[نجاسة البول ووجوب التنزه عنه، والتوقي منه]
(13) "مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين يعذبان، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة»، ثم أخذ جريدة رطبة، فشقها بنصفين، ثم غرز في كل قبر واحدة، فقالوا: يا رسول الله، لم صنعت هذا؟ فقال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا».
أخرجه البخاري (1361)، ومن طريقه البغوي (183) حدثنا يحيى، والنسائي (2069)، وفي "الكبرى" (2207) أخبرنا هناد بن السري، وابن أبي شيبة 2/ 376-377، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (228)، والبيهقي 2/ 412، وفي "السنن الصغير" (49)، وفي "إثبات عذاب القبر" (118) عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، والطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (898)، وأبو نعيم في "المستخرج" (674) عن أبي كريب، وأبو نعيم أيضا من طريق أحمد بن منيع، والآجري في "الشريعة" (851) من طريق الحسين بن الحسن المروزي, ويعقوب بن إبراهيم الدورقي, وزياد بن أيوب، وأبو نعيم في "المستخرج" (675) من طريق أبي موسى، والسمرقندي في "تنبيه الغافلين" (215) من طريق إبراهيم بن يوسف، كلُهم (يحيى، وهناد، وابن أبي شيبة، وأحمد بن عبد الجبار، وأبو كريب، والحسين بن الحسن المروزي, ويعقوب بن إبراهيم الدورقي, وزياد بن أيوب، وأحمد بن منيع، وأبو موسى محمد بن المثنى، وإبراهيم بن يوسف بن ميمون) عن أبي معاوية محمد بن خازم، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما: فذكره.
واللفظ للبخاري، وابن أبي شيبة والبغوي، وفي لفظ النسائي (لا يستبرئ من بوله)، والطبري، والخرائطي (لا يستبرئ من البول)، والآجري (لا يستنزه من بوله)
والسمرقندي، والبيهقي (لا يستنزه من البول)، وللسمرقندي وحده (مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين جديدين).
واللفظ للبخاري، وابن أبي شيبة والبغوي، وفي لفظ النسائي (لا يستبرئ من بوله)، والطبري، والخرائطي (لا يستبرئ من البول)، والآجري (لا يستنزه من بوله)
والسمرقندي، والبيهقي (لا يستنزه من البول)، وللسمرقندي وحده (مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين جديدين).
وتابع أبا معاوية: وكيع، وعبد الواحد بن زياد، وجرير بن عبد الحميد:
أما متابعة وكيع، فجاءت مقرونة به، وغير مقرونة، فأما المقرونة:
فأخرجها البخاري (218) حدثنا محمد بن المثنى، وأحمد 1/ 225، ومن طريقه أبو نعيم في "المستخرج" (674)، وابن أبي شيبة 1/ 122 و 3/ 375، وعنه ابن ماجه (347)، والآجري في "الشريعة" (851) من طريق يوسف بن موسى القطان، وأبو عوانة (495) حدثنا علي بن حرب، خمستُهم (محمد بن المثنى، وأحمد، وابن أبي شيبة، ويوسف بن موسى، وعلي بن حرب) عن أبي معاوية محمد بن خازم، ووكيع بن الجراح، قالا: حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، قال سمعت مجاهدا، يحدث عن طاووس، عن ابن عباس قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" ثم أخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، قالوا: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا".
واللفظ للبخاري وأبي عوانة، وفي لفظ آخر للبخاري، وابن أبي شيبة 1/ 122 (لا يستتر من بوله)، وفي لفظ لابن أبي شيبةأيضا 3/ 375 (لا يستبرئ من بوله)، ولفظ أحمد، وابن ماجه، والآجري (لا يستنزه من بوله)، ولابن ماجه (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين جديدين).
فأخرجها البخاري (218) حدثنا محمد بن المثنى، وأحمد 1/ 225، ومن طريقه أبو نعيم في "المستخرج" (674)، وابن أبي شيبة 1/ 122 و 3/ 375، وعنه ابن ماجه (347)، والآجري في "الشريعة" (851) من طريق يوسف بن موسى القطان، وأبو عوانة (495) حدثنا علي بن حرب، خمستُهم (محمد بن المثنى، وأحمد، وابن أبي شيبة، ويوسف بن موسى، وعلي بن حرب) عن أبي معاوية محمد بن خازم، ووكيع بن الجراح، قالا: حدثنا الأعمش ، عن مجاهد ، قال سمعت مجاهدا، يحدث عن طاووس، عن ابن عباس قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" ثم أخذ جريدة رطبة، فشقها نصفين، فغرز في كل قبر واحدة، قالوا: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا".
واللفظ للبخاري وأبي عوانة، وفي لفظ آخر للبخاري، وابن أبي شيبة 1/ 122 (لا يستتر من بوله)، وفي لفظ لابن أبي شيبةأيضا 3/ 375 (لا يستبرئ من بوله)، ولفظ أحمد، وابن ماجه، والآجري (لا يستنزه من بوله)، ولابن ماجه (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين جديدين).
وأما غير المقرونة به:
فأخرجها البخاري (6052) حدثنا يحيى، ومسلم (292-111) حدثنا أبو سعيد الأشج، وإسحاق بن إبراهيم، ومن طريق إسحاق (وحده) أبو نعيم في "المستخرج" (674) ، ومسلم أيضا، والترمذي (70)، والطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (899) عن أبي كريب محمد بن العلاء، وأبو داود (20) حدثنا زهير بن حرب، وأبو داود أيضا، والترمذي (70)، والنسائي (31)، وفي "الكبرى" (27) و (11549)، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5190) عن هناد بن السري ( وهو عنده في "الزهد" (360) و (575) )، والترمذي أيضا عن قتيبة، وابن أبي شيبة 3/ 377، ومن طريقه الآجري (850)، وأبو نعيم في "المستخرج" (674)، وكذا أبو الشيخ في "التوبيخ" (206)، وابن الجارود (130) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، وابن خزيمة (56) حدثنا يوسف بن موسى، وأبو عوانة (495) حدثنا عبد الرحمن بن بشر، وابن منده في "الإيمان" (1071)، والبيهقي 1/ 104، وفي "المعرفة" (4956)، وفي "الشعب" (10588)، وفي "إثبات عذاب القبر" (117) من طريق إبراهيم بن عبد الله العبسي، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 149، وابن المنذر في "الأوسط" (688) من طريق ابن نمير، كلُّهم (يحيى، وأبو سعيد الأشج، وإسحاق بن إبراهيم، وأبو كريب، وزهير بن حرب، وهناد، وقتيبة، وابن أبي شيبة، والحسن بن محمد الزعفراني، ويوسف بن موسى، وعبد الرحمن بن بشر، وإبراهيم بن عبد الله العبسي، وابن نمير) عن وكيع ( وهو عنده في "الزهد"
فأخرجها البخاري (6052) حدثنا يحيى، ومسلم (292-111) حدثنا أبو سعيد الأشج، وإسحاق بن إبراهيم، ومن طريق إسحاق (وحده) أبو نعيم في "المستخرج" (674) ، ومسلم أيضا، والترمذي (70)، والطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (899) عن أبي كريب محمد بن العلاء، وأبو داود (20) حدثنا زهير بن حرب، وأبو داود أيضا، والترمذي (70)، والنسائي (31)، وفي "الكبرى" (27) و (11549)، وعنه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5190) عن هناد بن السري ( وهو عنده في "الزهد" (360) و (575) )، والترمذي أيضا عن قتيبة، وابن أبي شيبة 3/ 377، ومن طريقه الآجري (850)، وأبو نعيم في "المستخرج" (674)، وكذا أبو الشيخ في "التوبيخ" (206)، وابن الجارود (130) حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، وابن خزيمة (56) حدثنا يوسف بن موسى، وأبو عوانة (495) حدثنا عبد الرحمن بن بشر، وابن منده في "الإيمان" (1071)، والبيهقي 1/ 104، وفي "المعرفة" (4956)، وفي "الشعب" (10588)، وفي "إثبات عذاب القبر" (117) من طريق إبراهيم بن عبد الله العبسي، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" 3/ 149، وابن المنذر في "الأوسط" (688) من طريق ابن نمير، كلُّهم (يحيى، وأبو سعيد الأشج، وإسحاق بن إبراهيم، وأبو كريب، وزهير بن حرب، وهناد، وقتيبة، وابن أبي شيبة، والحسن بن محمد الزعفراني، ويوسف بن موسى، وعبد الرحمن بن بشر، وإبراهيم بن عبد الله العبسي، وابن نمير) عن وكيع ( وهو عنده في "الزهد"
(444) ) عن الأعمش، قال:
سمعت مجاهدا، يحدث، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: " إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا: فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا: فكان يمشي بالنميمة " ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين، فغرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا».
واللفظ للبخاري، ومسلم، والترمذي، ووكيع، وهناد (575)، وابن خزيمة، وأبي داود، وفي رواية أبي داود عن زهير بن حرب (لا يستنزه من البول)، ولفظ النسائي، والآجري، والبيهقي (لا يستنزه من بوله)، ولفظ هناد في "الزهد" (360) (لا يستبرئ من البول)، ولفظ ابن الجارود، وابن المنذر، والطحاوي (لا يستبرئ من بوله)، ولفظ أبي الشيخ (لا يتوقى من بوله).
سمعت مجاهدا، يحدث، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال:
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: " إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا: فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا: فكان يمشي بالنميمة " ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين، فغرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا».
واللفظ للبخاري، ومسلم، والترمذي، ووكيع، وهناد (575)، وابن خزيمة، وأبي داود، وفي رواية أبي داود عن زهير بن حرب (لا يستنزه من البول)، ولفظ النسائي، والآجري، والبيهقي (لا يستنزه من بوله)، ولفظ هناد في "الزهد" (360) (لا يستبرئ من البول)، ولفظ ابن الجارود، وابن المنذر، والطحاوي (لا يستبرئ من بوله)، ولفظ أبي الشيخ (لا يتوقى من بوله).
وأما متابعة عبد الواحد بن زياد:
فأخرجها مسلم (292)، والدارمي (739)، وأبو عوانة (496)، والبيهقي 2/ 412، وفي "إثبات عذاب القبر" (119)، والجورقاني في "الأباطيل" (347) من طريق عبد الواحد، عن الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال: "وكان الآخر لا يستنزه عن البول - أو من البول -", لفظ أبي عوانة (لا يستتر من البول) ومن طريق عبد الواحد أخرجه عبد بن حميد (620-المنتخب) حدثني فهد بن عوف، ولفظه (لا يتقي البول)، وإسناده ضعيف جدا، فهد بن عوف: متروك.
تركه مسلم، والفلاس.
وقال ابن المديني: كذاب.
وقال أبو زرعة: اتهم بسرقة حديثين.
وقال الدارقطني: ضعيف.
ويُنظر "الجرح والتعديل" 3/ 570-571 لابن أبي حاتم.
فأخرجها مسلم (292)، والدارمي (739)، وأبو عوانة (496)، والبيهقي 2/ 412، وفي "إثبات عذاب القبر" (119)، والجورقاني في "الأباطيل" (347) من طريق عبد الواحد، عن الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال: "وكان الآخر لا يستنزه عن البول - أو من البول -", لفظ أبي عوانة (لا يستتر من البول) ومن طريق عبد الواحد أخرجه عبد بن حميد (620-المنتخب) حدثني فهد بن عوف، ولفظه (لا يتقي البول)، وإسناده ضعيف جدا، فهد بن عوف: متروك.
تركه مسلم، والفلاس.
وقال ابن المديني: كذاب.
وقال أبو زرعة: اتهم بسرقة حديثين.
وقال الدارقطني: ضعيف.
ويُنظر "الجرح والتعديل" 3/ 570-571 لابن أبي حاتم.
وأما متابعة جرير بن عبد الحميد:
فأخرجها البخاري (1378)، وابن حبان (3128)، والآجري في "الشريعة" (851) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما، مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير» ثم قال: «بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله» قال: ثم أخذ عودا رطبا، فكسره باثنتين، ثم غرز كل واحد منهما على قبر، ثم قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا»، واللفظ للبخاري، ولفظ ابن حبان، والآجري (لا يستنزه من بوله).
وقال النسائي:
"خالفه منصور، رواه عن مجاهد، عن ابن عباس ولم يذكر طاووسا".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح، وروى منصور هذا الحديث، عن مجاهد، عن ابن عباس، ولم يذكر فيه عن طاووس، ورواية الأعمش أصح، وسمعت أبا بكر محمد بن أبان
البلخي مستملي وكيع، يقول: سمعت وكيعا، يقول: «الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور»".
وقال في "العلل الكبير" (ص 42):
" سألت محمدا - يعني البخاري - عن حديث مجاهد, عن طاووس, عن ابن عباس مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: الأعمش يقول: عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس، ومنصور يقول: عن مجاهد, عن ابن عباس ولا يذكر فيه: عن طاووس، قلت: أيهما أصح؟ قال: حديث الأعمش".
وقال ابن حبان:
"سمع هذا الخبر مجاهد عن ابن عباس وسمعه عن طاووس عن ابن عباس فالطريقان جميعا محفوظان".
فأخرجها البخاري (1378)، وابن حبان (3128)، والآجري في "الشريعة" (851) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما، مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: «إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير» ثم قال: «بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله» قال: ثم أخذ عودا رطبا، فكسره باثنتين، ثم غرز كل واحد منهما على قبر، ثم قال: «لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا»، واللفظ للبخاري، ولفظ ابن حبان، والآجري (لا يستنزه من بوله).
وقال النسائي:
"خالفه منصور، رواه عن مجاهد، عن ابن عباس ولم يذكر طاووسا".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح، وروى منصور هذا الحديث، عن مجاهد، عن ابن عباس، ولم يذكر فيه عن طاووس، ورواية الأعمش أصح، وسمعت أبا بكر محمد بن أبان
البلخي مستملي وكيع، يقول: سمعت وكيعا، يقول: «الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور»".
وقال في "العلل الكبير" (ص 42):
" سألت محمدا - يعني البخاري - عن حديث مجاهد, عن طاووس, عن ابن عباس مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: الأعمش يقول: عن مجاهد، عن طاووس، عن ابن عباس، ومنصور يقول: عن مجاهد, عن ابن عباس ولا يذكر فيه: عن طاووس، قلت: أيهما أصح؟ قال: حديث الأعمش".
وقال ابن حبان:
"سمع هذا الخبر مجاهد عن ابن عباس وسمعه عن طاووس عن ابن عباس فالطريقان جميعا محفوظان".
قلت: أما طريق مجاهد عن ابن عباس بلا واسطة:
فأخرجه البخاري (216)، وأبو داود (21)، والنسائي (2068)، وفي "الكبرى" (2206)، والطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (901)، وابن خزيمة (55)، والآجري في "الشريعة" (848) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (6055) من طريق عبيدة بن حميد، وأحمد 1/ 225 من طريق شيبان، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (213) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتُهم عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال:
"مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة، أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«يعذبان، وما يعذبان في كبير» ثم قال: «بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة». ثم دعا بجريدة، فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا» أو: «إلى أن ييبسا» واللفظ للبخاري، وأبي داود، وابن خزيمة، ولفظ النسائي (لا يستبرئ من بوله)، ولفظ الآجري (لا يستنزه من بوله)، ولفظ الخرائطي (إنهما ليعذبان في يسير، مرة أو مرتين، وما هو بيسير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر ففي النميمة).
فأخرجه البخاري (216)، وأبو داود (21)، والنسائي (2068)، وفي "الكبرى" (2206)، والطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (901)، وابن خزيمة (55)، والآجري في "الشريعة" (848) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (6055) من طريق عبيدة بن حميد، وأحمد 1/ 225 من طريق شيبان، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (213) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتُهم عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال:
"مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة، أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«يعذبان، وما يعذبان في كبير» ثم قال: «بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة». ثم دعا بجريدة، فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: «لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا» أو: «إلى أن ييبسا» واللفظ للبخاري، وأبي داود، وابن خزيمة، ولفظ النسائي (لا يستبرئ من بوله)، ولفظ الآجري (لا يستنزه من بوله)، ولفظ الخرائطي (إنهما ليعذبان في يسير، مرة أو مرتين، وما هو بيسير، أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول، وأما الآخر ففي النميمة).
وأخرجه الآجري في "الشريعة" (849) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن منصور والأعمش، عن مجاهد به.
وأخرجه الطيالسي (2768) حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على قبرين فقال:
«إنهما ليعذبان في غير كبير، أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس، وأما الآخر فكان صاحب نميمة» ثم دعا بجريدة، فشقها نصفين، فوضع نصفها على هذا القبر، ونصفها على هذا القبر وقال: «عسى أن يخفف عنهما ما دامتا رطبتين».
وهذا اللفظ غير محفوظ، أعني (أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس)، وقد أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (900)، وابن حبان (3129) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبى عدي، عن شعبة بهذا الإسناد، ولفظه "إن هذين يعذبان في غير كبير، وبلى، في نميمة والبول..." الحديث.
«إنهما ليعذبان في غير كبير، أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس، وأما الآخر فكان صاحب نميمة» ثم دعا بجريدة، فشقها نصفين، فوضع نصفها على هذا القبر، ونصفها على هذا القبر وقال: «عسى أن يخفف عنهما ما دامتا رطبتين».
وهذا اللفظ غير محفوظ، أعني (أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس)، وقد أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (900)، وابن حبان (3129) من طريق محمد بن إبراهيم بن أبى عدي، عن شعبة بهذا الإسناد، ولفظه "إن هذين يعذبان في غير كبير، وبلى، في نميمة والبول..." الحديث.
وأخرجه الخرائطي (214) من طريق سهيل بن أبي صالح، عن حبيب بن حسان الكوفي، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال:
دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض حوائط الأنصار بالغابة، وإذا بقبرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله، سبحان الله، إن صاحبي هذين
القبرين ليعذبان في غير كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنقي من البول»، وأخذ جريدة رطبة فكسرها، فجعل عند رأس كل واحد منهما نصفا، وقال: «لعله أن يرفه عنهما ما دامت رطبة».
وإسناده ضعيف جدا، حبيب بن حسان الكوفي هو ابن أبي الاشرس: قال أحمد والنسائي: متروك.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 313: منكر الحديث.
وقال أبو داود: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض حوائط الأنصار بالغابة، وإذا بقبرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله، سبحان الله، إن صاحبي هذين
القبرين ليعذبان في غير كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنقي من البول»، وأخذ جريدة رطبة فكسرها، فجعل عند رأس كل واحد منهما نصفا، وقال: «لعله أن يرفه عنهما ما دامت رطبة».
وإسناده ضعيف جدا، حبيب بن حسان الكوفي هو ابن أبي الاشرس: قال أحمد والنسائي: متروك.
وقال ابن معين: ليس بثقة.
وقال البخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 313: منكر الحديث.
وقال أبو داود: ليس حديثه بشيء.
وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
وله طريق أخرى عن طاووس:
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند عمر (902) حدثنا ابن وكيع، حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، قال: حدثني أعلمهم بذلك عبد الله بن عباس، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة» ، ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنتين، ثم غرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال:
«لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا».
وإسناده ضعيف، ابن وكيع هو سفيان وهو ضعيف، وباقي رجاله رجال الشيخين، أيوب هو السختياني، وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي.
أخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند عمر (902) حدثنا ابن وكيع، حدثنا عبد الوهاب، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، قال: حدثني أعلمهم بذلك عبد الله بن عباس، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين، فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة» ، ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنتين، ثم غرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا، ثم قال:
«لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا».
وإسناده ضعيف، ابن وكيع هو سفيان وهو ضعيف، وباقي رجاله رجال الشيخين، أيوب هو السختياني، وعبد الوهاب هو ابن عبد المجيد الثقفي.
وله شاهد من حديث أبي بكرة، وجابر، وأبي أمامة، وأبي هريرة، ويعلى بن سيابة، وأنس:
أما حديث أبي بكرة:
فأخرجه أحمد 5/ 35-36 حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 127، والبزار (3636)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 1/ 154، وابن عدي في "الكامل" 2/ 236، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 610، وابن عدي في "الكامل" 2/ 236 عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3747)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (125) عن مسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن الأسود بن شيبان، حدثنا بحر بن مرار، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: حدثنا أبو بكرة، قال:
"بينا أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي، ورجل عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، وبلى، فأيكم يأتيني بجريدة؟ فاستبقنا، فسبقته، فأتيته بجريدة، فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر قطعة، وقال: "إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعذبان إلا في البول، والغيبة".
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن أبي بكرة، إلا من حديث الأسود بن شيبان، ولم يجوده عن الأسود بن شيبان، إلا مسلم بن إبراهيم، ورواه أبو داود الطيالسي ( في "مسنده" (908-هجر) ) عن الأسود بن شيبان، عن بحر بن مرار، عن أبي بكرة".
ومن طريق أبي داود الطيالسي أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5191)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (124)، وتابع الطيالسي: وكيع:
أخرجه أحمد 5/ 39، وابن أبي شيبة 1/ 122 و3 /386، وعنه ابن ماجه (349)، وأما قول الطبراني لم يجوده إلا مسلم بن ابراهيم عن شيبان!
فليس كما قال فقد تابعه أربعة: أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وعبد الله بن أبي بكر العتكي، وقد تقدما في التخريج، وسليمان بن حرب كما في "العلل" 3/ 575 لابن أبي حاتم، وعبد الصمد كما في "العلل" للدارقطني 7/ 156.
وقال العقيلي:
"وليس بمحفوظ من حديث أبي بكرة إلا عن بحر بن مرار هذا، وقد صح من غير هذا الوجه".
قلت: وهو صدوق اختلط بآخرة، وقد اضطرب في إسناده فمرة يوصله، ومرة يرسله، وصوّب الدارقطني في "العلل" 7/ 156 الرواية الموصولة.
وقال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 3/ 574-575 إنها: "أصح".
فأخرجه أحمد 5/ 35-36 حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، والبخاري في "التاريخ الكبير" 2/ 127، والبزار (3636)، والعقيلي في "الضعفاء الكبير" 1/ 154، وابن عدي في "الكامل" 2/ 236، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 610، وابن عدي في "الكامل" 2/ 236 عن عبد الله بن أبي بكر العتكي، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3747)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (125) عن مسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عن الأسود بن شيبان، حدثنا بحر بن مرار، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، قال: حدثنا أبو بكرة، قال:
"بينا أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي، ورجل عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير، وبلى، فأيكم يأتيني بجريدة؟ فاستبقنا، فسبقته، فأتيته بجريدة، فكسرها نصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر قطعة، وقال: "إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يعذبان إلا في البول، والغيبة".
وقال الطبراني:
"لا يروى هذا الحديث عن أبي بكرة، إلا من حديث الأسود بن شيبان، ولم يجوده عن الأسود بن شيبان، إلا مسلم بن إبراهيم، ورواه أبو داود الطيالسي ( في "مسنده" (908-هجر) ) عن الأسود بن شيبان، عن بحر بن مرار، عن أبي بكرة".
ومن طريق أبي داود الطيالسي أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5191)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (124)، وتابع الطيالسي: وكيع:
أخرجه أحمد 5/ 39، وابن أبي شيبة 1/ 122 و3 /386، وعنه ابن ماجه (349)، وأما قول الطبراني لم يجوده إلا مسلم بن ابراهيم عن شيبان!
فليس كما قال فقد تابعه أربعة: أبو سعيد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري مولى بني هاشم، وعبد الله بن أبي بكر العتكي، وقد تقدما في التخريج، وسليمان بن حرب كما في "العلل" 3/ 575 لابن أبي حاتم، وعبد الصمد كما في "العلل" للدارقطني 7/ 156.
وقال العقيلي:
"وليس بمحفوظ من حديث أبي بكرة إلا عن بحر بن مرار هذا، وقد صح من غير هذا الوجه".
قلت: وهو صدوق اختلط بآخرة، وقد اضطرب في إسناده فمرة يوصله، ومرة يرسله، وصوّب الدارقطني في "العلل" 7/ 156 الرواية الموصولة.
وقال أبو حاتم كما في "العلل" لابنه 3/ 574-575 إنها: "أصح".
وأما حديث جابر:
فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (735)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (176)، وفي "ذم الغيبة" (38)، وأبو يعلى (2050)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 18/ 130 من طريق النضر، قال: حدثنا أبو العوام عبد العزيز بن ربيع الباهلي قال: حدثنا أبو الزبير محمد، عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى على قبرين يعذب صاحباهما، فقال: «إنهما لا يعذبان في كبير، وبلى، أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول»،
فدعا بجريدة رطبة، أو بجريدتين، فكسرهما، ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما إنه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين، أو: لم تيبسا".
وقال المزي:
"هكذا رواه النضر بن شميل، وخالفه يحيى بن كثير، فرواه عن عبد العزيز، عن عطاء، عن جابر".
أخرجه أبو يعلى (2055) حدثنا الجراح بن مخلد، حدثنا يحيى بن كثير بن درهم العنبري، حدثنا عبد العزيز بن ربيع الباهلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر به.
وله طريقان آخران عن أبي الزبير غير صالحين للاعتبار:
الأول:
أخرجه أبو يعلى (2066) حدثنا قاسم بن أبي شيبة، حدثنا أبو داود الطيالسي، عن أبي العوام، عن أبي الزبير، عن جابر نحوه.
إسناده ضعيف جدا، قاسم بن أبي شيبة: قال الخليلي في "الإرشاد" 2/ 575: ضعفوه وتركوا حديثه.
والثاني:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4628) من طريق عمرو بن خالد الحراني قال: نا ابن لهيعة، عن أسامة بن زيد، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
«مر نبي الله صلى الله عليه وسلم على قبور نساء من بني النجار هلكوا في الجاهلية، فسمعهم يعذبون في القبور في النميمة».
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أسامة بن زيد إلا ابن لهيعة".
وابن لهيعة سيء الحفظ، وفي متنه نكارة، فقد رواه ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول:
"دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما نخلا لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فزعا، فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر".
أخرجه أحمد 3/ 295، وعنه عبد الله في "السنة" (1432) حدثنا عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (6742) ) عن ابن جريج به.
وأخرجه أبو يعلى (2149)، وابن أبي داود في "البعث" (13)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (204) من طريق سفيان، والبزار (871) -كشف، من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي الزبير به.
وخالف أبا الزبير: أبو سفيان طلحة بن نافع فجعله من مسند أم مبشر الأنصارية إمرأة زيد بن حارثة:
أخرجه أحمد 6/ 362، وابن أبي شيبة 3/ 374 و10/ 193-194، ومن طريقه الطبراني 25/ (268)، وهناد في "الزهد" (349)، وابن أبي عاصم في "السنة" (875)، وابن حبان (3125)، والآجري في "الشريعة" (856)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (95) عن أبي معاوية، عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن جابر، عن أم مبشر قالت: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حائط بني النجار فيه قبور موتى قد ماتوا في الجاهلية قالت:
فخرج وهو يقول: «استعيذوا بالله من عذاب القبر»، قالت: فقلت: يا رسول الله, وإنهم ليعذبون في قبورهم؟ قال: «نعم عذابا تسمعه البهائم».
وقال الدارقطني في "العلل" 15/ 418: "وقول أبي الزبير فيه أشبه بالصواب".
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 250) ثنا موسى بن شبيب، قال: ثنا عبد الله بن موسى، قال: ثنا أبو إسرائيل عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لأم ميسرة، فإذا بقبرين، فدعا بجريدة رطبة فشقها ثم وضع واحدة على أحد القبرين والأخرى على القبر الآخر، ثم قال: «ترفه عنهما حتى تجفا» . قيل: يا رسول الله، في أي شيء يعذبان؟ قال: «أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يتنزه من البول» وإسناده ضعيف، موسى بن شبيب: لم أجده، وفيه عنعنة الأعمش، و(أبو اسرائيل) لعل الصواب: إسرائيل، و(عبد الله) صوابه: عبيد الله، ومتنه منكر، فهو معروف ليس فيه ذكر أسباب العذاب، والحائط لأم مبشر الأنصارية، وليس لأم ميسرة، وأصله في صحيح مسلم (3012) في حديث طويل من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم ... إلى أن قال: حتى أتينا جابر بن عبد الله، ثم ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا جابر هل رأيت مقامي؟» قلت: نعم، يا رسول الله قال: «فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا، فأقبل بهما، حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك»، قال جابر: فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته، فانذلق لي، فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا، ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري، ثم لحقته، فقلت: قد فعلت، يا رسول الله فعم ذاك؟ قال: «إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت، بشفاعتي، أن يرفه عنهما، ما دام الغصنان رطبين».
وأخرجه ابن حبان (6524).
فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (735)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (176)، وفي "ذم الغيبة" (38)، وأبو يعلى (2050)، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" 18/ 130 من طريق النضر، قال: حدثنا أبو العوام عبد العزيز بن ربيع الباهلي قال: حدثنا أبو الزبير محمد، عن جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى على قبرين يعذب صاحباهما، فقال: «إنهما لا يعذبان في كبير، وبلى، أما أحدهما فكان يغتاب الناس، وأما الآخر فكان لا يتأذى من البول»،
فدعا بجريدة رطبة، أو بجريدتين، فكسرهما، ثم أمر بكل كسرة فغرست على قبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما إنه سيهون من عذابهما ما كانتا رطبتين، أو: لم تيبسا".
وقال المزي:
"هكذا رواه النضر بن شميل، وخالفه يحيى بن كثير، فرواه عن عبد العزيز، عن عطاء، عن جابر".
أخرجه أبو يعلى (2055) حدثنا الجراح بن مخلد، حدثنا يحيى بن كثير بن درهم العنبري، حدثنا عبد العزيز بن ربيع الباهلي، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر به.
وله طريقان آخران عن أبي الزبير غير صالحين للاعتبار:
الأول:
أخرجه أبو يعلى (2066) حدثنا قاسم بن أبي شيبة، حدثنا أبو داود الطيالسي، عن أبي العوام، عن أبي الزبير، عن جابر نحوه.
إسناده ضعيف جدا، قاسم بن أبي شيبة: قال الخليلي في "الإرشاد" 2/ 575: ضعفوه وتركوا حديثه.
والثاني:
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4628) من طريق عمرو بن خالد الحراني قال: نا ابن لهيعة، عن أسامة بن زيد، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
«مر نبي الله صلى الله عليه وسلم على قبور نساء من بني النجار هلكوا في الجاهلية، فسمعهم يعذبون في القبور في النميمة».
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن أسامة بن زيد إلا ابن لهيعة".
وابن لهيعة سيء الحفظ، وفي متنه نكارة، فقد رواه ابن جريج، أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول:
"دخل النبي صلى الله عليه وسلم يوما نخلا لبني النجار، فسمع أصوات رجال من بني النجار ماتوا في الجاهلية يعذبون في قبورهم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فزعا، فأمر أصحابه أن يتعوذوا من عذاب القبر".
أخرجه أحمد 3/ 295، وعنه عبد الله في "السنة" (1432) حدثنا عبد الرزاق ( وهو في "المصنف" (6742) ) عن ابن جريج به.
وأخرجه أبو يعلى (2149)، وابن أبي داود في "البعث" (13)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (204) من طريق سفيان، والبزار (871) -كشف، من طريق موسى بن عقبة، كلاهما عن أبي الزبير به.
وخالف أبا الزبير: أبو سفيان طلحة بن نافع فجعله من مسند أم مبشر الأنصارية إمرأة زيد بن حارثة:
أخرجه أحمد 6/ 362، وابن أبي شيبة 3/ 374 و10/ 193-194، ومن طريقه الطبراني 25/ (268)، وهناد في "الزهد" (349)، وابن أبي عاصم في "السنة" (875)، وابن حبان (3125)، والآجري في "الشريعة" (856)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (95) عن أبي معاوية، عن الأعمش, عن أبي سفيان, عن جابر، عن أم مبشر قالت: "دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حائط بني النجار فيه قبور موتى قد ماتوا في الجاهلية قالت:
فخرج وهو يقول: «استعيذوا بالله من عذاب القبر»، قالت: فقلت: يا رسول الله, وإنهم ليعذبون في قبورهم؟ قال: «نعم عذابا تسمعه البهائم».
وقال الدارقطني في "العلل" 15/ 418: "وقول أبي الزبير فيه أشبه بالصواب".
وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 250) ثنا موسى بن شبيب، قال: ثنا عبد الله بن موسى، قال: ثنا أبو إسرائيل عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا لأم ميسرة، فإذا بقبرين، فدعا بجريدة رطبة فشقها ثم وضع واحدة على أحد القبرين والأخرى على القبر الآخر، ثم قال: «ترفه عنهما حتى تجفا» . قيل: يا رسول الله، في أي شيء يعذبان؟ قال: «أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يتنزه من البول» وإسناده ضعيف، موسى بن شبيب: لم أجده، وفيه عنعنة الأعمش، و(أبو اسرائيل) لعل الصواب: إسرائيل، و(عبد الله) صوابه: عبيد الله، ومتنه منكر، فهو معروف ليس فيه ذكر أسباب العذاب، والحائط لأم مبشر الأنصارية، وليس لأم ميسرة، وأصله في صحيح مسلم (3012) في حديث طويل من طريق حاتم بن إسماعيل، عن يعقوب بن مجاهد أبي حزرة، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال: خرجت أنا وأبي نطلب العلم ... إلى أن قال: حتى أتينا جابر بن عبد الله، ثم ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا جابر هل رأيت مقامي؟» قلت: نعم، يا رسول الله قال: «فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا، فأقبل بهما، حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك»، قال جابر: فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته، فانذلق لي، فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا، ثم أقبلت أجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري، ثم لحقته، فقلت: قد فعلت، يا رسول الله فعم ذاك؟ قال: «إني مررت بقبرين يعذبان، فأحببت، بشفاعتي، أن يرفه عنهما، ما دام الغصنان رطبين».
وأخرجه ابن حبان (6524).
وأما حديث أبي أمامة:
فأخرجه ابن ماجه (245) مختصرٍا، وأحمد 5/ 266، والطبراني 8/ (7869)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (298) مختصرا من طريق معان بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد قال: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة قال:
مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد قال: فكان الناس يمشون خلفه، قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه شيء من الكبر، فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين قال: فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من دفنتم هاهنا اليوم"، قالوا: يا نبي الله، فلان وفلان، قال: "إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبريهما" قالوا : يا رسول الله فيم ذاك؟ قال: "أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" وأخذ جريدة رطبة فشقها، ثم جعلها على القبرين، قالوا: يا نبي الله، ولم فعلت؟ قال: "ليخفف عنهما"، قالوا: يا نبي الله، وحتى متى هما يعذبان ؟ قال: "غيب لا يعلمه إلا الله"
قال: "ولولا تمريج قلوبكم أو تزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع".
وإسناده ضعيف، علي بن يزيد وهو الألهاني: ضعيف.
ومعان بن رفاعة السلامي: ليّن الحديث، وقال ابن عدي في "الكامل" 8/ 38: عامة ما يرويه، لاَ يُتَابَعُ عَليه.
وقال البوصيري في "الزوائد": "قال ابن معين علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعفاء كلها".
تنبيه:
تحرّف في "الزهد الكبير" معان إلى معاذ.
فأخرجه ابن ماجه (245) مختصرٍا، وأحمد 5/ 266، والطبراني 8/ (7869)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (298) مختصرا من طريق معان بن رفاعة، حدثني علي بن يزيد قال: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة قال:
مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد قال: فكان الناس يمشون خلفه، قال: فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه شيء من الكبر، فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين قال: فوقف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من دفنتم هاهنا اليوم"، قالوا: يا نبي الله، فلان وفلان، قال: "إنهما ليعذبان الآن ويفتنان في قبريهما" قالوا : يا رسول الله فيم ذاك؟ قال: "أما أحدهما فكان لا يتنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" وأخذ جريدة رطبة فشقها، ثم جعلها على القبرين، قالوا: يا نبي الله، ولم فعلت؟ قال: "ليخفف عنهما"، قالوا: يا نبي الله، وحتى متى هما يعذبان ؟ قال: "غيب لا يعلمه إلا الله"
قال: "ولولا تمريج قلوبكم أو تزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع".
وإسناده ضعيف، علي بن يزيد وهو الألهاني: ضعيف.
ومعان بن رفاعة السلامي: ليّن الحديث، وقال ابن عدي في "الكامل" 8/ 38: عامة ما يرويه، لاَ يُتَابَعُ عَليه.
وقال البوصيري في "الزوائد": "قال ابن معين علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة هي ضعفاء كلها".
تنبيه:
تحرّف في "الزهد الكبير" معان إلى معاذ.
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه ابن حبان (824) من طريق محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، قال:
"كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررنا على قبرين، فقام، فقمنا معه، فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه، فقلنا: ما لك يا نبي الله؟،
قال: «ما تسمعون ما أسمع؟» قلنا: وما ذاك يا نبي الله؟، قال: «هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين» ، قلنا: مم ذلك يا نبي الله؟، قال: «كان أحدهما لا يستنزه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة» فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كل قبر واحدة، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله؟، قال: «نعم، يخفف عنهما ما داما رطبتين».
وإسناده حسن، أبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد الحراني: ثقة. والمنهال بن عمرو، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة كلاهما صدوق.
وله طريقان آخران عن أبي هريرة:
الأول:
أخرجه أحمد 2/ 441، وابن أبي شيبة 3/ 376، وإسحاق (207)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (123) عن محمد بن عبيد، والطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (903) من طريق الوليد بن القاسم، كلاهما عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر، فقال:
"ائتوني بجريدتين"، فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، فقيل: يا نبي الله، أينفعه ذلك؟ قال: "لن يزال يخفف عنه بعض عذاب القبر ما كان فيهما ندو".
وإسناده حسن، أبو حازم هو سلمان الأشجعي، ويزيد بن كيسان هو اليشكري حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف" (6351).
والثاني:
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 4/ 119، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (122) من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد العزيز بن صالح، أن أبا الخنساء حدثه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنه مر بقبرين فأخذ سعفة أو جريدة فشقها فجعل إحداهما على أحد القبرين، والشقة الأخرى على القبر الآخر. قال ابن وهب: أرى سئل عن فعلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رجل كان لا يتقي من البول وامرأة كانت تمشي بين الناس بالنميمة فانتظر بهما العذاب إلى يوم القيامة».
وإسناده ضعيف، أبو الخنساء مجهول.
وعبد العزيز بن صالح: عداده فِي أهل مصر، روى عنه ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، و سعيد بن أبي هلال، ويحيى بن أيوب، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 17،
وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 385، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووثقه ابن حبان 7/ 112
وقال الأزدي" "ضعيف مجهول" نقله عنه ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" 2/ 109، والعيني في "مغاني الأخيار" 2/ 230.
وقال الذهبي في "المغني" (3735):
"عبد العزيز بن صالح عن ابن لهيعة: مجهول" وكذا في "الميزان" 2/ 629.
وقال الحافظ في "اللسان" 4/ 31: "الصواب يروي عنه ابن لهيعة".
فأخرجه ابن حبان (824) من طريق محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، قال:
"كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررنا على قبرين، فقام، فقمنا معه، فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه، فقلنا: ما لك يا نبي الله؟،
قال: «ما تسمعون ما أسمع؟» قلنا: وما ذاك يا نبي الله؟، قال: «هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين» ، قلنا: مم ذلك يا نبي الله؟، قال: «كان أحدهما لا يستنزه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة» فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كل قبر واحدة، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله؟، قال: «نعم، يخفف عنهما ما داما رطبتين».
وإسناده حسن، أبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد الحراني: ثقة. والمنهال بن عمرو، ومحمد بن وهب بن أبي كريمة كلاهما صدوق.
وله طريقان آخران عن أبي هريرة:
الأول:
أخرجه أحمد 2/ 441، وابن أبي شيبة 3/ 376، وإسحاق (207)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (123) عن محمد بن عبيد، والطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (903) من طريق الوليد بن القاسم، كلاهما عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر، فقال:
"ائتوني بجريدتين"، فجعل إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، فقيل: يا نبي الله، أينفعه ذلك؟ قال: "لن يزال يخفف عنه بعض عذاب القبر ما كان فيهما ندو".
وإسناده حسن، أبو حازم هو سلمان الأشجعي، ويزيد بن كيسان هو اليشكري حسن الحديث كما قال الذهبي في "الكاشف" (6351).
والثاني:
أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 4/ 119، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (122) من طريق عمرو بن الحارث، عن عبد العزيز بن صالح، أن أبا الخنساء حدثه، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أنه مر بقبرين فأخذ سعفة أو جريدة فشقها فجعل إحداهما على أحد القبرين، والشقة الأخرى على القبر الآخر. قال ابن وهب: أرى سئل عن فعلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رجل كان لا يتقي من البول وامرأة كانت تمشي بين الناس بالنميمة فانتظر بهما العذاب إلى يوم القيامة».
وإسناده ضعيف، أبو الخنساء مجهول.
وعبد العزيز بن صالح: عداده فِي أهل مصر، روى عنه ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، و سعيد بن أبي هلال، ويحيى بن أيوب، وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" 6/ 17،
وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 5/ 385، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووثقه ابن حبان 7/ 112
وقال الأزدي" "ضعيف مجهول" نقله عنه ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" 2/ 109، والعيني في "مغاني الأخيار" 2/ 230.
وقال الذهبي في "المغني" (3735):
"عبد العزيز بن صالح عن ابن لهيعة: مجهول" وكذا في "الميزان" 2/ 629.
وقال الحافظ في "اللسان" 4/ 31: "الصواب يروي عنه ابن لهيعة".
وأما حديث يعلى بن سيابة:
فأخرجه أحمد 4/ 172، وابن أبي شيبة 3/ 376، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/ 242، وعبد بن حميد (404) - المنتخب ، والطبراني 22/ (705)، والبيهقي في "عذاب القبر" (126) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن حبيب بن أبي جبيرة، عن يعلى بن سيابة، أن النبي صلى الله عليه وسلم:
"مر بقبر فقال: إن صاحب هذا القبر يعذب في غير كبير ثم دعا بجريدة، فوضعها على قبره، فقال: لعله أن يخفف عنه ما دامت رطبة".
وأخرجه أحمد، والطبراني مطولا، وعند الطبراني: "ثم أتى على قبرين يعذب صاحباهما، فقال: «إنهما ليعذبان بأمر غير كبير»، وأخذ بجريدتين رطبتين فوضعهما على قبرهما ثم قال: «عسى أن يخفف عنهما ما كانتا رطبتين».
وقال البيهقي:
"هكذا رواه حماد وقال: أبان بن يزيد، عن عاصم، عن محمد بن أبي جبيرة، عن يعلى".
وحبيب أو محمد بن أبي جبيرة: مجهول.
فأخرجه أحمد 4/ 172، وابن أبي شيبة 3/ 376، وعنه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" 3/ 242، وعبد بن حميد (404) - المنتخب ، والطبراني 22/ (705)، والبيهقي في "عذاب القبر" (126) من طريق حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن حبيب بن أبي جبيرة، عن يعلى بن سيابة، أن النبي صلى الله عليه وسلم:
"مر بقبر فقال: إن صاحب هذا القبر يعذب في غير كبير ثم دعا بجريدة، فوضعها على قبره، فقال: لعله أن يخفف عنه ما دامت رطبة".
وأخرجه أحمد، والطبراني مطولا، وعند الطبراني: "ثم أتى على قبرين يعذب صاحباهما، فقال: «إنهما ليعذبان بأمر غير كبير»، وأخذ بجريدتين رطبتين فوضعهما على قبرهما ثم قال: «عسى أن يخفف عنهما ما كانتا رطبتين».
وقال البيهقي:
"هكذا رواه حماد وقال: أبان بن يزيد، عن عاصم، عن محمد بن أبي جبيرة، عن يعلى".
وحبيب أو محمد بن أبي جبيرة: مجهول.
وأما حديث أنس:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1054)، وقوّام السنة في "الترغيب" (2233) عن أحمد بن عبد الرحمن الحراني أبي الفوارس، عن أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي قال: نا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مر برجل يعذب في قبره من النميمة، ومر برجل يعذب في قبره من البول".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 486 بإسناده، والبيهقي في "الشعب" (10589) من طريق الفضل بن محمد البيهقي، وزادا ثالثًا:
"ورجل يعذب في قبره من الغيبة".
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (128) من طريق عثمان بن خرزاذ، عن أبي معاوية به مقتصرًا على الشطر الأول منه.
وإسناده ضعيف، من أجل خليد بن دعلج، وله طريقان آخران عن أنس:
الأول:
أخرجه الطبراني في "الأوسط (7680)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (127) من طريق عبيد بن عبد الرحمن البزار، نا عيسى بن طهمان، عن أنس بن مالك قال:
"مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين لبني النجار، يعذبان بالنميمة والبول، فأخذ سعفة، فشقها، فوضع على هذا القبر شقا، وعلى هذا القبر شقا، وقال: «لا يزال يخفف عنهما ما دامتا رطبتين».
وقال الهيثمي في "المجمع"1/ 208:
"رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه عبيد بن عبد الرحمن، وهو ضعيف".
وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 20: "عبيد بن عبد الرحمن، فيه جهالة، روى عنه أبو أسامة الكلبي خبرا موضوعا".
وتابعه: عبيد بن الصباح:
أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (127) من طريق أبي العباس الأصم، نا أبو أمامة (كذا!) الكلبي، ثنا عبيد بن الصباح، ثنا عيسى بن طهمان به.
وعبيد بن الصباح: ضعفه أبو حاتم، وقال العقيلي: لا يُتابع.
وقال البزار: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 429.
وأبو أمامة الكلبي: تحريف، والصواب: أبو أسامة فتحرفت السين إلى الميم، وهو عبد الله بن أسامة الكلبي يروي عنه أبو العباس الأصم وغيره وهو ثقة.
والثاني:
أخرجه الضياء في "المختارة" (2218) أخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بنيسابور، أن أبا الحسن علي بن جامع بن علي القاضي، أخبرهم قراءة عليه أبنا أبو سهل عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن أحمد الدشتي، ثنا الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أبنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا محمد بن يزيد، ثنا عمر بن عبد الله بن رزين، ثنا سفيان بن حسين، عن شيبة بن مساور، عن أنس بن مالك
قال: "مر سول الله صلى الله عليه وسلم بقبر فنفرت بغلته الشهباء فأخذ القوم فقال خلوا عنها فإن صاحب القبر يعذب فإنه لا يستنزه من البول".
ومحمد بن يزيد لم يتبيّن لي مَن هو إلا أن يكون تحرّف يحيى إلى يزيد، وهو محمد بن يحيى الذهلي، فعنه يروي محمد بن الحسين القطان والله أعلم.
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1054)، وقوّام السنة في "الترغيب" (2233) عن أحمد بن عبد الرحمن الحراني أبي الفوارس، عن أبي جعفر عبد الله بن محمد النفيلي قال: نا خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مر برجل يعذب في قبره من النميمة، ومر برجل يعذب في قبره من البول".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 3/ 486 بإسناده، والبيهقي في "الشعب" (10589) من طريق الفضل بن محمد البيهقي، وزادا ثالثًا:
"ورجل يعذب في قبره من الغيبة".
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (128) من طريق عثمان بن خرزاذ، عن أبي معاوية به مقتصرًا على الشطر الأول منه.
وإسناده ضعيف، من أجل خليد بن دعلج، وله طريقان آخران عن أنس:
الأول:
أخرجه الطبراني في "الأوسط (7680)، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (127) من طريق عبيد بن عبد الرحمن البزار، نا عيسى بن طهمان، عن أنس بن مالك قال:
"مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين لبني النجار، يعذبان بالنميمة والبول، فأخذ سعفة، فشقها، فوضع على هذا القبر شقا، وعلى هذا القبر شقا، وقال: «لا يزال يخفف عنهما ما دامتا رطبتين».
وقال الهيثمي في "المجمع"1/ 208:
"رواه أحمد والطبراني في الأوسط، وفيه عبيد بن عبد الرحمن، وهو ضعيف".
وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 20: "عبيد بن عبد الرحمن، فيه جهالة، روى عنه أبو أسامة الكلبي خبرا موضوعا".
وتابعه: عبيد بن الصباح:
أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (127) من طريق أبي العباس الأصم، نا أبو أمامة (كذا!) الكلبي، ثنا عبيد بن الصباح، ثنا عيسى بن طهمان به.
وعبيد بن الصباح: ضعفه أبو حاتم، وقال العقيلي: لا يُتابع.
وقال البزار: ليس به بأس، وذكره ابن حبان في "الثقات" 8/ 429.
وأبو أمامة الكلبي: تحريف، والصواب: أبو أسامة فتحرفت السين إلى الميم، وهو عبد الله بن أسامة الكلبي يروي عنه أبو العباس الأصم وغيره وهو ثقة.
والثاني:
أخرجه الضياء في "المختارة" (2218) أخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بنيسابور، أن أبا الحسن علي بن جامع بن علي القاضي، أخبرهم قراءة عليه أبنا أبو سهل عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن أحمد الدشتي، ثنا الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، أبنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا محمد بن يزيد، ثنا عمر بن عبد الله بن رزين، ثنا سفيان بن حسين، عن شيبة بن مساور، عن أنس بن مالك
قال: "مر سول الله صلى الله عليه وسلم بقبر فنفرت بغلته الشهباء فأخذ القوم فقال خلوا عنها فإن صاحب القبر يعذب فإنه لا يستنزه من البول".
ومحمد بن يزيد لم يتبيّن لي مَن هو إلا أن يكون تحرّف يحيى إلى يزيد، وهو محمد بن يحيى الذهلي، فعنه يروي محمد بن الحسين القطان والله أعلم.
وأما حديث أبي برزة:
فأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 195، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 100، وكذا ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 492 من طريق أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: حدثنا الشاه بن عمار حدثني أبو صالح سليمان بن صالح الليثي قال: نبأنا النضر بن المنذر بن ثعلبة العبدي، عن حماد بن سلمة، عن قتادة: أن أبا برزة الأسلمي، كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مر على قبر وصاحبه يعذب، فأخذ جريدة فغرسها في القبر وقال: «عسى أن يرفه عنه ما دامت رطبة" فكان أبو برزة يوصي:
إذا مت فضعوا في قبري معي جريدتين.
قال: فمات في مفازة بين كرمان وقومس، فقالوا: كان يوصينا أن نضع في قبره جريدتين وهذا موضع لا نصيبهما فيه.
فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ركب من قبل سجستان فأصابوا معهم سعفا، فأخذوا منه جريدتين فوضعوهما معه في قبره".
وإسناده ضعيف، وفيه علل:
الأولى: الانقطاع، فإن قتادة لم يسمع من أبي برزة، قال الإمام أحمد بن حنبل: ما أعلم قتادة سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أنس بن مالك قيل له: فابن سرجس؟! فكأنه لم يره سماعا...وصحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس وزاد بن المديني أبا الطفيل. وانظر "جامع التحصيل" (ص: 255) للعلائي.
وقال أبو حاتم كما في "المراسيل" (ص 175) لابنه: "ولم يلق قتادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنسا وعبد الله بن سرجس".
الثانية، والثالثة: النضر بن المنذر بن ثعلبة، والشاه بن عمار: لم أجد لهما ترجمه.
الرابعة: أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي: قال الذهبي في "الميزان" 1/ 135:
"قال الحاكم: ثقة مأمون.
وقال ابن أبي الفوارس: ثقة.
وقال الخطيب: الصحيح أنه ثقة، ثبت.
وضعفه أبو نعيم وأبو زرعة الكشي، وقد حدث عنه الدارقطني".
وضعّف الدارقطني حديثا هو أحد رجاله، وقال في حديث آخر من طريقه: رجاله كلهم معروفون بالثقة!.
فأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 195، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 100، وكذا ابن حجر في "تغليق التعليق" 2/ 492 من طريق أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزي يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: حدثنا الشاه بن عمار حدثني أبو صالح سليمان بن صالح الليثي قال: نبأنا النضر بن المنذر بن ثعلبة العبدي، عن حماد بن سلمة، عن قتادة: أن أبا برزة الأسلمي، كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"مر على قبر وصاحبه يعذب، فأخذ جريدة فغرسها في القبر وقال: «عسى أن يرفه عنه ما دامت رطبة" فكان أبو برزة يوصي:
إذا مت فضعوا في قبري معي جريدتين.
قال: فمات في مفازة بين كرمان وقومس، فقالوا: كان يوصينا أن نضع في قبره جريدتين وهذا موضع لا نصيبهما فيه.
فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ركب من قبل سجستان فأصابوا معهم سعفا، فأخذوا منه جريدتين فوضعوهما معه في قبره".
وإسناده ضعيف، وفيه علل:
الأولى: الانقطاع، فإن قتادة لم يسمع من أبي برزة، قال الإمام أحمد بن حنبل: ما أعلم قتادة سمع من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا من أنس بن مالك قيل له: فابن سرجس؟! فكأنه لم يره سماعا...وصحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس وزاد بن المديني أبا الطفيل. وانظر "جامع التحصيل" (ص: 255) للعلائي.
وقال أبو حاتم كما في "المراسيل" (ص 175) لابنه: "ولم يلق قتادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنسا وعبد الله بن سرجس".
الثانية، والثالثة: النضر بن المنذر بن ثعلبة، والشاه بن عمار: لم أجد لهما ترجمه.
الرابعة: أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي: قال الذهبي في "الميزان" 1/ 135:
"قال الحاكم: ثقة مأمون.
وقال ابن أبي الفوارس: ثقة.
وقال الخطيب: الصحيح أنه ثقة، ثبت.
وضعفه أبو نعيم وأبو زرعة الكشي، وقد حدث عنه الدارقطني".
وضعّف الدارقطني حديثا هو أحد رجاله، وقال في حديث آخر من طريقه: رجاله كلهم معروفون بالثقة!.
*****************
غريب الحديث:
(وما يعذبان في كبير) معناه أنهما لم يعذبا في أمر كان يكبر عليهما، أو يشق فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التنزه من البول، وترك النميمة.
(يستنزه) بنون ساكنة، بعدها زاي ثم هاء، من التنزه وهو البعد.
(لا يستتر) من الاستتار، أي: لا يجعل بينه وبين بوله سترة، تحفظه من رشاشه فهي بمعنى (لا يستنزه).
قال ابن بطال: "معناه لا يستتر جسده ولا ثوبه من مماسة البول ولما عذب على استخفافه بغسله وبالتحرز عنه دل على أن من ترك البول في مخرجه ولم يغسلها أنه حقيق بالعذاب".
(لا يستبرئ) معناه لا يتجنب ويتحرز من بوله.
وذكر النووي أن هذه اللفظة رويت على ثلائة أوجه: "يستتر"، و"يستنزه" و"يستبرئ" ثم قال: "كلها صحيحة، ومعناها لا يتجنبه، ويتحرز منه".
(لا يستتر) من الاستتار، أي: لا يجعل بينه وبين بوله سترة، تحفظه من رشاشه فهي بمعنى (لا يستنزه).
قال ابن بطال: "معناه لا يستتر جسده ولا ثوبه من مماسة البول ولما عذب على استخفافه بغسله وبالتحرز عنه دل على أن من ترك البول في مخرجه ولم يغسلها أنه حقيق بالعذاب".
(لا يستبرئ) معناه لا يتجنب ويتحرز من بوله.
وذكر النووي أن هذه اللفظة رويت على ثلائة أوجه: "يستتر"، و"يستنزه" و"يستبرئ" ثم قال: "كلها صحيحة، ومعناها لا يتجنبه، ويتحرز منه".
*****************
_____________
_____________
يستفاد من الحديث:
أولًا: أن عذاب القبر حق، وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به.
ثانيًا: جواز المشي بين المقابر.
ثالثًا: فيه دليل على عظم أمر النميمة، وأنها سبب من أسباب عذاب القبـر، والنميمة: هي نقل الكلام بين الناس، لقصد الإفساد، وإيقاع العداوة والبغضاء بينهم، روى مسلم (2606) من حديث ابن مسعود مرفوعًا: "ألا أنبئكم ما العَضْه؟ هي النميمة الْقَالَةُ بين الناس"، العضه والعضيهة: البهتان، والكذب الذي لا حقيقة له. و(القالة) كثرة القول، وإيقاع الخصومة بين الناس.
قال عبد الرحمن بن حسن في "فتح المجيد" (ص 292): "ذكر ابن عبد البر عن يحيى ابن أبي كثير قال: "يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة". وقال أبو الخطاب في عيون المسائل: ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس. قال في الفروع: ووجهه أنه يقصد الأذى بكلامه وعمله على وجه المكر والحيلة، أشبه السحر، وهذا يعرف بالعرف والعادة أنه يؤثر وينتج ما يعمله السحر أو أكثر، فيعطى حكمه تسوية بين المتماثلين أو المتقاربين. لكن يقال: الساحر إنما يكفر لوصف السحر وهو أمر خاص ودليله خاص، وهذا ليس بساحر. وإنما يؤثر عمله ما يؤثره فيعطى حكمه إلا فيما اختص به من الكفر وعدم قبول التوبة".
قال عبد الرحمن بن حسن في "فتح المجيد" (ص 292): "ذكر ابن عبد البر عن يحيى ابن أبي كثير قال: "يفسد النمام والكذاب في ساعة ما لا يفسد الساحر في سنة". وقال أبو الخطاب في عيون المسائل: ومن السحر السعي بالنميمة والإفساد بين الناس. قال في الفروع: ووجهه أنه يقصد الأذى بكلامه وعمله على وجه المكر والحيلة، أشبه السحر، وهذا يعرف بالعرف والعادة أنه يؤثر وينتج ما يعمله السحر أو أكثر، فيعطى حكمه تسوية بين المتماثلين أو المتقاربين. لكن يقال: الساحر إنما يكفر لوصف السحر وهو أمر خاص ودليله خاص، وهذا ليس بساحر. وإنما يؤثر عمله ما يؤثره فيعطى حكمه إلا فيما اختص به من الكفر وعدم قبول التوبة".
رابعًا: نجاسة بول الناس، ووجوب التنزه عنه، والتوقي منه.
خامسًا: فيه رحمته ولطفه وإحسانه صلى الله عليه وآله وسلم بالمقبورَين.
سادسًا: وضع الجريد على القبر من خصوصياته صلى الله عليه وسلم، قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 19-20:
"وأما قوله (لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا) فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه صلى الله عليه وسلم جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدا لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما, وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنى ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخوص في قبور موتاهم، وأراهم ذهبوا إلى هذا, وليس لما تعاطوه من ذلك وجه، والله أعلم"
وقال أحمد شاكر في تعليقه على "سنن الترمذي" 1/ 103: "وصدق الخطابي، وقد ازداد العامة إصرارا على هذا العمل الذي لا أصل له، وغلوا فيه، وخصوصا في بلاد مصر تقليدا للنصارى، حتى صاروا يضعون الزهور على القبور، ويتهادونها بينهم، فيضعها الناس على قبور أقاربهم ومعارفهم تحية لهم، ومجاملة للأحياء، وحتى صارت عادة شبيهة بالرسمية في المجاملات الدولية، فتجد الكبراء من المسلمين إذا نزلوا بلدة من بلاد أوروبا ذهبوا إلى قبور عظمائها، أو إلى قبر من يسمونه بـ "الجندي المجهول" ووضعوا عليها الزهور، وبعضهم يضع الزهور الصناعية التي لا نداوة فيها، تقليدا للإفرنج، واتباعا لسنن من قبلهم، ولا ينكر عليهم العلماء أشباه العامة، بل تراهم أنفسهم يصنعون ذلك في قبور موتاهم، ولقد علمت أن أكثر الأوقاف التي تسمى أوقافا خيرية موقوف ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور، وكل هذه بدع ومنكرات لا أصل لها في الدين، لا مستند لها من الكتاب والسنة، ويجب على أهل العلم أن ينكروها، وأن يبطلوا هذه العادات ما استطاعوا".
وقال الألباني: في "أحكام الجنائز" (ص 201-202): "ويؤيد كون وضع الجريد خاصا به صلى الله عليه وسلم وأن التخفيف لم يكن من أجل نداوة شقها أمور:
أ - حديث جابر رضي الله عنه، الطويل في "صحيح مسلم" وفيه قال صلى الله عليه وسلم: "إنى مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتى أن يرد عنهما ما دام الغصنان رطبين".
فهذا صريح في أن رفع العذاب إنما هو بسبب شفاعته صلى الله عليه وسلم، ودعائه، لا بسبب النداوة، وسواء كانت قصة جابر هذه هى عين قصة ابن عباس المتقدمة كما رجحه العينى وغيره، أو غيرها كما رجحه الحافظ في "الفتح"، أما على الاحتمال الأول فظاهر، وأما على الاحتمال الآخر فلأن النظر الصحيح يقتضي أن تكون العلة واحدة في القصتين للتشابه الموجود بينهما، ولأن كون النداوة سببا لتخفيف العذاب عن الميت مما لا يعرف شرعا ولا عقلا، ولو كان الأمر كذلك لكان أخف الناس عذابا إنما هم الكفار الذين يدفنون في مقابر أشبه ما تكون بالجنان لكثرة ما يزرع فيها من النباتات، والأشجار التي تظل مخضرة صيفا وشتاء! يضاف إلى ما سبق أن بعض العلماء كالسيوطي قد ذكروا أن سبب تأثير النداوة في التخفيف كونها تسبح الله تعالى، فإذا ذهبت من العود ويبس انقطع تسبيحه! فإن هذا التعليل مخالف لعموم قوله تبارك وتعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.
ب - في حديث ابن عباس نفسه ما يشير إلى أن السر ليس في النداوة، أو بالأحرى ليست هى السبب في تخفيف العذاب، وذلك قوله: "ثم دعا بعسيب فشقه اثنين" يعني طولا، فإن من المعلوم أن شقه سبب لذهاب النداوة من الشق ويبسه بسرعة، فتكون مدة التخفيف أقل مما لو لم يشق، فلو كانت هى العلة لأبقاه صلى الله عليه وسلم بدون شق، ولوضع على كل قبر عسيبا أو نصفه على الأقل، فإذ لم يفعل دل على أن النداوة ليست هى السبب، وتعين على أنها علامة على مدة التخفيف الذي أذن الله به استجابة لشفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم كما هو مصرح به في حديث جابر، وبذلك يتفق الحديثان في تعيين السبب، وإن احتمل اختلافهما في الواقعة وتعددها، فتأمل هذا فإنه شىء انقدح في النفس، ولم أجد من نص عليه أو أشار إليه من العلماء، فإن كان صوابا فمن الله تعالى، وإن كان خطأ فهو مني، وأستغفره من كل ما لا يرضيه.
جـ - لو كانت النداوة مقصودة بالذات، لفهم ذلك السلف الصالح ولعلموا بمقتضاه، ولوضعوا الجريد والآس ونحو ذلك على القبور عند زيارتها, ولو فعلوا لاشتهر ذلك عنهم، ثم نقله الثقات إلينا، لأنه من التي تلفت النظر، وتستدعى الدواعى نقله، فإذ لم ينقل دل على أنه لم يقع، وأن التقرب به إلى الله بدعة، فثبت المراد، وإذا تبين هذا، سهل حينئذ فهم بطلان ذلك القياس الهزيل الذي نقله السيوطي في "شرح الصدور" عمن لم يسمه 1: "فإذا خفف عنهما بتسبيح الجريدة، فكيف بقراءة المؤمن القرآن؟! قال: وهذا الحديث أصل في غرس الأشجار عند القبور".
قلت: فيقال له: أثبت العرش ثم انقش، وهل يستقيم الظل والعود أعوج؟! ولو كان هذا القياس صحيحا لبادر إليه السلف, لأنهم أحرص على الخير منا، فدل ما تقدم على أن وضع الجريد على القبر خاص به صلى الله عليه وسلم، وأن السر في تخفيف العذاب عن القبرين لم يكن في نداوة العسيب بل في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه لهما، وهذا مما لا يمكن وقوعه مرة أخرى بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، ولا لغيره من
بعده صلى الله عليه وسلم, لأن الاطلاع على عذاب القبر من خصوصياته عليه الصلاة والسلام".
"وأما قوله (لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا) فإنه من ناحية التبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما، وكأنه صلى الله عليه وسلم جعل مدة بقاء النداوة فيهما حدا لما وقعت به المسألة من تخفيف العذاب عنهما, وليس ذلك من أجل أن في الجريد الرطب معنى ليس في اليابس، والعامة في كثير من البلدان تفرش الخوص في قبور موتاهم، وأراهم ذهبوا إلى هذا, وليس لما تعاطوه من ذلك وجه، والله أعلم"
وقال أحمد شاكر في تعليقه على "سنن الترمذي" 1/ 103: "وصدق الخطابي، وقد ازداد العامة إصرارا على هذا العمل الذي لا أصل له، وغلوا فيه، وخصوصا في بلاد مصر تقليدا للنصارى، حتى صاروا يضعون الزهور على القبور، ويتهادونها بينهم، فيضعها الناس على قبور أقاربهم ومعارفهم تحية لهم، ومجاملة للأحياء، وحتى صارت عادة شبيهة بالرسمية في المجاملات الدولية، فتجد الكبراء من المسلمين إذا نزلوا بلدة من بلاد أوروبا ذهبوا إلى قبور عظمائها، أو إلى قبر من يسمونه بـ "الجندي المجهول" ووضعوا عليها الزهور، وبعضهم يضع الزهور الصناعية التي لا نداوة فيها، تقليدا للإفرنج، واتباعا لسنن من قبلهم، ولا ينكر عليهم العلماء أشباه العامة، بل تراهم أنفسهم يصنعون ذلك في قبور موتاهم، ولقد علمت أن أكثر الأوقاف التي تسمى أوقافا خيرية موقوف ريعها على الخوص والريحان الذي يوضع على القبور، وكل هذه بدع ومنكرات لا أصل لها في الدين، لا مستند لها من الكتاب والسنة، ويجب على أهل العلم أن ينكروها، وأن يبطلوا هذه العادات ما استطاعوا".
وقال الألباني: في "أحكام الجنائز" (ص 201-202): "ويؤيد كون وضع الجريد خاصا به صلى الله عليه وسلم وأن التخفيف لم يكن من أجل نداوة شقها أمور:
أ - حديث جابر رضي الله عنه، الطويل في "صحيح مسلم" وفيه قال صلى الله عليه وسلم: "إنى مررت بقبرين يعذبان، فأحببت بشفاعتى أن يرد عنهما ما دام الغصنان رطبين".
فهذا صريح في أن رفع العذاب إنما هو بسبب شفاعته صلى الله عليه وسلم، ودعائه، لا بسبب النداوة، وسواء كانت قصة جابر هذه هى عين قصة ابن عباس المتقدمة كما رجحه العينى وغيره، أو غيرها كما رجحه الحافظ في "الفتح"، أما على الاحتمال الأول فظاهر، وأما على الاحتمال الآخر فلأن النظر الصحيح يقتضي أن تكون العلة واحدة في القصتين للتشابه الموجود بينهما، ولأن كون النداوة سببا لتخفيف العذاب عن الميت مما لا يعرف شرعا ولا عقلا، ولو كان الأمر كذلك لكان أخف الناس عذابا إنما هم الكفار الذين يدفنون في مقابر أشبه ما تكون بالجنان لكثرة ما يزرع فيها من النباتات، والأشجار التي تظل مخضرة صيفا وشتاء! يضاف إلى ما سبق أن بعض العلماء كالسيوطي قد ذكروا أن سبب تأثير النداوة في التخفيف كونها تسبح الله تعالى، فإذا ذهبت من العود ويبس انقطع تسبيحه! فإن هذا التعليل مخالف لعموم قوله تبارك وتعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.
ب - في حديث ابن عباس نفسه ما يشير إلى أن السر ليس في النداوة، أو بالأحرى ليست هى السبب في تخفيف العذاب، وذلك قوله: "ثم دعا بعسيب فشقه اثنين" يعني طولا، فإن من المعلوم أن شقه سبب لذهاب النداوة من الشق ويبسه بسرعة، فتكون مدة التخفيف أقل مما لو لم يشق، فلو كانت هى العلة لأبقاه صلى الله عليه وسلم بدون شق، ولوضع على كل قبر عسيبا أو نصفه على الأقل، فإذ لم يفعل دل على أن النداوة ليست هى السبب، وتعين على أنها علامة على مدة التخفيف الذي أذن الله به استجابة لشفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم كما هو مصرح به في حديث جابر، وبذلك يتفق الحديثان في تعيين السبب، وإن احتمل اختلافهما في الواقعة وتعددها، فتأمل هذا فإنه شىء انقدح في النفس، ولم أجد من نص عليه أو أشار إليه من العلماء، فإن كان صوابا فمن الله تعالى، وإن كان خطأ فهو مني، وأستغفره من كل ما لا يرضيه.
جـ - لو كانت النداوة مقصودة بالذات، لفهم ذلك السلف الصالح ولعلموا بمقتضاه، ولوضعوا الجريد والآس ونحو ذلك على القبور عند زيارتها, ولو فعلوا لاشتهر ذلك عنهم، ثم نقله الثقات إلينا، لأنه من التي تلفت النظر، وتستدعى الدواعى نقله، فإذ لم ينقل دل على أنه لم يقع، وأن التقرب به إلى الله بدعة، فثبت المراد، وإذا تبين هذا، سهل حينئذ فهم بطلان ذلك القياس الهزيل الذي نقله السيوطي في "شرح الصدور" عمن لم يسمه 1: "فإذا خفف عنهما بتسبيح الجريدة، فكيف بقراءة المؤمن القرآن؟! قال: وهذا الحديث أصل في غرس الأشجار عند القبور".
قلت: فيقال له: أثبت العرش ثم انقش، وهل يستقيم الظل والعود أعوج؟! ولو كان هذا القياس صحيحا لبادر إليه السلف, لأنهم أحرص على الخير منا، فدل ما تقدم على أن وضع الجريد على القبر خاص به صلى الله عليه وسلم، وأن السر في تخفيف العذاب عن القبرين لم يكن في نداوة العسيب بل في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه لهما، وهذا مما لا يمكن وقوعه مرة أخرى بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، ولا لغيره من
بعده صلى الله عليه وسلم, لأن الاطلاع على عذاب القبر من خصوصياته عليه الصلاة والسلام".
كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
______
1 - قد يكون أخذه من ابن دقيق العيد في شرحه "عمدة الأحكام" 1/ 106-107.