسلم (234)، والبيهقي 1/ 78 عن أبي بكر بن أبي شيبة (وهو عنده في "المصنف" 1/ 3)، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان، عن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول الله ﷺ قال: فذكر مثله غير أنه قال:
"من توضأ فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وأخرجه النسائي (148)، وفي "الكبرى" (140)، والطوسي في "مختصر الأحكام" (46)، والبيهقي 1/ 78، وفي "السنن الصغير" (108)، وفي "الدعوات الكبير" (58) من طريق زيد بن حباب، والنسائي في "الكبرى" (141) عن الربيع بن سليمان، من طريق أسد بن موسى، كلاهما عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان، عن عقبة بن عامر الجهني، عن عمر بن الخطاب به.
ليس فيه: جبير بن نفير!
وقد أخرجه ابن خزيمة (223) عن نصر بن مرزوق المصري، وأبو عوانة (607) حدثنا أبو العباس الغزي عبد الله بن محمد بن عمرو بن الجراح الأزدي، كلاهما عن أسد بن موسى فذكر فيه جبير بن نفير.
وأخرجه أبو عوانة (604) حدثنا عباس بن محمد قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني معاوية بن صالح قال: حدثني ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر، عن عمر بن الخطاب t بالشطر الثاني من الحديث.
وقال البيهقي:
"ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب. قال في إسناده: وأبي عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر، وهو الصحيح".
وأخرجه الترمذي (55) حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله ﷺ:
"من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".
فأعضل أحد إسناديه إذ لم يذكر عقبة بن عامر، ولا جبير بن نفير!
وزاد في متنه "اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين".
وقال الترمذي:
"وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي ﷺ في هذا الباب كبير شيء، قال محمد - يعني البخاري -: وأبو إدريس لم يسمع من عمر شيئا".
قلت: هذا الاضطراب في رواية زيد بن الحباب وحده، وتابعه على وجه واحد منها: أسد بن موسى، وجاءت رواية عن أسد بن موسى عند ابن خزيمة (223)، وأبي عوانة (607) على الجادة، وهذه الزيادة لم يتابعه عليها أحدٌ، بل تفرّد بها عنه شيخ الترمذي جعفر بن محمد بن عمران، قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 238:
"الاختلاف والخطأ من شيخه جعفر بن محمد، فقد اتفق أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وغيرهما على روايته عن زيد بن الحباب على الصواب بإثبات عقبة بن عامر، وجبير بن نفير...
وقال: وزاد فيه اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين... لم تثبت هذه الزيادة في هذا الحديث، فإن جعفر بن محمد شيخ الترمذي تفرد بها، ولم يضبط الإسناد، فإنه أسقط بين أبي إدريس وبين عمر جبير بن نفير وعقبة، فصار منقطعاً، بل معضلاً، وخالفه كل من رواه عن معاوية ابن صالح، ثم عن زيد بن الحباب".
وله طريقان آخران عن عقبة بن عامر:
1 - أخرجه أبو داود (170)، وأحمد 1/ 19-120، والدارمي (716)، والنسائي في "الكبرى" (9832)، وفي "عمل اليوم والليلة" (84)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (31)، والفاكهي في "الفوائد" (228)، وأبو يعلى (180) و (249)، والدولابي في "الكنى" 1/ 744 عن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن حيوة بن شريح قال: أخبرني زهرة بن معبد، عن ابن عمه، عن عقبة بن عامر:
"أنه خرج مع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، فجلس رسول الله ﷺ يوما يحدث أصحابه، فقال: من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ، فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين، غفر له خطاياه فكان كما ولدته أمه.
قال عقبة بن عامر: فقلت: الحمد لله الذي رزقني أن أسمع هذا من رسول الله ﷺ، فقال لي عمر بن الخطاب، وكان تجاهي جالسا: أتعجب من هذا؟ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعجب من هذا قبل أن تأتي، فقلت: وما ذاك بأبي أنت وأمي؟ فقال عمر: قال رسول الله ﷺ: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم رفع نظره إلى السماء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فتحت له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء".
وعند الدولابي عن عمه بدل ابن عمه!، وإسناده ضعيف فيه مَنْ لم يسم.
وأخرجه أبو داود في "سننه" برواية ابن الأعرابي كما في "تحفة الأشراف" 7/ 324 عن هارون بن عبد الله، وأحمد 4/ 151، وابن أبي شيبة 1/ 4 و10/ 451، والبزار (242) حدثنا محمد بن المثنى، أربعتُهم (هارون بن عبد الله، وأحمد بن حنبل، وابن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى) عن عبد الله بن يزيد، عن سعيد بن أبي أيوب، قال: حدثني زهرة بن معبد به.
ولم يذكر أحمد، وابن أبي شيبة عمر بن الخطاب.
وقد أخرجه الطبراني 17/ (916) من طريق ابن أبي شيبة، عن عبد الله ابن يزيد، عن حيوة بن شريح، عن سعيد بن أبي أيوب، أخبرني زهرة بن معبد به.
قلت: سعيد بن أبي أيوب يروي عن زهرة بن معبد، ويروي عنه عبد الله ابن يزيد، لكن حيوة بن شريح ليس له رواية عن سعيد بن أبي أيوب، وأخرجه الطبراني 17/ (915) من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي عقيل، حدثني عمي، حدثنا عقبة بن عامر بنحوه.
وابن لهيعة: سيء الحفظ.
2 - أخرجه ابن ماجه (470) من طريق أبي بكر بن عياش، وعبد الرزاق في "المصنف" (142) عن إسرائيل، ويعقوب بن سفيان 2/ 425 من طريق شعبة، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (163) من طريق أبي الأحوص، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 2/ 267 من طريق سفيان، خمستُهم عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة ابن عامر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
"ما من رجل يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول عند فراغه من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له ثمانية أبواب الجنة، فيدخل من أيها شاء".
وإسناده ضعيف، عبد الله بن عطاء: صدوق يخطئ ويدلس، ولم يدرك عقبة بن عامر.
وهذا الإسناد من أجله ارتحل شعبة بن الحجاج رحلته المشهورة، وفيها قال شعبة:
"فلقيت عبد الله بن عطاء فسألته فقال: حدثني زياد بن مخراق، فقدمت البصرة فسألت زيادا فقلت: من حدثك بهذا الحديث؟ فقال: حدثني رجل من بني ليث عن شهر بن حوشب".
وجاء من حديث عمر بن الخطاب:
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (176) حدثنا محمد بن أبي حرملة القلزمي، حدثنا عبدة بن عبد الرحيم المروزي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا ابن ثوبان، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عمر بن الخطاب، عن النبي ﷺ قال:
"من توضأ فأحسن وضوءه ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".
وإسناده ضعيف، محمد بن أبي حرملة أو ابن حرملة القلزمي: لم أجد له ترجمة.
وابن ثوبان: قال دحيم وغيره: ثقة رمي بالقدر، ولينه بعضهم.

وجاء من حديث أنس، وثوبان، وابن مسعود، وموقوفا على علي بن أبي طالب، وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم:

أما حديث أنس:
فأخرجه ابن ماجه (469)، وأحمد 3/ 265، وابن أبي شيبة 1/ 4 و10/ 451، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (33)، وأبو الحسن بن سلمة في "زوائده" على "ابن ماجه" عقب الحديث (469)، والدولابي في "الكنى" 3/ 1025، والطبراني في "الدعاء" (385) و (386)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (167) من طرق عن عمرو بن عبد الله بن وهب، حدثنا زيد العمي، عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال:
"من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قال ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فتحت له من الجنة ثمانية أبواب، من أيها شاء دخل".
وإسناده ضعيف من أجل زيد العمي، وله طريق أخرى تالفة:
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 11/ 175 أخبرنا العتيقي، حدثنا أحمد، حدثنا عيسى بن يعقوب بن جابر، حدثنا دينار، حدثنا صاحبي أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ:
"من توضأ للصلاة وأسبغ الوضوء، ورفع رأسه إلى السماء وقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فتح الله ثمانية أبواب الجنة وقيل له ادخل من أي باب شئت".
آفته دينار أبو مكيس الحبشي: قال الذهبي في "الميزان" 2/ 30: " ذاك التالف المتهم، قال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة.
وقال ابن عدي: ضعيف ذاهب...
وقال: حدث في حدود الأربعين ومائتين بوقاحة عن أنس بن مالك".
وجاء بإسناد مقرونا بأنس: عبد الله بن عمر:
أخرجه البيهقي في "السنن الصغير" (109)، وفي "الخلافيات" (283)، وابن عساكر في "المعجم" 2/ 1047 من طريق محمد بن سعيد بن زائدة الأسدي، عن عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن معاوية بن قرة، حدثني ابن عمر، وأنس بن مالك:
"أن رسول الله ﷺ توضأ مرة مرة ثم قال: هذا وضوء الصلاة الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به، ثم توضأ مرتين مرتين ثم قال:
هذا وضوء من توضأ ضعف الله له الأجر مرتين، ثم توضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ووضوء إبراهيم خليل الرحمن، من توضأ ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".
وإسناده تالف، عبد الرحيم بن زيد العمي: متروك، كذبه ابن معين.
وأبوه زيد العمي: ضعيف.
وأخرجه ابن ماجه (419) من طريق مرحوم بن عبد العزيز العطار، وأبو يعلى (5598)، وفي "المعجم" (46)، ومن طريقه الخطيب في "تلخيص المتشابه" 1/ 316 حدثنا محمد بن بشير القاص [1]، وابن حبان في "المجروحين" 2/ 161-162 من طريق محمد بن موسى الحرشي، وابن الأعرابي في "المعجم" (143) و (748) من طريق سوار بن عمارة، وأبو عروبة الحراني
 في "جزء من حديثه" (59) من طريق عتاب بن بشير، خمستُهم عن عبد الرحيم بن زيد العمي به.
ليس في إسناده أنس بن مالك، ولم يذكروا في متنه "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين"!

وأما حديث ثوبان:
فأخرجه الطبراني 2/ (1441) من طريق شجاع بن الوليد، عن أبي سعد البقال، عن أبي سلمة، عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قال النبي ﷺ:
"من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فتحت له أبواب الثمانية من الجنة، يدخل من أيها يشاء".
وله طريقان آخران عن أبي سعد البقال:
أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (32)، ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 242، والرافعي في "التدوين" 3/ 174، وقوّام السنة في "الترغيب" (2068) من طريق علي بن يزيد الصدائي، والرافعي في "التدوين" 2/ 342-343 من طريق يعلى بن عبيد، والخطيب في "تاريخ بغداد" 2/ 335 من طريق هانئ بن سعيد [2]، وأبو طاهر السلفي في
"المشيخة البغدادية" - مخطوط، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/ 90 من طريق المعافى بن عمران [3]، أربعتُهم عنه، وزادوا:
"اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين".
وإسناده ضعيف، أبو سعد البقال: ضعيف مدلس.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4895) حدثنا عيسى بن محمد السمسار قال: حدثنا أحمد بن سهيل الوراق قال: حدثنا مسور بن مورع العنبري قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، مولى رسول الله ﷺ قال: قال رسول الله ﷺ:
 "من دعا بوضوئه، فساعة يفرغ من وضوئه يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا مسور بن مورع".
مسور بن مورع: مجهول، قال الهيثمي في "المجمع" 1/ 239:
"لم أجد من ترجمه، وفيه أحمد بن سهيل الوراق، ذكره ابن حبان في الثقات".
قلت: وإسناده منقطع، قال أبو حاتم كما في "المراسيل" (ص 80):
"سالم بن أبي الجعد لم يسمع من ثوبان شيئا يدخل بينهما معدان".
وشيخ الطبراني عيسى بن محمد السمسار: لم أجد من ترجمه.

وأما حديث ابن مسعود:
فأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (483)، ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية" - ترتيب (195)، والدارقطني 1/ 124، وابن شاهين في "الترغيب" (100)، والبيهقي 1/ 44، وابن جُميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 291)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" 1/ 239، وقوّام السنة في "الترغيب" (1676)، والحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 251 تامًا ومختصرًا من طريق يحيى بن هاشم الغساني، حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:
"إذا تطهر أحدكم فليذكر اسم الله عليه، فإنه يطهر جسده كله، فإن لم يذكر أحدكم اسم الله على طهوره لم يطهر إلا ما مر عليه الماء، فإذا فرغ أحدكم من طهوره فليشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، ثم ليصل عليّ، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة".
وقال الدارقطني:
"يحيى بن هاشم ضعيف".
وقال البيهقي:
"وهذا ضعيف لا أعلمه رواه عن الأعمش، غير يحيى بن هاشم، ويحيى ابن هاشم متروك الحديث".
وقال العلّامة الألباني في "الضعيفة" (5691): "موضوع بهذا التمام".
وردّ الحافظ دعوى تفرّد يحيى بن هاشم بقوله: "تابعه محمد بن جابر اليمامي عن الأعمش، أخرجه أبو الشيخ في كتاب "الثواب" من طريقه مقتصرًا على أواخره - يعني: "وليصل عليّ، فإذا قال ذلك فتحت له أبواب الرحمة - وفيه المقصود ومحمد بن جابر أصلح حالا من يحيى بن هاشم، والله أعلم".

وأما حديث البراء بن عازب:
فأخرجه المستغفري في "الدعوات" كما في "نتائج الأفكار" 1/ 244، و"البدر المنير" 2/ 278 عن أبي العباس جعفر بن محمد المكي، عن أبي بكر محمد بن حامد بن حفص البيكندي، عن أبي محمد إسحاق بن حمزة ابن يوسف بن فروخ، عن عيسى بن موسى غنجار، عن أبي حمزة عبد الله بن مسلم، عن سالم بن أبي الجعد، عن البراء قال: قال رسول الله ﷺ:
"ما من عبد يقول حين يتوضأ: بسم الله، ثم يقول لكل عضو: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم يقول حين يفرغ: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، إلا فتحت له ثمانية أبواب من الجنة يدخل من أيها شاء، فإن قام من فوره ذلك فصلى ركعتين يقرأ فيهما ويعلم ما يقول انفتل من صلاته كيوم ولدته أمه، ثم يقال له: استأنف العمل".
وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" 1/ 174: "إسناده واهٍ".




وجاء موقوفًا على علي بن أبي طالب:
أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (731) عن يحيى بن العلاء، والضبي في "الدعاء" (62) حدثنا ابن فضيل، كلاهما عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي قال:
 "إذا توضأ الرجل فليقل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين".
إسناده منقطع، قال أبو زرعة كما في "المراسيل" (ص 80):
"سالم بن أبي الجعد عن عمر وعثمان وعلي مرسل".
وأخرجه ابن أبي شيبة 1/ 3 و10/ 451 حدثنا عبد الله بن نمير، وعبد الله بن داود، عن الأعمش، عن إبراهيم بن المهاجر، عن سالم بن أبي الجعد، قال: كان علي إذا فرغ من وضوئه، قال: فذكره.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (392) من طريق أحمد بن يونس، حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي t "أنه كان إذا فرغ من وضوئه قال:
اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين".
الحارث هو ابن عبد الله الأعور، وعمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام الكوفي: كلاهما ضعيف، ورميا بالرفض.

وجاء موقوفا على حذيفة بن اليمان t:
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" 1/ 4 و10/ 452 حدثنا عبدة بن سليمان، عن جويبر، عن الضحاك، قال:
"كان حذيفة إذا تطهر قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين".
وإسناده ضعيف جدا، جويبر هو ابن سعيد الأزدي: قال الذهبي: تركوه.
والضحاك بن مزاحم: صدوق كثير الإرسال، ولم يسمع من حذيفة.

غريب الحديث:


(فيبلغ أو يسبغ الوضوء) كلاهما بمعنى أي: يتمّه ويكمله، الإسباغ في اللغة: أن يشتمل العضو الغسل ويستوعبه، والثوب السابغ: الفاضل عن مقدار طول صاحبه. وقوله: {وأسبغ عليكم نعمه} أي: عمكم بها.

(فُتحت له أبواب الجنة الثمانية) هو من باب: ونفخ في الصور، عبر عن الآتي بالماضي، لتحقق وقوعه، والمراد تفتح له يوم القيامة يدخل من أيها شاء.


يستفاد من الحديث:


أولًا: فضل إسباغ الوضوء، وهو إتمام الوضوء، وإكماله على كل عضو، بأن يعم جميع الأعضاء بالماء بحيث يجري عليها، وقال ﷺ
"إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره الله عز وجل فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين" حديث صحيح، أخرجه أبو داود (858)، والنسائي (1136)، وابن ماجه (460) من حديث رفاعة بن رافع، وتقدّم تخريجه في كتابنا هذا برقم (32).

ثانيًا: استحباب هذا الذكر عقيب الوضوء، ففيه إشارة إلى إخلاص العمل لله، وطهارة القلب من الشرك والرياء، بعد طهارة الأعضاء من الحدث والخبث.

ثالثًا: جمع في هذا الحديث بين طهارة الظاهر بالوضوء، وطهارة الباطن بالتوحيد.
رابعًا: أن الوضوء مع الشهادتين موجب لفتح أبواب الجنة الثمانية، ولا يعارض هذا الحديث: "في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون" لأن ما في حديث الباب أنه ينادي منها كلها لكونه عمل بعمل أهل كل باب تشريفًا له في ذلك الموقف، ثم يلهم الدخول من الباب الغالب عليه عمله.
قال ابن دقيق العيد في "الإلمام" 5/ 168-169:
"اشتهر بين المتفقهة والطلبة سؤال على هذا الحديث: وهي المعارضة بينه، وبين كون الباب الريان لا يدخله إلا الصائمون.
وأجيب عنه: بأن شرط التعارض اتحاد الموضوع، وأحد الحديثين يدل على أن الدخول من باب الريان مخصوص بالصائمين، والآخر يدل على تخييرنا على هذا الفعل في الدخول من أيها شاء، فلا اتحاد في الموضوع، إذ التخيير في الدخول غير الحكم بالدخول.
فإن قيل: فما الفائدة في التخيير في دخوله من أيها شاء، مع كونه لا يدخل من بعضها؟ قلنا: الفائدة إظهار التعظيم والشرف الناشئ عن هذا التخيير، وقد لا يكون هذا المعارض - أعني: عدم دخول غير الصائمين الباب الريان - معلوما عند هذا المدعو، ولا عند السامعين حينئذ، فتبقى الفائدة كاملة، وهذا في المثال، كما روي عن بعض المتقدمين أنه قال: أخذ الميثاق على جميع الأنبياء أن يؤمنوا بالنبي ﷺ إذا ظهر، مع العلم بأنه لا يظهر في زمن أحد منهم، وإنما ذلك لإظهار الشرف، وعدم العلم بعدم ظهوره في زمن الأنبياء السابقين لهم - صلوات الله وسلامه على جميعهم - السابقين لهم إن كان العلم غير حاصل لهم - صلوات الله عليهم -، وإن كان حاصلا، فهو أقوى لما قلناه، وأسد لما ذكرناه".

خامسًا: فضل الشهادتين وعظم كلمة التوحيد.

سادسًا: فضيلة الوضوء، وما يعود به على صاحبه من الثواب العظيم.

سابعًا: فيه دليل على أن للجنة ثمانية أبواب.

ثامنًا: إثبات البعث، والجزاء بعد الموت.

تاسعًا: أن الله تعالى يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل الخالص لوجهه.

٭ ٭ ٭


الحديث الثاني رقم (43) "من توضأ فقال: سبحانك اللهم، وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة".
صحيح - أخرجه النسائي في "الكبرى" (9829)، وفي "عمل اليوم والليلة" (81)، والطبراني في "الأوسط" (1455)، وفي "الدعاء" (390)، والحاكم 1/ 564، والبيهقي في "الشعب" (2499)، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" - مخطوط، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 244-245 من طريق يحيى بن كثير أبي غسان العنبري، والبيهقي في "الشعب" (2499) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن شعبة قال: حدثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد عن النبي ﷺ قال: فذكره.
وزاد البيهقي في أوله:
"من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا من حيث قرأها إلى مكة"، وكذا الطبراني في "الأوسط"، والحاكم، وزادا أيضا:
"ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه"، وهاتان الزيادتان عند النسائي في "الكبرى" (10722).
وقال النسائي:
"هذا خطأ، والصواب موقوف، خالفه محمد بن جعفر فوقفه".
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ورواه سفيان الثوري، عن أبي هاشم فأوقفه".
وقال البيهقي:
" ورواه معاذ بن معاذ، عن شعبة موقوفا، وكذلك رواه سفيان الثوري، عن أبي هاشم موقوفا".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث مرفوعا عن شعبة إلا يحيى بن كثير".
قلت: تابعه عبد الصمد بن عبد الوارث وهو ثبت في شعبة، لكن الطريق إليه فيها عبد الرحمن بن أبي البختري وهو عبد الرحمن بن زبان بن الحكم أبو علي الطائي: روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن الحسين القنبيطي، ويحيى بن صاعد، وإسحاق بن إبراهيم بن يونس، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز، ومحمد بن إسحاق الثقفي، وترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" 10/ 266، وفي "الموضح" 2/ 250-251، وذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" 2/ 1077، والأمير ابن ماكولا في "الإكمال" 4/ 118 ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلا.
والموقوف:
أخرجه النسائي في "الكبرى" (9831)، وفي "عمل اليوم والليلة" (83)، وعبد الرزاق (730) و (6023)، وابن أبي شيبة 1/ 3 و10/ 450، والطبراني في "الدعاء" (391)، والحاكم 1/ 564 من طريق الثوري، والنسائي في "الكبرى" (9830)، وفي "عمل اليوم والليلة" (82)، والطبراني في "الدعاء" (391) من طريق شعبة كلاهما (سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج) عن أبي هاشم الرماني، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري، قال:
"من توضأ، ثم فرغ من وضوئه، ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، ختم عليها بخاتم فوضعت تحت العرش، فلا تكسر إلى يوم القيامة".
وزاد عبد الرزاق، والحاكم:
"من قرأ سورة الكهف كما أنزلت، كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه".
وهذه الزيادة عند النسائي في "السنن الكبرى" (10723) و (10724).
هذا هو الثابت عن الثوري أنه موقوف على أبي سعيد، وجاء مرفوعا من طريقه في رواية ضعيفة، أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (31)، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (59)، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 244 من طريق المسيب بن واضح، حدثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ فذكره.
وهذا إسناد ضعيف، المسيب بن واضح: ضعيف.
ويوسف بن أسباط: وثقه يحيى بن معين.
وقال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال البخاري: كان قد دفن كتبه، فكان لا يجئ بحديثه كما ينبغي.
وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 246 - بعد أن حكم بصحة إسناد يحيى بن كثير -:
"إنما اختلف في رفع المتن ووقفه، فالنسائي جرى على طريقته في الترجيح بالأكثر والأحفظ، فلذلك حكم عليه بالخطأ، وأما على طريقة المصنف - يعني النووي - تبعًا لابن الصلاح وغيره فالرفع عندهم مقدم، لما مع الرافع من زيادة العلم.
وعلى تقدير العمل بالطريقة الأخرى فهذا مما لا مجال للرأي فيه، فله حكم الرفع، والله أعلم".
وله طرق أخرى عن أبي هاشم الرماني:
1 - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (388)، ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 245 حدثنا الحضرمي يعني محمد بن عبد الله، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال:
"من قال إذا توضأ: بسم الله، وإذا فرغ قال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك طبع عليها بطابع ثم وضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة".
وإسناده ضعيف، قيس بن الربيع: صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به.
2 - أخرجه الطبراني في "الدعاء" (389) حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي، حدثنا الحسن بن يحيى الرزي، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا الوليد بن مروان، عن أبي هاشم الرماني، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه عن النبي ﷺ مثله.
وإسناده ضعيف أيضا، الوليد بن مروان: قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 9/ 18: "مجهول".
وشيخ الطبراني محمد بن صالح بن الوليد النرسي: لم أجد له ترجمة.
3 - أخرجه المزكي في "الفوائد المنتخبة" - انتقاء الدارقطني (55)، ومن طريقه ابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 254، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو" - مخطوط، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن الأزهر، حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، حدثنا عيسى بن شعيب قال: حدثنا روح بن القاسم، عن أبي هاشم الرماني، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ به.
وقال الدارقطني:
"غريب عن روح بن القاسم، تفرد به عيسى بن شعيب".
وقال الحافظ:
"وعيسى صدوق، نقل ذلك البخاري عن الفلاس، وأما ابن حبان فذكره في الضعفاء، وساق من رواية حجاج بن ميمون عنه شيئاً أنكره، وحجاج ضعيف، فإلصاق الوهم به أولى".
قلت: ابن الأزهر: واهٍ، قال ابن حبان: جربت عليه الكذب.
وقال ابن عَدِي: حدث بمناكير.
وقال السلمي: سألت الدارقطني عن الأزهري، فقال: هو أحمد بن محمد بن الأزهر بن حريث سجستاني، منكر الحديث، لكن بلغني أن ابن خزيمة حسن الرأي فيه، وكفى بهذا فخرًا.
وقال الدارقطني أيضًا في "غرائب مالك": الأزهري ضعيف الحديث.

وله شاهد من حديث عائشة:
أخرجه ابن بشران في "الأمالي" (735) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن طاهر العلوي بالمدينة، حدثنا محمد بن الحسن بن نصر البغدادي المعروف بالمقدسي، حدثنا محمد بن حسان الأزرق، حدثنا وكيع بن الجراح، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله ﷺ:
 "ما من عبد يسبغ الوضوء ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك، إلا رفعت، وختمت، وجعلت تحت العرش، فلا تفتح إلى يوم القيامة ".
وإسناده ضعيف، محمد بن الحسن بن نصر البغدادي: ذكره ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 8/ 311 فيمن روى عنهم أسد بن سليمان بن حبيب الطبراني، وقال العلّامة الألباني في "الصحيحة" 5/ 440:
"لم أره في "تاريخ بغداد"، وهو من شرطه. والعلوي لم أعرفه أيضا".



غريب الحديث:


(رَق) بالفتح: ما يكتب فيه، وهو جلد رقيق، ومنه قوله تعالى: {في رقِّ منشور}.

(طبع بطابع) أي: ختم عليه، والطبع والختم معنى واحد، وهو: التغطية على الشيء والاستيثاق منه حتى لا يدخله شيء، ومنه يسمى ختام الكتاب: خاتمة لتغطية ما في باطنه وصيانته عن نظر الناظرين إلى باطنه.


يستفاد من الحديث:


أولًا: فيه دلالة على استحباب هذا الذكر عقيب الوضوء.

ثانيًا: سنية التسبيح والتحميد والشهادة، والاستغفار مقرونا بالتوبة بعد الفراغ من الوضوء.

ثالثًا: فضل هذا الذكر، وأنه ذخيرة لصاحبه يوم القيامة.

رابعًا: يُقال هذا الذكر بعد الشهادتين، لأجل أن يختم الوضوء بالاستغفار كما تُختم الصلاة به.

٭ ٭ ٭




[1] - وفي المطبوع من "مسند أبي يعلى" (أحمد بن بشير المذكر!) وهو تحريف، والصواب: محمد وهو ابن بشير بن مروان بن عطاء أبو جعفر الكندي القاص البغدادي.
وانظر "الجرح والتعديل" 7/ 211، و"معجم شيوخ أبي يعلى" (46)، و"تلخيص المتشابه" 1/ 316.

[2] - قال الحافظ في "نتائج الأفكار" 1/ 242: "أخرجه محمد بن سنجر في "مسنده" عن هارون بن سعيد، عن سعيد بن المرزبان - وهو أبو سعد البقال الأعور".
قلت: فقد يكون هانئ تحريف في "تاريخ بغداد" 2/ 335 فإنه عند الخطيب من طريق محمد بن سنجر.

[3] - وفي المطبوع من "ذيل ابن النجار" تحرّف المعافى بن عمران إلى المعافى بن عثمان، وتحرّف أبو سعد إلى أبي سعيد!


حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام