words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الأحد، 17 ديسمبر 2017

الوعيد الشديد لمن لبس لباس المرأة تشبها بها، والمرأة تلبس لباس الرجل تشبها به


(109) عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل".

صحيح - أخرجه أبو داود (4098)، والنسائي في "الكبرى" (9209)، وأحمد 2/ 325، والبزار (9089)، وابن حبان (5751) و (5752)، والبيهقي في "الشعب" (7416)، وقاضي المارستان في "مشيخته" (704)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 73/ 28 من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الأوسط" (984)، والحاكم 4/ 194 من طريق زهير بن محمد، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: فذكره.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وهو كما قال رحمه الله تعالى.
وأخرجه ابن ماجه (1903) حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة:
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المرأة تتشبه بالرجال، والرجل يتشبه بالنساء".
وهذا إسناد ضعيف، يعقوب بن حميد بن كاسب: ضعفه أبو حاتم.
وقال ابن معين في رواية الدوري عنه: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وسئل أبو زرعة عنه فحرّك رأسه.
وقال العقيلي عن زكريا بن يحيى الحلواني: رأيت أبا داود ( السجستاني قد جعل حديث يعقوب بن كاسب وقايات على ظهور كتبه )، فسألته عنه، فقال: رأينا في مسنده أحاديث أنكرناها، فطالبناه بالأصول فدافعنا، ثم أخرجها بعد فوجدنا الأحاديث في الأصول مغيرة بخط طري، كانت مراسيل فأسندها وزاد فيها.
وقال صالح جرزة: تكلم فيه بعض الناس.
وقال المعلمي في تعليقه على "الفوائد" (ص 503): فيه نظر.
ووهم العلّامة الألباني رحمه الله تعالى في "حجاب المرأة المسلمة" (ص 73)، و"غاية المرام" (86) إذ عزاه لابن ماجه بلفظ "لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل".
وبلفظ ابن ماجه أخرجه البخاري (5885)، وغيره من حديث ابن عباس:
"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال".
وله شاهد من حديث ابن عمر:
أخرجه البيهقي في "الشعب" (7417) من طريق أبي قلابة، حدثني أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا عمر بن محمد، عن عبد الله بن يسار، عن سالم، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة لا ينظر الله إليهم: العاق بوالديه، ومدمن خمر، ومنان، وثلاثة لا يدخلون الجنة: الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل، والديوث".
وهذا إسناد حسن، عبد الله بن يسار الأعرج: حسن الحديث، روى عنه عمر بن محمد العمري، وسليمان بن بلال، ويزيد بن إبراهيم التستري، وعبد الله بن جعفر بن نجيح السعديّ، وإبراهيم بن محمد بن يحيى الأسلميّ، ووثقه ابن حبان 7/ 23، وهذا الحديث بهذا اللفظ أخطأ فيه أبو قلابة وهو عبد الملك بن محمد الرقاشي فقد أخرجه النسائي (2562)، وفي "الكبرى" (2354)، والطبري في "تهذيب الآثار" (297) - مسند علي: عن عمرو ابن علي، وأبو يعلى (5556) حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، والبيهقي في "الشعب" (10309) مختصرا من طريق محمد بن أبي بكر، ثلاثتهم عن يزيد بن زريع بإسناده، بلفظ:
"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن الخمر، والمنان بما أعطى".
وأخرجه أحمد 2/ 134 من طريق عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، والطبري في "تهذيب الآثار" (298) - مسند علي، وابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 861، وابن حبان (7340)، والبيهقي 8/ 288، والخطيب البغدادي في "تلخيص المتشابه" 2/ 594 من طريق ابن وهب، والبزار (6051)، والروياني في "مسنده" (1400)، والطبراني 12/ (13180)، وفي "الأوسط" (2443) [[1]]، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4326)، والبيهقي في "الشعب" (7493)، والمزي في "تهذيب الكمال" 16/ 330 من طريق أبي عاصم النبيل، ثلاثتهم عن عمر بن محمد العمري به.
وقال البيهقي:
"كذا جاء به أبو عاصم، وتبعه فيه غيره، فذكر العاق في موضعين".
قلت: وعند الروياني ذكَر "اللعان" بدلا عن أحدهما.
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 859 حدثنا محمد بن يحيى، والضياء في "الأحاديث المختارة" (198) من طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي، كلاهما عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا أخي، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله بن يسار الأعرج، أنه سمع سالم بن عبد الله، يحدث عن أبيه، عن عمر، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء".
وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (299) - مسند علي: حدثني عمرو بن محمد العثماني، قال: حدثني إسماعيل بن أبي أويس، عن أخيه، عن سليمان بن بلال، عن عبد الله بن يسار الأعرج، أنه سمع سالما، يحدث، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: عاق والديه، ومدمن خمر، ومنان بما أعطى".
وأخرجه الحاكم 4/ 146-147 حدثنا أبو بكر بن إسحاق [[2]]، أنبأ العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس به.
وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي.
وقال ابن خزيمة:
"حدثنا محمد بن يحيى، في مسند ابن عمر بهذا الإسناد، بإسقاط عمر، وقال: إنه سمع سالما يحدث عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة عاق والديه، ومدمن خمر، ومنان بما أعطى".
وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" 2/ 861، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (411)، والحاكم 1/ 72، والبيهقي 10/ 226 عن أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال به، ليس فيه عمر.
 وقال الحاكم:
"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، والقلب إلى رواية أيوب بن سليمان أميل حيث لم يذكر في إسناده عمر".
وله طريق أخرى عن سالم:
أخرجه البزار (6050) من طريق محمد بن بلال، حدثنا عمران القطان، عن محمد بن عمرو، عن سالم، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، ومدمن الخمر، والمنان عطاءه، وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق بوالديه، والديوث، والرجلة".
وهذا إسناد ضعيف، صالح للاعتبار به، عمران القطان: ضعفه أبو داود، والنسائي.
وقال ابن معين: ليس بالقوي.
وقال الدارقطني: كان كثير المخالفة والوهم.
ومحمد بن بلال الكندي: قال ابن عدي: يغرب عن عمران، وروى عن غير عمران أحاديث غرائب، وليس حديثه بالكثير، وأرجوا أنه لا بأس به.
وذكره العقيلي في "الضعفاء" 4/ 37، وقال: يهم في حديثه كثيرا.
وقال الذهبي في "الميزان" 3/ 493: غلط في حديث كما يغلط الناس.
وفي "تهذيب التهذيب" 9/ 82: "قال الذهبي غلط في حديثه كما يغلط الناس".

غريب الحديث


(لعن) اللعن: الطرد والإبعاد من الخير، قال ابن قرقول في "مطالع الأنوار" 3/ 441:
"اللَّعْنُ" في أصله: البعد، واللعين عند العرب: المتمرد المطرود من بينهم، الذي قد تبرؤوا منه لتمرده وخوف جرائره، ثم الآن المبعد من رحمة الله عز وجل".

يستفاد من الحديث


أولًا: الوعيد الشديد لمن لبس لباس المرأة تشبها بها، والمرأة تلبس لباس الرجل تشبها به.

ثانيًا: أن تشبه الرجال بالنساء وعكسه حرام كما قال النووي في "شرح المهذب" 4/ 444-445, لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح فيفسق فاعله.


كتبه الفقير إلى الله تعالى
أبو سامي العبدان
حسن التمام
30 - ربيع الأول - 1439 هجري



٭ ٭ ٭




[1] - وأقحم في مطبوع "المعجم الأوسط" - طبعة دار الحرمين (يسار) فيما بين عبد الله ابن يسار، وسالم!
[2] - هو أبو بكر أحمد بن إسحاق الصِّبْغِي، النَّيسَابُوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام