words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

ما جاء من الوعيد فيمن لبس ثوب شهرة

 

(110) "من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة".

حسن - أخرجه أبو داود (4030)، والنسائي في "الكبرى" (9487)، وابن ماجه (3606)، وأحمد 2/ 92 و 139، وأبو يعلى (5698)، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2143)، والبيهقي في "الشعب" (5817)، وفي "الآداب" (587)، والبغوي في "شرح السنة" (3116)، والرافعي في "أخبار قزوين" 4/ 81 من طريق شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن مهاجر الشامي، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فذكره.
وهذا حديث حسن، وإسناده ضعيف، شريك هو النخعي القاضي: صدوق يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولى القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع كما في "التقريب"، وتابعه أبو عوانة الوضاح ابن عبد الله اليشكري:
أخرجه ابن ماجه (3607) حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، عن أبي عوانة، عن عثمان بن المغيرة به.
وزاد "ثم تلهب فيه نارا".
وأخرجه أبو داود (4029) و (4030) عن محمد بن عيسى، ومسدد، كلاهما عن أبي عوانة به موقوفا.
وقال أبو حاتم الرازي كما في "العلل" (1471):
"هذا الحديث موقوف أصح".
وأخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (404)، و"التواضع والخمول" (67) من طريق عبد الله بن المبارك، عن أبي عوانة، عن سليمان الشيباني، حدثنا رجل، قال:
"رأى ابن عمر على ابنه ثوبا قبيحا دونا، فقال: لا تلبس هذا، فإن هذا ثوب شهرة".
وأخرجه عبد الرزاق (19979)، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5816) عن معمر، عن ليث، عن رجل، عن ابن عمر، قال:
"من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ذلا يوم القيامة".
والرجل الذي أبهم هو المهاجر، فقد رواه هناد في "الزهد" 2/ 428، وابن علية، وأبو معاوية الضرير كما عند ابن أبي شيبة في "المصنف" 8/ 312، ثلاثتهم (هناد، وابن علية، وأبو معاوية) عن ليث، عن مهاجر بن عمرو، عن ابن عمر به.
وفي رواية ابن علية (المهاجر) غير منسوب، وفي رواية أبي معاوية الضرير (المهاجر أبو الحسن)، وليث هو ابن أبي سليم: ضعيف.

وله شواهد من حديث أبي ذر، ورافع بن يزيد الثقفي، وأنس، والحسين ابن علي، ومن مرسل هارون بن كنانة:

أما حديث أبي ذر:
فأخرجه ابن ماجه (3608)، والعقيلي في "الضعفاء" 4/ 328، وابن حبان في "الثقات" 9/ 230، وأبو الشيخ في "التوبيخ" (169)، وأبو نعيم في "الحلية" 4/ 190-191، والبيهقي في "الشعب" (5820)، والمزي في "تهذيب الكمال" 19/ 348 من طريق وكيع بن محرز الناجي قال: حدثنا عثمان بن جهم، عن زر بن حبيش، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"من لبس ثوب شهرة، أعرض الله عنه حتى يضعه متى ما وضعه".
وقال العقيلي:
"الرواية في هذا الباب فيها لين".
وقال أبو نعيم:
"حديث غريب من حديث زر، تفرد به وكيع، عن عثمان".
وجوّد إسناده أبو الفضل العراقي في "تخريج الإحياء"، وحسّن إسناده البوصيري في "مصباح الزجاجة".
وإسناده ضعيف، عثمان بن جهم: مجهول، لم يرو عنه غير وكيع بن محرز، ووثقه ابن حبان 7/ 202!
ووكيع بن محرز ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/ 230، وقال البخاري: عنده عجائب.
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به.

وأما حديث رافع بن يزيد الثقفي:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7708)، وأبو الفتح الموصلي في "المخزون في علم الحديث" (36) من طريق مخلد بن يزيد، وابن عدي في "الكامل" 4/ 346، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (5915) من طريق حجاج، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2670)، والجورقاني في "الأباطيل" (646) من طريق سعيد بن سالم، ثلاثتهم عن ابن جريج، حدثني أبو بكر الهذلي، عن الحسن، عن رافع بن يزيد الثقفي، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
"إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة وكل ثوب فيه شهرة".
وقال الطبراني:
"لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا مخلد بن يزيد!".
وقال أبو نعيم:
"رواه سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن رافع، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه".
وقال الجورقاني:
"هذا حديث باطل، رواه عن الحسن: قتادة فخالف فيه أبا بكر الهذلي".
فتعقبه الحافظ في "الإصابة" 2/ 371، فقال:
"قوله باطل مردود، فإن أبا بكر الهذليّ لم يوصف بالوضع، وقد وافقه سعيد ابن بشير - وإن زاد في السند رجلا - فغايته أن المتن ضعيف".

وأما حديث أنس بن مالك:
فأخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في "إتحاف الخيرة" (3980) حدثنا داود ابن المحبر، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن شبيب بن بشر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لبس ذا شهرة أو ركب ذا شهرة أعرض الله عنه، وإن كان له وليا".
وإسناده تالف: عنبسة بن عبد الرحمن: متروك، ورماه أبو حاتم بالوضع.
وقال الأزدي: كذاب.
وداود بن المحبر: متروك.

وأما حديث الحسين بن علي:
فأخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (172) من طريق محمد بن بكر البرساني، عن أبي الجارود، عن أبي سعد الميثمي (كذا)، قال: سمعت الحسين بن علي، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لبس ثوب شهرة كساه الله ثوب نار".
وهذا إسناد تالف، أبو الجارود هو زياد بن المنذر: رافضي، كذبه يحيى بن معين.
وأبو سعد الميثمي: تحريف، والصواب أنه أبو سعيد التيمي: قيل إن اسمه دينار، ولقبه عقيصا، قال يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وتركه الدارقطني.
وقال الجوزجاني: غير ثقة.
وأخرجه الطبراني 3/ (2907) من طريق سفيان بن وكيع، حدثنا إسماعيل ابن أبان الوراق، عن زياد بن المنذر، عن أبي سعيد التيمي، عن الحسن والحسين مرفوعا.
وأخرجه الطبراني 3/ (2906) من طريق سفيان بن وكيع، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن فضيل بن مرزوق، عن أبي سعيد التيمي، قال: سمعت الحسن والحسين رضي الله عنهما، يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من لبس مشهورا من الثياب أعرض الله عنه يوم القيامة".
وقال الهيثمي في "المجمع" 5/ 135:
"فيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف!".
قلت: وهذا قصور من الحافظ الهيثمي، كان الأولى به أن يعلّه بأبي سعيد التيمي، وبزياد بن المنذر.

وأما مرسل هارون بن كنانة:
فأخرجه البيهقي 2/ 273، وفي "الشعب" (5818)، والخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي" (884) من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد، عن هارون بن كنانة:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشهرتين: أن يلبس الثياب الحسنة التي ينظر إليه فيها، أو الدنية أو الرثة التي ينظر إليه فيها".
وهذا مرسل، ووقع في أصول سنن البيهقي كلها (هارون بن كنانة) وهو مجهول، ولقد أثبت محققُ سنن البيهقي في الأصل (هارون، عن كنانة) زاعما أن الصواب كنانة بن نعيم، مع أنه قال:
"في الأصول كلها هارون بن كنانة"، وبنحوه صنع محقق "شعب الإيمان"!، ولم يُحسنا الصنيع وليتهما لم يتلاعبا بأصول الكتب، وأثبتا ما ذكراه في الحاشية وتركا الأصل كما هو، وقد جاء كما أثبتُه في أصول سنن البيهقي، وفي موضع من "الشعب" كما أشار إليه محققه في الحاشية، وكذا في مطبوعي "الجامع لأخلاق الراوي"، وقال البيهقي في "الآداب" (588):
"وروي عن هارون بن كنانة مرسلا".
فمن المستبعد جدا أن يقع التحريف في كل أصول "السنن الكبرى للبيهقي"، وفي "الشعب"، وفي "الآداب"، وفي "الجامع لأخلاق الراوي"، والله أعلم.



غريب الحديث


(ثوب شهرة) هو الذي إذا لبسه الإنسان افتضح به، واشتهر بين الناس، والمراد به: ما ليس من لباس الرجال، ولا يجوز لهم لبسه شرعا ولا عرفا.
قال ابن القيم في "الهدي" 1/ 140: "قال بعض السلف: كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب العالي والمنخفض".
والشهرة تكون في اللباس النفيس، والخسيس.

يستفاد من الحديث


الحديث يدل على تحريم لبس ثوب الشهرة، وليس هذا الحديث مختصا بنفيس الثياب، بل قد يحصل ذلك لمن يلبس ثوبا يخالف ملبوس الناس من الفقراء ليراه الناس فيتعجبوا من لباسه ويعتقدوه. قاله ابن رسلان.


كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
حسن التمام
1 - ربيع الثاني - 1439 هجري


٭ ٭ ٭



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام