words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الاثنين، 30 أكتوبر 2017

كراهية اتخاذ المؤذن الذي يأخذ على أذانه أجرا


 (97) "أنت إمامهم فاقتد بأضعفهم، واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا".

صحيح - أخرجه أبو داود (531)، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" 4/ 99، والبغوي في "شرح السنة" (417) عن موسى بن إسماعيل، والنسائي (672)، وفي "الكبرى" (1648)، ومن طريقه ابن حزم في "الإحكام" 7/ 101، وأحمد 4/ 21، والحاكم 1/ 199 و 201، وعنه البيهقي 1/ 429 عن عفان بن مسلم الصفار ( وهو في حديثه (236) مطبوع ضمن أحاديث الشيوخ الكبار )، وابن خزيمة (423) من طريق هشام بن (كذا) الوليد، وأبي النعمان، والسراج في "مسنده" (214)، وفي "حديثه" (341)، والطبراني 9/ (8365) من طريق سليمان بن حرب، والطحاوي في "شرح المعاني" 4/ 128، وفي "شرح مشكل الآثار" (6000)، وابن المنذر في "الأوسط" (1238) من طريق يحيى بن حسان، والطبراني 9/ (8365) من طريق أبي عمر الضرير، وحجاج بن المنهال، والحاكم 1/ 199 من طريق سهل بن حماد، وأبي ربيعة، عشرتهم عن حماد ابن سلمة، قال: أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عثمان بن أبي العاص، قال: قلت: يا رسول الله، اجعلني إمام قومي، قال: فذكره.
وزاد ابن خزيمة "علمني القرآن".
وقال الحاكم:
"على شرط مسلم ولم يخرجاه" وأقره الحافظ الذهبي.
قلت: لم يخرج مسلم شيئا من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عثمان بن أبي العاص، وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين غير حماد بن سلمة وصحابي الحديث لم يخرج لهما البخاري شيئا، إنما أخرج لحماد بن سلمة تعليقا، أبو العلاء هو يزيد بن عبد الله بن الشخير، والجريري اختلط أو تغير قبل موته، وسماع حماد بن سلمة منه قبل أن يتغيّر كما في "الكواكب النيرات" (ص 183).
وأخرجه أحمد 4/ 21 عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أبي العلاء، عن عثمان بن أبي العاص به ليس فيه مطرف!
وأخرجه أحمد 4/ 217، ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1575) عن حسن بن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن مطرف بن عبد الله:
"أن عثمان بن أبي العاص، قال: يا رسول الله اجعلني إمام قومي، قال: اقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا".
وهذا مرسل، ورواه موسى بن إسماعيل في موضع آخر، عن حماد بن سلمة به، مثل رواية حسن بن موسى كما عند أبي داود (531)، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (417)، وابن قانع في "معجم الصحابة" 2/ 256-257.
وأخرجه أحمد 4/ 21 حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد بن زيد، أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عثمان بن أبي العاص موصولا.
وهذا إسناد صحيح.
وله طريق أخرى عن عثمان بن أبي العاص:
أخرجه الترمذي (209)، ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (390)، وابن أبي شيبة 1/ 228 - وعنه ابن ماجه (714)، والطبراني 9/ (8376) -، والحميدي (930)، والطبراني 9/ (8376) و (8377) و (8378)، وأبو نعيم في "الحلية" 8/ 134، وابن حزم في "المحلى" 3/ 145، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/ 212 تاما ومختصرا من طريق أشعث بن سوار، عن الحسن، عن عثمان ابن أبي العاص، قال:
 "كان آخر ما عهد إلي النبي ﷺ قال: صل بأصحابك صلاة أضعفهم، فإن فيهم الكبير، والضعيف، وذا الحاجة، واتخذ مؤذنا لا يأخذ على الأذان أجرا".
وسقط من "مصنف ابن أبي شيبة" الأشعث، والظاهر أنه سقط قديم فقد نقله الحافظ مغلطاي كذلك في "شرح ابن ماجه" (ص 1127).
وقال الترمذي:
"حديث حسن".
قلت: الأشعث بن سوار: ضعفه أحمد، وابن سعد، وأبو داود، والنسائي، والدارقطني، وليّنه أبو زرعة، ووثقه ابن معين - في رواية عبد الله بن أحمد الدورقي - وقال ابن عدي:
يكتب حديثه، ووهم ابن حزم فقال: "هو ابن عبد الملك الحمراني!"، وإنما هو ابن سوار هكذا جاء مصرحًا به عند الطبراني 9/ (8378)، وأبي نعيم في "الحلية" 8/ 134، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد" 3/ 212.
والحسن البصري مدلس وقد عنعنه، وقال الحاكم في "المستدرك" 1/ 176:
"الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص".
وقال الحافظ مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" 4/ 85:
"وكذا ذكره ابن عبد البر وغيره، ولكن البخاري ذكر في ترجمة عثمان أن الحسن قال: كنت أدخل عليه".
وقال في موضع آخر منتقدا الحافظ المزي 9/ 160:
"لما ذكر المزي رواية الحسن عنه قال: وقيل: لم يسمع منه.
ولما ذكر رواية الحسن عنه في باب الحسن جزم بها!، وهذا يناقض كلامه، والظاهر سماعه منه، لما في "تاريخ البخاري": قال ابن أبي الأسود: حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عامر، عن الحسن قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص، وقد أخلى بيتا للحديث.
وقال ابن شاهين في كتاب "الثقات": حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا حزم قال: سمعت الحسن يقول: وحدث بحديث، فقال له: عبد الله بن بريدة: من أخبرك بهذا يا أبا سعيد؟ قال: الثبت عثمان بن أبي العاص، فقال عبد الله: ثبت والله.
وفي "تاريخ البصرة" لابن أبي خيثمة: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا مبارك بن فضالة، حدثنا الحسن قال: دخلنا على عثمان بن أبي العاص، فقال له رجل: يا أبا عبد الله".
قلت: لكن الحافظ المزي قال في ترجمة الحسن البصري 6/ 98 "وقيل لم يسمع منه"، وقالها أيضا في ترجمة عثمان بن أبي العاص 19/ 409، فلا وجه لنقد المزي رحمه الله تعالى، ولعل الحافظ مغلطاي التبس عليه (عبد الله ابن عثمان الثقفي) فلم يميّز بينه، وبين عثمان بن أبي العاص الثقفي، فقد جزم المزي بسماع الحسن من الأول دون الثاني، وأما ما نقله المزي 6/ 123، من حكاية أبي عامر الخزاز، عن الحسن من دخوله على عثمان بن أبي العاص في بيت قد أخلاه للحديث، وغيرها، فلا لوم على الحافظ المزي من ذكرهما دون تعقب، لأنه قد ذكر ما قيل من عدم سماعه في أول ترجمة الحسن البصري حين ذكر روايته عن عثمان بن أبي العاص.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 7/ 40 أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا عمرو بن عثمان، عن موسى بن طلحة، قال:
"بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن أبي العاص على الطائف، وقال: صل بهم صلاة أضعفهم، ولا يأخذ مؤذنك أجرا".
وهذا مرسل، ووصله أبو عوانة (1556) و (1557) من طرق عن عمرو ابن عثمان بإسناده بأتم منه.
وهو عند مسلم (468) من طريق عبد الله بن نمير، عن عمرو بن عثمان، حدثنا موسى بن طلحة، حدثني عثمان بن أبي العاص الثقفي، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال له:
"أم قومك. قال: قلت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي شيئا قال: ادنه. فجلسني بين يديه، ثم وضع كفه في صدري بين ثديي، ثم قال: تحول. فوضعها في ظهري بين كتفي، ثم قال: أم قومك، فمن أم قوما فليخفف، فإن فيهم الكبير، وإن فيهم المريض، وإن فيهم الضعيف، وإن فيهم ذا الحاجة، وإذا صلى أحدكم وحده، فليصل كيف شاء".

وأخرجه الطبراني 20/ (1057) من طريق محمد بن عبد الرحيم البرقي، حدثنا شبابة بن سوار، حدثنا المغيرة بن مسلم، عن الوليد بن مسلم،
 عن سعيد القطيعي (كذا)، عن المغيرة بن شعبة، قال:
"سألت النبي ﷺ أن يجعلني إمام قومي فقال: صل صلاة أضعف القوم، ولا تتخذ مؤذنا يأخذ على أذانه أجرا".
وقال الهيثمي في "المجمع" 2/ 3:
"رواه الطبراني في "الكبير" من طريق سعد (كذا) القطعي عنه ولم أجد من ذكره".
قلت: سعد القطعي هو سعيد بن طهمان القطعي كما في "التاريخ الكبير" 3/ 486 للبخاري، و" أطراف الغرائب والأفراد" 4/ 302-303.
حديثه منكر، قاله ابن حبان في "الذيل".
وقال الأزدي: ليس بحجة كما في "ميزان الاعتدال" 2/ 146.
ووثقه العجلي (602)، وابن حبان 4/ 286!
والوليد بن مسلم كأنه مقحم في إسناد الطبراني فقد قال الدارقطني:
"غريب من حديث المغيرة، تفرد به سعد (كذا) عنه، وتفرد به المغيرة بن مسلم عن سعيد، ورواه شبابة، عن المغيرة مثله".
وقال البخاري:
"قال محمد أبو يحيى، حدثنا شبابة، قال: حدثني المغيرة بن مسلم، عن سعيد ابن طهمان القطعي، عن مغيرة بن شعبة – به –".
ليس فيه الوليد بن مسلم.
وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 4/ 35:
"لا أعلم أحدا يروى عنه غير يحيى بن أبي كثير والمغيرة بن مسلم".

يستفاد من الحديث


أولًا: اتخاذ المؤذن الذي لا يأخذ على أذانه أجرا.

ثانيًا: كراهية الأجرة للمؤذن على أذانه، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 156:
"أخذ المؤذن الأجر على أذانه مكروه في مذاهب أكثر العلماء، وكان مالك ابن أنس، يقول: لا بأس به. ويرخص فيه، وقال الأوزاعي: الإجارة مكروهة ولا بأس بالجعل.
 وكره ذلك أصحاب الرأي ومنع منه إسحاق بن راهويه.
وقال الحسن: أخشى أن لا تكون صلاته خالصة لله. وكرهه الشافعي، وقال: لا يرزق الإمام المؤذن إلاّ من خمس الخمس، سهم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه مرصد لمصالح الدين ولا يرزقه من غيره".
وقال الطيبي في "شرح المشكاة" 3/ 918:
"قيل: تمسك به من منع الاستئجار على الأذان، ولا دليل فيه، لجواز أنه صلى الله عليه وسلم أمره بذلك أخذا بالأفضل".

 ثالثًا: جواز طلب الإمامة في الخير.

رابعًا: مراعاة حال المصلين خلفه، فيجعل أضعفهم كأنه المقتدى به، فيخفف لأجله.



كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان 
حسن التمام
10 - صفر - 1439 هجري

٭ ٭ ٭

الجمعة، 27 أكتوبر 2017

استحباب الأذان لمن صلى وحده

(96) "يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل، يؤذن بالصلاة، ويصلي، فيقول الله عز وجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن، ويقيم الصلاة، يخاف مني، قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة".

صحيح - أخرجه أبو داود (1203)، ومن طريقه البيهقي 1/ 405، وأحمد 4/ 158 عن هارون بن معروف، والنسائي (666)، وفي "الكبرى" (1642)، ومن طريقه ابن بلبان في "المقاصد السنية" (55) أخبرنا محمد ابن سلمة، وابن أبي الدنيا في "العزلة" (196) من طريق هاشم بن القاسم القرشي، وابن أبي عاصم في "السنة" (572) حدثنا ابن كاسب، والروياني (232) عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وابن حبان (1660) من طريق حرملة بن يحيى، والطبراني 17/ (833) من طريق أحمد بن صالح، سبعتهم عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث، أن أبا عشانة المعافري حدثه، عن عقبة بن عامر، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: فذكره.
وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات، أبو عشانة: اسمه حيُّ بن يؤمن بن حجيل المعافري المصري وهو ثقة، وله عنه طريق أخرى:
أخرجه أحمد 4/ 145، والطبراني 17/ (855) عن قتيبة بن سعيد، وأحمد 4/ 157-158 حدثنا حسن، كلاهما عن ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر، أن النبي ﷺ قال:
"يعجب ربك من راعي غنم في رأس الشظية للجبل يؤذن بالصلاة ويصلي، فيقول الله: انظروا إلى عبدي هذا، يؤذن ويقيم، يخاف شيئا؟ قد غفرت له وأدخلته الجنة".
وابن لهيعة وإن كان سيء الحفظ فقد تابعه عمرو بن الحارث فأمنا سوء حفظه.

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، ومعاذ بن جبل، ومسلم بن رياح، وصفوان بن عسال، وأبي أمامة الباهلي، وسلمان الفارسي رضي الله عنهم:

أما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه البخاري (609) و (3296) و (7548)، وفي "خلق أفعال العباد" (ص 34)، والنسائي (644)، وفي "الكبرى" (1620)، وأحمد 3/ 35 و 43، والشافعي 1/ 59، وفي "السنن المأثورة" (144) (145)،
وأبو القاسم البغوي في "حديث مصعب الزبيري" (140)، وابن المنذر في "الأوسط" (1197)، والسراج في "مسنده" (65)، وابن حبان (1661)، والبيهقي 1/ 397 و 427، وفي "السنن الصغير" (293)، وفي "المعرفة" (2504) و (2505)، وفي "الشعب" (2793)، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 368-369، والبغوي في "شرح السنة" (410)، وقوام السنة في "الترغيب" (273)، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" 4/ 38، وابن حجر في "نتائج الأفكار" 1/ 311 عن مالك ( وهو عنده في "الموطأ" 1/ 69 )، وأخرجه البخاري كما في "تحفة الأشراف" 3/ 376 [[1]]، والسراج في "مسنده" (67) عن أبي نعيم الفضل بن دكين ( وهو عنده في "الصلاة" (182) ) حدثنا عبد العزيز بن الماجشون، كلاهما (مالك، وعبد العزيز بن الماجشون) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري، عن أبيه، أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، قال له: "إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك وباديتك، فأذنت بالصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة.
قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله ﷺ".
ولم يذكر أبو نعيم في روايته عن ابن الماجشون "قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله ﷺ".
وأخرجه ابن ماجه (723)، وأحمد 3/ 6، والشافعي في "السنن المأثورة" (143)، وعبد الرزاق في "المصنف" (1865)، والحميدي (749)، وابن خزيمة (389)، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 298)، والبيهقي في "المعرفة" (2506)، وابن عبد البر في "التمهيد" 19/ 224 عن سفيان بن عيينة، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، قال: سمعت أبي وكان يتيما في حجر أبي سعيد، قال: قال لي أبو سعيد:
"أي بني، إذا كنت في هذه البوادي فارفع صوتك بالأذان، فإني سمعت رسول الله ﷺ، يقول: لا يسمعه إنس، ولا جن، ولا حجر، ولا شجر، ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة".
وعند ابن خزيمة "وكان يتيما في حجر أبي سعيد، وكانت أمه عند أبي سعيد".
وقال الإمام أحمد:
"وسفيان يخطئ في اسمه، والصواب: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي صعصعة".
وأخرجه عبد بن حميد (997) - المنتخب: حدثني يحيى بن عبد الحميد، وأبو يعلى (982) حدثنا أبو خيثمة، والسراج في "مسنده" (66) حدثنا ابن الصباح، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، عن ابن أبي صعصعة، عن أبيه - وكان أبوه في حجر أبي سعيد - قال: قال يعني أبا سعيد: يا بني ...فذكره.
وعند أبي يعلى "وكانت أمه عند أبي سعيد"، ولم يذكر عبد بن حميد شيئا منهما.
وأخرجه البزار في "مسنده" كما في "النكت الظراف" (4105) عن عمرو ابن علي، وأحمد بن عبدة، كلاهما عن سفيان بن عيينة، فقال: عبد الرحمن ابن عبد الله بن أبي صعصعة.
وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3131) حدثنا بكر قال: حدثنا شعيب ابن يحيى قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عيسى بن موسى بن حميد القرظي، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن
أبي سعيد الخدري: أنه أوصى رجلا كان يكون بالبادية:
"إذا أنت أذنت بالصلاة فشد صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع صوتك جن ولا إنس ولا شجر ولا شيء إلا شهد لك يوم القيامة، سمعت رسول الله ﷺ يقول ذلك".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن عيسى بن موسى إلا يحيى".
وإسناده ضعيف، عيسى بن موسى بن حميد القرظي: لم أجده.
ويحيى بن أيوب الغافقي: قال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وشيخ الطبراني بكر بن سهل الدمياطي: قال الذهبي في "الميزان" 1/ 345-346:
"حمل الناس عنه، وهو مقارب الحال، قال النسائي: ضعيف".
وأخرج البزار (359) - كشف: حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني، حدثنا فليح بن سليمان، عن ربيح بن عبد الرحمن ابن أبي سعيد، عن أبيه، عن جده، قال:
"كنا مع النبي ﷺ في سفر، فسمع رجلا يقول: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، فقال: خرج من الشرك".
وقال البزار:
"لا نعلم رواه عن ربيح إلا فليح، ولا عنه إلا ابن أعين".
وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 335:
"رواه البزار، ورجاله ثقات".
قلت: ربيح بن عبد الرحمن: قال الإمام أحمد: ليس بمعروف.
ونقل الترمذي في "العلل الكبير" عن البخاري أنه قال: ربيح منكر الحديث.
وفليح بن سليمان: ضعفه ابن المديني، وابن معين، والنسائي.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال الرملي، عن أبى داود: ليس بشيء.
وقال الحافظ في "الفتح" 2/ 472: "فليح وهو مضعف عند ابن معين والنسائي وأبي داود ووثقه آخرون فحديثه من قبيل الحسن".

وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه مسلم (382)، وأبو داود (2634)، والترمذي (1618)، وأحمد 3/ 132 و 229 و 241 و 253 و 270، والطيالسي (2146)، وابن أبي شيبة 14/ 461-462، وعبد بن حميد (1299) و (1300) - المنتخب، والدارمي (2445)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3372)، وأبو يعلى (3307)، وابن خزيمة (400)، وأبو عوانة (980) و (982) و (6596)، والطحاوي في "شرح المعاني" 3/ 208، والطبراني في "الدعاء" (471)، وابن حبان (4753)، وابن منده في "التوحيد" (186)، وتمام في "الفوائد" (598)، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (91)، والبيهقي 1/ 405 و 9/ 107-108 تاما ومختصرا من طرق عن حماد بن سلمة، حدثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال:
"كان رسول الله ﷺ يغير إذا طلع الفجر، وكان يستمع الأذان، فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار فسمع رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله ﷺ: على الفطرة. ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، فقال رسول الله ﷺ: خرجت من النار. فنظروا فإذا هو راعي معزى".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (10595)، وفي "عمل اليوم والليلة" (828) من طريق عبد الأعلى، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس، قال:
"سمع رسول الله ﷺ رجلا وهو في سفر يقول: الله أكبر الله أكبر، قال نبي الله ﷺ: على الفطرة. قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: خرج من النار. فاستبق القوم فإذا راعي غنم حضرت الصلاة فقام يؤذن".
وأخرجه ابن خزيمة (399)، والطبراني في "الأوسط" (5952)، وفي "الدعاء" (472)، وابن حبان (1665) من طريق عبد الأعلى، حدثنا حميد الطويل، عن قتادة، عن أنس بن مالك به.
ورواه أبو حاتم كما في "العلل" (497)، والطبراني في "الدعاء" (473)، وتمام في "الفوائد" (311) من طريق خليد بن دعلج، عن قتادة به.
وهذا إسناد ضعيف، من أجل خليد بن دعلج.

وأما حديث عبد الله بن مسعود:
فأخرجه أحمد 1/ 406-407، وابن أبي شيبة في "المسند" (324)، وأبو يعلى (5400) عن محمد بن بشر، وأحمد 1/ 406-407، والبيهقي 1/ 405 عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والنسائي في "الكبرى" (10596)، وفي "عمل اليوم والليلة" (829) من طريق يزيد بن زريع، وأبو يعلى (5400) من طريق العباس بن الفضل، والطبراني 10/ (10063)، وفي "الدعاء" (465) من طريق أبي زيد النحوي سعيد بن أوس، وابن أبي حاتم في "العلل" (498) من طريق عبدة بن سليمان، ستتهم عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، قال:
"بينما نحن مع رسول الله ﷺ، في بعض أسفاره سمعنا مناديا ينادي: الله أكبر، الله أكبر، فقال نبي الله ﷺ: على الفطرة. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال نبي الله ﷺ: خرج من النار. قال: فابتدرناه، فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة، فنادى بها".
وهذا إسناد صحيح، وخالف هذا الجمع: معاذ بن معاذ العنبري، فزاد في إسناده علقمة فيما بين أبي الأحوص وابن مسعود:
رواه أبو حاتم كما في "العلل" (497)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 146، والشاشي في "مسنده" (356)، والطبراني 10/ (10064) عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه به.
وسقط من "المعجم الكبير" (عن أبيه).
 وقال ابن أبي حاتم في "العلل" (498):
"سئل أبو زرعة عن هذا الحديث، وعما يرويه يزيد بن زريع، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود، عن النبي ﷺ بلا علقمة؟
فقال أبو زرعة: يزيد بن زريع أحفظ".
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (466) من طريق عبد العزيز بن الحصين، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الأحوص، عن علقمة، عن عبد الله، عن النبي ﷺ مثله.
وقال الطبراني:
"لم يجود هذا الحديث أحد ممن رواه عن سعيد إلا معاذ بن معاذ وعبد العزيز ابن الحصين".
قلت: إسناده ضعيف جدا، عبد العزيز بن الحصين: متروك.
وأخرجه الطبراني 10/ (10062)، وفي "الدعاء" (467) حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سلام بن مسكين قال: سمعت قتادة يحدث، عن صاحب له، عن علقمة بن قيس، عن عبد الله به.
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة (120) بغية الباحث: حدثنا داود بن المحبر، حدثنا حماد يعني ابن سلمة عن الحجاج بن أرطاة، عن زاذان، عن عبد الله، عن النبي ﷺ قال: نحوه. يعني الحديث الذي قبله وهذا لفظه "أن النبي ﷺ كان يغير إذا طلع الفجر فكان يتسمع الأذان، فإن سمع أذانا أمسك، وإلا أغار، فاستمع ذات يوم فسمع رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال النبي ﷺ: على الفطرة. فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله، فقال النبي ﷺ: خرجت من النار".
 وزاد فيه: "وإن النبي ﷺ قال: تجدونه صاحب أعنز معزبة أو أكلب مكلبة فوجدوه راعي معزى".
وإسناده ضعيف جدا، داود بن المحبر: متروك.
والحجاج بن أرطأة: ضعيف.

وأما حديث عبد الله بن عمر:
فأخرجه أبو يعلى (5660) حدثنا شيبان بن فروخ، والطبراني في "الدعاء" (470)، وابن عدي في "الكامل" 4/ 430 من طريق طالوت بن عباد الصيرفي، كلاهما عن سعيد بن راشد، عن عطاء، عن ابن عمر:
"أن النبي ﷺ كان في سفر له، فلما حضرت الصلاة نزل القوم، فبصر بهم راع، فنزل يضرب بيده الصعيد فتيمم ثم أذن، قال: الله أكبر الله أكبر، قال نبي الله ﷺ: على الفطرة. قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: خرج من النار".
وإسناده ضعيف جدا، سعيد بن راشد: ضعفه أبو حاتم، وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال عباس عن يحيى: ليس بشيء.
وقال النسائي، والدارقطني: متروك.
وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (469) حدثنا عبد الرحمن بن معدان بن جمعة اللاذقي، وجعفر بن سليمان النوفلي المديني، قالا: ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه:
"أن النبي ﷺ مر بإنسان في طريق مكة وهو يؤذن وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، فقال النبي ﷺ: برئ هذا من الشرك".
وإسناده ضعيف من أجل عبد الله بن عمر العمري.
وشيخا الطبراني مجهولا الحال:
عبد الرحمن بن معدان بن جمعة اللاذقي: ترجمه السمعاني في "الأنساب" 13/ 454، والذهبي في "تاريخ الإسلام" 21/ 213، ولم يذكراه بجرح ولا تعديل.
وجعفر بن سليمان النوفلي المديني: ترجمه الذهبي في "تاريخ الإسلام" 21/ 140، بقوله:
"عن عبد العزيز الأويسي، وعنه الطبراني". 

وأما حديث معاذ بن جبل:
فأخرجه أحمد 5/ 248، والطبراني في "المعجم الصغير" (768)، وفي "الدعاء" (468)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 8/ 216 عن سريج، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن عمار، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ، قال:
"بينما رسول الله ﷺ في بعض أسفاره إذ سمع مناديا يقول: الله أكبر الله أكبر فقال: على الفطرة. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: شهد بشهادة الحق. قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: خرج من النار انظروا فستجدونه إما راعيا معزبا، وإما مكلبا. فنظروه فوجدوه راعيا حضرته الصلاة فنادى بها".
وقال الطبراني:
"عمار الذي روى هذا الحديث هو العبسي كوفي ثقة رواه عنه الثوري وشعبة، ولم يرو هذا الحديث عن عمار إلا الحكم بن عبد الملك، تفرد به سريج بن النعمان ولا يروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد".
ووقع في مطبوع "المعجم الصغير" تحريف، فقد جاء الإسناد فيه هكذا (عن عمار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى) وصوابه (عن عمار بن محمد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى) فقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" 7/ 110 ترجمة الحكم بن عبد الملك أنه يروي عن عمار بن محمد العبسي الكوفي.
وإسناده ضعيف، الحكم بن عبد الملك: ضعيف.
وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع معاذا.

وأما حديث مسلم بن رياح الثقفي:
فأخرجه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (2144) من طريق
عبد الجبار بن العباس، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6054) من طريق الحجاج بن أرطأة، كلاهما عن عون بن أبي جحيفة، عن مسلم بن رياح، قال:
"سمع النبي ﷺ رجلا يؤذن، قال: الله أكبر الله أكبر، فقال النبي ﷺ: كلمة الحق. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال النبي ﷺ: كلمة الإخلاص. فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال: خرج صاحبها من النار. ثم قال: تجدوه صاحب معزا أو صاحب كلاب تصيد فوجدوه صاحب معزى معزبة".
حسنه الحافظ ابن عبد البر في "الاستيعاب" 3/ 1395.
وأخرجه البزار (4225) حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، والطبراني 22/ (274)، وفي "الدعاء" (477) من طريق موسى بن محمد بن حيان، كلاهما عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة، قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه به.
وقال البزار:
"وهذا الحديث قد رواه غير أبي قتيبة وغير محمد بن أبي صفوان، عن أبي قتيبة، عن عبد الجبار بن العباس عن عون بن أبي جحيفة عن مسلم بن بديل (كذا)".
قلت: لعل ابن بديل تحريفٌ وصوابه: ابن رياح، فإن ابن بديل هذا ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 255، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 8/ 181، وابن حبان في "الثقات" 5/ 400 فلم يذكروا عنه من الرواة سوى عبد الله بن عون، وأبي نعامة العدوي، وأنه يروي عن أبي هريرة، وإياس بن زهير.
وزاد ابن حبان في الرواة عنه الصلت بن غالب الهجيمي، وقد فرّق بينهما البخاري في "التاريخ الكبير" 7/ 279، وأبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" 8/ 201- 202 فذكرا الصلت بن غالب الهجيمي في ترجمة مسلم غير منسوب، وخلاصة القول ليس ابن بديل مرادا هنا، وإنما الذي قصده البزار معدودا في الصحابة، والله أعلم.

وأما حديث صفوان بن عسال:
فأخرجه الطبراني 8/ (7392)، وفي "الدعاء" (478) من طريق عطاء بن عجلان، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال المرادي رضي الله عنه قال:
"بينما نحن مع رسول الله ﷺ إذ سمع رجلا يكبر، فقال النبي ﷺ: على الفطرة. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: شهد شهادة الحق. فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال: خرج من النار".
وإسناده تالف، عطاء بن عجلان: متروك، بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب.

وأما حديث أبي أمامة الباهلي:
فأخرجه الطبراني 8/ (7884)، وفي "الدعاء" (475) من طريق عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة قال:
"خرج النبي ﷺ ذات يوم ومعه أبو بكر، وعمر، وزيد بن ثابت، وعبد الله ابن مسعود، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، والنبي ﷺ على راحلته الجدعاء، فلما برزوا سمع النبي ﷺ رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر، فوقف يستمع، فلما قال: الله أكبر، الله أكبر، قال رسول الله ﷺ: شهد هذا، والذي نفسي بيده بشهادة الحق. فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: برئ هذا، والذي نفسي بيده من النار. ثلاث مرات، ثم قال رسول الله ﷺ: هذا صاحب كلاب. فذهب ابن مسعود وابن عباس، فوجدوه كذلك".
 وإسناده ضعيف، علي بن يزيد هو الألهاني: ضعيف.

وأما حديث سلمان الفارسي:
فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1955)، ومن طريقه الطبراني 6/ (6120) عن ابن التيمي، عن أبيه، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي قال: قال رسول ﷺ:
"إذا كان الرجل بأرض قي فحانت الصلاة فليتوضأ، فإن لم يجد ماء فليتيمم، فإن أقام صلى معه ملكاه، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه".
قال البيهقي في "السنن الكبرى" 1/ 406:
"لا يصح رفعه".
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/ 102 من طريق عبيد الله بن محمد الحارثي، قال: حدثنا يزيد بن سفيان، قال: حدثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان مرفوعا.
وقال ابن حبان:
"يزيد بن سفيان بن عبيد الله بن رواحة أبو خالد يروي عن سليمان التيمي بنسخة مقلوبة، روى عنه عبيد الله بن محمد الحارثي [[2]]، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لكثرة خطئه ومخالفته الثقات في الروايات".
وقال العقيلي في "الضعفاء" 4/ 384:
"يزيد بن سفيان أبو خالد بصري عن سليمان التيمي ولا يتابع على حديثه، ولا يعرف بالنقل".
وذكر الدارقطني كما في "أطراف الغرائب والأفراد" 3/ 131 أن يزيد بن سفيان تفرّد به عن سليمان التيمي.
قلت: أما قول الدارقطني بأنه تفرّد به يزيد بن سفيان، عن سليمان التيمي فليس كذلك، فقد تابعه معتمر بن سليمان التيمي كما عند عبد الرزاق (1955)، إلا إن كان الدارقطني يراها خطأً من عبد الرزاق على ابن التيمي فقد رواه ابن أبي شيبة 1/ 219 عن معتمر بن سليمان، عن أبيه بإسناده موقوفا [[3]]، وهو الصحيح فقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (341)، ومن طريقه النسائي في "السنن الكبرى" (11835)، وابن المنذر في "الأوسط" (1207)، وأبو نعيم في "الحلية" 1/ 204 من طريق حماد بن سلمة، والبيهقي 1/ 405 و 406 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ويزيد ابن هارون، أربعتهم (ابن المبارك، وحماد بن سلمة، وعبد الوهاب بن عطاء، ويزيد بن هارون) عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان موقوفا.
وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (342)، ومن طريقه النسائي في "السنن الكبرى" (11835) من طريق داود بن أبي هند، وابن أبي شيبة 1/ 219 من طريق أبي هارون الغنوي، كلاهما عن أبي عثمان، عن سلمان موقوفا.
وزاد ابن المبارك، والنسائي "يركعون بركوعه، ويسجدون بسجوده، ويؤمنون على دعائه".
ورواية داود ابن أبي هند عند البيهقي 1/ 406 مرفوعة، والطريق إليه ضعيفة فإنه يرويه من طريق القاسم بن غصن وهو ضعيف. وأما ابن المبارك فيرويه عن سفيان الثوري.
وقال البيهقي:
"هذا هو الصحيح موقوف".
قلت: وله حكم الرفع إذ لا مسرح للاجتهاد فيه، والله أعلم.

غريب الحديث


(شظية) بفتح الشين المعجمة وكسر الظاء المعجمة وتشديد التحتانية أي: قطعة من رأس الجبل، وقيل: هي الصخرة العظيمة الخارجة من الجبل كأنها أنف الجبل.

يستفاد من الحديث


أولًا: إثبات صفة العجب لله تعالى على المعنى اللائق به سبحانه وتعالى من غير تعطيل ولا تمثيل، والعجب نوعان:
أحدهما: أن يكون صادرا عن خفاء الأسباب على المتعجب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله تعالى، لأن الله لا يخفى عليه شيء.
والثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" 6/ 123-124:
"والله تعالى بكل شيء عليم فلا يجوز عليه أن لا يعلم سبب ما تعجب منه، بل يتعجب لخروجه عن نظائره تعظيما له، والله تعالى يعظم ما هو عظيم، إما لعظمة سببه أو لعظمته، فإنه وصف بعض الخير بأنه عظيم، ووصف بعض الشر بأنه عظيم فقال تعالى: ﴿رب العرش العظيم﴾، وقال: ﴿ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم﴾، وقال: ﴿ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا . وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما﴾، وقال: ﴿ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم﴾، وقال: ﴿إن الشرك لظلم عظيم﴾، ولهذا قال تعالى: ﴿بل عجبتُ ويسخرون﴾ على قراءة الضم فهنا هو عجب من كفرهم مع وضوح الأدلة.
وقال النبي ﷺ للذي آثر هو وامرأته ضيفهما: "لقد عجب الله" وفي لفظ في الصحيح: "لقد ضحك الله الليلة من صنيعكما البارحة"، وقال: "إن الرب ليعجب من عبده إذا قال رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، يقول علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا"، وقال: "عجب ربك من شاب ليست له صبوة"، وقال: "عجب ربك من راعي غنم على رأس شظية يؤذن ويقيم فيقول الله انظروا إلى عبدي" أو كما قال، ونحو ذلك".

ثانيًا: استحباب، وفضل الأذان لمن صلى وحده.

ثالثًا: أن الأذان من أسباب المغفرة للذنوب.

رابعًا: العزلة والانفراد عن الناس، وروى الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري "أن رجلا أتى النبي ﷺ، فقال: أي الناس أفضل؟ فقال: رجل يجاهد في سبيل الله بماله ونفسه. قال: ثم من؟ قال: مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ربه، ويدع الناس من شره".

خامسًا: الجزاء الجزيل والثواب الجليل والعطاء الجميل على العمل القليل.


كتبه أحوج الناس لعفو ربه 
أبو ســــــــــامي العبـــــــــــــــــــدان
حســــــــــــــــــن التمــــــــــــــــــــــــــام
7 - صفر - 1437 هجري

٭ ٭ ٭



[1] - قال الحافظ المزي: "ذكره خلف وحده. قال أبو القاسم: لم أجده ولا ذكره أبو مسعود".
وقال الحافظ في "النكت الظراف" (4105): "هو موجود في علامات النبوة عن أبي نعيم كما ذكر خلف فلعله وهم في عزوه أو لم يعز".
قلت: الذي موجود في "علامات النبوة" (3600) هو حديث "يأتي على الناس زمان، تكون الغنم فيه خير مال المسلم، يتبع بها شعف الجبال ..."، وهذا حديث آخر، قد ذكر
الحافظ المزي مواضعه من صحيح البخاري قبله برقم (4103).

[2] - قال الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" 1/ 423: "عبيد الله بن محمد الحارثي: لم أجده".  قلت: جاء في "الثقات" لابن حبان 8/ 407: "عبيد الله بن محمد بن يحيى أبو الربيع الحارثي من أهل الأهواز يروي عن عبيد الله بن موسى، وأهل البصرة، حدثنا عنه أحمد بن يحيى بن زهير وغيره مستقيم الحديث سكن تستر مات في المحرم سنة تسع وأربعين ومائتين".

[3] - ولم يميّز بينهما الحافظ في "التلخيص" 1/ 349، وتابعه الشيخ الألباني في "الثمر المستطاب" (ص 145)، ووقع الحافظ بوهم آخر فقد جعل رواية ابن المبارك مرفوعة أيضا!



الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

مشروعية الأذان للجمع بين الصلاتين جمع تقديم أو تأخير بأذان واحد وإقامتين


فيه حديث جابر الطويل في صفة حجة ﷺ، وفيه: "فأجاز رسول الله ﷺ حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء، فرحلت له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس وقال: إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل، وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال: بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم، اشهد، اللهم، اشهد. ثلاث مرات، ثم أذن، ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب رسول الله ﷺ، حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلا، حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله ﷺ وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله، ويقول بيده اليمنى: أيها الناس، السكينة السكينة. كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا، حتى تصعد، حتى أتى المزدلفة، فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يسبح بينهما شيئا... الحديث".

أخرجه مسلم (1218-147)، وأبو داود (1905) (1906)، والنسائي (604) و (655) و (656)، وفي "الكبرى" (1588) و (1631) و (1632) و (3990) و (4038)، وابن ماجه (3074)، وابن أبي شيبة 4/ 293:1 و 401-402، وعنه عبد حميد (1135) - المنتخب، والشافعي 1/ 352، والدارمي (1850)، وأبو يعلى (2188)، وابن الجارود في "المنتقى" (469)، وابن خزيمة (2811) و (2812) و (2853)، وابن المنذر في "الأوسط" (1140) و (1212)، وأبو عوانة (3462)، والطحاوي 2/ 213، وفي "شرح مشكل الآثار" (41)، والطبراني في "الأوسط (8826)، وابن حبان (1457) و (3944)، وابن حزم في "حجة الوداع" (96) و (100) و (111) و (280)، والبيهقي 1/ 400 و 3/ 181 و 5/ 6-9 ، 114 ، 121 ، 124، وفي "المعرفة" (10068)، وفي "دلائل النبوة" 5/ 433-438، والبغوي في "شرح السنة" (1928) من طريق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

يستفاد من الحديث



أولًا: مشروعية الأذان للجمع بين الصلاتين جمع تقديم أو تأخير بأذان واحد وإقامتين.

ثانيًا: أنه لا يصلى من الرواتب بين المجموعتين شيئا، ويستحب لغير المسافر صلاة السنن الراتبة بعدهما لا بينهما، فيصلى راتبة الظهر البعدية بعد فريضة العصر، ويصلى راتبة المغرب بعد العشاء.

ثالثًا: هذا حديث عظيم، مشتمل على جمل من الفوائد، ونفائس من مهمات القواعد كما قال النووي في "شرح مسلم" 8/ 170، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى في كتاب الحج، والله الموفق.



كتبه أحوج الناس لعفو ربه 
أبو ســـــــــامي العبــــــــــــــدان
حســـــــــــــــــــن التمـــــــــــــــام
4 - 2 - 1439 هجري


٭ ٭ ٭


الاثنين، 23 أكتوبر 2017

الأذان للصلاة للفائتة


(94) "كان رسول الله ﷺ في سفر، فقال: من يكلؤنا الليلة، لا نرقد عن صلاة الفجر؟ فقال: بلال: أنا، فاستقبل مطلع الشمس، فضرب على آذانهم، حتى أيقظهم حر الشمس، ثم قاموا، فقادوا ركابهم، ثم توضئوا، وأذن بلال، ثم صلوا ركعتي الفجر، ثم صلوا الفجر".

صحيح - أخرجه النسائي (624)، وفي "الكبرى" (84) - مائة حديث ساقطة من سنن النسائي الكبرى المطبوع، وأحمد 4/ 81، والبزار (3441)، وأبو يعلى (7410)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (474)، والطحاوي في "شرح المعاني" 1/ 401، وفي "شرح مشكل الآثار" (3978)، والطبراني 2/ (1565)، وابن عبد البر في "التمهيد" 3/ 299، وابن الجوزي في "التحقيق" (634) من طرق عن حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: فذكره.
وهذا إسناد رجاله رجال مسلم.
وأخرجه الشافعي 1/ 197، والبزار (3442) عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ بنحوه.
وقال البزار:
"وهذا الحديث لا نعلم له طريقا عن جبير بن مطعم إلا هذا الطريق، ولا نعلم أحدا رواه فسمى من بعد نافع بن جبير إلا حماد بن سلمة".

وقال الحافظ ابن عبد الهادي في "التنقيح" 2/ 390:
"وسئل عنه الدارقطني فقال: رواه حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
وخالفه ابن عيينة، فرواه عن عمرو، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، لم يسمه.
وخالفه إبراهيم بن يزيد الخوزي، فرواه عن عمرو، عن نافع بن جبير، عن أبي شريح الخزاعي، عن النبي ﷺ، ووهم فيه.
وأشبهها بالصواب قول ابن عيينة".

قلت: وعدم تسمية صحابي الحديث غير مؤثّر في صحته، وله شواهد من حديث أبي قتادة في قصة التعريس، عندما نام النبي ﷺ وأصحابه عن صلاة الصبح، قال: "فأمر بلالا، فنادى وصلى ركعتين، ثم تحول من مكانه ذلك، فأمره فأقام فصلى بنا الصبح" تقدم تخريجه في شواهد الحديث رقم (86) [1].
وحديث ابن مسعود في نومهم عن صلاة الصبح "فأمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى بنا" وانظر تخريجه في شواهد الحديث رقم (86)، وكذا حديثه في شغلهم عن الصلاة يوم الخندق، وحديث أبي سعيد الخدري، وتقدم تخريجهما أيضا في شواهد الحديث رقم (87).
وحديث أبي هريرة، فقد زاد معمر بن راشد فيه "فأذن، وأقام"، وحديث عمران بن حصين، وذي مخبر ويقال ذو مخمر الحبشي، وعمرو بن أمية، ومالك بن ربيعة، وقد تقدم تخريجها في شواهد الحديث رقم (86).


غريب الحديث



 (من يكلؤنا) أي: يحفظنا ويحرسنا لئلا تفوت علينا صلاة الفجر.

(فضرب على آذانهم) قال ابن الأثير في "النهاية" 3/ 80:
"هو كناية عن النوم، ومعناه حجب الصوت والحس أن يلجا آذانهم فينتبهوا، فكأنها قد ضرب عليها حجاب".



يستفاد من الحديث



أولًا: استحباب الأذان للصلاة الفائتة.


ثانيًا: جواز صلاة الفريضة الفائتة جماعة.


ثالثًا: وجوب قضاء الصلاة الفائتة لمن نام عنها أو نسيها عند زوال العذر.


رابعًا: قضاء السنة الراتبة.


خامسًا: أن من حصلت له غفلة في مكان عن عبادة استحب له التحول عنه.


سادسًا: أن النوم عذر شرعي.


سابعًا: تنصيب من يحرس ويحفظ على المسافرين صلاتهم.



كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
3 - 2 - 1439 هجري


٭ ٭ ٭

 ________



1 - المقصود كتاب "أحاديث الأحكام رواية ودراية".





حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام